أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - !!!صلعة مولانا الإمبراطور














المزيد.....

!!!صلعة مولانا الإمبراطور


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 11:05
المحور: كتابات ساخرة
    


تطلع مولانا الإمبراطور حفظه الله ورعاه بوجهه إلى المرآة الممتدة أمامه بعرض الجدار البلوري في ركن من أركان قصره الأعظم ثم أدار مقلتيه الجاحظتين في محجريهما كوحش كاسر في ليل بهيم.. نظر إلى الصورة المعكوسة أمامه نظرة تشوبها المهانة والهزء : رأس أصلع غليظ .. يمتد عموديا على شكل اهليليجي .. دك الأرض بقدميه دكا .. أرغى وأزبد ثم استجمع شتات لعابه مرتدا إلى الخلف وألقى به على سطح المرآة الصقيل .. صاح بلهجة المتأمل الآسف :
- تفو !!! تبا لك من صلعة ملعونة !!!
استدار إلى الخلف ثم ردد في قرارة النفس اللوامة : " ياللغرابة !! ... أغبياء سفلة يملكون ما لا أملك ثم يسخرون !! " قال ذلك ثم مسد براحة كفه صلعته المباركة ...
أومأ برأسه إلى كبير مستشاريه فجاء إليه يسعى على أربع مثل البغل .. سرت في أوصاله رعدة قوية ثم انتصب في مكانه واجما كجلمود صخرأصلد..
- أيها المستشار ! أبلغنا عن التقارير النهائية لأولئك السفلة الأغبياء !
استجمع المستشار شتات فرائصه وقال بنبرة المتلعثم المصعوق :
- أعز الله مولانا الإمبراطور .. إن صلعتكم الموقرة ، بعد كل الفحوص والتحليلات الطبية لكبار أطباء إمبراطوريتكم السعيدة ، لن يجدي معها أي علاج ناجع .. كما كشفت تقاريرهم ، حفظكم الله ،أن حالتكم لن تنفع معها عملية زراعة ما دامت قداسة صلعتكم وراثية ...
اهتز مولانا الإمبراطور من مقعده كالثور الهائج ثم انطلقت من فيه قهقهة مدوية تردد صداها في أرجاء القصر الأعظم وقال بلهجة هازئة:
- وراثية ؟؟ !! .. يا لهم من أغبياء سفلة !! فليزج بهؤلاء الجهلة في غياهب الزنازن حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا !!
استرخى مولانا الإمبراطور على مقعده الوثير بعد أن استعاد هدوءه ثم ردد في دخيلته من جديد " ياللغرابة !! ... أغبياء سفلة يملكون ما لا أملك ثم يسخرون !! " قال ذلك ثم مسد براحة كفه صلعته المباركة ...
قال كبير المستشارين مواصلا تلاوة التقارير:
- أما الأطباء النفسانيون يا مولانا الإمبراطور، فيقررون أن صلعتكم الميمونة تاج يكلل هامتكم المبجلة .. وهي سمة المروءة والحكمة والعلم .. ولا داعي للقلق سيدي أيدكم الله !! ...
رد مولانا الإمبراطور ثائرا :
- فليسحق هؤلاء الأنذال سحقا جزاء ما تفوهت به ألسنتهم !!
تابع كبير المستشارين حديثه قائلا :
- أما الحكماء يا مولانا الإمبراطور ، فقد اكتفوا بقولهم عن صلعتكم الشريفة:

ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم

قال مولانا الإمبراطور :
- فليشنق هؤلاء الثرثارون شنقا جزاء لتهورهم !!
حاول كبير المستشارين مواصلة قراءة بقية التقارير حول آراء المشعوذين والدجالين والمنجمين والعشابين والفقهاء ، وغير هؤلاء وأولئك ، لكن مولانا الإمبراطور قاطعه ناهرا إياه :
- كفى ثرثرة يا هذا !! حدثني عن رأي الشعب ! يهمني رأيه أولا ! ماذا يقول الشعب عن صلعة جلالتنا ؟
قال كبير المستشارين :
- إن الشعب يا مولانا لم يقل كلمته بعد.. إن قانوننا الأسمى وديمقراطيتنا العظمى لتحتم عليكم إجراء عملية استفتاء بهذا الشأن...
في اليوم التالي خطب مولانا الإمبراطور في الشعب خطبة بتراء وأصدر أمره السامي المطاع بإجراء عملية استفتاء حول قداسة صلعته ........



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


المزيد.....




- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح اهضير - !!!صلعة مولانا الإمبراطور