|
مُبْدِعُ الاخْتِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا
محمد حلمي الريشة
الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 02:23
المحور:
الادب والفن
ثَانِيَةً، نَشُدُّنَا إِلَى فُسْحَةِ الْقَلْبِ الْمَائِجِ بِعُصَارَاتِ الرُّوحِ الْمُكَوْكَبَةِ حَقًّا وَصِدْقًا.. ثَانِيَةً، نَحْتَضِنُ ذُبَالَةَ الْكَلاَمِ الْبَصِيرِ بِتَقَوُّسِ يَدَيْنَا الْمُنْهَكَتَيْنِ بِأَلْسِنَةِ الْعَمَلِ الْمُرَطَّبِ بِالْعَرَقِ الشَّقِيِّ، وَالدَّمْعِ الْمُطَرَّزِ فَوْقَ وَجْنَةِ الْمَاءِ الْهَجِيرِ!
خَامسَةً، يَعُودُنَا الْغَرِيبُ كَنَجْمٍ طَوِيلِ الضَّوْءِ لِيُرْشِفَنَا حُضُورَهُ الأَغْرَبَ مِن حِكَايَةٍ لَمْ تَزَلْ مَاثِلَةَ الْحَرَاكِ والْغُمُوضِ الشَّهِيِّ الْيَتَفَتَّحُ ثَرَاءً فِي الْمُخَيَّلَةِ الْمُعَذَّبَةِ بِهِ وَبِنَا، وَهَا نَحْنُ نَعُودُهُ بِحُمْرَةِ الْخَجَلِ حَدَّ السَّوَادِ، كَأَنْ لَسْنَا نَحْنُ؛ الشَّعْبَ/ الْوَطَنَ/ الحُلُمَ/ الْمَصِيرَ/ الْحَيَاةَ، وَكَأَنْ لَسْنَا الْفِلِسْطِينِيِّينَ الَّذِينَ نَعْرِفُنَا وَيَعْرِفُنَا الآخَرُ/ونَ، إِذِ اتِّسَاعُ سَوْأَتِنَا مَا بَعْدَ حَدِّ الْبَثِّ الْمُبَاشَرِ لِلطَّلْقَةِ الْحَوْلاَءِ، وَالدَّمِ الأَخَوِيِّ الْمَرِيضِ بِعَبَثِيَّةِ تِجَارَةِ الأَخْضَرِ! فَكَمْ: "أَخْرَجَ العُمْرُ شَظَايَانَا الأَسِيرَةْ مِثْلَ عَصْفِ العُشْبِ مَنْشُورِ النِّهَايَةْ أَخْرَجَ الْعُمْرُ .. وَإِنَّا رِحْلَةُ الْمَوْتِ عَلَى سَطْرِ الْبِدَايَةْ!"
نَفْتَحُ، رَغْمَ هذَا، ثُقُوبَ النَّايِ الْبَلِيغِ عَلَى امْتِدَادِ صَرْخَةِ النَّأْيِ، فَلاَ بُدَّ مِنْ مُنَادٍ مِنَّا عَلَيْنَا، وَإِنْ يَنْتَصِبَ صَوْتُهُ عَلَى حَافَّةِ أُخْذَةِ الْهَاوِيَةِ، أَنْ يُشِيرَ إِلَى مَا أَخْفَاهُ الْبَصِيرُ شَكْلاً وَعَمْدًا، عَنْ بَصِيرَةِ الْجَمْعِ التَّائِهِ فِي بَيدَاءِ ذَاتِهِ، فَثَمَّةَ مَنْ لَمْ يَزَلْ فِينَا مَنْ يُتْقِنُ حَدَقَةَ الصِّدْقِ الْكَاشِفَةَ، وَالانْتِمَاءَ إِلَى رَوْنَقِ الإِبْدَاعِ حِضْنًا وَحِصْنًا، مُقَابِلَ رَقْصَةِ ثَقَافَةٍ مَشْبُوهَةٍ، وَإِيقَاعِ عَرِيٍّ أَعْرَجَ!
لِيَكُنْ لَنَا مَا شِئْنَا، فِي هذَهِ الْبَهْجَةِ الْعَامِرَةِ، وَالَّتِي تُعَنْوَنُ تَشْرِيفًا بَهِيًّا بِاسمِ الْحَاضِرِ حُسَيْن الْبَرْغُوثِيِّ؛ مُبْدِعِ الاختِلاَفِ فِي اخْتِلاَفِ نُوَاةِ النَّوَايَا؛ أَنْ نَذْكُرَ الْوَفَاءَ وَنَتَذَاكَرَهُ، لِكُلِّ مَنِ احْتَرَقَ لَنَا فِي عُجَالَةِ الْخَطْفَةِ، وَلِكُلِّ مَنْ لَمْ يَزَلْ يُزَاوِلُ هذِهِ الْحِرْفَةِ، رَغْمَ انْهِدَارِ الْقَلْبِ، وانْهِيَارِ الْجَسَدِ، وَانْهِمَارِ الرُّوحِ.. هُوَ الْوَفَاءُ بِكُلِّ مَضْمُونِهِ الْمُفْتَرَضِ لِلأَحْيَاءِ الأَمْوَاتِ وَالأَمْوَاتِ الأَحْيَاءِ؛ وَرْدَةُ الْحُبِّ الْمُضِيئَةُ فِي عَتْمَةِ كَمَائِنِ الظُّلْمِ، وَالظَّلاَمِ الْمُعَتَّقِ فِي جِبَاهِ الآخَرِ/ينَ!
* كلمة "بيت الشعر" في أسبوع حسين البرغوثي الثاني للثقافة الفلسطينية
#محمد_حلمي_الريشة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أَلشَّاعِرُ وَالْ-حَبِيبَتُهُ- الْعَالِقَةُ بِدِبْقِ نَجْمَة
...
المزيد.....
-
-جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
-
السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين
...
-
الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا
...
-
تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر
...
-
كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
-
المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر
...
-
دور النشر العربية بالمهجر.. حضور ثقافي وحضاري في العالم
-
شاومينج بيغشش .. تسريب امتحان اللغة العربية الصف الثالث الاع
...
-
مترو موسكو يقيم حفل باليه بمناسبة الذكرى الـ89 لتأسيسه (فيدي
...
-
وفاة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|