أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صباح الشرقي - في ذكرى النكبة أمطرت السماء الفلسطينية دماء وأشلاء متناثرة














المزيد.....

في ذكرى النكبة أمطرت السماء الفلسطينية دماء وأشلاء متناثرة


صباح الشرقي

الحوار المتمدن-العدد: 1919 - 2007 / 5 / 18 - 12:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشعب الفلسطيني له كيان وإرادة مند الأزل بل إرادة مستقلة يتوقف عليها كل أمر من أموره العامة والخاصة حسب الموازنة بين الظروف وليس بالاضطرار كما يجوز لنا قوله الآن. فالدولة في شخص قادتها يتوجب عليهم حماية الوطن والمواطن من غوائل المطامع والأحقاد والمآمرات الداخلية والأجنبية بخلق وسائل محققة لتوطيد أركان السلم والأمن وتوحيد رؤى الجماهير، لكن للأسف الشديد نلاحظ أن الخطر الأكبر خيم بأحداثه الأخيرة على الساحة الفلسطينية بطابعه الفاقد للانسجام وذات المغزى العميق لسياسة العناد الضيقة.

انفجر برميل البارود وانطلقت شرارته على أن تطورات أخرى مدته بشحنة زادت النار اشتعالا، وأصحاب القرار غير قادرين على إخماد اللهب المتأجج من خلال البحث عن حلول سياسية وإنسانية للأزمة بل واقفين كغيرهم مذهولين كأن قدر فلسطين أصبح قدر دمــاء. ولو أن ذلك الاقتتال عبثية انتقام محض من المدنيين الأبرياء والذي خلفت أضرارا كبيرة لا توصف. بل جرت معه الدماء انهارا حول غزة إلى جحيم مندلع الأوار وتدفقت الدماء الطاهرة لتطبح أمامها بكل معاني الحياة وترفع صخب الاقتتال والتخريب والتدمير وتضاعف عدد ضحايا القتل والجرحى والمعتقلين ... كل هذا يحصل أمام عجز شل قدرات السلطة على احتواء الوضع بل قررت دفن المطالب العامة جوار الجثث في القبور.

الأسوأ ما في الأمر وما احتوى جنون الجميع هي عناوين الصحافة العالمية والعربية باختلاف انواعها، التي أبرزت للعيان الأحداث الدموية بين الإخوة الأشقاء وكشفت عن عجز وقوف أصحاب القرار في وجه المتناحرين مما زاد شماتة الأعداء وقوى حججهم وفتح الأبواب أمام سياسة الترهيب الذي يسلكونها.

إن الوضع الفلسطيني بشكله الدموي يبعث على الأسى والحزن والإحباط، والشعب لن يستطيع أن يتوحد إلا بتوحد فصائله وتكثيف جهودهم وقواهم، من خلال الدفاع عن المصالح العليا للوطن أولا وأخيرا، كذلك مأساة فلسطين تكمن وراءها أيدي متعددة ولو كان كمونها خفيا، لأن هذا الاقتتال والصراع الموصل على سدة الحكم أو السلطة يلقي بالظلم الممزق للوحدة بصفة عامة ومأشر على أن النزاع سيظل مستمرا ولن تكون الغلبة فيه لأحد بشكل نهائي.

كفى، ما جدوى الحياة وعبثيتها؟ وما معنى أن يكون الإنسان إنسانا؟
مادام هذا الكائن ينعم بحاسة الوعي الذي يعد المنبع والمصدر، ويدرك العبث فلا يجوز له الاقتتال عن طريق العبث فيكون سببا في موت الأطفال والنساء والرجال والأحبة الأبرياء... إن هذا الفعل الأكبر ظلما على وجه الأرض . احفظوا حياة جمهور لا حول ولا قوة له، والذي بلغ وضعه حتى هذا السوء بسبب الفجوة العميقة بين الحكومة والرئاسة التي تلتهم الأخضر واليابس والشعب هنا هو الضحية، دب فيه الضعف وسرى في عروقه اليأس، وأصابه الإنهاك والعياء وفقد الأمل جراء الهزات الشديدة المتعاقبة والتي أثرت تأثيرا كبيرا عليه وعلى مستقبله.

بالله عليكم اسمعوا الأصوات الواضحة والكلمات الرشيدة، خذوا لكم موقف حاسم جدي وسليم وموحد ، قدموا القليل من العروض والتنا زلات المعقولة التي تتناسب مع امن واستقرار البلد ، من خلال بذل الجهد والمثابرة ذات الطابع الفلسطيني الذي عاهدناه فيكم والفطنة والحرص طابع أصحاب القرار الذي سبقوكم ، انظروا للشعب ومشاكله بنظرة متفهمة، بروح متعاطفة ومساندة، وفروا له سبل العيش الكريم والحياة الآمنة العادلة، أسوة بباقي شعوب المعمور.

علمونا انه حين يتصاعد الخلاف بين فريقين أو يتعثر التفاوض يتدخل طرف ثالث يتمتع بالمصداقية والاحترام والتقدير والرضا وان يقدم جهدا لحل الخلاف أو إيقافه لحين عودتهما إلى التفاوض بدلا من اللجوء إلى القوة والاقتتال وان يكون خطا رفيعا بين مساعي الصلح والوساطة، لكن للأسف الشديد هذا الوسيط المنتظر وافته المنية وتخلف عن الركب وبهذا أصبحت الأمتين العربية والإسلامية إلا لقبا وعنوانا لا يفيد ولا يصلح لشيء يذكر.

في الأخير حكمة يعمل بها السنهاليون والبوذيون التي تقول :

على الإنسان أن يتغلب على غضبه بالشفقة وان يزيل الشر بالخير وان النصر يولد المقت لأن المهزوم في شقاء وان الكراهية يستحيل عليها في هذه الدنيا أن تزول بكراهية مثلها وإنما تزول بالحـــــــب والتســــــــامح.
16/5/2007



#صباح_الشرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار الوهم والتجارة الخادعة.
- المرأة وعنف الرجل، إلى متى ؟
- مقولة زواج المثقفين هل بالفعل أزمة ثم فشل ؟
- جرائم قتل الأزواج أسباب وحلول
- قضايا وحقوق المرأة هي كذلك قضايا الرجل والمجتمع معا
- هل الصحافة تفسد الأدب..... ؟؟؟


المزيد.....




- انجرفت وغرق ركابها أمام الناس.. فيديو مرعب يظهر ما حدث لشاحن ...
- رئيس الوزراء المصري يطلق تحذيرات بشأن الوضع في رفح.. ويدين - ...
- مسؤولون يرسمون المستقبل.. كيف ستبدو غزة بعد الحرب؟
- كائن فضائي أم ماذا.. جسم غامض يظهر في سماء 3 محافظات تركية و ...
- هكذا خدعوهنّ.. إجبار نساء أجنبيات على ممارسة الدعارة في إسطن ...
- رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يقرر البقاء في منصبه
- هجوم إسرائيلي على مصر بعد فيديو طريقة تدمير دبابة -ميركافا- ...
- -حتى إشعار آخر-.. بوركينا فاسو تعلق عمل وسائل إعلام أجنبية
- أبراج غزة.. دمار يتعمده الجيش الإسرائيلي
- مصر.. تحركات بعد الاستيلاء على أموال وزير كويتي سابق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صباح الشرقي - في ذكرى النكبة أمطرت السماء الفلسطينية دماء وأشلاء متناثرة