لا لليبرالية الجديدة عالم آخر ممكن ... خيار آخر ممكن

البديل

الحوار المتمدن-العدد: 581 - 2003 / 9 / 4 - 03:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

شكلت الدعوة إلى الخصخصة وإنهاء دور الدولة في تقديم الخدمات لمواطنيها البدايات الأولى للمشروع الليبرالي الجديد الذي صعد إلى الواجهة مع صعود الكواسر الإمبريالية (تاتشر وريغن وكول) في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
 وقد تم حمل ونشر هذا الخطاب/ السياسة في حينها إلى بلدان الأطراف من قبل المؤسسات المالية الدولية العاملة في خدمة رأس المال العالمي (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) التي حملته (والأصح فرضته) على الحكومات في هذه البلدان.
 وقد شهدنا نتائجه الأولى في منطقتنا من خلال انتفاضات الخبز في مصر والمغرب والأردن.
ولكن بعد الزلزال الذي ضرب "المعسكر الاشتراكي" وأدى إلى تفكيك "المنظومة الاشتراكية" أصبح الخطاب"الليبرالي الجديد"- الخصخصة وإنهاء دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي ـ ليس وقفاً على أصحاب رأس المال ومؤسساتهم المالية الدولية بل أصبح وبحماس خطاب بعض النخب الثقافية والسياسية ذات الأصول اليسارية بكل تلويناتها في منطقتنا العربية.
وإذا كان أصحاب رأس المال يهدفون من وراء هذا الخطاب/السياسة إلى الخروج من الأزمة التي تضرب النظام الرأسمالي وإعادة توزيع جديد للثروة (وقد حققوا الكثير على صعيد إعادة توزيع الثروة العالمي خلال العقدين الماضيين إذ أن نصف سكان الأرض يعيشون تحت خط الفقر -3- مليار تقريباً بعد أن كان الرقم 100 مليون في بداية الثمانينيات. أما عندنا فلا يحتاج المرء إلى الأرقام ليعرف كم أصبح عدد الفقراء وكم أصبحت ثروات الأغنياء).
 نقول إذا كان هذا هو الهدف من ذلك لأصحاب رأس المال فإن هدف الخطاب الليبرالي الجديد لهذه النخب عندنا هو التخلص من قطاع الدولة ودورها الاجتماعي باعتباره مركز الفساد والإثراء لقلة من الأفراد وقاعدة الاستبداد للدولة (وهو صحيح في جانب منه كما هو خطأ في جانب آخر).
فكما أن إنهاء دور الدولة لا يلغي الفساد (روسيا خير مثال على ذلك) فإن الاستبداد يمكن أن يقوم دون دور للدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية (مغرب الملك الحسن الثاني وتشيلي بينوشيه).
إننا لا نرى ضرورة للربط بين التخلص من مياه الحمام الوسخة للطفل والطفل ذاته بل تبقى الإمكانية قائمة للتخلص من المياه الوسخة مع الإبقاء على الطفل وتسليمه إلى" مربية" أخرى تستطيع المحافظة عليه وإعادة تأهيله ليصبح عضواً نافعاُ للوطن والمجتمع.
إن رفضنا لاستبداد الدولة وفسادها واستبداد اليد الخفية للسوق وفسادها ينطلق من اعتقادنا أن خياراً آخر ممكن يجب العمل على بنائه.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات