أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بن جلول - أعرَاسُ المِلحِ !














المزيد.....

أعرَاسُ المِلحِ !


محمد بن جلول

الحوار المتمدن-العدد: 1915 - 2007 / 5 / 14 - 05:55
المحور: الادب والفن
    


عيناكِ
والغَسقُ الأَخيرُ ،
مَرافيءٌ مخبؤَةٌ في لُجَّةٍ للإنتِظَارِ ،
وكُلُّ نافِذَةٍ ،
يدٌ مفتوحةٌ نحوَ المغيبِ .

كأنَّني
تعويذَةٌ منسيَّةٌ ، في عُتمةِ الظِلِّ الوَشِيكْ ،
وكأنَّني تلويحةٌ ...
" تَنهِيدةُ النَّاي المُكسَّرِ في يدي"
ويَدي أُحدِّقُ في يدِي ،
مذبُوحَةٌ
وكأنَّني الملحُ المطِيرْ .

عَيناكِ كلُّ مدَاخِلي
وحَدَائقِي ، وفَنادقِي ، ومَقاهيَ القَلبِ المُضمَّخِ بالنَّوى ،
وكَراسيَ اللَّيلِ البهِيمْ .

وأنا الغَريبُ خِلسَةً تحتَ المطَرْ .
متصَبِّباً بالحُزنِ يفضَحُني ، وتَفضحُني المُقَلْ .
عَارٍ وأَرجفُ وجههَا ، متَلبِّداً صَوتَ الشَّوارعِ ،
والمآذنِ ،
والخُطَى
....................
.....................
شَجَراً يُغطِّي لَهفَةَ الظِلِّ
المحَطَّمِ ،
فوقَ أعتَابِ الظَّلامْ !

" ربَّاهُ وَحدي كُنتُ أبكِي جَاثياً فوقَ الرُّخَامْ ! ".

وكَأنَّكِ الحنَّاءُ ،
أُغنيَةٌ على كَتفِ الحَمَامْ !
مَغرُوسَةٌ ،
وَحدي وأَسقِي طَلعَها الفِضِّيَّ ، من كَسَلِ الغَمامْ .

***
عَيناكِ
هَل تَكفي ،
لأَرفَعَ رايتي فَوقَ النَّخِيلِ ، ولَهاً وأنصُبَ خَيمتي ،
كَيما تَجِيءَ ، قَوَافِلُ الشَّرقِ المُوَزَّعِ في دَمي ،
ودَمي المُوَاجعُ في فَمي !
أعرَاسُ ملحٍ ذَائبٍ ،
وشمٌ علي جَسدي النَّحِيلْ .

أخَذوكِ يا قَمرِي الجَميلْ !
أخَذُو النُّبوَّةَ ،
والبرَاءةَ ،
والأُنُوثةَ !
كَسَّرو بلَّورَ عَينَيكِ الثَّمينَ ،
والمَحَاراتِ القَديمةِ ،
قَطَّعو الشَّعرَ الطَويلْ !
أخَذُوكِ في وضَحِ النَّهارِ ، حيثُ الرَّايةُ البيضَاءُ ،
والأَزهَارُ ،
والأشجَارُ ،
والأعمَارُ ،
حَيثُ مدِينتي قِصصٌ مُسيَّجةٌ ،
بأسرَارِ البُطُولةِ ، والطُّفولَةِ ،والحضَارةِ !
حَيثُ كلَّ لوازمِ التَجمِيلِ ، والأزياءِ ، والعِطَارةِ ،
أرجُوزَةٌ خَضراءُ !
هل يا تُرى
نَجترُّ من حَبقِ المَواسمِ زَهرهَا ؟
ونسُبَّ في وهَجِ الظَّهيرةِ ، عِطرَهَا الغَرَّاءُ !؟

أيَّتُها الضَّفيرةُ ،
والقَبيلةُ والقَبائلِ ...

انِّي ابنُ السَّبيلِ ،
وعَليَّ من لَفحِ الرُّطُوبةِ ، واصفِرارِ العُشبِ
في غَبشِ النَّهَار ،
غُنَّةٌ !
وحدِي اُغَنِّي للمَدى ، رجعَ الحَمامْ .

http://nailly.arabform.com



#محمد_بن_جلول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دائِرةٌ في الرُّخَامِ


المزيد.....




- الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
- الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو ...
- بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا ...
- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...
- سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بن جلول - أعرَاسُ المِلحِ !