أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نديم علاء الدين - لبنان: من غياب الحل الوطني إلى الانزلاق الشامل















المزيد.....

لبنان: من غياب الحل الوطني إلى الانزلاق الشامل


نديم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لقد بات من الواضح إن إرسال العريضة الموقعة من قبل الأكثرية النيابية إلى أمين عام الأمم المتحدة، والتي ألحقتها حكومة السنيورة بمذكرة تطلب فيها إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي في مجلس الأمن، بعدما عجزت عن إقرارها كما هي في المؤسسات الدستورية اللبنانية قد سحب ملف المحكمة كلياً من جدول الأعمال اللبناني وبات هو (ومعه الوضع الداخلي) في عهدة المعادلات والتجاذبات الدولية والإقليمية. وهو حدث يمثل إغلاقا لأبواب الحوار الداخلي، بعدما عجزت محاولات عمرو موسى، ولقاءات عين التينة المتعاقبة، والرعاية السعودية لها، ومن ثم القمة العربية (رغبة أو أمراً واقعاً) من وضع مقاربة أو إطار لمعالجة الأزمة اللبنانية، حيث باتت المحصلة لهذا المسلسل من تراكمات الفشل، انسداد الأفق أمام المعالجة.

في هذا الإطار جاء خطاب السيد حسن نصر الله نهار الثلاثاء الفائت توصيفاً لما وصلت إليه الأوضاع الداخلية من جهة، ومحملاً قوى السلطة المسؤولية عما جرى، أو ما يمكن إن يجري من جهة ثانية، إضافة الى تكريسه انسداد الأفق لمعالجات قريبة للازمة الداخلية من خلال السقف السياسي الذي رسمه لموقف المعارضة إزاء كل مواضيع الخلاف.

إلاّ أن التصعيد السياسي والتراشق الإعلامي بين فريقي السلطة والمعارضة الذي بلغ ذروته في الأيام الأخيرة، يرى فيه المراقبون انه يتجاوز في إبعاده توجيه رسائل عبر صوت عال إلى مجلس الأمن كل من موقعه، حيث المعارضة تريد القول للأمم المتحدة إن إقرار المحكمة الدولية خارج الإجماع اللبناني سيؤدي الى فتنة داخلية وتخريب لأوضاع لبنان، وبالتالي يجب عدم إقرارها وفق ما تريده الأكثرية النيابية. في المقابل تحاول الأكثرية من خلال تصعيدها حماية خطوتها التي أقدمت عليها لعل مجلس الأمن يقرّ المحكمة ويحقق لها انتصاراً تحتاجه، كما انه يتجاوز أيضا اعتباره ردّ فعل على خطاب السيد نصر الله..، لأنه أوقف المناورات التي كانت تختبئ خلفها الأكثرية وانه بات أمامها اللعب على المكشوف، أو حتى على مضمون الخطاب نفسه، لأن ما يؤخذ عليه ليس تكراره لمواقف المعارضة المعلنة والمعروفة، بل بالعكس من ذلك يؤخذ عليه انه لم يطرح خطة عملية لتحقيق مطالب المعارضة.

ويضيف هؤلاء المراقبون أن في ردود الفعل وحدّتها، وسياق الأحداث منذ عدة أشهر حتى الآن، إلى أن خطة ما قد أعدّت، وهي الآن قيد التنفيذ يجري بموجبها تحضير البلاد وتهيئتها لملاقاة هجمة أميركية إسرائيلية جديدة محتملة، أو يجري الحديث عنها، تتزامن مع الإمساك بكل مفاصل السلطة داخلياً مستفيدين من تعثرُّ خطة المعارضة.

ويستدلّ هؤلاء المراقبون لإثبات وجهة نظرهم إلى جملة معطيات ووقائع أبرزها:

ـ فشل الحوار الذي كان يدور بين بري والحريري بشكل مفاجئ، حيث لم تكن هناك عقد أو طروحات جديدة في الحوار، بل بسبب آخر هو انه آن الأوان لنقل القضية من مكان إلى آخر، وهذا ينم عن وجود خطة ما، ولا يتم بين ليلة وضحاها، وان الحوار على ما يبدو كان مناسبة وتقطيعاً للوقت من قبل السلطة لتمرير القمة العربية، وامتصاص الرغبات السعودية في التوصل إلى تفاهم قبل القمة.

ومما يعزِّز هذا التفسير التناقض الكبير في عكس أجواء الحوار بين بري والحريري، حيث المعارضة كانت تعكس أجواء ايجابية، في حين كانت السلطة تعكس أجواء سلبية، و تصرّ على القول بعدم التوصل إلى أيّ تفاهم لأنها كانت تناور، وبالتالي تدرك أن الأمور ستذهب نحو التصعيد بعد القمة فلا يجب ان تماشي التفاؤل الذي سينقلب إلى تشاؤم بسبب رفضها الوصول إلى مساومة، وتتحمل مسؤولية التعطيل والتصعيد والتناقض.

ومما يؤكد هذه الوجهة، ما بات معروفاً عن وعود قطعها جاك شيراك لأركان السلطة، بالعمل مع بوش على تمرير المحكمة الدولية في مجلس الأمن وتجاوز إقرارها بشكل دستوري في لبنان. وقد تلاقى النشاطان الفرنسي والإعداد التبريري لرفع المحكمة إلى مجلس الأمن، ليثبتا أن القضية ليست وليدة ساعتها.

ـ الحديث الجنبلاطي عن التسلّح والمسلحين والإعداد لمعارك داخل الجبل، الذي أخذ يتحدث به أمام حشود شعبية، وفي لقاءاته الصحفية فهذا ليس قضية عابرة، بل يتجاوز استشعاره بفتنة يجري التحضير لها في الجبل وهو يرغب في عدم وقوعها. للقول أن التعبئة في هذا المجال بسبب ما تخلقه من أجواء تشنج تعزز وتسرع من حصول الفتنة لا من إبعادها وتفاديها.

إن وليد جنبلاط يدرك تماماً أن القوى المعترضة عليه في الجبل لا تشكل خطراً حقيقياً عليه، فالأولى به العمل على امتصاص الفتنة اذا كانت صحيحة، كما عوّدنا دائماً حتى لو كان ذلك على حسابه، وما يلفت النظر في هذا المجال هو اتهام هذه القوى بالعملاء حيث يكون الحكم على العميل عادة بالإعدام.

وبحسب هؤلاء المراقبين فإن التفسير الأكثر منطقية، هو أن وليد جنبلاط العارف بنوايا الولايات المتحدة اتجاه المنطقة يعتبر أن المواجهة آتية، وهو لا يتردد باعتبار نفسه جزءاً منها، لذا يجد في المعارضين له عقبة أمامه، يبقى أن التحريض هو الوسيلة الفضلى للتمهيد لإزالة هذه العقبة.

يتكامل هذا السيناريو مع ما تضمنه المؤتمر الصحفي لسمير جعجع من لهجة جديدة ونبرة عالية تجاوزت نبرات وليد عيدو واحمد فتفت وأكرم شهيّب، تحمل في طياتها رائحة البارود بالقول أن حزب الله أصبح عبئاً، حيث العبء يجب التخلص منه. وان يتم ذلك على لسان جعجع (بما هو جعجع) سيفتح باباً من السجالات الحادة معه قد تنعكس تشويشاً وإرباكا للوضع المسيحي، وبشكل خاص الملتف حول عون وهذا ما يريده في الحالين.

ولا ينسى هؤلاء المراقبون أن يضيفوا إلى كل ذلك تحليلات للسنيورة عرضها أمام محبّين وزوار له من ان الضربة آتية فما علينا إلاّ الصمود والانتظار.

في الحقيقة ليست المشكلة في واقعية أو عدم واقعية هذا التحليل، إنما الخطر كل الخطر على لبنان وشعبه وكيانه، هو في بدء تنفيذ هذا السيناريو الذي يحوِّل لبنان مرةً أخرى إلى أداة في إطار الصراعات الدولية والإقليمية، التي لن يقوى على مواجهتها، ولن تكون إلاّ على حسابه.

وسواء تحققت الهجمة الأميركية الجديدة أو لم تتحقق، فإن منطق الإستقواء بالخارج على التوازنات الداخلية والمؤسسات هو سلوك مارسته السلطة على مدى عامين، لا بل إن بقاءها يتوقف على هذا الدعم الدولي، فإنها بنقلها ملف المحكمة إلى الأمم المتحدة بدل تكوين إجماع لبناني و دستوري حولها، يؤشر إلى إننا قادمون على الخطوات نفسها في موضوعي المجلس النيابي ورئاسة الجمهورية، حتى نكون بعد عدة أشهر من الزمن أمام رأسين، على الأقل، في كل مؤسسة من المؤسسات الدستورية الثلاث.

كما لا يقل النقد حدة على قصور المعارضة عن تبني مشروع وطني ديمقراطي وحده الكفيل بإخراجنا من صراع المحاصصات الطائفية التي تشرذم اللبنانيين وتهدد أمنهم وسلمهم الأهلي، وتكشف بلدهم على الخارج.





#نديم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نديم علاء الدين - لبنان: من غياب الحل الوطني إلى الانزلاق الشامل