أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الحسيني - السلفية الثقافية المسخ الجديد في الثقافة العراقية الراهنة (مقدمة نظرية)















المزيد.....

السلفية الثقافية المسخ الجديد في الثقافة العراقية الراهنة (مقدمة نظرية)


علي الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 12:09
المحور: المجتمع المدني
    



مسألة الصراع بين الثقافة والسلطة ليست وليدة ايام النهضة العربية او الثقافة العربية الراهنة بل تمدد جذورها الى التاريخ القديم .. واثار وصور هذا الصراع واضحة في جل مدونات وكتابات العلماء والمثقفين عبر التاريخ وباشكال وانماط وقوالب مختلفة ، تارة يكون صراع الثقافة مع سلطة السياسة واخرى مع سلطة الدين وهكذا هلم جرا مع بقية اشكال السلطة . وبالرغم من ان المثقف يعبر عن سلطة ( كما يعتقد فوكو ) لكن سلطته ليست لتثبيت الواقع والدفاع عنه ، بل هي في النقيض ، سلطة لتغيير الواقع عبر تفسير موضوعي وبرؤية مستقبلية لا آنية ..
في هذه الدراسة لا أروم الدخول الى المشهد الثقافي العراقي الراهن والعمل على توصيفه او ابراز عيوبه ومكامن تأخره وعناصر جموده واقصد أني لا أريد أن أتناول جميع الاشكاليات والسلبيات او الصعوبات والتحديات التي تواجهه او يعاني منها مشهدنا الراهن , مع قناعتي ان لا وجود لمشهد ثقافي ( حقيقي ) في العراق يرقى الى هذه التسمية فالمشهد الثقافي العراقي الراهن ما زال يعيش مرحلة اللإكتمال ويفتقد لستراتيجية ثقافية شاملة ورؤية واضحة ونتاج ابداعي خلاق وحراك معرفي حقيقي يمكن ان يتمخض عنه مشهدا ثقافيا عراقيا فعالا ونشطا ، وحتى لا ابخس المشهد ككل أسجل ان الجزء الفعال والنشط ( الى حد ما ) والوحيد في المشهد الثقافي العراقي هو المشهد الشعري وربما المشهد القصصي ، وأما الأجزاء والمشاهد المكونة الأخرى فهي مازالت معطلة وغائبة بشكل شبه كلي وان كانت ثمة نتاجات فكرية وفلسفية أصيلة فهي فردية وبجهود ذاتية محضة لا تستطع وحدها ترسيم مشهد ثقافي عراقي اذا ما قورنت المشاهد العربية الأخرى في ( مصر ، و المغرب ، و لبنان، وو ) التي تميزت عن المشهد الثقافي في العراق بديناميكية ملحوظة واشتغال ابداعي متفرد .
ربما ذلك جاء نتيجة الاستقرار السياسي في بلدانها الذي افتقده العراق منذ تأسيس دولته الحديثة وحتى يوم التاسع من نيسان . وبناءً على ما تقدم ذكره لم تشهد الثقافة العراقية عصرا ذهبيا حقيقيا طوال تاريخها المعاصر بل عاشت بضع سنوات قليلة اقتصرت على الحقل الأدبي فقط ولم تتعداه الى حقول أخرى . هذا ما كان أيام (الزهاوي والرصافي والجواهري والسياب ونازك والبياتي والبريكان ، وو..) أما الآن وقد رحل جلهم ، ليس بوسعنا أن نستمر في زعمنا أننا ما زلنا أسياد الشعرية العربية .
في هذه " الدراسة " أحاول الاقتصار على ظاهرة أخذت تتنامى بدرجات مخيفة تبعث على القلق وان كانت نوياتُها تعود الى عقود سلفت . الظاهرة التي بصدد دراستها هي ظاهرة (السلفية الثقافية) ، التي تعبر عن شكل من اشكال السلطة التي يعاني منها المثقف والثقافة العراقية الراهنة وقد تمكنت هذه الظاهرة من التسلل داخل المشهد الثقافي العراقي ، لتكرس نموذجا سيئا من انماط التفكير اللاعقلاني المؤدلج.. والدراسة تنقسم الى عدة محاور:
السلفية .... البدايات
تعود البدايات الأولى لتصير مصطلح السلفية للقرون الهجرية الأولى حيث تم استخدامه في المدونات اللاهوتية وكتب الجدل الكلامي منذ نهاية القرن الرابع الهجري ومرورا بالقرون التي تلته وكان يشير المصطلح وقتئذ لا إلى فرقة بعينها وإنما إلى طريقة فكرية دافعت عنها اكثر من فرقة من فرق المسلمين حتى ظهور الحركة الوهابية بقيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب( 1703-1792) الذي أعلن تبنيه للدعوة السلفية والعمل بالكتاب والسنة عبر شعار العودة إلى السلف الصالح والعمل بمقولة ( ما ترك الأول للآخر شيئا ) .
هذه هي البوادر الأولى لظهور هذا المصطلح ، ونلاحظ ان دلالة المصطلح كانت في بداية التصير توظف للدلالة على النمط الاكثر تشددا ومحافظة من بين الانماط الفكرية الاسلامية ولم تكن منحصرة البتة بفرقة او مذهب او نحلة دينية خاصة بل تعدت لتشمل مذاهب إسلامية مختلفة .
وهي(= السلفية كطريقة في التفكير) ايضا ليست جديدة في عوالم الثقافة والفكر ، وان كانت العائلة التي تنتمي اليها ( السلفية ) هي العائلة الدينية واليها يعود تاريخها وهو ما اكدته ظهور الحركة الوهابية في نهاية القرن الثامن عشر . ومع ذلك فالشعوب العربية والإسلامية لشغفها وشدة ارتباطها بكل ما هو عتيق وماضي وولع مخيلة هذه الشعوب في سرد أمجادها حال بين تلاشيها الكلي عن الدوائر غير الدينية وانحصارها في الدائرة الاخيرة ، كما حصل للكثير من الشعوب المتقدمة .
السلفية الثقافية.. الدلالة
لست متناولا هنا السلفية الاسلامية ولا اريد ان اسجل ( ملحوظاتي ) على أتباع المذهب السلفي الوهابي بقدر ما أريد أن اثبّت ( نقودي ) على نمط فكري تشتغل عليه شريحة مهمة لها سطوتها ونفوذها في الوسط الثقافي العراقي وهي شريحة ذات انتماءات وقناعات وأفكار متباينة فمنها اليساري ومنها التقدمي والعروبي والقومي والإسلامي.. يشترك شخوصها بالولاء المتعصب لأسلافهم(1)، ويتسمون بعقلية قروسطية وبوعي استقصائي لا يعترف بإمكانية تخطي السلف في مختلف الحقول المعرفية ، وتصر هذه العقلية على هرطقة جميع الصور المغايرة لنظوماتها وافكارها . فالسلفية كنمط من انماط التفكير ليست حكرا على جماعة من الاسلاميين او مذهب خاص بهم وان كانت في البدايات كذلك ، لكنها تسللت لعوالم اخرى ليست ذات صلة باللاهوت والتشريع ، دخلت الى (العلم والفكر والادب والثقافة عموما ) وتمكنت ان تجمع طيفا ذا ميول ايديولوجية وفكرية متناحرة لا يلمها الا الدفاع عن الآباء الأول وغدوا هؤلاء ربورتات ودمى تحركها هيمنة أسلاف الماضي وبقاياه . من هنا فالسلفية يمكن توظيف دلالتها وسحبها خارج إطارها التقليدي الديني كأسلوب ونمط من أنماط التفكير من شأنه ان يحتوي قناعات ثقافية مختلفة ومتنوعة ، وهو ما اعنيه بالسلفية الثقافية فهي نمط من انماط التفكير .
السلفية الثقافية ... الشروط
حتى تتشكل السلفية الثقافية يتطلب توفر جملة من الشروط والعناصر المكونة وبانتفائها ينتفي مثل هذا النوع . اهمها :
اولا : انغلاق معرفي وثقافي ينتج عنه رفضا ذاتيا(2) لكل ما هو خارج النسق الايديولوجي او الفكري للافراد او الجماعات .
ثانيا : السلف هو اساس المرجعية الثقافية ، والسلف هنا يختلف باختلاف الاتجاهات الفكرية .
ثالثا : الرغبة في ( أسلفة )(3) ما تبقى من الحقول والنصوص المعرفية والادبية والثقافية بنحو عام .
رابعا : العمل على اعادة صياغة كاملة وشاملة لكل التراث والثقافة وازالة كل دخيل وغريب لا يتوافق ومنظوماتها الفكرية والايديولوجية .

السلفية الثقافية.. السمات
ابرز سماتها (يمكن اضافة بعض ما تقدم ايضا) رفض الحوار مع الاخر والعمل على اقصاءه ، عدم الاعتراف بالتحولات المعرفية والفلسفية والاجتماعية الكبيرة التي حدثت وتحدث إلا ما وافق رؤيتها ، ورفضها لأي حراك يمكن ان يؤدي الى بناء ثقافة حديثة تنسجم ومعايير الحياة الجديدة ، عقيدتها ( حلال- بالمعنى الانثروبولوجي لا بالمعنى القانوني - أسلافنا حلال الى يوم القيامة وحرامهم حرام الى يوم القيامة ) ، تصر على انه (ليس في الإمكان أبدع مما كان ) ، لغتها التشهير والتسقيط ، مناصروها دعاة ووعاض اكثر من ان يكونوا مثقفين ، يمتهنون ما امتهنه زميلهم داعي الدعاة الفاطمي ( ابو نصر هبة الله بن موسى بن عمران ) الذي حاصر وضايق (ابو العلاء المعري ) بأقذع الأوصاف وملاحقته في مجالسه الشهيرة ورسائله الخمس المعروفة التي توعد فيها المعري بالجحيم وظل ينعته جهارا بالكفر والإلحاد والفسق وعصيان السماء والخروج عن ربقة المسلمين ، ولم يتركه حتى تيقن انه مات . لا لشيء إلا أن للمعري وجهات نظر تتغاير ومنظومة الداعية الفاطمي عدها الأخير خروجا عن الصراط المستقيم . فالعقلية واحدة والمنطق واحد واللغة هي بعينها تشهر وتسقط وتحارب من يختلف معها بلا هوادة .

السلفية الثقافية في المشهد الراهن
في المشهد العراقي بدأت السلفية الثقافية ( كنمط وتوجه ) بالتغلغل علانية داخل الوسط الثقافي والأدبي والفكري منه منضويا تحتها كثير ممن يحسبون على هذا الوسط وأخذت تشكل حلقةً ضاغطة ومخيفة تارة باسم الدين( لا كعقيدة وانما كإنتماء ) او الفكر وأخرى باسم الهوية أو الأصالة أو التراث .. وتطول بنا القائمة إذا ما أردنا أن نحصي جميع المسميات التي تختبئ وراؤها هذه الأسراب وقد نجحت برغم من تناقضاتها الفكرية أن تشكل لوبيات ومجموعات للضغط والتخويف والترهيب بمؤازرة بعض مؤسسات الدولة او بمعاونة من بعض الجماعات غير المرئية والنتيجة أثمرت عن إسكات الكثير من الأصوات الثقافية المعول عليها أن تأخذ بالثقافة العراقية إلى مستويات الابداع والرقي .
المثقفون السلفيون( داخل المشهد العراقي) ليسوا أشباحا وتوهيمات ينسجها الكاتب او المثقف العراقي من لدن مخيلته إنما هم منظومة متجانسة من الجهل والتعصب والتخلف والجمود وشخوصهم اهل سطوة في المؤسسات الثقافية العراقية ويتمتعون بقدرة فائقة في التزلف والتملق للكبار وإقناعهم بخطورة ( العاملين ) من المثقفين العراقيين . هذه الطائفة التي تُحسب على الثقافة والمثقفين تمكنت من إمساك زمام عدد من المؤسسات الثقافية في العراق ونجحت في لجم الكثير من الأقلام الجريئة بطرق مختلفة بعضها يصل – اذا ما تطلب الأمر- الى حد القتل او الإعاقة الكاملة وهو ما حصل للبعض من المبدعين في زمن ما قبل السقوط وما بعده .

مستويات عمل السلفية الثقافية
تعمل السلفية الثقافية على ( أسلفة ) الثقافة العراقية بحقولها المتنوعة والعودة بها الى عصور الانحطاط والظلام والجمود . وعملها يتموضع بثلاثة مستويات :
المستوى الاول: في تأويل الخطاب الثقافي ( النص الثقافي) لصالح الرؤية السلفية واعادة صياغة التراث الثقافي فلسفة واصولا ومناهجا على وفق المنظور السلفي ، ذلك ان بعض النصوص الثقافية نصوص مفتوحة ليست ثمة تحديد دقيق لمعانيها مما يجعلها قابلة للتوظيف بهذه الدرجة او تلك .
المستوى الثاني: انتاج خطاب ثقافي مؤسلف ومؤدلج يستمد شرعيته من السلف ولا يعترف بتعدد الحقيقة وينكر التحولات الكبيرة في مجالات العلوم والثقافة والادب.
والفرق بين المستويين هو :
أ- التباين المفهومي بين الاثنين وهذا واضح لا يحتاج الى بيان .
ب- التأويل معني بدراسة نصوص متحققة وموجودة وعمله يدور اعطاء تفسير جديد او مغاير للدلالة الظاهرية للنص ، بينما الانتاج يعمل على انتاج نص غير موجود او متحقق وبالتالي عليه ايجاد نص غير موجود لا ايجاد دلالة جديدة لنص متوفر كما يعمل التأويل ، وهذا فرق كبير بين المستويين .
المستوى الثالث : وهو مستوى التنظيم الجماعي لخلق وايجاد مجموعات ضغط ساندة وداعمة . وهذا المستوى مهم جدا بالنسبة لها اذ بدونه يصعب أن يكون لها مؤيدون كما ان المعارضة ستكون عائقا يحول بينها وبين تحقيق هيمنتها .

أصناف السلفيين في المشهد الراهن
السلفيون في المشهد الراهن ليسوا على صنف واحد بل هم على صنفين يكمل أحدهما الاخر .
الصنف الاول : السلفيون المتعصبون الإيديولوجيون . وهم الشريحة الأخطر إذ أنهم لا يتورعون عن نعت الآخرين بالخيانة ورميهم بالمروق ووصمهم بالعمالة بسبب مواقفهم وآرائهم التي تعد من وجهة نظرهم بدعة تستحق التأديب واللعن .
الصنف الثاني : السلفيون المتطفلون المرتزقة . وهؤلاء صفتهم ( ينعقون مع كل ناعق ) كما انهم يتمتعون بقدرة كبيرة للتأقلم مع أي محيط والتلون مع أي ظرف مستجد ، وهم ليسوا بأقل خطورة من أشقائهم من الصنف الاول ، وان تميزوا عنهم بكونهم طارئين يرحلون عند انقلاب الأجواء وتغير الظروف .
وهذه الصفة يمكن ان تقلل من حجم خطورتهم ونفوذهم في المشهد الثقافي الراهن وتأثيرهم على بعض شخوصه لأسباب متعددة : منها
1 - أنهم مرتزقة وصوليون يضمحلون باضمحلال المرحلة التي جاءت بهم .
2- أنهم معروفون للجميع بما فيهم الصنف الاول من السلفيين بنفاقهم وبخلوهم من أي ترسانة معرفية فكرية ثقافية ، وهم كذلك لا يحظون بعلاقات حميمية وقوية مع الأول وعلاقات الاثنين تكاد تنحصر بتحالف وقتي يراد منه تشكيل قوة ضغط اكبر وكورال محترف ضد المثقفين الذين يصعب تدجينهم او إسكاتهم .
ومما تقدم يظهر ان المأزق الذي تواجهه الثقافة العراقية عموما هو في الخوف والقلق من ازدياد نفوذ السلفيين من الصنف الاول واستمرارهم الى فترات زمنية اطول مما يعني تكاثر الطقوس التترية وهيمنتها وربما تصبح شعائر مقدسة لاحقا ، وهو ما سيدفع بالمشهد الثقافي العراقي الى ظلامية ليس بمقدور احد التنبؤ بمقاس تغلغلها . والخوف يأتي من (الاول) بسبب أنهم عقائديون متعصبون مندفعون بقناعات وأفكار من الاستحالة بمكان زعزعتها ، عقول لا تضع الآخر الا في خانات الإلحاد والخيانة والانحراف . وبالرغم من قلتهم العددية الا انهم يتمتعون بسطوة وقوة مكنتهما وبفترة وجيزة من زرع الرعب والخوف في نفوس المثقفين العراقيين وبالتالي النجاح بإجبارهم على الانعزال والانسحاب والحيلولة دون مزاولة مسؤولياتهم الثقافية والاجتماعية والتاريخية في تشييد بناء ثقافي رصين يرقى بالعراق وتاريخه الى مصاف الشعوب والدول المتقدمة . واذا ما بقي حال المشهد الثقافي بالصورة القاتمة المتقدمة سينتهي المطاف به (منطقيا) الى مشهد لا ينتج الا مزيدا من التخلف والرجعية والبؤس وربما سيتحول الى مؤسسة تفرخ ثقافة إرهابية ظلامية و(مثقفون) يصدرون بضاعة الشر ويبثون سموم الكراهية في باقي المشاهد الأخرى .
الخروج من المأزق
هذا هو حال المشهد الثقافي العراقي الراهن مشهد نمطي ، كسول ، ثمل ، معادلات مقلوبة ، البصيرة فيه تحولت الى عمى ، مشهد تتحكم فيه ثلة من الدوغمائيين المتعصبين في وقت انزوى معظم المثقفين العراقيين الى مكتباتهم وحلقاتهم الضيقة وآثروا التفرج من اعالي التل غافلين او متغافلين أن جوهر الثقافة يكمن في القدرة على تحدي الصعاب ومواجهة الضغوط واستيعابها مهما تكن حجومها لإعادة صياغة المنظومة الثقافية والقيمية والتاريخية والمعرفية السائدة ومشابكتها مع معطيات الواقع الجديد وآخر الانقلابات التاريخية والمعرفية ، لا الإذعان والهروب بحجج مهما تكن خطورتُها تبقى أمام حجم المسؤولية الثقافية اوهن من خيوط العنكبوت . وللخروج من هذا المأزق يتحتم :
أولاً : ( لا محيص ) من كل مثقف عراقي أن يتحسس أهمية الموقع والدور الذي أراده ويشعر بثقل المهمة التغييرية التي اختارها طوعا المهمة التي تريد منه ان يكون اكبر من التحديات التي تحيط به مهما تكن ضخامتها ومهما تعيق من تحركه لان الثقافة تشكل تحديا اكبر والتغيير يتطلب صلابة اشد وشجاعة أقوى تتناسب وكونه مثقفا عليه الدفاع عن مصالح ومنافع أمته والإخلاص لتأريخه وحضارته ليؤكد مصداقية كونه ضمير الأمة وطليعة الشعب.
وثانياً : عليه ان يبذل مجهودا حقيقيا لإيجاد حركة ثقافية تنويرية متمردة ناقدة وخلاقة يمكن ان تساعد على انتشال وإنقاذ المشهد الثقافي العراقي الراهن من براثن التخلف وأدران اللاتاريخية التي ما زالت عالقة به . ربما يكون هذا الكلام (الاخير) عند البعض مثاليا ، لا ضير فالثقافة هي مثال يراد له أن يحل محل الظلام والجمود وبسقوط الثقافة يسقط الوطن .

الهوامش.....
1- ما اعنيه بالأسلاف هم المؤسسون أحياء ام اموات .
2- الذاتي هنا مقابل القسري .
3- أستخدم ( الأسلفة ) بدل التسليف لما تعطيه من دلالة سريعة ومباشرة لنمط من أنماط التفكير غير المعقلن والمنغلق ، وإن كان الاشتقاق غير سليم من الناحية اللغوية .

* دراسة قدمت في الجلسة النقدية الاولى لمهرجان المربد الثالث عام 2006



#علي_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية.. القلق من هيمنة الطوطميين الدينيين
- نصوص شفهية من الخطاب التقليدي الديني حوار ساخر في قضايا ساخن ...
- امامة المرأة في الاسلام وصفها البعض بالبدعة وأصر اخرون على ا ...
- امامة المراة في الاسلام وصفها البعض بالبدعة واصر اخرون على ا ...
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 16
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 15
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 14
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم13
- صدى الغربة في ايران ... يوميات حالم12
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 11
- صدى الغربة في ايران... يوميات حالم 10
- صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 9
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 8
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 7
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 6
- صدى الغربة في ايران 5
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 5
- صدى الغربة
- صدى الغربة في ايران ..يوميات حالم 3
- صدى الغربة في ايران يوميات حالم 2


المزيد.....




- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي الحسيني - السلفية الثقافية المسخ الجديد في الثقافة العراقية الراهنة (مقدمة نظرية)