أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن رمزي نخلة - الشعور بالنقص عند المصريين.















المزيد.....

الشعور بالنقص عند المصريين.


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 1908 - 2007 / 5 / 7 - 10:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما هو مقدار الشعور بالنقص Sense of inferiorityعند المصريين، مسلمين ومسيحيين؟
في كل وقت وكل مكان، دائما تجد المصريين يقسمون بالله العظيم. وفي النداء للصلاة يقولون الله أكبر. أي أن المصلين يقرون بصغرهم، أو بعدم قيمتهم بجانب عظمة الله. ومن أسماء الله ـ دائمة التكرارـ الأعلى والمهيمن، وهو على كل شيء قدير.
أين قيمة الإنسان؟
إنه لا يساوي شيء. لا قيمة للإنسان، دائما التأكيد على أن الإنسان مخلوق من تراب ودائماً لسان حاله كما قال أحدهم في يأسه وكآبته: من هو الإنسان حتى تذكره يا رب!!!
أو حين يسميه النبي داوود في مزاميره: الجبار القدير.
وحين تقرأ في الإنجيل على لسان الرسول يعقوب: الإنسان بخار يظهر قليلاً ثم يتلاشى. وهنا ترى المفسرين ورجال الدين يؤكدون على دونية الإنسان، إذ لا قيمة للإنسان، ولا أعمال الإنسان، ولا جهده ولا نشاطه.
وفي التعامل الاجتماعي للمجتمعات المتدينة مع الإنسان: لا قيمة لتعلم الإنسان، وصنعه لمخترعات تفيد البشرية.
لاحظ الآن مدى انتشار الأمية في العالم الذي يدعي التدين، ويقول أن الدين هو الحل!!!
ماذا عن المجتمعات العلمانية الراقية ورقي الإنسان فيها؟!
ـ حين ابتعدت الدول المتقدمة الراقية عن تغييب الدين وحكم رجال الدين وسيطرتهم على العلم، وعدم توظيف الدين وربطه بالعلم.
ـ حين توقفت أوروبا عن دراسة الإعجاز العلمي في التوراة والإنجيل.
ـ حين أصبح الدين علاقة شخصية بين الإنسان وإلهه.
وقتها تقدمت الدول الراقية وأصبحت أفضل علمياً، وتفوقت تكنولوجياً.
وأصبح الإنسان في هذه الدول أكثر رفاهية، وأكثر سعادة.
هناك بدأت العبادة للإله من القلب والعقل وبوعي، وليست مجموعة من المظاهر والطقوس عديمة القيمة مثل مجمعاتنا المتأخرة.
ماذا عن "حديث الذبابة"، وتخلفنا الحضاري في كل المجالات!!!!
حين ربطنا بين خرافة الحديث الشريف للذبابة والإعجاز العلمي في مثل هذه الأحاديث لنبي الإسلام.
وقتها تعامل معنا العالم الخارجي كما يتعامل مع الذباب، وقام بإعطائنا وبإرادتنا المبيدات المتسرطنة.
حين تعاملنا مع "بول الإبل" أنه دواء وشفاء لأنه سنة محمدية مذكورة في صحيح مسلم، وأن هذا وحي يوحى وما ينطق رسول الإسلام عن الهوى.
وقتها قبلنا بكل فرح وترحاب على أساس أنه القضاء والقدر، أن نشرب الماء الملوث، وسمينا هذا التلوث: شر القدر والمفروض أن نقبله مؤمنين، خاضعين، خاشعين، شاكرين، ومهللين بحمده تعالى.
فالأعلى أراد، والعظيم سمح بهذا، فلا اعتراض على أفعال الأكبر. لكي لا تقذف بقنابل التكفير في زمن التفكير.
ما هي مظاهر الشعور بالنقص Sense of inferiorityعند المصريين؟؟
1ـ حين تنظر حولك لمآذن المساجد، أو منارات الكنائس وتجد الارتفاعات الشاهقة التي يحاولون من خلالها أن يصلوا إلي الأعلى. ألا يشعرون وقتها بقلة قيمتهم وصغرهم ومحاولاتهم الدائمة للتعبير عن إحساسهم بالنقص نحو الله البعيد عن مخلوقاته؟؟!!!
2ـ حين تقارن بين البنايات التي تُبنى في الخارج وتُسمى أبراج لأنها تتعدى المائة طابق، بينما هنا حين يبني مصري عمارة من خمسة طوابق يسميها "برج الرحمن"، أو"برج الرضوان" وكأن هذه العمارة هي عينة من جنة الرضوان على الأرض الحقيرة.
3ـ حين ينحني المصريون لتقبيل يد القسيسين في الكنائس، ويقولون له أو للأئمة المسلمين في المساجد: يا سيدنا!!!
ألا توحي بأننا عبيد وهم أسيادنا والذي يقولونه يسير، وأنا أريد وأنت تريد لكن ما يقوله سيدنا هو الصحيح في عالم الإحساس بالنقص وقلة القيمة.
4ـ ملابس الأطفال
انظر حولك. حين يشتري الأب بذلة ضابط شرطة أو بحرية أو جيش للطفل الذكر الصغير!
وقتها ترى الأمنيات بأن يكون الطفل ضابط، لكي يقول الناس للأب: يا أبو الضابط، حتى يحترمه بقية المخلوقات. لأنه وقتها سيكون الأعلى بين البشر.
إنه علاج وهمي للإحساس بالنقص من ناحية رجال الشرطة.
وحين تجد أم ترتدي ملابس لا تظهر منها ولا حتى عينيها، لكن تُلبس طفلتها قطعة من الملابس لا تستر أي جزء من جسدها.
وقتها لابد أن تفهم مدى الكبت والشعور بالدونية لأن السيدة الكبيرة لا تستطيع أن تلبس ملابس كما تؤمن هي، لكن كما يؤمن الزوج أو سيدنا الشيخ المسلم، أو سيدنا القسيس المسيحي.
5ـ ألقاب النداء
رغم أن الألقاب التركية للمحتلين العثمانيين، انتهت مع بدء ثورة يوليه 1952، إلا أنك مازلت تسمع المصريين يطلقون على أي ضابط شرطة "الباشا"، ويدور سؤال في ذهني:
هل لإحساس المواطنين بالنقص من قبل رجال الشرطة لأنهم الأعظم والأقوى والأكبر؟
أم لشعورهم بالنقص لأنهم محتلين من الشرطة؟
6ـ ألا تعرف أنا ابن من في هذه البلد؟!
حين تجد المخالف في إشارة المرور، أو الذي لا يحترم القواعد أو القوانين، وتسأله: لماذا؟
وحين تكون إجابته بكل كبرياء وتعال: ألا تعرف أنا ابن من في هذه البلد؟؟!!
وقتها ترى بوضوح كم الإحساس بالنقص لدى المصريين من خلال تعاملاتهم المختلفة.
7ـ مظاهر العبادة الفارغة من المعاني الحقيقية.
حين نقول لمن صلى ركعتين زيادة في المسجد: "يا حاج"، أو نقول لمن دخل الكنيسة من المسيحيين في غير يوم الأحد: "يا مقدس".
هنا ترى الشعور بالنقص متجسد لأننا نعتقد أن مظاهر العبادة من طقوس وفرائض هي الأهم، وليس العلاقة الراقية بين الإنسان وإلهه.
8ـ الأسماء الأجنبية
منذ قديم الزمن كان لأسماء المصريين معنى وهدف واضح ومباشر، لكن مع تقدم الغرب علينا كمصريين، بدأنا نقلدهم في تسمية الأبناء بأسماء ليست لها معنى في ثقافتنا أو حضارتنا لا الإسلامية ولا المسيحية، ولا حتى الفرعونية.
9ـ النساء ناقصات عقل ودين، وأكثرهن من أهل النار.
ورد في صحيح الأحاديث التي ذكرها نبي الإسلام محمد والتي يتداولها ويؤمن بها أغلب المسلمين: أن النساء ناقصات عقل ودين، وأن النبي محمد رأي أن أكثر أهل النار من النساء.
وعلى هذا حين تتكرر وتتأكد مثل هذه الأحاديث، والذين يحاولون الدفاع عنها يؤكدونها أكثر.
وقتها نجد أن النساء يتملكهن الإحساس بالنقص، والشعور بقلة القيمة.






#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله مات، يا أطفال مصر!
- من قال أن القضاء في مصر نزيه؟
- فعل فاضح في جريدة الأهرام المصرية
- توقف عن الوضوء والصلاة
- حوار مع أم بدوي
- من هو الله الرئيس؟
- شاهدت عسكري المرور يصلي
- معالي الرئيس سائق الميكروباص
- ماذا حدث في تمثيلية تعديل الدستور المصري؟


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن رمزي نخلة - الشعور بالنقص عند المصريين.