الانتخابات التشريعية مناسبة لاعادة الحسابات

سعيد العاص

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم تكن الانتخابات التشريعية ( عرسا ) كما توهم الاعلام السوري الرسمي بل حدثا يبعث على الصدمة ، والا ماذا تعني تلك المقاطعة غير المسبوقة من جانب الشعب السوري ، بعد المظاهر التي رأيناها رأي العين أمام مراكز الانتخابات ، ونقلها مراسلون مستقلون مثل تقرير السيد عصام خوري في نشرة كلنا شركاء والذي ذكرفي تقريره الآتي : (وصل تعداد الناخبين في مركز مدرسة جول جمال لقرابة 250 ناخب فقط حتى تمام الساعة الثانية ظهرا، وحتى الساعة الرابعة ظهرا لم يتجاوز العدد 290 ناخب. ويعد هذا المركز وسط المدينة والأشهر بين المراكز.) بينما يفترض ان يستقطب مركز كهذا مالايقل عن 3000 من ناخبي اللاذقية والذي يزيد عددهم عن 150000 ناخب أي أن نسبة المقترعين تقل عن 10% اذا اعتبرنا المركز السابق كمؤشر .

لذا ليس مستغربا أن يصب البعض من النظام جام غضبه على المعارضة ، وهو في ذلك يمنح المعارضة شعبية واسعة لم تزعمها هي لنفسها دون ان يدري .


الآن من هو المدعو لاعادة الحسابات ؟


اولا : الحكم الذي حاول مرارا اقناع نفسه والآخرين أنه لايوجد في سورية حاجة لا لمصالحة وطنية ولا للحريات ولا للاصلاح وان كل شيء على مايرام ، لقد تأكد اليوم ان كل شيء على مايرام ماعدا علاقة السلطة بالشعب .


ثانيا : اولئك الذين جادلوا حول موقف المعارضة من مقاطعة الانتخابات ، فقد صادق الشعب السوري بأغلبية كبيرة على المقاطعة بل كانت المقاطعة موقفه هو الذي ابتعد عنه من فكر في المشاركة .


ثالثا : المعارضة التي اكتسبت لأول مرة مشروعية ضمنية كونها عبرت عن موقف الغالبية الساحقة من الشعب ، مما يلقي على كاهلها مسؤولية الاستمرار في نهجها المعارض السلمي الديمقراطي.


رابعا : لقد أصبح واضحا للراي العام العربي والعالمي أن الحياة السياسية في سورية ليست طبيعية وليست صحية ، وان الأزمة الداخلية عميقة بقدر ماهي صامتة .ووضع كهذا لايبعث على الاطمئنان .


هذه الأزمة بين الحكم والشعب والتي أظهرتها الانتخابات التشريعية بطريقة صريحة وفاقعة ، سوف تكون بالتأكيد موضع دراسة لجميع القوى الاقليمية والدولية الصديقة وغير الصديقة ، وسيقوم كثيرون بأخذها بالاعتبار في رسم سياساتهم ، وبقاء تلك الأزمة بدون حل يعني ترك الباب مفتوحا أمام القوى الدولية المعنية باختراق المجتمع والوطن كما حدث لدى جيراننا .


المعارضة الوطنية الديمقراطية في سورية هي مشروع لرأب الصدع ، وجسر الهوة القائمة فعليا بين الحكم والشعب ، والمساهمة مع تيار الاصلاح السياسي داخل النظام ( هل هو موجود حقا؟ )في فتح طريق الأمل والخلاص ، فهي لاتخترع أزمة غير موجودة ، ولاتحرض على الفتنة والفوضى ، ولكنها تعبر عن النزعة الوطنية العقلانية في معالجة أزمة موجودة بالفعل ، أزمة عميقة وخطيرة لايجوز تركها بدون حل ، والا ماذا يعني أن تمتلىء مراكز الاقتراع بكل شيء عدا الناخبين في انتخابات يفترض ان تكون أهم حدث سياسي كل أربعة أعوام في سورية .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل