أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل الشركسي - الشيشان من مناضلين في سبيل الحرية الى ارهابيين !














المزيد.....

الشيشان من مناضلين في سبيل الحرية الى ارهابيين !


ميشيل الشركسي

الحوار المتمدن-العدد: 574 - 2003 / 8 / 28 - 04:36
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


                                                                       " الشعوب الصغيرة بحاجة الى خناجر كبيرة "

                                                                         ــ شاعر الشعب الداغستاني: رسول حمزاتوف ــ

 

في العام 1995 رفض الشاعر الروسي الكبير " يفغيني يفتوشنكو " تسلم وسام الصداقة بين الشعوب الذي منحه اياه الرئيس " يلتسين " وقال: أية صداقة بين الشعوب والجيش الروسي يقتل السكان المدنيين ويشن حملة ابادة ضد الشعب الشيشاني . ان الشاعر هو من جيل مثقفي الستينيات في الاتحاد السوفييتي ، وهو جيل نشطاء حقوق الانسان والمطالبين بالديمقراطية الموصومين بكل ألقاب العار والخيانة من قبل الأحزاب الشيوعية ومنها الأحزاب الشيوعية العربية .

كانت تلك الحملة العسكرية التي بدأت في أواخر عام 1994 ضد الجمهورية المتمردة التي أعلنت استقلالها من طرف واحد بعد فرط الاتحاد السوفييتي عنيفة ووحشية لم توفر المدنيين ولاقت مقاومة شديدة جداْ من قبل الشيشان رغم زج أفضل القوات الروسية في المعركة من مشاة البحرية الى القوات الخاصة والمظليين ، فقد قاد الرئيس الشيشاني آنذاك

" جوهر دودايف " والذي كان من أفضل الجنرالات في الجيش السوفييتي سابقاْ الذي انتخبه الشيشان رئيساْ لهم بالاجماع تقريباْ المقاومة لجيش يلتسين وجرعه الغصص ، وأثبت أن الشعوب صاحبة الحق وان كانت صغيرة قادرة على الثبات وتلقين المعتدي المحتل خسائر كبيرة .

ان الجزء الصغير من الرأي العام الروسي الذي أدان تلك الحرب منذ البداية ونشطاء حركة حقوق الانسان في روسيا ومعهم أحرار العالم دفعهم الى الاحتجاج تشبعهم بالمبادئ الأخلاقية العليا للحضارة الانسانية الحديثة مما أدى الى تبلور حركة احتجاج عالمية كبيرة ساخطة على الخسائر البشرية الكبيرة وداعية الى ايجاد حل مشرف للمشكلة . وهذا الضغط الداخلي والخارجي اضطر السلطة في موسكو الى ابرام اتفاق مع الثوار الشيشان يقر بفترة انتقالية وسحبت روسيا كل قواتها آنذاك من الجمهورية في عام 1998 ، قام الشيشان بعدها وقد حصلوا عملياْ على استقلال ولو غير ناجز بانتخاب رئيس جديد بشكل تنافسي ديمقراطي هو الجنرال السابق أيضاْ في سلاح المدفعية السوفييتي " أصلان مسخادوف " .

ماحدث بعد ذلك وهو السبب في كتابتي هذا المقال كان مثيراْ ، فبدلاْ من أن يتجه الشيشان الى بناء مؤسسات مدنية ترسخ دولة القانون وتعيد اعمار الجمهورية الغنية بالنفط والغاز ، تحولوا الى الأصولية الدينية في أبشع صورها ، الى الوهابية كتيار سلفي متعصب ، وايديولوجية كليانية مضادة للعقل والانفتاح والتقدم بقدوم ممثلين لذلك التيار من السعودية والأردن وغيرها من البلدان الذين حاربوا في أفغانستان حاملين معهم لوثة التعصب والانغلاق وبذورالارهاب

ان شعوب شمال القفقاس بشكل عام وهي في غالبيتها تدين بالاسلام بعيدة ناريخياْ عن التعصب ، وبالنسبة للشعب الشيشاني فقد كان في غالبيته قبل دخول الوهابية من أنصار الطرق الصوفية القادرية والنقشبندية وهي طرق متوغلة في ضمير الشعب الشيشاني ومتأقلمة مع عاداته وتقاليده ، وأتى دخول الوهابية لينسف الأسس السابقة من القيم الأخلاقية للطرق الصوفية ومنظومة العادات الجبلية التي كان يدين لها الشيشان بالطاعة ، وكان أن جرّد الشيشان حملة عسكرية للاستيلاء على الجمهورية المجاورة داغستان ليحرروها كما قالوا ويأسسوا لخلافة اسلامية وهابية على كل أراضي شمال القفقاس مما أعطى مبرراْ للرئيس " بوتين " لتجريد حملة عسكرية جديدة على الشيشان ونسف الاتفاق السابق .

لقد فقد الشيشان القسم الكبير من التأييد الذي كان الرأي العام العالمي يدعمهم به في الحملة العسكرية الأولى عليهم من قبل روسيا بعد أن تحولوا من مناضلين في سبيل الحرية الى ارهابيين ، والمواجهة بينهم وبين روسيا تحولت الى حرب استنزاف طويلة الأمد يطحن فيها السكان المدنيون في رحى المصالح المتشابكة لأمراء المافيا السياسية والعسكرية الروسية والشيشانية ، خاصة ان أخذنا بعين الاعتبار الخلل في ميزان القوة بين الطرفين المتحاربين .

وبخصوص هذه المسألة الشائكة التي نعالجها يجب على الشيشان القطع مع الزوايا المظلمة من الارهاب الديني وتاريخهم البطولي الحافل من النضال في سبيل الحرية كفيل باعطائهم المصل الواقي ضد فيروس التعصب الديني والارهاب وحينذاك سيجدون أحرار العالم وروسيا في مقدمتهم الى جانبهم من جديد .

وأورد في النهاية كلمات المعلق في احدى المحطات الروسية التي قالها أثناء الحملة الروسية الأولى على الشيشان عام 1995 " كيف يمكن أن تحب وطنك وأنت تقتل أطفال الآخرين وتترك جثث قتلاك تتعفن في الشوارع ؟ !

 



#ميشيل_الشركسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلاّ , انهم فطايس يا عبد الباري عطوان
- الى روح الفارس النبيل - ماير فلنر
- تحية حب واجلال من ملحد الى رجل الدين العراقي الجميل السيد اي ...


المزيد.....




- -شكلك مقريتش القرآن-.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة -الدين عند ...
- عودة الهدوء إلى عاصمة قرغيزستان بعد احتجاجات ليلية ضد الأجان ...
- بدء وصول المساعدات عبر الرصيف العائم وحماس تشكك في نوايا واش ...
- Axios: واشنطن تعتقد أن حماس غير مستعدة الآن لعقد صفقة رهائن ...
- -واينت- عن مصادر: مفاوضات غزة في مأزق والسبيل لتقدمها يكمن ب ...
- ترامب سيطلب اختبارا للمنشطات قبل مناظراته مع بايدن
- خبير: عمق -المنطقة العازلة- في أراضي أوكرانيا يجب أن يمتد إل ...
- السعودية.. تحذيرات من أمطار غزيرة وسيول بـ 4 -إنذارات حمراء- ...
- أكسيوس: حماس انسحبت من مفاوضات الهدنة لزيادة الضغط على إسرائ ...
- إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل الشركسي - الشيشان من مناضلين في سبيل الحرية الى ارهابيين !