أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمانى على فهمى - بين العولمة والفن















المزيد.....

بين العولمة والفن


أمانى على فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 1896 - 2007 / 4 / 25 - 09:31
المحور: الادب والفن
    


المفهوم الايجابي للعولمة

العولمة ، ذلك المسمى حديث العهد في لفظه ، بالغ القدم في معناه وكينونته ، ذلك المسمى الذي إرتبط في الأذهان بالعقد الأخير من القرن العشرين حيث الإجتياح الشديد لما يسمى بثورة المعلومات والإتصالات ، الشيء الذي أدى إلي نوع من التقارب ليس الإقتصادي أو الثقافي فحسب ، بل التقارب الزمني بين شعوب العالم ، حيث تضاءل عنصر الوقت وطمست قيمة المسافات والساعات والحدود الزمنية والمكانية
ولكن هل حقا العولمة ظاهرة حديثة مقترنة بعالم اليوم ؟ ، أم أنها في حقيقة الأمر تعني التبادل بين الدول والشعوب في شتى مناحي الحياة ، وهو أمر طبيعي كان يحدث منذ القدم وإلا لتوقفت الحضارات وإنغلقت على أبعاد فكرية محدودة ، فالإنسان في أي بقعة على وجه الأرض كائن له خصائص أساسية وسمات جوهرية لا تتغير كثيرا ولا تختلف بشكل جذري من مكان لآخر ، وإن بعدت المسافات وإختلفت البيئات واللغات ، يظل وسيظل إلي الأبد هناك خط شديد القوة رابط بين الشتات البشرية المترامية هنا وهناك علي وجه الأرض ، ولذلك فالعولمة ليست تعني بالضرورة سيادة القوى الغربية متمثلة في أمريكا – كما هو شائع – بل هي تعني توسعا طبيعيا للقوى الأكثر صلابة وتفوق ، بدليل أن هناك أزمنة سابقة كانت للشعوب العربية الإسلامية هيمنة قوية علي العالم ، ومن قبلها الحضارات الشرقية القديمة والتي تركت أثارها حتى الآن على العديد من بقاع العالم ، وهو ما يتضح في الإشتراك في بعض مفردات اللغة وطرز العمارة والفنون
ومن ثم فالعولمة في مفهومها الإيجابي هي التنوع الذي يؤدي إلي وحدة الإنسانية ، ولكن بدون طمس للفروق الطبيعية بين البشر ، "والواقع أن التنوع البشري الخلاق هو مبدأ الفعل الإبتكاري في الثقافة التي تتوثب بعافية الحرية ، وتشبع معاني التسامح وحق الإختلاف والإحترام والمغايرة ، ولا تنفر من إعادة النظر في تقاليدها ، ويستلزم ذلك مجاوزة التناقضات القديمة والإسهام الحواري المتكافىء في رسم خرائط عقلية جديدة تتأسس بها علاقات النزعة الكوكبية الوليدة
وذلك يتطلب إحترام الهويات الثقافية للشعوب والموضوعية الكاملة في إصدار الأحكام ، ففي حقيقة الأمر إن للتاريخ دورات ، شعوب تعلو ثم تخفت ، ثم تستبدل بشعوب أخرى تأخذ مكانتها ، ثم تعاد الدورة ، ومن ثم ، فليس هناك إذن تلك الميزة التفوقية المزعومة لحضارة شعب علي حضارة شعب آخر ، بل هناك ما يمكن أن يسمى تعاقب أو تكامل ، وإن لزم الأمر لتحديد الأكثر تميزا ، فمن الطبيعي أنه سيكون للحضارة الأقدم والأكثر في إيجابياتها والأقل في سلبياتها

الآثار الناجمة عن تمازج الثقافات في ظل المفهوم العصري للعولمة

ولأن المادة قد سيطرت بشكل كبير علي العالم في العصر الحديث ، فقد كان ذلك هو المدخل الأساسي الذي تمكن الغرب من خلاله في أن يهيمن على شعوب العالم ، فالغرب يمتلك حضارة مادية تسير كل يوم نحو تدعيم ذلك الإتجاه المادي البحت ، ولمواجهة ذلك المد الغربي ، فعلى الشعوب العربية الإسلامية أن يكون لها رد فعل مساو في قوته يدعم بكل قوة التمسك بحضارته الروحية والتي لم تفعل أبدا قيمة المادة ، ولكنها وضعتها في مكانتها المناسبة حتى لا تتحول المادة إلى وحش يدمر كل القيم النبيلة التي فطر عليها الإنسان .
" وفي العصر الحديث مع موجات الإستعمار الأوربي للبلاد العربية ، ومع الإنفتاح الثقافي بلا حدود بينها وبين الحضارة الغربية ، غالبا ما كان يحدث التفاعل إختياريا بين الثقافتين من خلال المؤسسات الثقافية ، فتمت إستعارتها بمناهجها الأكاديمية نفسها من الثقافة الغربية ، مثل معاهد الفنون الجميلة والسينما والمسرح والبالية والكونسيرفتوار ، ومؤسسات النشر والترجمة .. لكن كل تلك المؤسسات الثقافية والتعليمية ظلت أوعية تنضج بداخلها الفنون والإبداعات الخاصة بكل بلد ، وتتفاوت داخلها درجة التفرد والخصوصية عن المصادر الغربية تبعا لدرجة الوعي الذاتي للقائمين علي وضع مناهجها أو فكر أساتذتها أو قناعات مبدعيها
وإذا كانت العولمة بالمفهوم السابق هي في أصلها اقتصادية ، فإنه من الصعب أن تصير العولمة ظاهرة فكرية ، أو فنية ناجحة أو مكتملة لأن الفن نتاج لحضارة طويلة ، الفن نتاج لخبرات الشعوب ولما تأصل في داخل الروح من موروثات ، إنه شديد الصلة بالبيئة والدين والعادات فكيف يصبح الفن مقولبا" خاضعا لقيم فنية نابعة من بيئات وعادات بعيدة عن منبعه ؟! الفن الحقيقي ينبع من دهاليز الوجدان الضاربة في العمق ، ذلك العمق المنصهر مع خصائص وسمات حضارة وبيئة بعينها ، فكيف له أن ينصهر مع حضارة وبيئة أخرى كل ما يعرفه عنها بعض القشور ، حتى إن إدعى أنه تعايش معها ، فإنها معايشة سطحية ليس لها القدرة علي التغلغل والإندماج ، وتلك هي مشكلة الفن الذي يرتدي زيا غريبا علي بيئته ، أن شكله من الخارج قد يوحي بأنه فن والحقيقة انه مجرد زى أي مظهر ، أي قشرة ، ولكي لا ترتدي فنوننا تلك القشرة الزائفة الزائلة ، فان علينا أن نتنبه جيدا إلي وجوب تدعيم الجوهر وصقله حتى يصبح الفن أصيلا في جوهره ومظهره
والفن الأصيل ليس هو الناتج الفني المرتبط بالتراث والحضارة فحسب ، ولكن هو الفن المرتبط بذات إبداعية صادقة لا تفتعل ولا تقلد ولا تكرر أنماطا سابقة ، وإذا كانت الذات مثقفة واعية لمكانتها الحضارية مرهفة الحس ، شديدة التأثر بعالمها وبيئتها والأحداث العالمية الجارية ، فان إيداعها الفني سيحمل تلقائيا خصائص تدل عليها وعلى موروثها الحضاريلقد شكلت العولمة في مفهومها الشائع إتجاها نحو هيمنة فكر كوني واحد تقوده الرأسمالية لتجعل من العالم قرية واحدة وبالتالي يسود قالب فكري وثقافي شبه موحد يقود الشعوب ، " واضعة إياها تحت سيطرة نمط جديد من الهيمنة ، وهي هيمنة تكتسح المكان وتغزو الأراضي بدون عقوبة أو مؤخذاة ، وبفعل الإتصالات عبر الأقمار الصناعية وجد الناس أنفسهم مدينين لأنظمة تتجاوز في سلطتها وقدرتها الحدود الوطنية للدولة ، وهذا يعني التحول إلي الإغواء ، حيث يصبح الإغواء هو الطريقة لجعل الناس يفعلون هذا الأمر وذلك دون حاجة إلي ممارسة القوة عليهم ، فإقناع الآخرين بأن مصلحتك عي مصلحتهم هي السبل الرئيسية إلي الأشكال الجديدة من سلطة المعرفة
لقد شهد العالم في عصرنا هذا تحولات أحدثت تغييرا جذريا في الثقافة في كل من العالم الأول والعالم الثالث في ظل الثورة المعلوماتية والتعددية الثقافية ، " وذلك علي نحو دفع العالم إلى التخلي عن مركزيته الثقافية من ناحية ، وإطراح المنظور المركزي نفسه في سياساته الثقافية الداخلية من ناحية ثانية



#أمانى_على_فهمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمانى على فهمى - بين العولمة والفن