أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى الشيخ زامل - الطائفية .......وتراب الصف














المزيد.....

الطائفية .......وتراب الصف


يحيى الشيخ زامل

الحوار المتمدن-العدد: 1894 - 2007 / 4 / 23 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الطائفية من أتعس الحروب وألعنها لكون القاتل والمقتول من بلد واحد ، يتكلمون نفس اللغة ويحملون نفس الهوية ويسكنون في بلدٍ واحد ، أثارتهم الفتنة الطائفية وقهقرت عقولهم العقدة ( القابيلية ) منذ أن وضع الإنسان يده على حجرٍ وقال هذا لي..... !
جمعني قبل أيام مجلساً مع أحد المثقفين والكتاب المهجرين بسبب أعمال العنف الطائفية المقيتة التي اجتاحت البلاد والعباد ،و افترست أكثر مناطق بغداد فضلاً عن باقي المحافظات ، فشكلت بؤراً للفساد يصعب علاجها والسيطرة عليها ، لشروع الكثير ممن نشبت الكراهية في قلوبهم وأحالتهم إلى وحوشاً كاسرة أفرغتهم من أي رحمة فراحوا يدسون معاول الهدم والتفتيت للنسيج الاجتماعي العراقي الذي لقى الأمرين من حكومات الاستبداد المتعاقبة على حكمه .
لم تكن غير الآهات والحسرات تخرج من قلبه الذي يتفطر حزناً على بلاده التي أنتهبت وسرقت في وضح النهار ثم ها هي الآن تقع ضحية لأجندات خارجية وتفقد شيئاً فشيئاً روابط وحدتها وعزتها وصفو حياتها الموزائيكية التي اعتادت عليها ، لم يفرقهم دين أو مذهب أو معتقد أو رأي وأن اختلفوا ولكنهم لم يخالفوا ولم يزدلفوا عن الجادة الوسطى في العيش بسلام وآمان متجاورين في المدن ومتناسبين في الزيجات ومتشاركين في التجارة والأموال ، لأن العيش لا يطيب في سماء تملئها صور القتل والخطف والاغتيال والمسامير التي تملاء فراغات الجسد الضحية ، لذا يشد الناس الرحال الطيبون الرحال بعيداً للبحث عن وطن جديد خالياً من الحزن ، بعيداً في العراء وفي أطراف المدن النائية وعند مفترق الطرق والمسافات التي بدأت تكبر وتكبر لتأكلنا الواحد تلوا الأخر .
فقال لي والدمعة تكاد تفر من عينية وبصوت تخنقه العبرة : تدرس ابنتي منذ سنين في مدرسة نموذجية في وسط بغداد وهي شاطرة جداً ، وبعد تهجيرنا هي الآن جليسة الدار ، وقبل أيام خابرتها أحدى صديقاتها ( مع العلم أنها من طائفة أخرى ) ووعدتها بأن ترسل لها بعض الهدايا .......... أتدري ماذا طلبت منها ابنتي ...... لم أقل نعم أو لا ، وكنت محتاراً حينها ماذا أجيب ....... ولكنه أكمل حديثه : لقد طلبت من صديقتها قائلة : ( حين تكنسون الصف وتجمعون التراب أرجوا أن ترسلي لي هذا التراب ....هذا هو هديتي ) ، التراب ...... التراب كم يعشق العراقي تراب وطنه مع أنه من أكثر أسباب تعاسته وحزنه وموته .
ما هو ذنب العراق والعراقيين ؟ وما هو سبب هذه الهجمة البربرية القادمة من أقاليم الأرض بكل ما يحملون من أمراض وعقد ؟ هل بسبب كون العراق أرض الحضارات والمقدسات ، أرض الأنبياء والأوصياء والشرائع المقدسة والأمجاد الضاربة في عمق الأرض ، أم بسبب كون أرضه تحمل ثروات يسيل لها لعاب المستعمرون......لمن المؤسف حقاً ..... أن يبقى العراقي لا يفقه شيئاً ولا يدري عما يدور حوله ،ولا يدري بأي سبب يذهب أخوته فلا يعودون ،ولا يدري بأي سبب يبيحون دمه مع أن دمه أحمر مثل كل دماء الشعوب .



#يحيى_الشيخ_زامل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -تبتسم- و-تغمز-.. صور مرحة توثق جانبًا غير متوقّع لطيور البو ...
- المؤثّرة الافتراضية ميا زيلو -تخطف- الأضواء في لندن وتُربك ا ...
- شاهد.. عملية إنقاذ لشخصين من قارب صيد تندلع فيه النيران بالك ...
- تجدد الاشتباكات والقصف الإسرائيلي في السويداء، والعشائر السو ...
- بعدما وصفها بـ -القمامة-.. ترامب: كوكا كولا وافقت على استخدا ...
- ردًا على التهديد بفرض عقوبات جديدة.. إيران: الأوروبيون لا يم ...
- دمشق تتهم مقاتلين دروز بخرق الهدنة في السويداء وأنباء عن اشت ...
- إسرائيل تأسف لقصف كنيسة في غزة بـ-الخطأ- وباريس تندد
- مائة عام على كتاب هتلر -كفاحي- - أفكاره لا تزال تتردد
- ضخ إعلامي كبير بتجدد الاشتباكات الدامية في السويداء.. ما حقي ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يحيى الشيخ زامل - الطائفية .......وتراب الصف