أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وحيد حسين - مؤتمر زيوريخ...ماله وماعليه















المزيد.....

مؤتمر زيوريخ...ماله وماعليه


وحيد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1893 - 2007 / 4 / 22 - 12:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عقد في الفترة من 24 الى 25 آذار مؤتمرا في مدينة زيوريخ السويسرية حمل اسم مؤتمر الدفاع عن حقوق الأقليات في الشرق الأوسط، وأضيف الى اسمه شمال افريقيا بطلب ممن حضروا من هذه المنطقة الجغرافية، كما وتبنى هذا المؤتمر في لحظات انعقاده الآخيرة الدفاع أيضا عن حقوق المرأة بطلب من السيدات اللاتي حضرن المؤتمر وبدعم كبير من كثير من الحضور.


لايمكن لي في البداية إلا أن أحيي الجهود الكبيرة التي بذلها السادة القائمون على منظمة "أقباط متحدون" وفي مقدمتهم المهندس عدلي أبادير كبير الآقباط في المهجر الذي آل على نفسه وهو في هذا العمر - الذي أتمنى أن يطول كثيرا - إلا أن يتبنى قضايا المضطهدين والمقموعين في عالمنا العربي والإسلامي ومن هؤلاء بالتأكيد اخوانه أقباط مصر الذي تعرضوا ومازالوا الى ظلم واضطهاد يتجلى يوميا بالإعتداءات المتكررة عليهم والتي وصلت في أحيان كثيرة الى القتل العمد وعن سابق اصرار وتصميم وترصد وايمان، وكذلك المعاناة والآلام التي تلحق بهم جراء مايسمى بالخط الهمايوني ومايفرضه عليهم من اجراءات روتينية قاسية لا تنتهي في سبيل انجاز معاملاتهم، كما لا ننسى هنا التمييز الذي يتعرض له الآقباط فيما يتعلق بابعادهم عن تولي المناصب الرسمية وكُنا قد شاهدنا كيف أن حصة الأقباط في الإنتخابات التشريعية الأخيرة قد تم اختزالها في نائبين اثنين فقط من مجموع المرشحين وقد نجحا بطريقة أشبه ماتكون بالتزكية لوجودهما على لائحة الحزب الوطني الحاكم، ومن أبشع مايتعرض له الأقباط ايضا هو استمرار حالة اختطاف الفتيات القبطيات واجبارهن على التأسلم، والحقيقة فان منظمة أقباط متحدون من خلال موقعها الإلكتروني ومجموعة من المراسلين الشباب المنتشرين في القرى والبلدات والنجوع المصرية استطاعت أن تسلط الضوء على كثير مما يتعرض له أقباط مصر وتنقلها للعالم مما يجعلنا لا نضيف جديدا في هذا المجال،كما ويجب هنا توجيه الشكر الى الطاقم الفني في موقع الأقباط المتحدون الذي نجح بشكل كبير في نقل وقائع هذا المؤتمر عبر بث انترنتي مباشر جعلنا نعيش أجواء المؤتمر وكأننا حاضرين فعليا .


كان لافتا منذ البداية حضور بعض الشخصيات التي لا يخدم حضورها مثل هذه المؤتمرات شيئا، بل على العكس من ذلك فقد شكل حضورها عامل إعاقة لأعمال المؤتمر ولهدفه الرئيسي في الدفاع عن الأقليات وذلك بسبب النزعة القومية لهذه الشخصيات وإنكارها من الأساس لوجود مشكلة أقليات في العالم الإسلامي، وهو أمر واضح وجلي ولايغطيه ماتحدثوا به من كلمات براقة وماطالبوا به المتحدثون من إتباع المنهج العلمي والأخذ بالأرقام الصحيحة للأقليات ولحوادث الإضطهاد والقمع والتمييز الذي تتعرض له هذه الأقليات، كما لايخفي حقيقة هذه الشخصيات صراخها ومطالبتها بعدم اعطاء أي نوع من أنواع الشرعية للأحزاب الدينية اذا ماعلمنا أن سبب صراخها هو وصول أحزاب دينية الى الحكم تمثل غالبية شعبية مخالفة مذهبيا لهذه الشخصيات.


من المعيب هنا أن تلجأ تلك الشخصيات الى استغلال علاقات الصداقة التي تربطها برئيس المؤتمر لكي تمرر اطروحاتها، والأكثر عيبا هو أن تطلب بين الحين والأخر من هذا الصديق الرئيس أن يشهد معها على ماتؤمن به من عدم وجود أي اضطهاد أو تمييز تجاه الآقليات متسلحة بالمثال الشركسي الشيشاني في الأردن وغياب أية ظواهر تمييزية ضدهم في المجتمع الآردني، وهو مثال للأسف لاعلاقة له بموضوع الأقليات أساسا، فكلنا يعلم أن الشركس والشيشان هم مسلمون سنة يعيشون في وسط أردني غارق في سنيته، وقبل ذلك فهم يتمتعون ذكورا واناثا بجمال يبعدهم عن دائرة الإضطهاد اللوني لابل ان جمالهم وضع العربي ذو السحنة الصحراوية القاسية في موقع الشعور بالنقص تجاههم، ولو كانوا شيعة على سبيل المثال لكان مصيرهم كمصير العراقيين الشيعة الذين تعرضوا لأبشع صنوف التمييز خلال وجودهم في الإردن وأنا أعني هنا التمييز على المستوى الشعبي الذي تعرض له العراقيين وليس ذلك التمييز الحكومي الرسمي الذي ارتدى في أغلب الأحيان لباس السياسة، ولو كانوا سود البشرة لكان مصيرهم مصير أهل دارفور. يبقى جانب الإختلاف القومي بين الشركس والشيشان ومحيطهم العربي وهو الأمر الذي اختفى بسبب تناسي كثير من الشخصيات الشركسية والشيشانية لأصولهم والإصرار على الظهور كعرب والدفاع عن القضايا العربية أكثر من العرب أنفسهم، وهذه الحالة الشركسية الشيشانية يُفهم منها أن المطلوب من المختلف هو الذوبان في الحالة العامة وهو ماحصل في الأردن ولا يُفهم منها غياب الإضطهاد والتمييز التي أرادت أن تروجه تلك الشخصيات من خلال استغباء الحاضرين والمشاهدين.
إلا أن مايبعث على الألم الشديد هو تجاوب رئيس المؤتمر مع ماطرحه أحد تلك الشخصيات وهو التجاوب الذي تجلى من خلال اعلان رئيس المؤتمر وعقب الكلمة الثانية أو الثالثة في المؤتمر من أن كلمة تلك الشخصية ستكون بيان هذا المؤتمر، وهو الأمر الذي لم يكن من المناسب معه استمرار عمل المؤتمر، فالبيان الختامي قد أُعلن عنه وبالتالي لا داعي لإستكمال أعمال المؤتمر وكأن حضور أكثر من ثمانين مفكرا وشخصية قدموا من جهات الدنيا الأربع و لم يتكلموا بعد لم يكن إلا ليبصموا على ماقال الأكاديمي الفذ.


إن الهجوم الذي شنه رئيس المؤتمر على احدى الشخصيات النسائية التي تحدثت في المؤتمر لايمكن بأي حال من الأحوال فهمه إلا في إطار الغيرة الشديدة التي بدأت تنتاب هؤلاء جراء الحضور الإعلامي المكثف لهذه الشخصية النسائية، وعودة كثير من وسائل الإعلام في أغلب الأمور التي تخص العالم الإسلامي الى هذه الشخصية النسائية التي سحبت البساط وبجدارة من تحت أقدام شخصيات ليس معلوما لأحد أين تقف على وجه التحديد.


إن رئيس المؤتمر والذي كتب مؤخرا مقالة طالب خلالها اعتماد آخر وسائل العلاج عند العرب وهو الكي لحل مشكلاتهم السياسية المستعصية جدير به أن يعطي نفس الحق لغيره لممارسة ذات الوسيلة في العلاج في الجانب الديني، أم هو حلال له حرام على غيره؟ وهل يفيد العلاج بالكي في الجانب السياسي ولا تفيد ممارسته في الجانب الديني خصوصا اذا ماعلمنا أن كل مشكلاتنا السياسية تعود أسبابها وجذورها الى خلفية دينية سحيقة وذلك بسبب أن السياسة عند العرب هي " دين مكثف " وليس كما عند بقية العالم بوصفها اقتصاد مكثف يسعى القائمون عليها لممارسة أفضل الطرق السياسية لتحسين أوضاعهم الإقتصادية، بينما وكما قلت مازال العرب يجيرون كل شيئ لإعلاء شأن مفاهيم وتعاليم قديمة ومنغلقة لا تفيد إلا بمزيد من العودة الى الوراء على كل المستويات.
وللحديث بقية



#وحيد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يعيد الفلسطينيون أموال العراق؟


المزيد.....




- صراخ ومحاولات هرب.. شاهد لحظة اندلاع معركة بأسلحة نارية وسط ...
- -رؤية السعودية 2030 ليست وجهة نهائية-.. أبرز ما قاله محمد بن ...
- ساويرس يُعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-: حسن النية أل ...
- هل ينجح العراق في إنجاز طريق التنمية بعد سنوات من التعثر؟
- الحرب على غزة| وفد حماس يعود من القاهرة إلى الدوحة للتباحث ب ...
- نور وماء.. مهرجان بريكسن في منطقة جبال الألب يسلط الضوء على ...
- الحوثي يعلن استهداف سفينتين ومدمرتين أميركيتين في البحر الأح ...
- السودان: واشنطن تدعو الإمارات ودولا أخرى لوقف الدعم عن طرفي ...
- Lenovo تطلق حاسبا متطورا يعمل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي
- رؤية للمستقبل البعيد للأرض


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - وحيد حسين - مؤتمر زيوريخ...ماله وماعليه