أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة امين - من يقف وراء افتعال الفتن في كركوك ؟















المزيد.....

من يقف وراء افتعال الفتن في كركوك ؟


كوردة امين

الحوار المتمدن-العدد: 571 - 2003 / 8 / 25 - 03:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




هناك حالة من التوتر والترقب تسود مدينة كركوك والمناطق المحيطة بها , وهذا التوتر ليس وليد اليوم او البارحة بل بدأ منذ تحرير هذه المدينة على ايدي القوات الامريكية والقوات الكوردية .  ويمكن لأي انسان بسيط او محايد ممن يعايش الاحداث وما يجري في الخفاء ان يكتشف بسهوله ان وراء الاكمة ما ورائها  وان هناك جهات خارجية اقليمية لها مصالح خاصة في تأزيم الامور وخلق المشاكل في هذه المدينة التي يتكون سكانها من الكورد والتركمان والعرب والاشوريين .
   والسؤال هو من المستفيد من اثارة الفتن ووقوع  الاشتباكات المسلحة واراقة الدماء في هذه المنطقة من العراق وفي هذا الوقت المحدد بالذات... غير تركيا ؟
 تركيا من اكثر الدول الاقليمية  التي لها اطماع قديمة وحديثة في هذه المنطقة وهي التي تتربص بالعراق الدوائر لكي تقحم نفسها في ِشؤونه الداخلية  وتحصل على قطعة من كعكته ,  وأية  قطعة ؟!  قطعة دسمة تفوح منها  رائحة  البترول ….  مدينة كركوك  .
    وتركيا لم  تجد حرجا  ابدا في  ان  تعلن عن اطماعها ونواياها السيئة منذ مدة  وقبل تحرير العراق . والكل يتذكر تصريحات المسؤولين الاتراك في انقرة وتهديداتهم المستمرة بالتوغل داخل كوردستان الجنوبية واجتياحها  قبل واثناء حرب التحرير ,  بحجج  مفتعلة واهية  منها حماية الاقلية التركمانية في كركوك والمناطق التي يتواجدون فيها .  وكانت انقرة تبيت النية  على تنفيذ اهدافها هذه , الا انها اصطدمت بعوائق كثيرة احبطت خططها ,  منها موقف الشارع التركي المعارض لاي تدخل ,  وقرار البرلمان التركي الرافض لارسال هذه القوات لمساعدة القوات الامريكية في حربها لتحرير العراق .
ولكن سكوت تركيا  كل هذه المدة لا يعني انها لم تتحين الفرص لدس انفها في شؤون العراق ,  فقد دلت الوقائع على انها حاولت اكثر من مرة ان تخلق الاجواء الملائمة والذرائع التي تبرر تدخلها .  وتم احباط عدة  محاولات  لها  في تهريب اسلحة متنوعة الى داخل العراق  تحت غطاء المساعدات الانسانية التي ترسل عن طريق اراضيها الى العراق  ,  كما وهنالك المؤامرة الدنيئة  التي  تم الكشف عنها  من قبل قوات التحالف والتي كانت تهدف الى قتل محافظ كركوك  السيد عبدالرحمن مصطفى لاثارة المشاكل والقلاقل والصراعات الدموية في كركوك  لكي تبرر بالتالي  تدخلها العسكري هناك .  وفي حينه اعتقلت القوات الامريكية احد عشر تركمانيا من عملاء الميت التركي الذين يعملون في الجبهه التركمانية في مدينة السليمانية وحدثت ازمة سياسية  كبيرة بين الجانبين الامريكي والتركي كادت ان تتسبب  بحدوث  نتائج  لا تحمد عقباها لولا  تداركها في الوقت المناسب من قبل الطرفين .
وتركيا الان تلعب ورقة خطيرة اخرى عندما تحاول ان تستغل طلب امريكا منها  بالمشاركة في قوات حفظ الامن وتقديم المساعدات الانسانية  في العراق ,  ولكن هذه المشاركة لن يقدر لها على الارجح ان  تكون  كما ترغب هي ,  بسبب رفض الشارع التركي ثانية لارسال قوات تركية من جهة ,  ولكون امريكا قد حددت مسبقا مهام القوات التركية  في العراق واماكن تواجدها وهي وسط وغرب بغداد ,  وهذا طبعا لا يناسب ما يجول في رأس العسكريين الاتراك  الذين يطمعون باكثر من ذلك ويضعون امامهم هدف واحد لا غير الا وهو كركوك ونفط كركوك ,  او بالاحرى فلنقل ولاية الموصل كلها التي تشكل الشمال العراقي الحالي .
 ولكن ليس في كل مرة تجري الرياح بما تشتهي سفن تركيا .  فمحاولتها  ابتزاز القوات الامريكية  لم تثن امريكا في المضي قدما في تنفيذ برامجها  فيما يتعلق بالعراق والاستعانة  بالكورد وقواتهم العسكرية (البيشمه ركة)  في تحرير الاجزاء الشمالية من العراق التي كانت في يد النظام المقبور ,  وفقدت تركيا  بذلك ما كانت تحلم به من رضى وود امريكا .  والضربة الموجعة الاخرى التي تلقتها بعد التحرير هي فوز شخص كوردي   بمنصب محافظ  كركوك ,  وهذا كان فوق حدود تحملها !  فاخذت تمارس سياستها المعروفة ( فرق تسد ) لتأجيج النعرات القومية والطائفية في كركوك والمناطق المحيطة بها لكي تبقى هذه المنطقة  تغلي فوق صفيح ساخن  وتعطي بالتالي  لنفسها المبررات للتدخل هناك  ,  خاصة ما تدعيه لنفسها في  الحق  بحماية التركمان  .
 لقد نجحت تركيا في التوغل داخل الاراضى الكوردية في العراق واقامة المقرات والقواعد العسكرية لها عن طرق الجبهة التركمانية التي من المعروف عنها انتساب  اغلب اعضائها الى جهاز الميت التركي ,  وتلقيهم الاوامر والتعليمات من انقرة مباشرة ,  حتى ان تركيا واثناء انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية الاخير في اربيل  وقبل تحرير العراق باسابيع فرضت وبالقوة أحد عملائها المكشوفين وصنيعتها  المدعو صنعان قصاب اغا ,  ليكون عضوا في المؤتمر ,  وحاولت ان تضغط على قيادات المؤتمر بان يكون له  صوت بينهم وان يكون احد اعضاء لجنة التنسيق والمتابعة ,  ولكن هذه الامور لم تكن خافية على احد فباءت جهودها  في اختراق اعمال المؤتمر بالفشل مما  فوت عليها فرصة ان تكون من اصحاب القرار في الشأن العراقي عن طريق هؤلاء العملاء المعروفين للجميع  .   بل ان السيد صنعان لم يحاول حتى اخفاء عمالته لانقرة ,  فقد كان( وكما  كنا نشاهده على شاشات الفضائيات) يستقبل مبعوثي ووفود المعارضة العراقية من الكورد والعرب الى تركيا  وهو يقف بجانب  المسؤولين الاتراك  ويتصرف كواحد منهم  ,  لا كمواطن عراقي  !!  فاي عمالة اكثر من هذه ؟
 كما ان التحقيقات التي اجريت في اعقاب اعمال للشغب وقعت في كركوك بعد التحرير مباشرة اثبتت ان للسيد  صنعان  اليد الطولى فيها مما ادى الى استبعاده من قيادة الجبهة التركمانية وطرده من موقعه في كركوك .
والان تعلم تركيا جيدا  حقيقة الدور الكوردي ووزنه في المعادلة العراقية .  ومما اثار حفيظتها هو الموقع المتميز الذي حصل عليه الكور بجدارة واستحقاق سواء في داخل مجلس الحكم او اللجنة الدستورية ,   وهي  لا تخفي خوفها من ان يكون  شكل النظام القادم في العراق وبخلاف ما تتمناه ,  نظاما فدراليا تعدديا ديمقراطيا ,  يتمتع فيه الشعب الكوردي بابسط حقوقه التي يستحقها كغيره من شعوب العالم  ,  وان ينال ما يقرره ( في الوقت الحاضر)  وهو الفدرالية في كوردستان .  وهذا مما لا يرضي تركيا طبعا لان الكورد في نظرها هم مواطنون من الدرجة العاشرة لا أكثر ,  وليس لهم الحق في العيش كبشر على ارضهم كوردستان ,  وهي التي تتبع ضدهم كل صنوف القمع والطغيان ,  ولعل الصور البشعة التي نشرت  في بعض وسائل  الاعلام ( نحتفظ بها )  والتي تظهر جنودا  تابعين للقوات العسكرية التركية وهم يقومون بقطع  رؤوس المواطنين والثوار الكورد  ويلوحون بها امام  عدسات التصوير ,  هي  نموذج واضح   للجرائم  المرتكبة بحق الشعوب المضطهدة  في العصر الحديث ,  ووصمة عار في جبين تركيا التي تدعي الديمقراطية وتلهث وراء الانضمام الى الاتحاد الاوربي .
ان المتابع للاحداث الدامية التي وقعت مؤخرا في كركوك وطوز خورماتو تشير الى تورط  تركيا وعملائها من التركمان فيها  ,  فهؤلاء هم الذين لهم المصلحة الاولى والاخيرة في كل ما  حصل , وخاصة بعد ان تبين ان المظاهرات التي جرت من قبل التركمان لم تكن سلمية كما يدعون بل انهم كانوا قد تلقوا التعليمات الكاملة والاسلحة المتنوعة ,  وكانوا هم من بدأ باطلاق الرصاصة الاولى ,  والدليل على ذلك هو ان محصلة القتلى في طوز خورماتو كانت ثمانية  من بينهم ثلاث من الكورد الذين قتلوا برصاص التركمان . فهل ان حمل السلاح واطلاق النار على الكورد هو مظاهرة سلمية ؟  وكذلك الحال في كركوك فقد اطلق المتظاهرون التركمان  النار باتجاه القوات الامريكية وقاموا بحرق السيارات وتحطيم المحال التجارية مما دفع بالقوات الامريكية ان ترد باطلاق النار وتقتل اثنين منهم .
 لاشك ان احداث يوم السبت الدامي كانت مؤسفة جدا  لكل العراقيين ,  وهي ليست الفتنة الاولى ولن تكون الاخيرة ,  وتشير  باصابع الاتهام  الى وقوف جهات اجنبية  خلفها ,  وما التصريحات التي اطلقها المسؤولون الاتراك بعدها مباشرة  وتهديداتهم الوقحة بالتدخل العسكري لحماية التركمان الا دليل  واضح على الدور التركي  في هذه  الاحداث .  
وعلى الاخوة التركمان ان يفهموا جيدا حقيقة  ما يجري حولهم من مؤامرات ,  وان يثبتوا وطنيتهم  في رفض اي محاولة تدخل تركية وتحت اي ذريعة او مبرر ,  فهم  قبل كل شئ عراقيون  ومن مصلحتهم  العيش بسلام وأمان مع اخوتهم الكورد ,   وهم  ليسوا  من رعايا الدولة التركية ,  ولا هم  بحاجة الى حماية قاطعي رؤوس البشر هؤلاء  .
 



#كوردة_امين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لكم وركل وفوضى عارمة.. فيديو من الأرض يظهر اشتباكات عنيفة في ...
- كازاخستان.. قريبة نزارباييف تخضع لمحاكمة بقضية فساد
- القوات الجوية الأمريكية تستعد لتوسيع اتهاماتها لمسرب وثائق ا ...
- ماتفيينكو تؤكد ضرورة محاكمة المسؤولين عن مأساة أوديسا بعد ان ...
- غضب رسمي أردني من -اعتداء- إسرائيليين على قافلتي مساعدات إلى ...
- الولايات المتحدة تتهم روسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرا ...
- ترامب: من الممتع مشاهدة شرطة نيويورك وهي تفض اعتصاماً مناصرا ...
- زلزال يضرب شرق تايوان
- الخارجية الأمريكية تؤكد رفض بكين مواصلة المفاوضات مع واشنطن ...
- الخارجية السودانية تتهم بريطانيا بالتدخل والتواطؤ مع الدعم ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة امين - من يقف وراء افتعال الفتن في كركوك ؟