كيف ترى كوندوليزا رايس التغيير الشامل في الشرق الأوسط

مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق

الحوار المتمدن-العدد: 571 - 2003 / 8 / 25 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

 

نشرت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر بتاريخ 7 آب/أغسطس 2003، مقالة رأي بقلم مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس  تتحدث فيها عن التغيير الشامل في الشرق الأوسط. وبعد الحديث عن الدور الهام والتغيير الشامل الذي قامت به الولايات المتحدة في أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل، انتقلت رايس للحديث عن التغيير الشامل المطلوب في الشرق الأوسط.

 (يجب اليوم أن تلتزم أميركا وأصدقاؤنا وحلفاؤنا بعملية تغيير شامل طويل المدى في جزء آخر من العالم: الشرق الأوسط. فالشرق الأوسط الذي يضم 22 دولة يبلغ مجموع سكانها 300 مليون نسمة يقل إجمالي إنتاجه المحلي عن إسبانيا التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة. وسبب تخلفه هو ما يصفه مفكرون عرب بارزون "بعجز الحرية" السياسية والاقتصادية) . [1]

وتعتقد رايس : (إن نهاية نظام صدام حسين تعزز أيضا التقد م الذي بدأ في جميع أنحاء المنطقة. فالمفكرون العرب يدعون الحكومات العربية إلى معالجة مسألة عجز الحرية. كما تحدث زعماء في المنطقة عن ميثاق عربي جديد يدعم الإصلاح الداخلي وعن قدر أكبر من المشاركة السياسية والانفتاح الاقتصادي والتجارة الحرة. وتتخذ الدول العربية من المغرب حتى الخليج خطوات حقيقية نحو الانفتاح السياسي والاقتصادي. والولايات المتحدة تؤيد هذه الخطوات. وسنعمل مع حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة نحو اتخاذ المزيد منها).

وتتوقع رايس  للعراق بعد حدوث التغيير الشامل فيه، أن يصبح عنصرا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط، مثلما أصبحت ألمانيا العامود الفقري لأوروبا جديدة موحدة حرة تعيش في سلام. ولكن بعد أن مضى أكثر من مئة يوم تقريبا من انتهاء العمليات العسكرية القتالية الرئيسية في العراق واستمرار الاحتلال الأنغلو أمريكي للعراق، هل استعاد الشعب العراقي عراقه؟ وما هو المستقبل المفعم بالأمل الذي تعد به رايس؟. و هل استطاعت أمريكا أن تنهي عجز الحرية في العراق والانتقال إلى الحرية؟ وكيف يمكن مساعدة العراقيين في تحقيق قدر أكبر من الأمن والفرص في ضل استمرار الاحتلال؟

وتؤكد رايس: أن (عملية التغيير الشاملة في الشرق الأوسط لن تكون سهلة، وستستغرق وقتا. و ستتطلب مشاركة واسعة النطاق من أميركا وأوروبا و جميع الدول الحرة، للعمل في شراكة كاملة مع الذين يشاطروننا اعتقادنا بقوة الحرية الإنسانية في المنطقة. لكن هذا ليس التزاما عسكريا بالأساس، بل التزام يتطلب منا أن نستخدم جميع جوانب قوتنا القومية - - الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية. فعلى سبيل المثال، أطلق الرئيس بوش مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط ليلزمنا ببناء مستقبل أفضل بواسطة مشاريع محددة ملموسة. واقترح أيضا إقامة منطقة تجارة حرة بين أميركا والشرق الأوسط خلال عشر سنوات، لإدخال شعوب المنطقة في دائرة متسعة من الفرص) . [2]

أما بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي فإن لرايس: (رؤيا دولتين، إسرائيل وفلسطين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وأخذ زعماء إسرائيل يتفهمون بصورة متزايدة أن من مصلحة إسرائيل أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم في دولة قابلة للحياة تكون مسالمة و ديمقراطية و ملتزمة بمقاومة الإرهاب. وأخذ الزعماء الفلسطينيون يتفهمون بصورة متزايدة أن الإرهاب ليس وسيلة الوصول إلى الدولة الفلسطينية وأنه يمثل أكبر عقبة في طريق إقامتها).

ولكن ما هي النتيجة لهذه الرؤيا !

الجدار العنصري الفاصل الذي تقيمه إسرائيل.

أين المسار اللبناني ؟

أين المسار السوري؟

ماذا حل بخارطة الطريق؟

كل هذه الأسئلة تنتظر جواباً من السيدة رايس قبل إحداث أي تغيير شامل في منطقة الشرق الأوسط ,إذا كانت غير قادرة على الإجابة فلتترك منطقة الشرق ألوسط لأصحابها يقررون ما هو التغيير الشامل الذي يرغبون به.

إن الشرق الأوسط منطقة ذات إمكانات هائلة. وهو مهبط ثلاث من أعظم الديانات في العالم وموطنها الروحي، والمركز القديم للعلم والتسامح و التقدم. كما أنه يعج بأشخاص موهوبين ذوي قدرات كبيرة يستطيعون أن يقروا ما هو التغيير الشامل المطلوب.

                                                                           الدكتور مصطفى العبد الله ألكفري

                                                                                                 جامعة دمشق - كلية الاقتصاد

             [email protected]

--------------------------------------------------------------------------------

[1]  - عن نشرة واشنطن عن مكتب برامج الإعلام الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية، وعنوانه على شبكة الويب: http://usinfo.state.gov.

[2]  - المصدر السابق.

#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل