وان للحق مقالة في تشويه الإسلام والمسلمين

حيدر الحوراني

الحوار المتمدن-العدد: 1889 - 2007 / 4 / 18 - 12:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

من يتتبع الحركة الاعلامية والسياسية والثقافية في الغرب يشهد نشاطاً يومياً كبيراً موحياً، يصب جزء أساسي منه في اتجاه ادانة الاسلام والمسلمين وتشويه صورتهم وتعميق عزلتهم على الساحة العالمية.
ولا تخطىء عين أي مراقب للواقع الغربي وموقفه من الاسلام والمسلمين، إذا لاحظ لدى المواطن الغربي صعوبة كبيرة في فهم حقيقة هذا الدين بعد حملات التشويه المقصودة التي يتعرض لها، وخاصة في ضوء اختلال التوازن الذاتي للمسلمين وتراجع فاعليتهم الحضارية والاخلاقية. وإذا حاولنا تسليط الضوء على هذا الواقع، نجد أننا نحن المسلمين، والذين يدعون الاسلام، أول من شوه صورة الاسلام والمسلمين، وبالذات بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001، وكذلك قطع ونحر الرؤوس، وتفجيرات مدريد ولندن... الخ.
أليس لكل فعل رد فعل؟ لماذا يسمح البعض لنفسه بالجري خلف تيارات يسيرها أفراد أو جماعات لا تراعي الاخلاق والحقوق الانسانية، وقد تقود المجتمعات إلى دوامة القلق والحرمان والصراع اللاإنساني؟ إن لغة الحوار هي اللغة القوية، ومن الخطأ أن نجعل القوة لغة للحوار. ونحن مدعوون جميعاً لمشروع حوار نقدمه لعالمنا تحت مظلة العدل والاخلاق والحقوق الانسانية. ولنبشر العالم بمشروع يضمن الخير والأمن له.
الأوربيون يشعرون بأن قيمهم الديمقراطية مهددة من جانب ما يصفونها بالأصولية الاسلامية. وهذا صحيح، ويمثل جانباً مهماً جداً في خريطة التفسير للموقف الغربي العام من الاسلام والوجود الاسلامي في مجتمعاته في ظل معطيات ديمغرافية واجتماعية وروحية تسمح للظواهر الدينية بالتأثير فيها. وعلى العموم فإن الأقلية المسلمة في المجتمع الغربي تعيش ضمن حدود معقولة من الأمان والديمقراطية على الرغم من الأجواء العالمية المشحونة بـ "الاسلاموفوبيا". ولو عرفت تلك الأقلية كيف تستفيد من الفرص المتاحة وتستثمر الامكانات القانونية والمادية والاجتماعية والسياسية المتوفرة لها، لانفتحت أمامها فرص حياة أكثر أمناً وأماناً وفاعلية واندماجاً في المجتمع. غير أننا لا نملك القدرة على نقل اشعاع الاسلام للآخرين، لأن ذلك الاشعاع غير موجود فينا أساساً، عقيدة وإيماناً وإرادة وسلوكاً وتواصلاً مع العالم... وفاقد الشيء لا يعطيه.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل