أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الكفائي - الصرافيه والهارثه والبرلمان














المزيد.....

الصرافيه والهارثه والبرلمان


رياض الكفائي

الحوار المتمدن-العدد: 1886 - 2007 / 4 / 15 - 11:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



خلال العدوان الغاشم على العراق عام 1991 إثر السياسات الطائشه للنظام السابق. قامت طائرات التحالف بتدمير كامل للبنيه التحتيه لبلد الحضارات.
وكان من بين المشاريع الستراتيجيه المستهدفه بالقصف الجوي, محطة توليد كهرباء الهارثه الحراريه في البصره فقد قصفت بشكل مكثف و شامل, وطبقا لتقرير اغا خان مبعوث الأمين العام للأمم المتحده حينئذ كانت نسبة الدمار في المحطه 100% .
بيد أن كوادر المحطه بالاشتراك مع الجهات السانده من المنشأت الاخرى تمكنت من إعادة 50% من الطاقه التصميميه لها التي كانت 800 ميكاواط‘ وبنقلة نوعيه في الاداء الهندسي والفني لم يعهده العاملون في هذا الوسط من قبل, وكان من أهم الانجازات التي تحققت في اعمار قطاع الكهرباء .ولكن معظم ابناء الرافدين لايعلمون أن هذا الاعمار ما كان ليتم لولا جسر الصرافيه . فلقد كان العمل بحاجه الى دعامات حديديه بقياسات محدده غير متوفره في الداخل ولايمكن استيرادها من الخارج بسبب ظروف الحصار الجائر على الشعب العراقي . فما كان من جسر الصرافيه الا أن لبى استغاثة الكهرباء وأعطى جزءا من بنيته الحديديه ليسهم في اعمار المحطه وبالتالي إعادة النور الى العراقيين.
فليس مستغربا أن تطال يد الحقد هذا الصرح الجميل لما له من وقع يسمو بالشموخ في نفوس أحفاد ابراهيم, لينال ما ناله البرلمان العراقي الذي يحاول أن يعيد النور الى عراق المحبة والتسامح والسلام.
أنا لا أميل الى الرأي القائل أن قطع أوصال هذا المعلم البارز في بغدادعقب تفجيره من قبل قوى الظلام والجهل هو تأسيس لمرحله قادمه تعنى بتقسيم بغداد . فالبغداديون بما عرف عنهم من قلوب مفعمة بالحب وروح طافحة بالود لا يقطع أوصالهم جسر مهما كانت قدسيتة والذي سيتم إعادة بنائه بسواعد أحفاد بابل بناة الجنائن المعلقه كما أعادوا أعمار جميع المعابر التي حطمت في تلك الحرب الشؤوم بل أضافوا اليها عددا من المعابر كان ابرزها جسر الحسين ذا الطابقين والذي كان الصرافية حاضرا في تشييده وأحد روافده المهمه.
ولكن الذين ذهبوا ضحية الجسر والضحايا الاخرون في مختلف انحاء العراق من أهلنا وإخواننا لا يمكن اعادتهم. هؤلاء الشهداء السعداء هم الثروه الحقيقيه التي نخسرها كل يوم. إننا بحاجه الى جسور عديده وذات دعامات اقوى وأمتن من دعامات جسر الصرافيه كي تكون عصية على كل اعداء الوطن من محتلين وتكفيريين وبعثيين ومفسدين, نحن بحاجه الى جسر للمحبه وآخر للاخاء والوئام وجسرا للتسامح والتلاقي... وأيضا جسرا للقصاص من الخونه الذين يريدون تمزيق الوطن. ولكن هذه الجسور سوف لن تبنى على ضفاف دجلة والفرات بل بين أروقة البرلمان العراقي وبين كتله وأفراده بعد أن يتم تطهيره من كل دنس وعفن ورديء.
أيها الاخوه في البرلمان أنتم وحدكم قادرون على إنتشال العراق من هذا المستنقع الذي أتسعت رقعته وفاحت رائحته وكثر بعوضه وأنتشر داؤه, فكل قطرة دم تسفك في أرض الرافدين هي في أعناقكم.
إن ماحدث من تفجير في دار استراحتكم هو أعتداء سافر على كل الشعب العراقي وهو مدان بكل المقايس لكنه من صنع أيديكم فكفى تمزقا وكفى تشرذما " فمن يزرع الأشواك يحصد اللسعات " كما يقول المثل الأنكليزي.
لازال العراقيون يتطلعون اليكم رغم أن جميع ما يحدث في الساحه العراقيه من عنف هو إنعكاس لخلافاتكم وتوجهاتكم التي ربما تحرك بعضها عوامل جاهليه أو مصالح أجنبيه .
الكاتب الفرنسي مولير قد قال يوما " المصالحة السيئه أفضل من دعوى رابحه" ومصالحتكم ايها الساده" ممثلي الشعب" ليست سيئه بل دعوتكم خاسره لتكن دعوتكم لوحدة الوطن والعيش المشترك والذود عن أمنه وسيادته, ومصالحتكم على التسامح ونبذ الطائفية وإعادة البسمة لاطفال العراق والشروع بإصلاحات أقتصاديه كفيلة بأزدهار البلد الذي ينشد الرخاء ولننسَ آلامنا ونترك جراحاتنا يطببها الزمن ولكن التعرض للوطن هومساس بالعرض والشرف ولنتأسَ بقول شاعرنا عدنان مردك بك
إن الجراحَ وإن شجتْ لاتخلدُ
تُشفى لواعجها ويصقلها الغدُ
والجرحُ بالاعراض ِ ليس بمنقض ٍ
تُفنى العصور وعارُه يتجددُ



#رياض_الكفائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الاستبداد الى الاحتراب
- الترادف والمعاصره


المزيد.....




- شاهد: مقتل 6 مدنيين في قصف روسي استهدف خاركيف بصواريخ إس-30 ...
- العدل الدولية: ماذا نعرف عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ...
- علاج جديد مبتكر قد يعالج الشلل الناتج عن كسر في الرقبة
- لماذا يرغب بايرن ميونخ بالشاب كومباني مدربا؟
- في ذكرى الدستور.. شتاينماير يندد بالعنف ضد السياسيين
- أهم ما يجب أنه تعرفه عن الدستور الألماني في ذكراه الـ 75
- مصدر مصري رفيع المستوى: موقف إسرائيل غير مؤهل لصفقة وقف إطلا ...
- -حزب الله- يرد على اغتيال المقاتل فران وإصابة طلاب لبنانيين ...
- الكرملين: الأسلحة الغربية لن تغير مجرى العملية العسكرية الخا ...
- الفصائل العراقية تعلن ضرب أهداف حيوية في ميناء حيفا بصواريخ ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الكفائي - الصرافيه والهارثه والبرلمان