أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأيوبي رولا - عاصفة الطائرات- مشهدية مثيرة لتعويض الفشل السياسي















المزيد.....

عاصفة الطائرات- مشهدية مثيرة لتعويض الفشل السياسي


الأيوبي رولا

الحوار المتمدن-العدد: 62 - 2002 / 2 / 12 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جيل كيبيل في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه ((الجهاد)):
((عاصفة الطائرات)) مشهدية مثيرة لتعويض الفشل السياسي

لم تكن تفجيرات 11 ايلول التي استهدفت الولايات المتحدة الاميركية سوى محاولة لإبدال الافول، الذي يتعرض له الاسلام السياسي، بعنف تخريبي ومشهدي لدرجة ان يسترعي عواطف جماهير المسلمين، معلنا انتصار ((قضيتهم)).
هكذا، يرى جيل كيبيل الى عملية 11 ايلول ليس تعويضا عن عجز الحركات الاسلامية عن تحريك المجتمعات في العالم الاسلامي نفسها فحسب، بل محاولة لجذب هذه الجماهير الى حرب ((عادلة ومقدسة)) تحت شعار الجهاد، تمهيدا للاستيلاء على السلطة في البلدان الاسلامية.
لا يقصر كيبيل هذا التفسير على سلوك الجماعات الاسلامية المتطرفة. فيقارن اعمالها الارهابية بما اقدمت عليه بعض التنظيمات الشيوعية، قبل عقدين، لدى افول الايديولوجية الشيوعية. ويرى ان تكوّن التنظيمات المسلحة مثل الألوية الحمراء في ايطاليا وجماعة كارلوس كان الوسيلة المثالية لتكبيد ((العدو)) أضرارا مشهدية سعيا الى اعادة احياء الوعي الثوري لدى الجماهير.
لكن اصولية اليوم الاسلامية ليست من طبيعة شيوعية الأمس ولا من حجمها. الا ان من المفيد، وفق كيبيل، التذكير بأن الارهاب ليس دليلا على القوة التي يدعيها الارهابيون وان حجم الاضرار التي يسببها، مهما كان هائلا، لا يضمن النصر السياسي لهم.
نشوء ((الجهاد السلفي))
عجزت الحركات الاسلامية، في خلال العقد الاخير من القرن العشرين، عن الاستيلاء على السلطة بالرغم من توقعات وآمال جمة حكمت مسارها في هذه الفترة. فقد اضعفت الانقسامات الداخلية الوحدة العقائدية لهذه الحركات، مجبرة المنظرين الاسلاميين على اعادة النظر في بعض الاحكام الاسلامية لملاءمتها مع متطلبات الديموقراطية.
في شباط 1989، اندحر الجيش الاحمر (السوفياتي) عن افغانستان بعد حوالى عقد من الحرب ((المقدسة)) خاضها ((المجاهدون)) ضده برعاية ودعم اميركيين. سلحت الولايات المتحدة المجاهدين وموّلتهم منذ العام 1980 بالتعاون مع ملكيات البترول في الخليج، ضمن رؤية افترضت امكان استخدامهم أداة مطواعة لطرد الجيش السوفياتي من المنطقة. ولدى تحقق هذا الهدف، تراءى ان المجاهدين انجزوا مهمتين في الوقت نفسه:
(1) هزيمة الجيش الاحمر في افغانستان التي اسست لانهيار الاتحاد السوفياتي بعد اشهر.
(2) تحويل شعور العداء للولايات المتحدة، الذي رعته الثورة الخمينية باتجاه موسكو.
في المقابل، تكونت لدى جماعات ((المجاهدين)) قناعة بأن الفضل في الهزيمة السوفياتية يعود إليهم حصريا، وأنهم، بالتالي، قادرون على إلحاق الهزيمة نفسها بكل الانظمة ((الكافرة)) في العالم. وهكذا، اجتمع آلاف الناشطين الاسلاميين في كنف ايديولوجية جديدة اطلق عليها شعار ((الجهاد السلفي))، تدّعي لنفسها امتلاك تفسير صارم للإسلام، تبعا للنهج السلفي السائد في السعودية مضافا إليه ((الجهاد)) ضد كل الانظمة ((الكافرة)) في الغرب وصولا الى حلفائها في العالم الاسلامي، بمن فيهم السعودية.
غدت الدعوة الى الجهاد، حصريا، بديلا من الدعوة الدينية ومن التحريك الاجتماعي والعمل السياسي.
انتكاس الجبهات الثلاث
حرب الخليج الثانية شكلت مفصلا في مسار التحالف السابق بين الولايات المتحدة وملكيات البترول من جهة وبين المجاهدين الافغان من جهة اخرى. واتخذ هؤلاء موقفا معاديا للتحالف الدولي في مواجهة العراق. الا ان ذلك لا ينفي ان الولايات المتحدة بقيت تدعم المجاهدين حتى العام 1994 عندما اوكلت المهمة الى حليفها الاساسي في المنطقة، باكستان، التي ترى مصلحتها في افغانستان ((صديقة)) تمثل العمق الاستراتيجي لها. وهكذا، تولى الجيش والاستخبارات الباكستانيان رعاية حركة طالبان الصاعدة الى السلطة في كابول.
وفي العام 1995، قدم اسامة بن لادن الى افغانستان، منفاه الثاني من السعودية بعد السودان، حيث اطلق دعوته الاولى الى الجهاد ضد الاميركيين ((المحتلين للاراضي المقدسة في الخليج)).
في هذا السياق، يرتدي العام 1996 اهمية كبيرة في عملية تطور الحركات الاسلامية، فقد انتكست الجبهات الجهادية الثلاث التي خاضها مقاتلو الجهاد السلفي بعد افغانستان: في البوسنة، ابعد المجاهدون بعد توقيع اتفاقية دايتون للسلام. في مصر والجزائر نحا العنف في اتجاه ارهب الشعبين ودفع السلطات في هذين البلدين الى قمع الحركات الاسلامية عسكريا، علما ان قضية ((الجهاد)) كانت قد حظيت بتأييد شعبي في بداية التسعينيات.
في هذه الاثناء، بدأت تحالفات القوى الاجتماعية المؤيدة للاسلاميين تتفكك، ما ادى الى ظهور منظرين ومثقفين اسلاميين يدعون الى وقف الكفاح المسلح الذي تخوضه القوى الاسلامية، ويسعون الى ملاءمة الموروث الاسلامي مع القيم الديموقراطية في مواجهة الانظمة المستبدة في العالم الاسلامي. في مواجهة هذا التحول لجأ المجاهدون الى الاعمال الارهابية الأكثر مشهدية بهدف اعادة احياء دينامية الكفاح المسلح.
إرهاب التسعينيات أقل مشهدية من عملية 11 أيلول
تتماثل العمليات الارهابية التي نفذت في التسعينيات مع عملية 11 ايلول من حيث التبرير الايديولوجي، اذ تندرج جميعها في سياق الدفاع عن ((الاراضي المقدسة)) التي يحتلها الاميركيون (القواعد العسكرية الاميركية). تضاف الى ذلك مرجعيتان، ((في الوقت الذي يقتل فيه مليون طفل عراقي... تحتل القوات الاسرائيلية فلسطين...))، وذلك وفق ما جاء في الرسالة المتلفزة الاخيرة لابن لادن.
لكن ابن لادن يذهب أبعد من ذلك. فهو يسعى الى فرض معادلة بين ((جهاده)) وجهاد النبي. فهو هجر السعودية الى افغانستان، مثلما نفي النبي من مكة الى المدينة. وتتقوى هذه المعادلة من الطابع غير المتوازي لمعركة ((بطولية)) تخوضها مجموعة صغيرة من ((المجاهدين)) ضد امبراطوريتي العصر. فكما تغلب فرسان ذلك الزمان على الامبراطورية الساسانية، تمكن ((المجاهدون))، وفق تقديرهم، من تدمير الامبراطورية السوفياتية. وكما تغلب الخلفاء على الامبراطورية البيزنطية، تمكن المجاهدون من خلخلة دعائم الامبراطورية الاميركية. أما ما يميز مجاهدي الأمس عن مجاهدي اليوم فهو التحول الذي طرأ على عناصر تعريفهم. وهو تحول يجعل للعملية الاخيرة تأثيرا غير قابل للمقارنة مع مفعول العمليات السابقة. لكن هذا التحول يضعف انخراط المجاهدين الاجتماعي وقدرتهم على خلق صلات مع مؤيديهم.
مفارقات طبقية
فيما ينتمي منفذو العمليات الارهابية في الجزائر، كما هؤلاء الذين اتهموا في قضية الهجوم على مركز التجارة العالمي عام 93، الى مجموع الشبيبة المدنية الفقيرة، تبرز، اولا، لدى تصنيف منفذي عملية 11 ايلول، اصول هؤلاء الغنية. وقد اكمل غالبيتهم دراساتهم العليا وهم ضليعون في قواعد ونظم المجتمعات الغربية حيث يبدون كالسمك في الماء. ويتحدر معظمهم من الجزيرة العربية. وما يشكل صدمة في هويات هؤلاء الاجتماعية انهم استطاعوا اخفاء اي ((اشارات خارجية)) يمكن ان تكشف انتماءهم الى الحركات الاسلامية. شوهد بعضهم في علب ليلية يتعاطون الخمور او يرافقون نساء. لا يترددون على المساجد او على الامكنة التي يمكن ان يمارسوا الدعوة الدينية فيها.
تكمن المفارقة في قدرة هؤلاء الاشخاص الفائقة على المحافظة على قناعة دينية متطرفة في ظل نمط من العيش يتوافق مع الممارسات الاكثر حميمية في المجتمعات الغربية. أما الجواب عن السؤال حول مصدر هذه القدرة، فيستشف في الظاهرة الجمة التي تمحورت الحركات الاسلامية حولها في الربع الاخير من القرن العشرين: الجهاد في افغانستان.
الرهان...
رافق عملية 11 ايلول شعور بالعداء للولايات المتحدة في اوساط المسلمين بلغ ذروة يتبيّنها كيبيل من خلال النقاشات الجارية في وسائل الإعلام العربية والتظاهرات التي تبعت العملية. عشر سنوات من حصار العراق تخللها قصف الطائرات الاميركية هذا البلد، وإحباط الآمال في امكان تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الاوسط. عوامل تكاتفت لتحول الشعور بالعجز امام القوة العسكرية الاميركية والاسرائيلية (التي تعود الى الدعم الاميركي) الى شعور بالعداء.
ويفترض كيبيل ان منفذي الهجمات استغلوا هذه اللحظة القصوى لإنتاج اكبر قدر من التعاطف، هادفين الى اثنين:
(1) ارهاب الخصم وترويعه من خلال عدد الضحايا الهائل.
(2) استثارة التأييد من جانب الجمهور عبر الإيحاء باقتراب النصر الاكبر.
يبقى، اذن، تقدير المدى الذي يمكن ان يصل إليه تأثير عملية 11 ايلول لحرف المسار الانحداري الذي تسلكه الحركات الاسلامية والذي منع عنها الاستيلاء على السلطة، بل ادى، كما في إيران، الى نفور شعبي من السلطة الخمينية الدينية. ويبقى ايضاً عن إمكانية تنامي الوعي، الذي شق طريقه، بأن مصير هذا الجزء (الاسلامي) من العالم يرتبط بمدى المصالحة والملاءمة بين التراث الثقافي الديني وبين متطلبات المجتمعات الديموقراطية.

©2001 جريدة السفير



#الأيوبي_رولا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((الأجندة)) الخفية لمنظمة التجارة العالمية


المزيد.....




- شهاب الكداب “تردد قناة طيور الجنة 2024” أسمع وسمع أطفالك بأح ...
- يهود مناهضون للصهيونية يتظاهرون بالقدس
- إدانة فلسطينية أردنية لرفع العلم الإسرائيلي بالمسجد الأقصى
- الجمهورية الإسلامية تعين قائما بأعمال جديد لسفارتها في لندن ...
- بأعلى جودة حدث تردد قناة طيور الجنة بيبي وشاهدوا أروع الأغان ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات وا ...
- المقاومة الاسلامية تسقط أجهزة تجسسية للإحتلال
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الاقصى المبارك
- الاحتلال يغلق باب الأسباط ويمنع المصلين من دخول المسجد الأقص ...
- الاحتلال يقتحم بلدات وقرى بجنين ويعتقل 5 فلسطينيين شمال سلفي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الأيوبي رولا - عاصفة الطائرات- مشهدية مثيرة لتعويض الفشل السياسي