أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ستار محمد قادر - الكرد و القدر














المزيد.....

الكرد و القدر


ستار محمد قادر

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 04:45
المحور: القضية الكردية
    


عندما يلتفت المرء إلى تاريخ هذه الأمة تصيبه الدهشة والاْنبهار. كثيراً ما يحضر في أذهاننا سؤالاً، ولكننا لم نستطع أن نجد له جوابا ملائما. والأسئلة التي تبقى بلا أجوبة تؤكد حقيقة وهي أننا نتجاهل تلك الأجوبة، لذا لا يمكننا مواجهتها. إن الأمة الكردية لم تستطع في القرن الماضي وكباقي الأمم الأخرى أن تهيأ وتحافظ لنفسها كيانا على مسرح الحياة. ولقد تحينت لنا فرص مؤاتية كثيرة، ألا أننا نمتلك دائما روح التحبب والتزلف إلى الأعداء والمجاملة والتجاهل حيال هذه الحقائق، شوهنا الحقيقة باستمرار. لذا لم يكن بمقدورنا أن نواجه تلك المسؤولية التاريخية كمقاتلين بلا زخرف وان نصر على مطاليبنا، ونتعذر بأعذار واهية. وقد القينا باللائمة كلها على القدر.
اليوم في كوردستان العراق يتناهى إلى أسماعنا صوت ناقوس مخيف، قد ينقض ما غزلناه ونسجناه. وقد نطرح خارج تلك المعادلة التي نعتبر أنفسنا فيها عنصرا فعالا وكنا ننوي إن نكون فيها أصحاب قرار!،غير انه في الأوقات العصيبة لم نستشر ولم يعتد بنا!، إن القادة الكورد الذين افعموا أسماعنا بكلمة ( التحالف ) ، تلك الكلمة التي كنا نتعاطف معها وفقدنا فيها توازننا العقلي. اليوم فأن وزير خارجية تلك الدولة التي تحالفنا معها والذي كان له دوراً في إنشاء المنطقة الأمنية للكورد في العام 1991 ، يحاول أن يجد ميكانيكية لمشاكل العراق المعقدة وإخراجه من الفوضى؛ ينوي أن يجعل قضية الأمة الكوردية ضحية ...
إنني هنا لاأريد أن أتحدث عن تقرير ( بيكر _ هاملتن ) ، بالقدر الذي أريد فيه أن أشير إلى الأخطاء المميتة التي اْرتكبها ونادى بها القادة الكورد في بداية عملية تحرير العراق. حيث أعطوا الأولوية لبناء تلك الدولة التي يحاول (بيكر ) صياغتها في شكل جديد .
إن المفكرين المحنكين كتبوا الكثير عن هذا الموضوع وأكدوا أن الكورد قد اْسقط في أيديهم
وقد دخلوا في لعبة هم فيها ضعفاء وقليلو الخبرة. ولكن القادة ضحوا بكل تلك الآراء والتحذيرات من قبل المفكرين الكورد، بساعة من الترف واْلتنزه على طاولة في تلك القصور التي وقعت فيها كل تلك القرارات الخطيرة والمرعبة بحقنا. لقد أزحنا علم العراق عن كوردستان، إلا أن بعضاً من هؤلاء القادة قد تسلموا مناصب تحت هذا العلم. لقد رفضنا علم البعث، اُلا إنهم في تلك القصور المقززة وعلى تلك الطاولات التي لا يمكن أن تتطهر من الضغائن والآثام والجرائم؛ هناك مستعدون أن يديروا بوجوههم نحو عدسات أجهزة التصوير واْن يصنعوا بسمات على شفاههم. من منا لا يعرف أن هذا اْلبلد يعاني من فوضى عارمة واْن هذه الفوضى سوف لن تحيد عن طريقها وانها تتعمق وتتكثف يوماً بعد يوم وهناك مثل يقول: ( من يجلس قرب الكير تصبه الشرارة ). ان ذكر مصطلح الديمقراطية وكذلك تلك اْلانتخابات التي لم تكن تحمل اية أسس صحيحة للانتخابات سوف لن يحيل هذا البلد في ليلة وضحاها إلى (الشام) الطاهر المقدس أو إلى مقام للتعايش، ولن يتحول إلى رمز. وانه من الخطأ الاعتقاد بان هذه الحمى اْو التيار سينبثقان من العراق وسيأخذ الريادة في الشرق الأوسط وان رذاذ الديمقراطية سيسقي كل المنطقة !.
من منا لا يعرف تركيب هذا البلد الذي هو تركيب شائك، وان الظلم كان له دوراً في اْستقراره منذ بداية تأسيسه؛ لم تبق كلمة لم تفصل على قامة هذا البلد، إلى اْنه قد أصيب بالهتك والفضح مع رمزه الذي هو الديمقراطية.
لو أن السياسيين في الغرب يستخدمون الديمقراطية كما يستخدمها قادتنا اعتقد أنها ستنخسف مرة أخرى. ولن يكون بمقدورها أن تعرض نفسها كنظام ملائم. إذا كان السياسيون اليوم ينتظرون يداً لتحل المشاكل، فاْنا اعتقد أن مبدعو ومنتجو كل هذه الفوضى هم أنفسهم.
من المعلوم انه لا عاطفة في السياسة ولكن التعامل يكون مع المنطق، وذاك المنطق يؤكد لنا حقيقة وهي أن أمريكا تواجه ضائقة سياسية وتبحث عن بديل يحفظ لها ماء وجهها. ولا تأخذ بنظر الاعتبار مصالح ذاك الشعب الذي رشقها في بداية عملية التحرير بالورد والإطراء ولا تعير اهتماماً بمصالح الكورد كأمة محتلة ومظلومة. إن رشق الورد قد يترك آثاراً في نفوس الناس السذج لدى هذه الأمة، أما بالنسبة إلى قوة عظمى كأمريكا وبريطانيا فالتعامل يكون فيها مع المنطق وهو الذي يحدد المسارات. أنا متيقن أن منطقنا ليس بخارج عن تاريخنا.
وفي الختام أقول كي لا نخدع أنفسنا وان لا نسلم مصيرنا بيد المجهول، يجب أن نعرف تلك الحقيقة وهي العراق بلد يضمن مصالح الكثير من دول الجوار والدول الأخرى وهو في نظرهم له شرعيته الدولية ، أؤكد وباْطمئنان انه لا يوجد احد يسكب لكوردستان إلا دموع التماسيح. لذا فالحل الأمثل هو التخلي عن نقل التجربة التي لم تحسب لها أي طرف حساباً. يجب أن نراجع أنفسنا، ونلتفت إلى النهر الممتلئ بدماء أبناء هذه الأمة التي أهرقوها من اجل حرية هذه الأمة.اُلا تحثنا كل تلك التضحيات على أن نُصر ونتحزم أكثر من ذي قبل من اجل تحقيق الواجبات الوطنية، فلنراجع أنفسنا ونوسع من توجهاتنا وتأملاتنا ونجعل من مصالح الأمة هدفاً ونبني تحالفاً ينبثق من أعماقنا وفيه روح المقاومة خارج كوردستان و اُلا ننسى أنفسنا ونحاول التشبه بالآخرين. مالم تتخط أخوتنا حدود التحزب ونضالنا القومي الحدود المصطنعة، عند ذاك نبقى في صراع مع المصير المجهول القاتم ونواجه دوماً ذاك الناقوس الذي يذكرنا بعد وقوع الأحداث باسم الكورد و كوردستان !...



#ستار_محمد_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ستار محمد قادر - الكرد و القدر