علي الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:03
المحور:
المجتمع المدني
لقد وقع وطننا العراق فريسة للفاشية القومانية يوم 8 شباط 1963 بعد إسقاط الحكم الوطني العراقي الأول في تاريخنا الحديث حكم ثورة 14 تموز المجيدة ، وبعد 8 شباط المذكور ، حيث دخل القتل الرسمي والتآمر الشللي وإنتهاك حرمات الإنسان العراقي في جدول أعمال الحكومات العسكرية التي تعاقبت على الكراسي حتى جاء اليوم الأكثر ظلاماً يوم سيطرت الفاشية القومانية مرة ثانية على الدولة العراقية في 17-30 تموز 1968 التي إستفادت من تجاربها الدموية السابقة فمسكت بزمام مفردات الحكم الصغرى والكبرى محولة المجتمع بما فيه أحزابه ورجالاته وعلماءه ومثقفيه إلى أرقام فارغة أو جثث في المقابر الجماعية . لقد أعلن الحكم الفاشي الصدامي حربه على شعب العراق وعلى جميع الشعوب بدءً من الجوار ووصولاً إلى قلاع الرأسمالية المتطورة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية .
إن إفراغ العراق من آية قوة سياسية معارضة سليمة زائداً جبروت دولة البعث و أجهزتها البوليسية والقمعية المتوحشة أصابت الغالبية المطلقة من مناهضي ذلك النظام الأسود بالإحباط الكامل لذلك إستبدلت إمكانية إسقاط النظام بالصراع الداخلي العراقي بالتعويل على القوى الخارجية المناهضة للحكم الفاشي الصدامي ، وهكذا كان يوم 20 آذار 2003 حيث تم في 9/4/2003 إحتلال بغداد من قبل العسكر الإميركاني بعد هروب فلول النظام المتوحش بما في ذلك رأس النظام الأسود .
إننا نعلم إن دولة الرأسمالية العظمى ، الولايات المتحدة الأمريكية لم تتقدم لإسقاط النظام الفاشي الصدامي من أجل سواد عيون العراقيين فالرأسمالية ليست جمعية خيرية ولكننا نعلم أيضا بأن عهود الكولونيالية والإحتلال الأجنبي قد ولت دون رجعة وبأن غزو العراق لإسقاط نظامه المكروه إستثمار أمريكاني ذو مردود عالي جداً إقتصادياً وسياسياً ، ويمكن أيضاً أن يوظف لمصلحة العراق والعراقيين إذا تعامل العراقيون مع الوقائع بوعي وعلمية وذكاء تتجه صوب الإستفادة من كل التناقضات لصالح شعب العراق والوطن العراقي بإقامة دولة العراق العصرية المتحررة من الإحتلال والحكم الأجنبي ومن القروسطية المتوحشة التي تغوص بأنيابها باللحم العراقي للسنة الرابعة طامعةً إما بعودة الفاشية الصدامية للحكم مرة أخرى أو بإقامة إمارة طالبانية في بلاد الرافدين أو بالتأسيس لدولة فاشية ولاية الفقيه الدموية المتوحشة .
وهكذا ولأول مرة يصبح للفكر العلمي ولعلماء العراق من الأكاديميين المتمدنين المتحررين والبعيدين عن خيمة العسكر ودهاليز العمائم القروسطية وعقلية العشائرية الضيقة الأفق والمتناقضة مع جوهر المجتمع والدولة العصريتين والذي هو المواطنة . إن شعبنا العراقي يعيش اليوم وبصورة دموية لا نظير لها أحداث الثورة الفرنسية الكبرى بعد قرابة قرنين وعقدين على إنتصارها . إن المجتمع العراقي القبل الرأسمالي فاشية الأفعى ذات الرأسين القاتلين : القومانية (الصدامية) و الدينية (الزرقاوية البنلادنية الحارثية الخمينية) أو التأسيس لبناء دولة العراق العصرية ذات الإقتصاد الحر العصري والنظام السياسي العصري أي الديمقراطي وبذا يتم تحرير العراق وإلى الأبد من دولة القرون الوسطى الفاشية البدائية سواء بإسم العرق أو بإسم الدين أو بإسمهما ومن أجل إنطلاقه التقدمي للأمام .
إن الأكاديميين العراقيين هم الفئة العراقية الأكثر أهلية لتحليل العمليات الإجتماعية – السياسية التي مرت وتمر الآن ببلادنا والأكثر فهماً ومصلحةً في عراق جديد بلا قتل وعنف ، عراق الصراع السلمي الديناميكي للتقدم إلى الأمام لبناء مجتمع العمل والأمل والرفاه المادي والمعنوي لأبناء بلادنا بجهدهم وبثرواتهم دون منة من أحد . وشعب بلاد الرافدين أهل لكل عمل عظيم حضاري وإنساني .
وإننا إذ نعلن ولادة حركتنا " أكاديميون عراقيون متمدنون " فإننا نهيب بكافة القوى النظيفة والسليمة في جسمنا الأكاديمي العراقي داخل الوطن وخارجه للتضافر لدخول هذه الحركة وتحويلها إلى تنظيم علمي عصري ديمقراطي متمدن لأكاديميي العراق ، للدفاع عن مصالحهم المهنية وللعب دورهم المطلوب في هذا المنعطف التأريخي لوطننا وشعبنا ولتكون حركتنا هذه وتنظيمنا الأكاديمي المستقبلي المنشود مستشاراً علمياً لرجالات العراق وتنظيماته السياسية السليمة من أجل إنتصار العلم ودحر الباطل والظلامية والفاشية في عراقنا الحبيب .
وإننا نتوجه إلى أبناء وطننا أفراداً وجماعات ولسلطات الدولة العراقية بشد أزر تحركنا وبأننا لسنا تنظيمياً سياسياً جديداً يضاف إلى المئات والألوف من المسوخ التي تعبث بحياة شعبنا ودولتنا وقد حل اليوم الذي يكون فيه للعلم والعلماء كلمتهم العليا في مشاكل العراق وإضاءة طريق تطوره المتواصل مع تحيات " أكاديميون عراقيون متمدنون " في عراق حر مستقل عصري متمدن .
ومسيرة المليون ميل تبدأ بخطوة
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟