عن الصورة الإعلامية لزيارة نانسي بيلوسي للنظام السوري في دمشق

نادية عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1879 - 2007 / 4 / 8 - 07:29
المحور: الصحافة والاعلام
    

في قراءة أولى للصور التي تناقلتها وسائل الإعلام لزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية لدمشق هو حجم الوفد الذكوري الكبير الذي استقبلها ورافق جولاتها السريعة في دمشق والذي بالكاد تظهر فيه امرأة واحدة ولو من باب الرياء. طبعا يشرّف نساء سوريا (لا اعني المنظمة النسائية) ألا تكون وسط هؤلاء الأجلاف. إن افتقار الصورة للمرأة يعكس غيابا شكليا وحقيقا للنساء في السياسة السورية الخارجية ويفتح سؤالا عن وجودها في السياسة الداخلية وعن دورها وسط هذا التيار الذكوري الهائل وإن كان بالفعل هناك من يمثل مصالحها. ولماذا لدى رجال سياسة سوريا استعداد ذهني لتقبل إمكانية المرأة السياسية حين تأتي من جهة أجنبية في حين يتم تجاهل المرأة السورية وإقصائها عن المشاركة.

النقطة الثانية المخيفة التي تثيرها الصورة هي تفاخر الساسة السوريين بشوارع الشام القديمة. ويتعجب المرء من حسهم الراقي ويتساءل من أين ابتدعوه فجأة أم أنها كانت رغبة بيلوسي الشخصية.

إن الشام القديمة حصيلة حضارية للحياة الاجتماعية للسوريين الذين أقاموا هناك من مئات السنين. بشوارعها ومتاجرها وهوائها وبساطتها إنها مرآة حقيقية لنفس ودواخل وتاريخ هذا الإنسان السوري من كافة الجوانب. باختصار إنها إنجاز الشعب الوحيد الذي لم يتح له مرة واحدة طوال العقود الماضية أية فسحة للإنجاز. وحين أراد سياسيو سوريا التفاخر أمام الأجنبية لم يجدوا في تاريخهم شيئا يتفاخرون به.. لم يجدوا حيا واحدا ولا منجزا نظيفا ولا إنجازا حديثا يتفاخرون به. فاستعاروا شوارع دمشق من أصحابها عدة ساعات لتكون خشبة مسرحيتهم الجديدة، وطبعا دون مقابل. هؤلاء الأغبياء الذين كانوا يتفاخرون للتو بشوارع الشام القديمة لن يتأخروا ثانية واحدة عن تقديم العون والموافقة على ردم هذه الأحياء لقاء منفعة مالية شخصية أو لقاء مشروع اقتصادي يخص فلانا الفلاني.

ستأتي بيلوسي وتذهب وغيرها ضيوف كثر وسوريا ترحب بهم.. الشعب الكومبارس سيتابع غيابه. الضيوف ضيوف النظام السوري والصفقات يكسبها النظام وحده وأما الشعب فكما ودائما لن يكسب سوى الصفعات والخيبة.

#نادية_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل