أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح اهضير - الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....














المزيد.....

الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....


صالح اهضير

الحوار المتمدن-العدد: 1884 - 2007 / 4 / 13 - 04:43
المحور: الادب والفن
    


ونحن على مشارف نهاية العقد الاول من قرن جديد، لا نزال نلاحظ بشكل ملفت للنظر ان الاغنية العاطفية ، في العالم الثالث ومنه البلاد العربية، تهيمن على العمل الموسيقي مثلما هي الخرافة فيه سائدة...

وإذا كان الخوض في الحديث عن الخرافة في البلدان المتطورة هو في نفس الوقت حديث خرافة، فإن ذلك يمثل اصدق دليل على ان هذه البلدان قد بلغت شاوابعيدا في تناول موضوعات جديدة ومتنوعة تزخر بهاإنتاجاتهاالموسيقية.

ولا عجب ان تترامى إلى مسامعنا يوما بعد يوم عطاءات إبداعية في هذا المجال، معظمها يعالج قضايا راهنة ومستجدة، تدور موضوعاتها، على سبيل المثال، حول وضعية المرأة المسلمة(la femme musulmane)، واخرى عن داء السيدا والانفولنزا وغيرها عن الرحلات الفضائية، وما شاكل ذلك مما يتسم بطابع واقعي وحيوي.

إن طغيان المعالجة الضيقة على العمل الموسيقي في الوطن العربي، وعلى الخصوص في الجانب المتعلق بالموضوعات العاطفية التي تطبعها الاخيلة والاوهام، جعلها تحتل الصدارة في اهتمامات كل من مؤلف النصوص الغنائية والمؤلف الموسيقي باعتبارها قضية مصيرية لامحيد عنها، وبدونهاربما استحال العمل الموسيقي إلى مجرد جعجعة.

فمن متغن بالحرمان من عطف الحبيب والتملي بطلعته، إلى متلهف إلى لقائه ووصاله.ومن مترنم بليل طويل تتحول فيه الدقائق إلى ساعات،إلى متذمر من قساوة خليله نتيجة جفاء اوعتاب...

واغلب الظن ان هذا الاتجاه الغالب على العطاء الإبداعي الموسيقي يعودبالاساس وبالدرجة الاولى إلى كبت للرغبات والمطامح التي يعمل المجتمع المتخلف على تكريسهاوتثبيتهافي لا وعي المبدعين لتلجا بعد ذلك إلى التعبير عن ذاتها بشكل رمزي ترتدي فيه الحقيقة قناعا وهميا.وإن مهمةالمتلقي والحالة هذه ان يستقبل هدا النوع من الإنتاج متجاوبا معه في غياب يقظة شعوره..

ان الزفرات والمواويل والآهات التي تنطلق من الحناجر نتيجة قساوة الحبيب والحرمان من لقائه، ليست في واقع الامر إلا تعبيرا عن الحرمان الجنسي وقساوة الحياة بحمولاتها وتناقضاتها.

ومن جانب آخر، فإن النقاش الدائر حول تأزم العمل الموسيقي هو في الحقيقة نقاش يمس في جانب كبير منه وضعية الاغنية العاطفية ما دامت لونا غنائيا سائدا ومهيمنا إلى درجة السقوط إلى منتهى التدني..وإلا فما بالنا نصف هذا العمل الموسيقي اوّذاك بانه خليع او مائع؟

إن لدي قناعة كبيرة بأن العملية الموسيقية الإبداعية الموفقة هي التي تلزم الكاتب بانتقاء نصوص غنائية جديدة ومتنوعة في مضامينها، مما سيسمح بالتالي بحفز همم الملحنين بغية البحث عن اسلوب جديد ومبتكر في التاليف الموسيقي، ومن ثمة استبعاد الجميع لكل ما هو جاهز ومألوف ورتيب.

وكأني بالفنان "عبد الوهاب الدكالي"، على سبيل المثال لا الحصر، قد احس بفطانته المعهودة بهيمنة هذا النمط الغنائي الاستهلاكي باعتباره ظاهرة مرضية معدية، فكانت الجهود المتضافرة بينه وبين مؤلف النص الغنائي لرائعته:"سوق البشرية" التي اسفرت عن حصيلة غنائية بامتياز حظيت بإعجاب مهرجان الاغنية العربية سابقا بالقاهرة.

ولست اقصد في كل هذا إلى إلغاء الاغنية العاطفية بجرة قلم، وإنما اقصد إلى تجاوز ماهوكائن بأسلوب جديد وفي حدود الاعتدال، مع مراعاة ما تزخر به حياة
المجتمع العربي من قضايا حيوية صالحة لان تتحول إلى موضوعات عند المعالجة الفنية، وإلا فإن إبداعاتنا الموسيقية ستظل هذيانا وتخريفاامام تحديات قرن جديد...



#صالح_اهضير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي
- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح اهضير - الاغنية العاطفية وخرافة القرن ....