أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - كيف يمكن أن يكون للعراق مستقبل ؟














المزيد.....

كيف يمكن أن يكون للعراق مستقبل ؟


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1877 - 2007 / 4 / 6 - 06:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كيف يمكن أن يكون للعراق مستقبل ؟ ... سؤال قد يكون الجواب عنه نظرياً أمراً هيناً لكن , ما هو جوابه العملي ؟ ....
لنأخذ الجواب النظري ونحاول تطبيقه عملياً فمثلاً لو أردنا البدء بعملية صناعة مستقبل العراق , فسنرى إن هذه الرغبة تقودنا وبمعنى آخر الى صناعة مستقبل أجياله القادمة , أي إنه يجب علينا أن نكون على قدر عالٍ من المسؤولية ولكن , كيف نكون على قدر عالٍ من هذه المسؤولية ؟ .

أسئلة تقودنا الى أسئلةٍ أعقد , لكن حلها بسيط !! , حلها هو أن نكون عراقيين أولاً ومعنى هذا أن نكون متلاحمين نشد على أيدي بعضنا البعض , نقف بوجه من يحاول تشويه هويتنا وننسى ما بيننا من خلاف حتى وإن كان خلاف دم . لأننا إن لم نستطع حقن الدم في مرحلتنا هذه , فسوف لن نستطيع بعدها وقف طوفانه .
نحن العراقيين يجمعنا الكثير يجمعنا الوطن وتجمعنا الأرض التي عليها نحيا والهواء الذي نتنفس والماء الذي نشرب بل وحتى أشعة الشمس التي تنتشر في سماءنا وعلى وجوهنا كل صباح ... لا يفرقنا سوى نسيان هويتنا , هذا المرض الذي بدأ يدب في عقول قلة قليلة منا ولكنه يرعبنا جميعاً على المدى القريب .
هويتنا هي بلدنا , هويتنا هي كل ما نملك , هويتنا تجعلنا نشعر بأننا بشر لأن هويتنا هي العراق والعراق هو هويتنا .. أقول هذا لأن بلدنا هو مهد الحضارة وهو منارة ملأ نورها أرجاء المعمورة ولأن بلدنا هو أصل القوانين ومنطلقها , ولأنه في بلدنا ولدت الكتابة وولدت معها البشرية ولأن ولأن ولأن .... لا أريد هنا أن أعيد كلام قاله قبلي الملايين من الكتاب والملايين ممن لا يكتبون .

كل ما أريد قوله هو أن نرجع الى عقولنا ونتأمل ولو لساعة ما حل ومازال يحل بنا , لأننا إن أردنا أن نكون على قدر من المسؤولية التي تؤهلنا لصناعة مستقبل بلدنا وأجياله القادمة , فيجب علينا أن نفكر وأن نحسب خطواتنا وندرسها , فنحن يا أخواني نسير في حقل من الألغام وليس بالضرورة أن تكون ألغاماً متفجرة كالتي نشاهدها ونسمع بها كل ساعة في يومنا العراقي , ولكن هناك ألغاماً فكرية قد تكون أشد فتكاً بنا .

فنحن كعراقيين نتعرض لضغط نفسي شديد يحاول حرفنا عن خط السير الذي نريد , وهذا الضغط النفسي ولده فكر غريب عنا فكر لا يصلح أن نتعامل معه في وقتنا الحاضر ولا يمكن زجه ضمن مبدأ حوار الحضارات أو غيره , فكر يدخل الى عقولنا عنوة بواسطة من ذكرناهم أعلاه (القلة القليلة) .

وهؤلاء يكونوا متلونين أو يغيرون أشكالهم وفق ما تقتضيه حاجاتهم ونواياهم , ولا أحد يستطيع الصمود أمامهم إلا من كان عراقياً يؤمن بكل حرف من هويته ولا يرضى بغيرها , وأنا لا أقصد هنا بأن التمسك بالهوية تلك يؤدي بنا الى العنصرية لأننا إن أصبحنا عنصريين فمعناه بأننا فشلنا أمام ( القلة القليلة ) , وهو ما يريدوه .
إن الضغط من قبلهم قد يدفع بنا الى أكثر من إتجاه بالرغم من إن تلك الإتجاهات مختلفة ومتنافرة ولكن يولدها ضغط واحد , وبمعنى آخر إننا قد نرضخ لذلك الضغط ولكن كل حسب جذوره وقوتها , فقد نتخلى عن هويتنا نتيجة ذلك الضغط وقد يكون العكس اي نتمسك بها الى أن نؤمن بها حد العبادة فنكون في كلتا الحالتين قد إنهزمنا . ولكن إذا تعاملنا مع هذا الضغط بالحكمة فإننا المنتصرون .

ما أركز عليه هنا هو عملية صد هذا الهجوم الفكري الذي يحاول تشتيتنا والتشكيك بعراقيتنا , ولهذا السبب يجب أن نتبنى فكرنا الخاص بنا وبمرحلتنا وأن يكون فكراً ديمقراطياً يتلائم مع ما نصبوا إليه , شرط أن يكون محصناً بجهدنا وتعبنا في إرساء دعائمه الأولية .
ولكي يكون فكرنا هكذا , يجب أن ينطلق منا ومن عقولنا المؤمنة بحقنا في الحياة والحرية والديمقراطية وكل ما يمكن أن يؤسس لمجتمع متحضر ومثقف , واع لمرحلته وواثق من قدرته على بناء مستقبله ومستقبل أجياله .

لكن كيف يمكننا تبني هكذا فكر ؟ ... يمكننا ذلك فقط حينما نكون قادرين على مصارحة أنفسنا والوقوف على أخطاءنا ومحاولة معالجتها , لأن الشعوب المتحضرة والمتقدمة تشخص نقاط ضعفها بكل صراحة وتعترف بأخطاءها إن وجدت كي تستطيع إيجاد الحلول لها وقلب نقاط الضعف الى قوة .
بلا هذه المصارحة مع أنفسنا لن نكون قادرين على التقدم والتطور ولن نكون صامدين بوجه من يحاولون جرنا الى الأسفل من خلال فكرهم المستبد ... لذا يجب أن نتصارح فيما بيننا ويجب أن يكون الحوار هو سلاحنا الأساسي كي لا نترك ثغرة في صفوفنا ينفذ منها أولئك (القلة القليلة) .

نعم لكل أمة تأريخ ولكنها تستلهم منه العبر كي تتطور وليس لتحاول العيش على بقاياه ... لكننا مازلنا نحاول تلافي أخطائنا من خلال رجوعنا الى الماضي وإقناع أنفسنا بأننا خير الأمم ونحول هذا الى عكاز نعرج عليه بين الأمم المتقدمة .
لذا يجب علينا إثبات وجودنا الآن في هذا الزمن وفي هذه اللحظة التأريخية , وهذا يدفعنا لأن نجهد في العمل والبناء ونجعل من تأريخنا دافعاً لنا لا ( أفيوناً ) نخدر به هممنا ونهرب من خلاله من المواجهة مع من يصارحنا بحقيقة واقعنا .

إن كنا فعلاً مؤمنين بحقنا في الحياة ومؤمنين برغبتنا في العيش بسلام وبصدق , ونؤكد على إننا شعب يريد التطور والتغيير السليم ويبني مستقبل أجياله القادمة , يجب علين أن نتصارح مع أنفسنا ومع الجميع ...
بلا هذا التوجه سنكون عرضة لتقبل أي فكر كان لأننا سنتشتت , ولاضير في أن نتبنى فكراً بناءاً وأسلوباً جديداً في التعامل مع أنفسنا والآخرين ونكون مقتنعين بهما ليكونا عامل دفع وقوة لنا في بناء عراقنا الديمقراطي الحر .



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع المتنبي ... شارع الفكر والشريان الثقافي لبغداد قلب العر ...
- تقرير واقعي لحياة أبشع من كابوس
- مازلت أذكرهم
- - الجهاد الأبيض -
- بلدي والمستقبل المجهول
- قانا ... جريمة إسرائيلية بتسهيلات عربية
- إلى أين تمضي يا عراق
- الجزيرة... بين النفاق وإنعدام الخلق الصحفي
- يا عرب إستعدوا للكارثة فهناك -بطل- جديد للأمة !!
- فسحة أمل عراقية
- الكآبة العربية
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - كيف يمكن أن يكون للعراق مستقبل ؟