أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - التضامن - اتفاقية الشراكة بين الحلف الاطلسي وبلدان جنوب المتوسط















المزيد.....

اتفاقية الشراكة بين الحلف الاطلسي وبلدان جنوب المتوسط


التضامن

الحوار المتمدن-العدد: 1865 - 2007 / 3 / 25 - 07:11
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


كل المؤشرات تقود إلى دخول المغرب مرحلة انتقالية يسميها البعض "مرحلة الانتقال الديمقراطي والاندماج في الاقتصاد العالمي والتنمية الاجتماعية".
لكن إذا ما تركنا جانبا هذه الشعارات المجردة وتمعنا قليلا في واقع الأحداث السياسية والاجتماعية واتجاهات تطورها سنكتشف أننا في مرحلة انتقالية مضادة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وكان عقارب التاريخ تسير في الاتجاه المعاكس .
ففي 1907 كان المعمرون قد تغلغلوا في المغرب والشركات الاستعمارية قد بسطت هيمنتها. وفي 30 مارس 1912 أي بعد خمس سنوات، وقع سلطان المغرب اتفاقية فاس مع سلطات الاحتلال . وبينما كانت بنود اتفاقية الحماية تحيل إلى توفير "السلم الأهلي" و"حماية العرش" ضد تمرد قبائل سائبة ( خارجة عن القانون) وهمجية( غير متحضرة) كانت في الواقع توفر غطاء قانونيا وشرعية دولية لحملة استعمارية تستهدف حماية المعمرين وشركائهم من كبار التجار والأعيان والقضاء على سكان القرى والمدن والقبائل المتمردة على سلطة المخزن المتحالف مع الاستعمار.
وها نحن اليوم في 2007 و بعد خمسة سنوات (2012) ستحل ذكرى مرور قرن على توقيع اتفاقية الحماية التي شرعنت احتلال البلد. وهي الذكرى التي ستتزامن مع إزالة آخر الحواجز أمام "التبادل الحر" وتحول المغرب بكامله إلى " منطقة تجارية حرة" أي منطقة دون سيادة.
وبين 2007 و 2012 ستكون اتفاقيات "الشراكة" التجارية والعسكرية المبرمة بين السلاطين والمعمرين الجدد (الشركات متعددة الاستيطان) قد قسمت المغرب من جديد إلى "مغرب نافع" تنتفع منه شركات الاستيطان الجديد (المتعددة الجنسيات) ووكيلاتها من الباطن و"مغرب غير نافع" لتلبية الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية لسكان القرى والضواحي المهمشة.
و بموجب بنود اتفاقيات الشراكة وخاصة الأمنية والعسكرية منها، سيكون من حق القوات المتعددة الجنسيات لحلف الناتو الذراع العسكري والأمني لشركات الاستعمار الجديد، التدخل لحفظ الأمن والاستقرار ضد تمرد جماهير المدن والقرى الرافضة للنظام الاستعماري الجديد والمقاومة لعمليات السطو على الأراضي الزراعية والشركات الوطنية والمرافق العمومية. بينما سيتكفل "جوم" شركات الأمن الخاص والعام بقمع المناوشات والاشتباكات اليومية بين السكان الأهالي والمحتلين الجدد للمعامل والضيعات والمرافق العمومية والإدارية.
ماذا تغير إذن ؟ تغيرت الأسماء فقط، بينما الجوهر الاستعماري للاتفاقيات المبرمة، عادت عقارب حركة التاريخ لبعثه من جديد.
فتم استبدال اتفاقية الحماية باتفاقية الشراكة، و"توفير السلم الأهلي" ضد تمرد "قبائل السيبة" "بمكافحة الإرهاب" و"حماية العرش" بحماية الديمقراطية....
على الحركة الاجتماعية الشعبية المناهضة للاتفاقيات الاستعمارية الجديدة أن تعيد هي الأخرى عقارب حركتها إلى الوراء لاستخلاص الدروس من سلفها حركة القبائل المتمردة على اتفاقية الحماية الاستعمارية حتى لا تتكرر مأساة هزيمة ثورة الريف مرة أخرى في القرن الواحد والعشرين. ومن بين هذه الدروس :
1- عدم قدرة القبائل على توحيد حركتها على مستوى وطني وفرز قيادتها الذاتية وبقائها مدررة خلف قيادات قبلية تقليدية.
2- عدم قدرتها على ربط معاركها الاجتماعية الدفاعية من اجل الأرض والمراعي والمياه والحياة اليومية بمعركة سياسية تتمحور حول هدف إقامة سلطتها الذاتية المستقلة كشرط لتحررها الاجتماعي والوطني
3- عدم قدرتها على ربط مقاومة العدو الخارجي بمقاومة العدو الداخلي وإضفاء صفات القداسة والوطنية على سلطة وملكية طبقة الأعيان وكبار التجار والملاكين.
4- عدم قدرتها على ربط حركتها التحريرية بمثيلاتها في مختلف أقاليم المغرب الكبير الخاضعة بدورها لنفس الاتفاقيات الاستعمارية.


الحوار الأطلسي المتوسطي مشروع استعماري جديد
مباشرة بعد أحداث 11 شتنبر عقد حلف شمال الأطلسي ( الناتو) في 2002 قمة له بمدينة براغ بجمهورية التشيك. تمحور جدول أعمال هذه القمة حول إعادة تحديد الوظيفة السياسية لهذه المنظمة العسكرية، وإعادة انتشار قواتها. ويمكن اعتبار هذه القمة بمثابة مؤتمر تأسيسي لحلف ناتو جديد أشبه بمجلس امن عسكري عالمي. فالانتقال من وظيفة دفاعية إلى وظيفة هجومية تخلل كل القرارات الصادرة عن هذه القمة. فوظيفة حفظ الأمن والاستقرار وإعادة الانتشار في مختلف مناطق العالم وإبرام اتفاقيات شراكة بين الحلف ودول من خارجه تعطي لأول مرة مدلولا عمليا لنظرية الحرب الوقائية وأبعادا سياسية وجيوستراتيجية للحرب الدائمة على الإرهاب، وتبريرا عسكريا لاستمرار وجود هذا الحلف العسكري خلال مرحلة ما بعد نهاية الحرب الباردة وزوال الخطر الشيوعي. وبذلك يتحول حلف الناتو من منظمة عسكرية للدفاع المشترك بين أعضائه ضد عدوان خارجي إلى منظمة عسكرية للتدخل الخارجي( الوقائي) من خلال اتفاقيات شراكة عسكرية جعلت من حفظ الأمن والاستقرارفي مختلف مناطق العالم مسؤولية مشتركة بين الحلف ودول هذه المناطق. ومن بين اتفاقيات الشراكة العسكرية التي صادقت عليها قمة براغ توجد اتفاقية الحوار المتوسطي مع ست دول عربية + دولة الكيان الصهيوني . فقد خلص رؤساء دول وحكومات "حلف الناتو" إلى ضرورة الانتقال من علاقة حوار سياسي وتعاون امني إلى شراكة عسكرية مع هذه الدول قائمة على المسؤولية المشتركة في حفظ الأمن والاستقرار في حوض المتوسط والساحل الإفريقي.


الحوار المتوسطي أو اتفاقية الشراكة
بين حلف الناتو ودول جنوب المتوسط


تفعيلا لقرارات قمة براغ سيقرر الحلف الأطلسي في قمة اسطنبول (2004) رفع "حواره المتوسطي" الذي بدأ منذ 1994 إلى مستوى اتفاقية عسكرية بين الحلف وسبعة من دول جنوب المتوسط الأعضاء في منتدى الحوار المتوسطي (موريتانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر،الأردن وإسرائيل). تترجم هذه الاتفاقية رؤية دول حلف الناتو للأمن والاستقرار في أوربا (امن أوربا مرتبط بشكل وثيق بالاستقرار السياسي والعسكري في دول جنوب المتوسط) كما يترجم منظور الولايات المتحدة الأمريكية لمناطق نفوذها الاستراتيجي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة( الشرق الأوسط الكبير والساحل الإفريقي). لتحقيق هذه الأهداف لا بد من إعادة انتشار قوات حلف الناتو في هذه المنطقة ودمج جيوش دولها في استراتيجيته العسكرية من خلال اتفاقية شراكة على المدى البعيد. ترتكز هذه الاتفاقية على خمسة مبادئ:
المبادئ:
1- هي اتفاقية مفتوحة سواء من حيث المشاركة (انضمام شركاء جدد متى توفرت شروط ذلك) أو من حيث المضمون (التطور التدريجي لمضمون الاتفاقية).
2- هي اتفاقية ثنائية (الناتو + شريك) وفي نفس الوقت اتفاقية متعددة الأطراف (الناتو+7)
3- هي شراكة على قاعدة نفس البرنامج (برنامج الناتو) وضمن إطار " عدم التمييز" هذا يمكن للشركاء اختيار شكل ودرجة تعاونهم مع حلف الناتو، بما في ذلك إقامة برامج ثنائية للتعاون العسكري
4- هي اتفاقية مكملة ، لكن بشكل تشاوري، لبقية الاتفاقات الدولية ( اتفاقية الشراكة المتوسطية والمبادرة المتوسطية لدول OSCE)
5- التمويل الذاتي للأنشطة المتضمنة في الاتفاقية، مع إمكانية بحث أعضاء الحلف لطلبات الدعم المالي للشركاء لتسهيل انخراطهم في أنشطة الحلف. وقد اتخذ الحلف عددا من الإجراءات بما في ذلك مراجعة سياسته التمويلية في اتجاه التمويل الكامل لنفقات المشاركة في الأنشطة العسكرية للحلف و توسيع آليات التمويل الخاص ليشمل الشركاء.
الهياكل السياسية والعسكرية:
تشتغل الاتفاقية من خلال عدة هيئات سياسية وعسكرية مشتركة بين حلف الناتو والشركاء:
مجموعة التعاون المتوسطي : تشكلت هذه المجموعة في قمة مدريد (1997) تحت وصاية وسلطة مجلس حلف الناتو. وهي أعلى هيئة ، تجتمع بشكل منتظم على مستوى المستشارين السياسيين، وظيفتها البث في كل القضايا ذات العلاقة باتفاقية الحوار المتوسطي.
(الناتو+1) تشتغل هذه الهيئة على مستوى السفراء ، تجتمع بشكل منتظم ، وظيفتها البث في المسائل العملية ذات العلاقة بالأمن في المنطقة وبالأبعاد السياسية للتعاون بين الحلف والبلد الشريك.
( الناتو+7) : تتشكل هذه الهيئة من الدول الأعضاء في حلف الناتو أو مجلس الحلف والدول السبعة الأعضاء في اتفاقية الشراكة المتوسطية، تعقد اجتماعاتها بشكل منتظم خاصة بعد اجتماع وزراء دول حلف الناتو أو قمم الحلف وباقي لقاءاته الكبرى. خلال اجتماعات هذه الهيئة يقدم السكرتير العام لحلف الناتو برنامج وأجندة منظمته العسكرية إلى سفراء الدول الشريكة.
الاجتماعات الوزارية : تتشكل هذه الهيئة من وزراء الخارجية ( أول اجتماع انعقد في فبراير 2004) أو وزراء الدفاع (أول اجتماع انعقد في دجنبر 2006).
اجتماعات هيئات الأركان: تتشكل من ممثلين عسكريين عن دول الحلف والدول الشريكة، تجتمع مرتين في السنة
( أول اجتماع انعقد في نونبر2004) وظيفتها استشارية حول البرنامج العسكري.
لقاءات السكرتير العام : تشكل زيارات السكرتير العام لحلف الناتو وكبار مسئوليه " هيئة" في حد ذاتها، يجتمع من خلالها بالسلطات المسؤلة لتبادل وجهات النظر حول سبل التعاون وتطويره والاستماع إلى أولويات والأهداف الخاصة لكل شريك.
برنامج العمل
تتحدد تدابير التعاون والشراكة بين حلف الناتو والدول الأعضاء في اتفاقية الشراكة من خلال برنامج عمل سنوي يتمحور حول المسائل المرتبطة بالأمن:
* ندوات واوراش وأنشطة تطبيقية في ميادين الدبلوماسية العمومية ( أنشطة إعلامية وصحفية وعلمية وبيئية) وأنشطة مرتبطة بالوقاية المدنية وتدبير الأزمات وحماية الحدود والتداريب على الأسلحة الخفيفة وإصلاح أنظمة الدفاع واقتصاد الدفاع وكذا تبادل المعلومات حول الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل.
* التاطير العسكري من خلال التداريب والتكوين في المدارس العسكرية لحلف الناتو والقيام بزيارات إلى المؤسسات العسكرية التابعة له. ويتضمن البرنامج العسكري قيام قوات حلف الناتو بإعطاء تداريب عسكرية في بلدان الدول الشريكة لفائدة المكونين من خلال فرق متحركة وكذا زيارة خبراء الحلف لتقويم اماكانيات توسيع التعاون في الميدان العسكري.
* المشاركة في العمليات العسكرية الخارجية لحلف الناتو.وللإشارة فقد سبق لمصر والمغرب والأردن أن شاركوا في العمليات العسكرية لحلف الناتو في البوسنة والهرسك وفي إقليم كوسوفو.

المغرب قاعدة عسكرية لحلف الناتو
إن علاقة حلف الناتو بالمغرب سابقة لاتفاقية الشراكة المتوسطية، فمباشرة بعد أحداث شتنبر 2001 شارك المغرب في العملية العسكرية للحلف في مضيق جبل طارق تحت يافطة مكافحة الإرهاب ومراقبة السفن العابرة للمتوسط. ومكافئة له سيحظى في 2004 بوضع" حليف استراتيجي " لحلف الناتو.
بعد ذلك سيعزز حلف الناتو علاقته بالمغرب :
في 17 فبراير سيقوم السكرتير العام لحلف الناتو بأول زيارة له للمغرب ، وسيتباحث مع الملك وكاتب الدولة للشؤون الخارجية والتعاون التدابير التطبيقية لاتفاقية الشراكة المتوسطية. مضمون وخلاصات هذا الاجتماع سيكشف السكرتير العام للحلف جزء منها خلال ندوة صحفية في مقر الناتو ببروكسيل: اتفاق يشمل عدة ميادين من بينها التعاون الاستخباراتي ومكافحة الإرهاب وإقامة مركز للمعلومات والتوثيق ( الأول من نوعه في العالم العربي حسب السكرتير) يساعد في اتخاذ القرار حول الأنشطة التي ترغب دول المنطقة القيام بها مع الحلف في ميدان الأمن
في 6-7 ابريل 2006 انعقد بالرباط أول اجتماع تشاوري بين مجلس حلف الناتو والدول السبعة الأعضاء في اتفاقية الحوار المتوسطي (26+7). وقد مثل هذا الاجتماع محطة متقدمة في تفعيل إعادة انتشار قوات حلف الناتو بالمنطقة .
بين 7-11 مارس 2007 سيعرف ميناء الدار البيضاء ( أنفا للتذكير بالإنزال الأمريكي بالمغرب خلال الحرب العالمية الثانية) رسو أربعة قطعات بحرية (فرقاطات) تابعة لقوات الناتو البحرية المتعددة الجنسيات في إطار مناورات مشتركة مع القوات البحرية الملكية.
وبعد رفض الجزائر إقامة قاعدة عسكرية لحلف الناتو على ترابها باعتبار وجود قواعد أجنبية مس بالسيادة الوطنية، يتقدم الحاكمون بالمغرب لاستضافتها واحتضان قوات المارينزفي منطقة الجنوب ( طانطان). هذه المنطقة التي ترمز في الذاكرة الشعبية إلى انتفاضة ومقاومة قبائل ايت باعمران ضد القوى الاستعمارية والى استمرارية حركة التحرير الوطني بعد إبرام اتفاقية ايكس ليبان حيث لم يترك جيش التحرير الوطني سلاحه إلا تحت نيران وقنابل قوات التحالف الرجعي- الاستعماري.

إن التاريخ الاستعماري يعيد تكرار نفسه بشكل مأساوي ، والمأساة تكمن في عودة القواعد العسكرية الأجنبية في ظل حكومة يشارك فيها من يزعمون خلافة اليسار الوطني الذي جعل على رأس مهام حكومته في 1959 جلاء القوات الأجنبية وإنهاء وجود قواعدها العسكرية لتعارض وجودهما على ارض الوطن مع مبادئ السيادة الوطنية. والوجه الأخر للمأساة هو وضع التخدير الذي توجد عليه النخب السياسية والاجتماعية تحث تأثير مفعول مخدر مسلسل ديمقراطي دون سيادة وتنمية اجتماعية دون تقدم اجتماعي وحقوق إنسان دون قيمة إنسانية.
المغرب أراده حكامه أن يكون قاعدة عسكرية متقدمة للاستعمار الجديد فهل سيولد من صلب شعبه حركة تحرير ومقاومة شعبية لإعادة تكرار التاريخ لكن بشكل غير مأساوي؟





"بما أن هذا النظام لا يمكنه أن يعتمد على ثقة الجماهير الشعبية والتفافها الإرادي حوله فانه محكوم عليه بان يبقى تحت رحمة الدعم الخارجي" (( المهدي بن بركة))


بالأمس حماية واليوم شراكة
باسم " الشراكة الاورومتوسطية" عززت الامبريالية الأوربية هيمنتها المالية والتجارية على المنطقة المغاربيةعبرالتفكيك البنيوي لنسيج اقتصاداتها( المفككة أصلا) وتمتين تبعيتها للأسواق الخارجية وتذميربنياتها الإنتاجية الصناعية والفلاحية والسيطرة على مرافقها الاجتماعية( الماء والطاقة والصحة والتعليم والنقل والسكن) واستنزاف مواردها الطبيعية ( النفط والثروات البحرية والمائية).
وباسم مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار تعمل الامبريالية الأمريكية جاهدة على تعويض نقص نفوذها الاقتصادي والتجاري،بتعزيز نفوذها السياسي وتغلغلها العسكري في بلدان المنطقة.
فبعد إدماج المنطقة المغاربية في مشروعها الاستعماري( الشرق الأوسط الكبير) هاهي الولايات المتحدة الأمريكية تنذر شعوب المنطقة بإقامة قواعد عسكرية دائمة لحلف شمال الأطلسي بموجب اتفاقية شراكة عسكرية بين حلف الناتو والأنظمة الحاكمة في بلدان جنوب المتوسط. إن وجود قوات المارينزوالقوات المتعددة الجنسيات على تراب وسواحل شمال إفريقيا لا يمكن اعتباره اقل من تدخل عسكري وهو ما يمثل عاملا مفجرا لتناقضاتها السياسية والاثنية والترابية وخطرا على حاضر ومستقبل شعوبها.
لا مكان للف والدوران أو تضليل شعوب المنطقة وترويعها بخطر الإرهاب لتبرير احتلال المنطقة أو وضعها تحت وصاية الحلف الأطلسي.لا مكان للتردد أوالانتظار: المارينز والقوات متعددة الجنسيات خطر يتهدد المنطقة بكاملها، وعلى جميع المستويات :عسكريا وامنيا وسياسيا واجتماعيا وبيئيا.
انه نظام استعماري جديد
فهاهي الشركات المتعددة الجنسيات متحكمة بشكل مباشراوعبرشركائها من الباطن فيما تنتجه بنياتنا الإنتاجية وما تستورده أسواقنا الداخلية، متحكمة في سياستنا المالية والنقدية، متحكمة في نظمنا التربوية ومناهجنا التعليمية، في نمط استهلاكنا وفي تنظيم علاقاتنا الاجتماعية في هوياتنا الثقافية ومعتقداتنا الفكرية والدينية.
أي مستقبل في ظل شراكتهم الاستعمارية غير تشريد العمال وتدمير الفلاحين والمنتجين واستعباد صغار التجار والموظفين والحكم على المهمشين والمقصيين ركوب قوارب الهجرة إلى الموت
وهاهم حكام المنطقة بعد أن باعوا كل شيء، مقبلون على تفويض تدبير أمنهم واستقرارهم لقوات المارينز وحلف شمال الأطلسي لا حكام أغلال السيطرة على رقاب الشعوب. فباسم حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب،يستثمر الإرهابيون الجدد وشركاؤهم في أرواح البشر مقابل ريع عسكري وامني ومخابراتي
فالمغرب على سبيل المثال، بعد أن باع نظامه الأراضي الفلاحية والشركات الإنتاجية والمرافق العمومية إلى الشركات الأمريكية والأوربية لم يتردد يوما في إرسال عناصر الجيش للمشاركة في الحروب القذرة للامبريالية ضد الشعوب،وهاهو اليوم لايتردد في منح الأمريكان والحلف الأطلسي قواعد عسكرية بحرية متحركة وقواعد عسكرية برية لمراقبة البحر الجو والأرض بمبرر مكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار العسكري والمدني في المنطقة.
ماذا تبقى من عناصر السيادة غير سيادة الاستبداد والفساد والإرهاب والخراب… أليس هذا هو الاستعمار عينه؟
إن عودة القواعد العسكرية الأمريكية وإنزال قوات المارينز فوق تراب بلدنا هو خيانة وطنية لشعبنا والسكوت عنه لا يقل خيانة. لدا ندعو إلى حملة شعبية وطنية للمطالبة بإغلاق القاعدة العسكرية الأمريكية قيد البناء بطانطان وبتجميد اتفاقية الشراكة مع حلف شمال الأطلسي باعتبارهما مس بالسيادة الوطنية وخطر يتهدد الأمن والاستقرار بمنطقة شمال أفريقيا ويذكي فتيل الحرب بين شعوبها.



#التضامن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتفاع الاسعار فاتورة العولمة الراسمالية
- الديكتاتورية تتهاوى ومن الضروري التأكيد على بديل وطني ديمقرا ...


المزيد.....




- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...
- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - التضامن - اتفاقية الشراكة بين الحلف الاطلسي وبلدان جنوب المتوسط