العراق و قوى الظلام

اكرم كوردي

الحوار المتمدن-العدد: 1863 - 2007 / 3 / 23 - 03:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العراق ، ذلك التراث العظيم للانسانية تحول الى مجرد كوابيس في الظلام ، الاسباب واضحة و مختلفة ، نظام شمولي تسلطي وصل الى الحكم عن طريق الانقلاب ، سياساته الغبية و حروبه التي لا طائل منها حولت العراق الى مستنقع للارهاب ، احرقت الاخضر و اليابس ، ادت الى احتلال العراق من قبل القوة الاكثر سيطرة في العالم ...... كل ذلك ادى الى ان يفقد العراق بريقه الحضاري ، ثقافته المميزة ، مثقفيه و كتابه ، شوارع بغداد و مقاهيه التي كانت مكان التقاء المثقفين و الشعراء اصبحت امكنة فارغة ، حتى شارع المتنبي لم يسلم من التفخيخ و التفجير من قبل قوى الظلام ....الجميع بدأ في الهجرة و الهروب بحثا عن حياة افضل ، بحثا عن حرية مفقودة .
الكل شارك في ذلك ، ابتداءا من الحكم البعثي الدكتاتوري و مرورا بالاحتلال الامريكي و صولا الى قوى الظلام المسيطرة حاليا ....
النظام السابق انهار في لحظة زمنية واحدة .....
العديد من بلدان العالم تم احتلالها و لكنها رحعت اقوى من السابق ، استعادت عافيتها بعد مرور سنوات قليلة ، لم يهاجر و لم تهرب منها زبدة ناسها . و الاحتلال مصيره الزوال ان لم يكن الان فبعد فترة قريبة ...لا يوجد احتلال الى الابد .
اما قوى الظلام فهي التي اصبحت تثقل على حياة العراقيين و هذا الارهاب هو السبب في عدم الوصول الى مرحلة الامان ، سواء كان ارهابا قاعديا او ارهابا صدريا ...
القاعدة تدخلت بقوة في العراق و كانت عملياتها ضد الاحتلال في الايام الاولى لتدخلها ، و لكن عندما ايقنوا عدم جدوى مقارعة الاحتلال و عدم جدوى ذبح الصحفيين و الاعلاميين و اختطافهم قاموا بإشعال الفتنة الطائفية ...هاجموا الاماكن المقدسة للشيعة ...قاموا بتفجير و نسف مراكز الشرطة ...قاموا بتدمير المنشأت النفطية و قطع الطرق و طلب الفدية من اهالي المخطوفين ....الخ .
و في المقابل لم تتوانى الميليشيات الشيعية الصدرية في ضرب المناطق الامنة للسنة ...فرضوا عليهم التهجير الاجباري ....قتلوا و سرقوا و نهبوا .....الخ .
كلا المجموعتين اجرمت في حق العراق ، كلا المجموعتين وجهان لعملة واحدة هي الارهاب ...
و الخاسر هو شعب العراق بمختلف طوائفه و الوانه ....
و آخر ما توصلت اليه قريحة قوى الظلام هو ما يسمى ب (دولة العراق الاسلامية ) أي بمعنى نظام طالبان في العراق .....
لقد نسي هؤلاء ان العراق ليس افغانستان ، العراق هو الثقافة ، فقد كان يقال قديما ان مصر تؤلف الكتب و لبنان تطبعها و العراق يقرأها ....
و اخيرا فإن أي عاقل لبيب يقرأ ما جاء في اعلان المبادئ من قبل (امير المؤمنين ) الجديد في امارة العراق الاسلامية سيستنتج المصير الذي سينتظر العراق و من وراءه الشرق الاوسط بأكمله ...

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل