لأول مـرة منذ ربع قرن في مصر: إحالة -تنظيم شيوعي- على محكمة أمن الدولة

نبيل شرف الدين

الحوار المتمدن-العدد: 560 - 2003 / 8 / 11 - 04:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

ايلاف
السبت 09 أغسطس 2003 15:48
 

القاهرة ـ إيلاف: في قضية جديدة ربما لم تشهدها أروقة القضاء المصري منذ نحو ربع قرن، قررت اليوم السبت نيابة أمن الدولة العليا في مصر إحالة خمسة أشخاص بتهمة الانتماء لـ "تنظيم شيوعي"، وذلك على محكمة امن الدولة العليا (طوارىء) بالقاهرة لمحاكمتهم.
وتصدر لائحة المتهمين في هذه القضية الجديدة أشرف ابراهيم الغريب، وهو ناشط حقوقي، الذي تم استدعاؤه اليوم من محبسه للمثول امام النيابة لإعلانه بقرار الإحالة على المحاكمة، كما أحالت معه كلاً من: يحيى فكري، ومصطفى بسيوني وناصر بحيري ـ وهو باحث في مركز الارض الحقوقي - إضافة إلى الطالب ريمون زكريا، وجميعهم هاربون باستثناء أشرف الغريب.
ووردت في قرار الإحالة عدة اتهامات منها أن المتهمين في هذه القضية "سعوا إلى تغيير نظام الحكم بالقوة، والترويج لاقامة نظام حكم شيوعي، واذاعة اخبار وبيانات في الخارج من شأنها الاساءة إلى سمعة البلاد".
وقررت النيابة تكليف أجهزة الأمن بسرعة القبض على المتهمين الهاربين في القضية لمثولهم أمام المحكمة.
وكان البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان قد أصدر قبل فترة بياناً قال فيه "إن أشرف إبراهيم المعتقل منذ نيسان (إبريل) الماضي علي خلفية اشتراكه في مظاهرة بميدان التحرير يوم 20 (آذار) مارس الماضي احتجاجا على حرب العراق، وتم تجديد حبسه أكثر من مرة علي ذمة التحقيقات، وحقق معه بتهم التعامل مع منظمات حقوق الإنسان، ونشر صور مظاهرات، والإساءة إلى سمعة مصر في الخارج"، كما ورد في البيان الذي تلقت (إيلاف) نسخة منه عبر البريد الإليكتروني.
وحتى عقد السبعينات من القرن المنصرم، ظلت هناك مواجهات واسعة بين المنظمات والحركات والخلايا الشيوعية، التي نشطت في مصر منذ قبل قيام حركة الضباط في تموز (يوليو) 1952، وتعرض الشيوعيون للتنكيل على يد البوليس السياسي في العهد الملكي، ثم نكل بهم نظام حكم جمال عبد الناصر، رغم التقارب المصري ـ السوفيتي حينئذ، الذي كان يشفع لبعض قادة الشيوعيين ويتوسط للتخفيف عنهم، أو إطلاق سراحهم، لكن لم تتوقف ملاحقات النظام الناصري لهم إلا على فترات متقطعة، واستمر ملاحقة نظام الرئيس المصري الراحل أنور السادات لهم، بل تصاعدت على نحو مكثف، حتى استعان عليهم بإفساح الطريق أمام الجماعات والحركات الإسلامية، وأبرم صفقة تاريخية شهيرة مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وأفسح لهم مساحات من الحرية في الشارع السياسي، مقابل التصدي للشيوعيين، ومعهم الناصريون والقوميون وبقية ألوان الطيف السياسي العلماني، ثم توقفت تماماً هذه المواجهات منذ مطلع الثمانينات، وذلك إثر التطورات الدولية والإقليمية والمحلية التي شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي، وتصاعد المدي الأصولي المتطرف، وغير ذلك من التطورات على النحو المعروف.

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل