أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر ثابت - شكرا لجوليانو ...عفوا لاولاد آرنا














المزيد.....

شكرا لجوليانو ...عفوا لاولاد آرنا


ثائر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 1857 - 2007 / 3 / 17 - 06:55
المحور: الادب والفن
    


اقرب من رسالة... أبعد من تعزية
ألف سؤال ومليون استفهام ينطبع في مخيلتك، وأنت تنهي مشاهدتك لفلم "أولاد ارنا" الوثائقي، للمخرج السينمائي والمسرحي (جوليانو مر خميس)، وتدفعك رغبة عارمة لتعلن الألم والموت الاضطراري والحياة الخائنة والرب الغائب الحاضر دوما.
إلى( آرنا) ألام والانسانة" واليهودية" الراحلة بعد صراع غريب مع السرطان، فقبل أن تشعر بأنها والدة (جوليانو) الحقيقية، تشعر بأنها المربية الحنونة لأولاد مخيم جنين، بخاصة الذين رفضوا خشبة المسرح وعلب الألوان، فصنعوا من أجسادهم مسرحا للموت الخالد والمقدس والنبيل، وبدمائهم جسدوا لوحة معنونة برفض القهر والذل واستلاب الذات وسحق الإنسانية.
لكن في النهاية تموت( آرنا) وتترك خلفها الحلم المبتور، والذكريات المشوهة برائحة الحرب القاسية، ليأتي (جوليانو)، الأبن، مكملا ً سرد الحكاية بواقعيتها التراجيدية، لكن الحكاية انقسمت، وهذا رأي لي، لفصلين، الأول هو المحاولة البسيطة الجميلة لخلق الحياة من الأمل، والحب من العمل، فهناك المسرح الصاعد، وروح ارنا المتمردة في زوايا المكان اللامحدود وأطفالها، المصممون على مضاجعة الحياة ولو على سرير من شوك.
أما الفصل الأخر وهو المأساوي، الكارثي حد انكسار قنوات الدمع العاطفي، ففيه تنقلب القصة من مسرح ولون ورقصة وأغنية سلم ووفاق، لساحة قتل وموت عنيف يدور في رحى الإنسانية الطاحنة، فتخرج الأكفان بيضاء، طاهرة، وُتحفر القبور الجماعية، وبعض الأجساد هذه تتمرد من نطاق الكفن لتتناثر في فضاء خارجي أو لتلامس أبواب الله العليا ليمنحها الخلود والسلام.
سأذكر ما حييت، (جوليانو)، بلحيته السوداء وشعره المبعثر، الموصل لخارطة العبثية الراقية، سأتذكره، في لحظة وداع الأخير لجثمان أمه، وهي تنام بتابوت خشبي، وبكفن ازرق اللون، لتأتي لقطة الدبابة المزمجرة، الناعم صوتها كنحلة ربيعية، تلسع الحياة بالموت، لينزف العسل الشهي، الدموي، ليُقوي ضعف غريزة الجزار السادي.
و (لجوليانو) أقول: شكراً، لأنه وصل الرسالة، الأمانة، المكتوبة بإبداع دقيق، وكأنه راقب الحكاية من ثقب ضيق، لينسل منها ساعة ونصف، تهزنا بأسطورته الواقعية، الملحمية( أولاد آرنا).
وباختصار (لأولاد آرنا)، العفو كله، فحطاب الموت لم يرحمهم، ولم يترك لنا المساحة الكافية للاستمتاع بالابتسامة الأخيرة، الكبيرة المفعمة بالأمل، لكن النهاية كانت مشرعة للتأويل وللمزيد من الألم والدمع والحقد الدفين، (أولاد آرنا)، الأجمل بعيشهم، الأقسى برحيلهم، لأنهم عبثوا بمقبرة الذاكر ة وبعثروا أوراق الذكريات بلا انتظام ليتركوا لنا احتساء القهوة المرة وترتيب الصفحات كما يحلو للحكاية أن تكتمل.
في نهاية الأمر،( أولاد آرنا) لوحة راقية تستحتق التأمل والمشاهدة، فهي وثيقة حفظت لنا الإرث الكبير، ،من المواجع اللاهبة ،وخزنت لنا بعض فصول الحكاية ،فنصيحتي أن تشاهدوا ( أولاد آرنا) وتحملوه في قلوبكم وأرواحكم ولكن لا تقولوا عندما تنتهون من مشاهدته ,,,آه آه آه، فهو ابعد من حدود الألم وأسمك من جدران القهر المستحيل .



#ثائر_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدي مع جدتي
- ابو جيفارا وضريبة مدى الحياة


المزيد.....




- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ثائر ثابت - شكرا لجوليانو ...عفوا لاولاد آرنا