أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبداللطيف حصري - من المستفيد؟ الشعب الفلسطيني ام الحركة الصهيونية؟ القرضاوي لا يقرب الصلاة !















المزيد.....

من المستفيد؟ الشعب الفلسطيني ام الحركة الصهيونية؟ القرضاوي لا يقرب الصلاة !


عبداللطيف حصري

الحوار المتمدن-العدد: 1854 - 2007 / 3 / 14 - 11:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو اقتصرت فتاوى القرضاوي على مبطلات الوضوء، أو مفسدات الصيام ، لما تدخلت ، لئلا أقع بالمحظور . ولكن حين يزج شيخنا الجليل بعلوم الدين في محظور السياسة، يتطلب الامر أكثر من وقفة أو مناقشة .


لن اتوقف كثيرا عند فتواه بخصوص "زواج مسلمة من شيوعي" الا بقدر الضرورة ، لكنني سوف اعالج امرين هامين من خلال بعض الفتاوى ، والتي في اعتقادي تقدم خدمة جليلة ليس فقط للاستغلال الرأسمالي البشع ، بل وتقدم خدمة كبيرة جدا للطروحات الصهيونية ، في مسألة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

في فتواه حول زواج المسلمة من شيوعي ناقش القرضاوي مقولة "الدين أفيون الشعوب" بمنطق "ولا تقربوا الصلاة" ، حيث اجتزأ الجملة دون سياقها. وهذا بالطبع ليس غير مقصود.
ماركس حلل دور الدين في المجتمع الطبقي وكيفية استغلال الدين سياسيا لمصلحة الاستغلال الطبقي، ومصلحة الطبقات المالكة لوسائل الانتاج ، وتغريب الطبقة العاملة عن قضاياها حيث قال: "الدين هو القلب في عالم بلا قلب ، وهو الروح في ظروف خلت من الروح , انه زفرة الانسان المضطهد , انه افيون الشعوب".
قد تزعج شيخنا الجليل زفرة الانسان المضطهد ! لذلك ليس غريبا ان نجد فتوى وعلى لسانه تنكر نهائيا الاستغلال الطبقي . لان مسائلته في هذا الامر ، سوف تكشف دون ريب كونه " قط سمين" يتمتع بما يحرم منه فقراء العالم العربي ، إذ بالضرورة سيحضره قول الامام علي رضي الله عنه : " ما متّع غني الا بما جاع به فقير" . ففي فتوى عجيبه غريبة من نوعها حول "العدالة الالهية والتفاضل بالارزاق " يعزو القرضاوي ما اسماه "وساوس وهواجس" السائل الى ما يلي : "اعتقاده ان الغنى المادي هو كل شيء ، او اعظم شيء في هذه الحياة . وان العدل يقتضي ان يسوي الله بين الناس , في الفقر والغنى , في المال والثروة وهذا هو الخطأ الاول " ويخلص القرضاوي الى نتيجة ان : "الذي يملك الكثير يزيد على غيره انه حمل مسؤولية اكبر وسيكون حسابه يوم القيامة اعظم " . وامعانا بهذه النظرية ، يعدد الشيخ نعم الله تعالى وأفضاله على الانسان ، والتي لا تقدر بثمن كالسمع والبصر والاجهزة الداخلية لجسم الانسان ، بمعنى ان الله وهبني بنكرياسا ..! يوازي ملياردات الدولارات التي يستاثر بها بيل غيتس أو الخاشوقجي مثلا . ولعله لم يسمع قط ، عن فقراء يبيعون كلية او قرنية عين ، من املاق لسد جوع اطفالهم..!! لذا لا غرابة ان يتسائل بقوله : "ثم هل يعتقد هذا الاخ السائل ان الحكمة في التسوية بين الناس؟ هل الحكمة ان يكون الناس سواء؟ لا والله ... ليست هذه هي الحكمة, ليس من الحكمة في شيء ان يستوي الناس كلهم , انما الحكمة في هذا التباين ليظهر الابتلاء , ويتحقق الامتحان , ليتميز من يشكر ممن يكفر, ومن يجزع ممن يصبر ,ومن يعمل صالحا ممن يعمل غير ذلك ".
اذن ليس فقط ان الطبقات والغنى والفقر( بحسب القرضاوي) هي ضرورة وحكمة ربانية ، وانما مسلمات لا يمكن الاعتراض عليها ! فالنضال ضد الفقر – زندقة , والكفاح من اجل تحسين مستوى المعيشة – ارتداد , والثورة على انظمة القهر والفساد ، ستصبح كفرا عقابها جهنم وبئس المصير . وسؤالي للقرضاوي كيف يصنف الامام علي رضي الله عنه ، في هذه المعادلة ؟ وفي اي خانة من قاموس الزندقة ، سوف يضع الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري الذي قال : "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته ، ولا يخرج الى الناس شاهرا سيفه ؟ " .
الى هنا لا بأس ، فالرجل رجل العوملة والفضائيات ، رجل الاموال ومشاريع الثراء السهل , ولا اتوقع منه فتاوى تحرم الاستغلال الراسمالي او الاضطهاد الطبقي , وقد أتفهم خوفه من دعوة ماركس ، تحويل زفرة الانسان المضطهد ، الى ثورة الانسان المضطهد ، وهي الثورة تاتي يخشاها النظام الرأسمالي ، وقد يخشاها القرضاوي أيضا .

ولكن هناك ما يصعب تفهمه ويتعسر هضمه ، كفتوى في اعتقادي غاية في الخطورة حول : " الصراع مع اليهود الغاصبين: حقيقته ومستقبله" ، والعنوان للقرضاوي نفسه ، ففي اجابة على سؤال اذا ما كان الصراع سياسيا ام عقائديا ؟ يقول الشيخ : (اقتباس) "وقد عاش اليهود في ذمة المسلمين قرونا طويلة ، لكن منذ ان طمع اليهود في أرضنا ، أرض فلسطين ، أرض الاسراء والمعراج ، أرض المسجد الاقصى ، بدأ الصراع بيننا وبينهم ، ولكن ليس معنى هذا انه ليس صراعا دينيا ولا عقائديا فهناك خلل في هذه القضية ، نفي انه ليس صراعا على العقيدة ، لا ينفي انه صراع ديني عقائدي ، لأننا أمة دينية واليهود أمة دينية ، فصراعنا على الارض مختلط بالدين ، المسلم حين يدافع عن أرض لا يدافع عن مجرد تراب ، هو يدافع عن ارض الإسلام ، عن دار الإسلام ، لذلك إذا قتل دون أرضه فهو شهيد ، وهذا معناه أنها معركة دينية ، فالأنسان الملتزم كل معاركه تختلط بالدين ، وخصوصا في هذه المعركة فهي أرض القبلة الأولى ، ارض النبوات ، وثالث المسجدين المعظمين أرض الإسراء والمعراج ، فهذه الأرض لها طابع خاص ومكانة كبيرة عند المسلمين ، فالمسلم يدافع عن أرض له فيها مقدسات هائلة." ويستطرد القرضاوي قائلا : " وكذلك اليهودي فهو عنده معركة دينية لأنه يعتبر هذه الأرض هي أرض الميعاد ، لهم فيها أحلام توراتية وتعاليم تلمودية ، وهم عندهم أقانيم ثلاثة الله والشعب والأرض بعضهم يعبر عنها ، التوراة والشعب والأرض . الثلاثة متداخلة لذلك هو يقاتلنا باسم الدين ، لذلك نحن ننكر على من يريد إخراج الدين من هذه العركة . " إنتهى الاقتباس ... وطيب الله الانفاس .
بودي التوقف عند نقطتين هامتين في هذه الفتوى . اولا : عند الامة ومفهوم الأمة ، وهل هنالك فعلا ما أسماه القرضاوي : " أمة دينية " ، وثم مسألة الصراع على الارض ، وهل المسألة هي قضية عبادة وصراع ديني ؟؟ ام هي قضية سيادة وصراع سياسي؟
لا أريد ان أناقش قوله أننا أمة دينية ، ففي اعتقادي مفهوم الأمة لا ينسحب لا على المسلمين ولا على اليهود ، ولا على المسيحيين ، فالإسلام ليس أمة وانما دين حنيف ! ولا اعتقد مثلا ان الثورة العربية الكبرى كانت مجرد حرب أهلية داخل أمة إسلامية ، وإنما كانت حرب الأمة العربية المسلمة والمسيحية ضد الاستعمار التركي . لكنني سوف أناقش مقولة اليهود أمة دينية .! ولماذا يتطوع الشيخ رقم واحد في العالم العربي ، لتأكيد الطروحات الصهيونية في هذه المسألة ؟؟
في الحقيقة يعيش اليهود في أكثر من مئة دولة في كافة انحاء العالم ، وغالبيتهم الساحقة تعيش في امريكا وليس في اسرائيل ، ويتكلمون باكثر من مئة لغة ، ويشاركون في ثقافات واقتصاد وعادات وتقاليد الدول والشعوب التي يعيشون بين ظهرانيهم . ولا ينتطح عنزان ان هناك مقومات اساسية لتشكل الأمة ، وقطعا يفتقر اليها اليهود ، مثل ضرورة وجود لغة مشتركة وثقافة مشتركة ، ارض مشتركة وإقتصاد مشترك ، وتنشأ الأمة في الزمان والمكان ، بمعنى داخل التاريخ وداخل الجغرافيا ، ولا يمكن ان يكون اليهود استثناءا في ذلك . قد اتفق ان اليهود داخل اسرائيل هم في مرحلة مبكرة من عملية تشكل أمة اسرائيلية ، وليس بالضرورة يهودية .
تسعى الصهيونية العالمية الى اعتبار اليهود امه عابرة للقارات والحدود والعادات والتقاليد واللغات والاقتصاد وبذلك تتفق الصهيونية السياسية البراجماتية من هرتسل وبنسكر حتى بن جوريون وبيغن ، مع الصهيونية الروحية من احد هعام وحتى مارتين بوبر ، لكي تثبت ارتباط اليهود ، وبالتالي ارتباط الصهيونية بأرض فلسطين . وهذه حاجة ماسة ودائمة للصهيونية لإثبات هذا الارتباط من جهة ، ولإقناع يهود العالم بالهجرة الى فلسطين من جهة إخرى . لا أدري ان كان القرضاوي باقراره ان اليهود امة دينية فوق التاريخ وفوق الجغرافيا يقدم هذه الخدمة للصهيونية ولإسلائيل بشكل مجاني ام لا ؟ ولكنني اعتقد انها خدمة مسيئة للإسلام والعرب ولنا نحن الفلسطينين بشكل خاص .
من هنا سوف اعود لموضوع الصراع ان كان سياسيا ام دينيا ؟ يعتقد القرضاوي ان الصراع ديني عقائدي ولا غرابة ان تشتق الحركات المتاسلمة الفاعلة في اسرائيل وفي الاراضي المحتلة من هذه الفتوى موقفا سياسيا مطابقا لها . ففي حين تعمل اسرائيل جاهدة (وتبحبش ) في محيط الاقصى المبارك كي تجد ما يربطها بالتاريخ والجغرافيا وما ينسبها للمكان ، نرى الحركات الاصولية تنجرف الى هذا الملعب لتؤكد ان الصراع هو صراع عبادة وليس سيادة ، لذا يتم تغيب البعد القومي لمدينة القدس العربية كارض محتلة تم الاستيلاء عليها بقوة السلاح عام 67 , لمصلحة البعد الديني واختزال الصراع في حق العبادة . بحيث يصبح النضال من اجل التحرر الوطني شيء ، والنضال من اجل حرية الصلاة في المسجد الاقصى شيء أخر . فمن قال ان ارض القدس اقدس من ارض جنين او غزة .
ولماذا علينا اختزال حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، بالحق في ممارسة الشعائر الدينية ؟ وما نفع المقدسات دون الشعب الذي يمارس سيادته على هذه المقدسات ؟ وهل سحب الهويات وتفريغ القدس العربية من اهلها اقل خطرا وضررا على الشعب الفلسطيني من الحفريات حول الاقصى ؟؟ وهل بناء جدار الابارتهايد وابتلاع الاف الدونمات وتقطيع اوصال الضفة الغربية ومدينة القدس اقل خطرا وضررا ؟؟
من حقنا ان نتسائل ونسال العلامة القرضاوي لماذا يتم تقزيم جريمة محو حي المغاربة عام 67 وتشريد 30 الف فلسطيني كانوا يسكنون هذا الحي واختزال هذه الجريمة بحفريات في محيط باب المغاربة ؟ فهل الصراع هنا هو على السيادة على الارض ام على العبادة؟؟
واخيرا من المستفيد من مثل هذه الفتاوى ؟ هل هو الشعب الفلسطيني ام ان اسرائيل والحركة الصهيونية هي المستفيد الاول والاكبر منها ؟.

* أم الفحم




#عبداللطيف_حصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبداللطيف حصري - من المستفيد؟ الشعب الفلسطيني ام الحركة الصهيونية؟ القرضاوي لا يقرب الصلاة !