أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر حسن أبودان - حزب البعث بين مخطط المرحلة والإستأثار بالسلطة















المزيد.....


حزب البعث بين مخطط المرحلة والإستأثار بالسلطة


منذر حسن أبودان

الحوار المتمدن-العدد: 1853 - 2007 / 3 / 13 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( 1968 – 2003 )
بعد سيطرة حزب البعث على السلطة في العراق عام 1968 , بدأ الصراع على السلطة يظهر منذ الساعات الأولى لإنقلاب 17 تموز عام 1968بين الجناحيين المشاركين في ذلك الإنقلاب وهما : الجناح اليميني لحزب البعث ( جماعة أحمد حسن البكر وصدام ) والضباط اليمينين المستقلون أنصار اللواء عبد العزيز العقلي وحركة الثوريين العرب ( عبد الرزاق النايف) ومؤيدوهم والقوميون المستقلون . وإستطاع الجناح اليميني لحزب البعث أن يحسم الصراع بعد ثلاثة عشر يوماً لصالحه لينفرد فيما بعد بالسلطة .
أولا : دور الأحزاب في عهد أحمد البكر (1968 – 1979 )
حيث بدأ حزب البعث بممارسة سياسة ترقى إلى ضرب كافة مراكز القوة في الساحة العراقية , من اجل أن يفقد المجتمع العراقي أهم عناصر قوته والتي قد تتحول إلى منطلق للمعارضة .
ولقد كان للبعثين تجربة مريرة مع المرجعية العليا للشيعة في عقد الستينيات , حيث كانت في تلك الفترة تمتلك نفوذ واسع وسط الشعب و استطاعت أن تربط الجماهير بها بقوة .وكان من نتائج ذلك أن واجه حزب البعث عزلة جماهيرية واضحة أضعفت موقفة في السلطة ولقد تركت تلك التجارب أثارها العميقة على التوجه السياسي لحزب البعث , بحيث انه جعله ضرب المرجعية الدينية عند الشيعة هدفاً أولياً .
لقد بدأ واضحاً أن هدف أحمد حسن البكر هو البقاء في السلطة والتخلص من القوي السياسية سواء رجال سياسية مثل عبد الرازق النايف أو المرجعية الدينية , ولكن ماذا عن الأحزاب السياسية من حيث علاقتها بالسلطة السياسية التي استخدمتها السلطة البعثية من أجل إنهائها من الحياة السياسية في العراق؟؟
بعد أن تمكن حزب البعث من التخلص من رجال السياسة والمرجعية , تفرغ لمواجهة الأحزاب السياسية الرئيسية . ومن أهم هذه الأحزاب التي واجهة حزب البعث (الحزب الديمقراطي الكردستاني - الحزب الشيوعي العراقي - حزب الدعوة الإسلامية).
كان الحزب الديمقراطي الكردستاني يمثل قوة معارضة كبيرة ضد النظام البعثى حيث إعتمد علي الأسلوب العسكري في المطالبة بحقوقهم , ولقد واجه نظام البعث منذ تسلطة على الحكم القضية الكردية وكان هناك اتجاهان للنظام البعثى , حول التعامل مع المسألة الكردية :
الإتجاه الأول: يدعو إلى سحق الأكراد بالقوة .
الإتجاه الثاني: يري ضرورة استخدام الأساليب السياسية .
وقد تم الإتفاق على إجراء مفاوضات سلمية مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لإنهاء الأزمة. بدأت المفاوضات مع الملا مصطفى البارزاني للتوصل إلى إتفاق لوقف القتال والتي أسفرت عن إعلان بيان 11 آذار 1970. ولكن بيان آذار لم ينهي المشكلة الكردية فقد كانت الخلافات الجوهرية باقية بين الطرفين خصوصاً فيما يتعلق بالمحافظات التي لا يشكل فيها الأكراد أغلبية مثل مدينة كركوك , حيث كان الملا مصطفى البارزاني يطالب بها باعتبارها مدينة كردية ، أما الحكومة البعثية فقد رفضت هذا الطلب بقوة . واستمرت المفاوضات عامي 1971 و1972م للتوصل إلى إتفاق حول مسائل الخلاف , ولكن أزمة الثقة كانت تتعمق بين الطرفين ولا سيما أن الحكومة نفذت محاولتين لإغتيال البارزاني خلال المفاوضات , الأمر الذي كشف أن حكومة البعث لا تريد حل للأزمة العالقة , ولكنها تبحث عن فترة هدنة أطول بغية ترتيب الأجواء لشن هجوم ساحق ضد الثورة الكردية. ولقد جاءه إتفاق الجزائر عام1975 مع حكومة إيران التي كان الغرض منها غلق الحدود بوجه الأكراد وقطع المساعدات عنهم , مما اثر ذلك سلباً على مسار الثورة الكردية وكانت انتكاسات الثورة الكردية واحدة من نقاط إنعطاف السياسة العراقية حيث تخلصت السلطة البعثية من قوة المعارضة في الشمال .
أما الحزب الشيوعي كان يتسم باتساع قاعدته التنظيمية ولكنه لم يمثل قوة معارضة خطرة في الوقت الذي سعى فيه البعثيين إلى توثيق علاقتهم بالاتحاد السوفيتي , ومن هذا المنطق دخل حزب البعث في مفاوضات مع الحزب الشيوعي العراقي في آذار 1972 للتوصل إلى صيغة مشتركة . وانتهت المفاوضات عام 1973 بتشكيل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي ضمت كل من "حزب البعث والحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكردستاني". ولقد وفرت الجبهة للحزب الشيوعي حرية التحرك والوقف ضد القيادة الإسلامية.
إن الجبهة كانت في حقيقتها أداة بعثية الغرض منها تجميد دور القوى السياسية . أن الولاء الشيوعي للسلطة , الذي انطلق من حسابات نفعية ومصالح سياسية , لم يشكل للحزب الشيوعي غطاء لحمايته من بطش سلطة البعث وانتقامها , فالسياسية التي يعتمدها نظام الحكم لا تعترف بالقانون أو الإتفاق السياسي , إنها تنطلق من رغبة جامعة لتنفرد بالسلطة دون شريك أو منافس ,وهكذا استطاع حزب البعث أن يوجه ضربة قوية ماكرة للحزب الشيوعي وينهي دوره من الحياة السياسية .
كان يدرك البعثيين قبل وصولهم للسلطة قوة حزب الدعوة وحجم التحرك الإسلامي الذي يشكل تهديدا َجديداً لكل القوى السياسية العلمانية , وذلك من خلال ما يتمتع به من علاقة وطيدة مع الجماهير . وعلى هذا الأساس فإن حزب البعث سيواجه صعوبات وتحديات كبيرة فيما لو بقيت الحركة الإسلامية فاعله في الساحة العراقية, فبدأ البعثيين بضرب حزب الدعوة الإسلامية كهدف استراتيجي , حيث تعرض أبناء الحركة الإسلامية إلي تعذيب وحشي. وفى عام 1972 توسعت حملات الإعتقال لتشمل العلماء والأساتذة والأطباء وطلاب الجامعات وغيرهم من أعضاء حزب الدعوة . وفى تموز عام 1974 شنت السلطة حملة إعتقالات واسعة جداً علي علماء الدين في الحوزة العلمية في النجف. وهكذا لم يتوقف خط الصراع مع النظام المتسلط بهدف تدميرها.
ثانياً: دور الأحزاب في عهد صدام حسين" 1979 -2003 "
العراق كان يسوده في فترة صدام حسين نظام الحزب الواحد , الذي يوصف بأنة الحزب القائد().حزب البعث ظل يحكم العراق طيلة الـ 23 عاماً بصورة منفردة تقريباً . فإتبع سياسة " التبعيث " آي جعل المجتمع يؤمن بأفكار وعقائد حزب البعث القائمة على شعار " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " ومبادئ " الوحدة - الحرية – الاشتراكية " (). لقد اختارت قيادة البعث "صدام حسين". إعتمد نظام صدام حسين علي عدة ركائز ساهمت في استمرارية النظام الشمولي .
1- حزب البعث : بإعتباره أداة حديثة للتعبئة والتنظيم.
2- جماعات القرابة : بإعتبارها أداة إجتماعية تقليدية للتعبئة والتنظيم . وهذا ما جعل النخبة الحاكمة في العراق تجمع عناصر قوة الأحزاب الأيديولوجية، وعناصر قوة التلاحم القرابي والعصبية العشائرية ، وبالطبع فإن نظام الحزب الواحد إندمج بنظام العشيرة إندماجاً قوياً رغم حصول بعض الإحتكاكات بين هذين الوجهين .
3- المؤسسة العسكرية والجهاز الأمني التي لعبت دوراً كبيراً في قدراتها البشرية وقاعدتها اللوجستية علي حماية النظام.
4- احتكار الدولة العنصر الإقتصادي (النفط) كمنتج وماللك للتحكم بحاجات الشعب الإقتصادية.
5- ظهور الطبقة الوسطي وبلغ المجتمع مرحلة الإيمان بالقيم الإشتراكية .
ظهر دور الحركات الإسلامية عندما اندلعت الثورة الإيرانية عام 1979 كان من الطبيعي أن تلهب مخيلات الشيعة في العراق , ممن شهدوا في العام نفسه من صعود صدام إلى الرئاسة وتفاقم معظلتهم , إلا أن السلطة البعثية التي أخافتها الثورة الخمينية سارعت إلى ترحيل ما بين 150 و 200 ألف شيعي خارج العراق ومصادرة أملاكهم وجنسياتهم , حيث لوحق حزب الدعوة بقسوة غير مسبقة فطال القمع عائلات الدعويين ورجال الدين .
وفى عام 1980 اعدم باقر الصدر وتم إصدار مرسوم من مجلس الثورة ينص على إعدام كل من هو عضوا في حزب الدعوة , وفرار الكثيرون من رجال الدين إلى طهران وكان من منهم السيد محمد باقر الحكيم ابن محسن الحكيم والذي أسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق , وهي المظلة التي جمعت التنظيمات الشيعية المعارضة , وتضاعف العنف بين النظام الصدامي والشيعة عندما شرعت منظمة العمل الاسلامى بالرد على أعمال العنف التي يمارسها النظام البعثي.
لقد اتسمت العلاقة بين الأحزاب الكردية والنظام الصدامي بإضطهاد وممارسة حملات العنف الشعواء والقمع الشديد , فقد عمد النظام إلى شن عدة حملات للقضاء بصورة منهجية على القوى والأحزاب الكردية .
وأثر قيام الحرب العراقية الإيرانية قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بممارسة العنف المضاد للنظام والمطالبة بالحكم الذاتي , كما ظهرت عدة أحزاب كردية أخرى مناوئة للنظام البعثى " كالاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة جلال طالباني علي الساحة السياسية العراقية ( تأسس عام1975 ).
ففي بداية عام 1985 بدأت سياسة منهجيه ضد الأكراد بهدف تدمير الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات العسكرية لتنفيذ خطة عملية واحدة شاملة سميت ( إنهاء الخونة). وفقا لمضمون هذا الإسم أن العملية كانت تهدف إلى تطبيق أعلى مستوى ممكن من العقاب والتصفية الجسديه لكل من الأكراد وقراهم.
وفى عام 1988 تأسست الجبة الكردستانية العراقية بغرض تنسيق أنشطة المعارضة في مواجهة الحكومة المركزية وكانت تتكون من خمسة أحزاب سياسية هي " الحزب الديمقراطي الكردستاني _ الحزب الشعب الكردستاني _ الحزب الاشتراكي الكرى _ الحزب الاشتراكي الكردستاني العراقي ".
وقد انضمت أحزاب أخرى إلى الجبهة الكردستانية العراقية في وقت لاحق " الحزب الشيوعي العراقي _ حزب الكادحين الكردستاني ".
وبعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم" 688 " في 5 نيسان 1991 بإقامة منطقة حماية للأكراد في منطقة كردستان , ظهرت دعوت بين صفوف القيادات الكردية تدعو للتفاوض مع النظام وفى نيسان 1991 , توجه وفد كردى من الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني إلى بغداد لإجراء المباحثات حول مسألة تطبيق الحكم الذاتي . ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل وعاد الوفد الكردي إلى كردستان , لوجود عدة نقاط إختلاف حول رفض النظام لمطالب الوفد بوجود ضمانات دولية , وكذلك ورفضه من ضم محافظة كركوك لإقليم كردستان .
وفى منتصف يناير 1992 أعلنت الجبهة الكردستانية العراقية عن وقف المفاوضات ودعت إلى إجراء انتخابات لإختيار برلمان كردى يتولى شغل الفراغ الإدراى في المنطقة.
ومن الجدير بالذكر أن الجبهة الكردستانية كانت تتولى إدارة تلك المناطق الواقعة في كردستان العراق التي لم تفلح القوات الحكومية في استعادتها عقب الانتفاضة 1991.
بعد أن اكتشف الحزب الشيوعي بأن الجبهة الوطنية ما هي إلا أكذوبة شكلت من أجل دعم وتثبيت سلطة حزب البعث من ناحية ومصيدة لكشف كوادر وقواعد الحزب لمخابرات النظام البعثى تمهيداً لتصفيتهم انسحب الحزب الشيوعي من الجبهة الوطنية عام 1979, وبدأت أجهزة السلطة البعثية بحظر الحزب , وملاحقة كل أعضاء الحزب وممارسة أبشع أنواع القمع والتعذيب لإجبارهم على كشف تنظيمات الحزب حيث استطاع البعض منهم الفرار إلى كردستان وأعداد أخرى فرت إلى دول أوربية . وفى تشرين الأول 1993 إنعقد المؤتمر الخامس للحزب تحت شعار التجديد والديمقراطية وجرى انتخاب سكرتير عام للحزب "حميد مجيد موسى " وتم تعديل ميثاق الحزب ونظامه الداخلي وخاصة بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي , وكان في مقدمة التطورات التي أجراها الحزب , الإقرار بمبدأ الديمقراطية داخل الحزب وحرية التعبير ولم يكن من السهل على الحزب الشيوعي باعتباره حزب مثل سائر الأحزاب المعارضة الأخرى من ممارسة نشاطه السياسي بشكل فاعل داخل العراق . ولكنه مارس نشاطه بشكل أكبر خارج العراق وخاصة بعد أن لجأ أكثر من أربعة ملايين عراقي إلى مختلف البلدان الأوربية وأخذ يمارس نشاطه إلى أن سقط نظام حسين 9 نيسان 2003 على أيدى القوات الأمريكية والبريطانية.
*دور المعارضة العراقية بعد حرب الخليج حرب الخليج الثانية:
تزايد عدد القوي السياسية المعارضة للنظام العراقي بعد حرب الخليج الثانية، وقد أسهم في ذلك الدعم الأمريكي المعلن والإحتضان الأوروبي وفتح أبواب واشنطن والحواضر الأوروبية أمامها ، فأصبحت بالعشرات وتعددت إنتماءاتها ما بين دينية وإثنية عرقية ووطنية متعددة الأطياف والألوان، فلا يجمع بينها سوى الخلاص من النظام الحاكم والحصول على موقع سياسي أساسي في النظام الجديد والمرحلة المقبلة. حيث بدأت القوي السياسية بعقد اجتماعات للإطاحة بالنظام البعثي.
*مؤتمر دمشق/
في 27 كانون الأول 1990 تم عقد إتفاق بين 17 حزباً وتنظيماً سياسياً في دمشق لتدارس الأوضاع الخطيرة في العراق قبيل بداية الحرب , وتم في هذا القاء الإتفاق على برنامج للعمل المشترك وعلى تشكيل لجنة تمثل تلك القوى
( لجنة العمل الوطني المشترك ) حيث دعا ميثاق العمل الوطني المشترك على ما يلى :-
1- إسقاط النظام الدكتاتوري بإرادة الشعب العراقي.
2- تأليف حكومة ائتلافية انتقالية تعقب النظام الصدامي و تشمل كافة القوى السياسية.
3- تأمين إعادة المبعدين خارج العراق وإعادة حقوقهم وممتلكاتهم.
4- إلغاء التمييز القومي وإزالة آثاره السياسية والديمغرافية السكانية.
5- حرية النشاط وتنظيم تحقيق الحريات الديمقراطية والسماح بالتعددية السياسية .
6- منح الأكراد الحكم الذاتي .
7-تعزيز الوحدة الوطنية وضمان حقوق الإنسان في العراق وصيانة كرامته.
حيث وقع على هذا الميثاق كل من ( منظمة العمل الاسلامى _ الحزب الاسلامى العراقي _ حركة المجاهدين العراقيين _ المجلس الأعلى للثورة الإسلامية _ حزب الدعوة _ الحزب الديمقراطي الكردستاني _ الاتحاد الوطني الكردستاني _ القوميون المستقلون _ الاتحاد الاشتراكي العراقي الشيوعي _ حزب البعث _ قيادة قطر العراق _ التجمع الديمقراطي العراقي _ حزب الشعب الكردستاني _ الحركة الديمقراطية الآشورية ().وفى الوقت الذي كانت فيه قوى الإنتفاضة تشتبك في معارك ضارية مع قوات الحرس الجمهوري الصدامى في أغلبية محافظات العراق .
*مؤتمر بيروت/
دعت لجنة العمل المشترك لقوى المعارضة العراقية إلى عقد مؤتمر لها في بيروت في 11 آذار 1991 لمتابعة تطورات الإنتفاضة , ولقد حضر المؤتمر علاوة علي ممثلي 17 حزب كل من( المجلس العراقي الحر _ الوفاق الوطني العراقي _ الحركة الإسلامية في كردستان _ المجلس الأعلى للعشائر العراقية ). أوهم توصيات المؤتمر هي () . :
1- يوصى المؤتمر بالعمل على تشكيل هيئة للإنقاذ الوطني ومعالجة الطوارئ التي تفرزها الإنتفاضة.
2- بذل الجهود الضرورية من أجل تجميد عضوية الحكومة العراقية في الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى.
3- السعي للحصول على إعتراف عربي وإسلامى ودولي بالمعارضة العراقية كممثل شرعي للشعب العراقي.
4- تخصيص صندوق لدعم الإنتفاضة وتوفير متطلباتها.
*مؤتمر لندن/
تزايد الدعم الأمريكي للمعارضة العراقية . عندما بدأت الإتصالات بين ممثلي المعارضة العراقية ومسئولين أمريكيين مختلفين، وقد وصل الدعم الأمريكي لفصائل المعارضة العراقية ذروته في أعقاب صدور القرار من مجلس الأمن الدولي (رقم1441) الخاص بنزع سلاح العراق وعودة المفتشين الدوليين. حيث أصدر الرئيس الأمريكي قرارين هامين بهذا الخصوص:-
أولهما: تقديم دعم مالي يقدر بحوالي 92 مليون دولار لتمويل 12 حزب في المعارضة العراقية ، وهو المبلغ المخصص بمقتضى قانون تحرير العراق الصادر عن الكونجرس العام 1998.
ثانيهما: الموافقة علي انضمام ست فصائل معارضة عراقية أخرى إلى حركة المؤتمر الوطني العراقي بما يؤهلها للمشاركة في أنشطة المعارضة التي يشارك فيها مسئولون أمريكيون, وهذه الفصائل الست هي"الحركة الآشورية الديمقراطية- الضباط الأحرار العراقيون- الجبهة الوطنية العراقية- الحركة الوطنية العراقية-الجبهة التركمانية العراقية-والوفاق الإسلامي للعراق".
وقد صاحب هذين القرارين محاولة الإدارة الأمريكية طمأنة المعارضة العراقية وتشجيعها على الإستمرار في التعاون مع جهود الولايات المتحدة لإزالة نظام صدام حسين .
وشهدت الفترة من 13-17ديسمبر2002 إنعقاد مؤتمر المعارضة العراقية في العاصمة البريطانية لندن ورغم أن المؤتمر مجرد غطاء عراقي للغزو الأمريكي في مواجهة عواصف المظاهرات المليونية التي اندلعت في العواصم الكبرى لرفض الحروب علي العراق‏,‏ ‏ ولكن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت جهودًا كبيرة من أجل تسوية الخلافات القائمة بين فصائل المعارضة العراقية والتي برزت عقب إنتهاء اجتماعات هذه الفصائل في واشنطن في أغسطس .
يأتي عقد المؤتمر متوافقا مع تجيش الجيوش الأمريكية والبريطانية علي حدود العراق بغرض الغزو. ومن أهم الأحزاب التي شاركت في مؤتمر المعارضة :
1ـ التنظيمات الكردية " الحزب الديمقراطي الكردستاني - الاتحاد الوطني الكردستاني".
2 ـ التنظيمات المعارضة الإسلامية "حزب الدعوة - المجلس الأعلى للثورة الإسلامية – الحزب الإسلامي العراقي"
3 ـ التنظيمات المعارضة العراقية في المهجر "حركة المؤتمر الوطني العراقي- الحركة الملكية الدستورية"
وقد حضر المؤتمر فضلاً عن هذه الحركات الرئيسية العديد من الأحزاب الصغيرة فضلاً عن حضور حوالي مائة شخصية عراقية معارضة مستقلة(). فقد شهد المؤتمر خلافات حادة بين الأحزاب المختلفة خاصة في ظل ضعف التمثيل السُني الأمر الذي دعا واشنطن إلى نقل رسالة مباشرة تنطوي على قدر من التهديد إلى أعضاء المؤتمر مفادها إمكانية اللجوء إلى خيارات أخرى بما فيها تعيين حاكم عسكري في العراق بعد سقوط النظام الحالي , إذا لم ينته المؤتمر إلى اتفاق وعليه أنهى المؤتمر أعماله في 17 ديسمبر بعد مناقشات مكثفة حيث تبنى المؤتمر فكرة إقامة دولة ديموقراطية ذات تعددية برلمانية تكون خالية من أسلحة الدمار الشامل، على إعتبار أن النظام الفيدرالي أساس ملائم لحل القضية الكردية , ويعترف بحق الأكراد في تقرير مصيرهم في إطار القانون الدولي , كما تم الإتفاق على تشكيل لجنة المتابعة والتنسيق بشأن مرحلة ما بعد الإطاحة بالنظام العراقي.
وفى 9 نيسان 2003 سقط نظام صدام حسين وأصبح حزب البعث منظمة إرهابية من وجهة النظر الأمريكية وبدأت عمليات اجتث الحزب وتصفية قيادية وإعتقال صدام حسين . من هذا المنطلق يثار تساؤلاً هل انتهى حزب البعث أم انه مازال موجود ؟ وما الدور الذي يقوم به في حالة وجوده ؟
لقد أجاب العضو الإقليمى لحزب البعث " بان الحزب انتهى كنظام , ولكنه موجود كفكر واليوم حزب البعث هو أفضل وأقوى مما كان عليه قبل الغزو الأمريكى للعراق فهو اليوم يقوم بإعادة تنظيم هيكلته بحيث أصبح الحزب قادر على تحمل ضربات الاحتلال دون أن يفقد توازنه , أن قيادتة للثورة المسلحة قد أسقطت العناصر الإنتهازية والضعيفة داخل الحزب وخلفت جيلاً جيداً من البعثيين والحزب يمارس اليوم ثورة مسلحة عنيفة ضد الإحتلال الأمريكي ولكن تحت مسميات مختلفة" .
لقد ركزت القوات الأمريكية جهدها لإلقاء القبض على 55 من رجال السلطة الصدامية لا غير تاركة ذلك الجيش الجرار من الأجهزة الأمنية وفدائي صدام ومن أعضاء الحزب في مأمن ولم يتخذ اتجاهها أي إجراء حتى ولو كان احترازياً من أجل صيانة الأمن والنظام العام في البلاد بعد انهيار كل المؤسسات العراقية بما فيها المؤسسات التي تتولى صيانة الأمن في البلاد .
لقد كان للدول الإقليمية العربية والإسلامية دورا بارزاً في العراق بذريعة مقاومة الإحتلال الأمريكي للعراق وهناك من إتهم سوريا بأنها تؤمن لأعضاء حزب البعث السكن والحماية والمال والسلاح والسيارات المفخخة لتحول العراق إلى جحيم لا يطاق . وبدأ حزب البعث ارتداء ثوب جديد هذه المرة وبمسميات إسلامية متعددة والمتعاون مع تنظيم القاعدة في العراق حيث تولت استقبالهم عبر الحدود السورية .

ومن ما تميزة به القوي السياسية العراقية في المرحلة البعثية :
1- هيمنة نظام الحزب الواحد فنظام البعث هو " نظام عقائدي " . اعتمد علي ضرب مراكز القوة في المجتمع السياسي , للحيلولة دون وجود معارضة فعالة ضد النظام البعثى .
2- اعتماد النظام البعثى سياسة التصفية الجسدية والإغتيالات والإعتقالات, والنفي خارج العراق للقيادات الحزبية.
3- شهدت المرحلة البعثية نمو الحركات الإسلامية , التي أخذت تتعاطى مع الواقع السياسي بكافة تطوراته كقوي معارضة للنظام البعثى , في الوقت الذي شهد غياب للأحزاب السياسية اليسارية والتقدمية .
4- زيادة التدخل الدولي والإقليمي في الحياة الحزبية العراقية بهدف إسقاط النظام البعثى.
5-ضعف برامج الأحزاب وأهدافها ومؤسساتها , فمعظم البرامج الحزبية تتسم بالمبالغة.
6- المواقف الحزبية تتسم بالجمود والتزمت , وذلك باعتبار أن الثقافة الحزبية تقوم علي أساس التلقين.
الخلاصة : يتلخص من ذلك أنع علي الرغم من نشوء الدولة العراقية علي أساس الدستور والأحزاب فإنها لم تؤدي إلي تحقيق الحياة الحزبية المنشودة , وذلك بسبب وجود الاحتلال البريطاني الذي ساهم بشكل كبير في بناء الدولة العراقية عام 1920 بما يتفق مع مصالحة الاستراتيجية .
فمن أهم مشكلات المؤسسة الحزبية العراقية في المرحلة الملكية , غياب الممارسات والتقاليد الديمقراطية , كما أن المؤسسة الحزبية كانت تعاني من الرغبة في الهيمنة والإحتكار السياسي . وضعف البرامج والأهداف الحزبية.
أما المرحلة الجمهورية تعرضت الأحزاب في هذه المرحلة إلي صراعات حزبية , التي ساعدت علي خلق واستمرار الأنظمة الاستبدادية , وشهدت زيادة التدخل الإقليمي , وأصبحت صناعة القرارات الحزبية تقوم علي أسس فوقية , واتسمت البرامج الحزبية بالمبالغة .
أما المرحلة البعثية شهدت زيادة في محاولات التصفية الجسدية , وإنهاء وجود الأحزاب علي الأرض , وفقدت أغلب أحزاب المعارضة المعروفة تاريخيا عدداً كبيرا من قاعدتها الحزبية وكوادرها القيادية .وشهدت هذه المرحلة ظهور مليشيات الأحزاب السياسيةالمناهضة للنظام , وبدأت الخارطة الحزبية تأخذ الطابع الطائفي والعرقي .
ممارسة النشاط الحزبي العراقي في الخارج أخذ يعمل علي كسب تأيد عربي ودولي للإطاحة بالنظام البعثي , ودخول الولايات المتحدة علي خط القوي السياسية العراقية في الخارج بجهد كبير الهادف إلي الإطاحة بنظام صدام حسين , إلا أن أغلب القوي السياسية كانت مع الحرب , في حين وقفت أحزاب قليلة ضد الحرب , وبالتالي من هو مع الولايات المتحدة ومن هو ضدها . وكان تعامل الولايات المتحدة مع قوي المعارضة العراقية غير ديمقراطي ومن موقع السيادة والحق في الكلمة الأخيرة , وكان هدف الولايات المتحدة إيجاد تحالف متين يضم الجميع في العداء لنظام صدام والعمل لإسقاطه بقوها الخاصة .

إذن الأحزاب السياسية العراقية لم تعرف طعم الحرية والديمقراطية والحياة الحزبية الشرعية والعمل في وسط الجماهير الشعبية.
ومن هنا يمكن رصد أهم السمات المشتركة للأحزاب من عام (1920-2003).
• الصراعات الحزبية –الحزبية , التي ساعدت علي استمرار الأنظمة الاستبدادية
• ضعف أهداف وبرامج ومؤسسات الأحزاب العراقية التي أدت إلي ضعف القاعدة الجماهيرية للأحزاب.
• المواقف الحزبية تتسم بالجمود والتزمت .
• الثقافة الحزبية تلقين لصالح الحزب أو حادي القطبية .
• زيادة التدخل الإقليمي (سواء كان عربيا, أو غير عربي) والدولي في توظيف الدور الحزبي بما يتفق ومصالحها الاستراتيجية.



#منذر_حسن_أبودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوي السياسية العراقية في العهد الملكي
- الأحزاب العراقية وعدم شرعية العملية الانتخابية
- الأحزاب السياسة العراقية وإعادة بناء الدولة
- مخاطر المشروع الفيدرالي العراقي


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر حسن أبودان - حزب البعث بين مخطط المرحلة والإستأثار بالسلطة