أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عماد عادل - القاعديون الترتسكيون اكبر مهزلة في تاريخ الحركة الطلابية















المزيد.....



القاعديون الترتسكيون اكبر مهزلة في تاريخ الحركة الطلابية


عماد عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 03:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بلهواري مصطفى مراكش 1984

علد الحق شباظة

البيضاء 1989

بوملي المعطي

وجدة 1991

خليفة زبيدة

فاس 1988

الاجراوي عادل

فاس 1988

الدريدي م بوبكر

مراكش 1984

العزوزي منصف

فاس1997

حفيظ بوعبيد

فاس 2001

أبت الجيد بنعيسى

فاس 1993

أكبر مهزلة يشهدها تاريخ الحركة الطلابية المغربية
"القاعديون التروتسكيون" (!!)

الدريدي م بوبكر شهيد النهج

الديمقراطي القاعدي استشهد بعد إضراب عن الطعام تم تأبينه بمراكش سنة 1984



منذ ظهورهم في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات ·، شكل الطلبة القاعديون القلب النابض للحركة الطلابية المغربية . فبتفانيهم في الدفاع عن مصالح الجماهير الطلابية ، وارتباطهم اليومي بانشغالاتها وهمومها ،اكتسبوا قدرة كبيرة على اجتياز أحلك الظروف و أشدها قساوة .فهم وليس غيرهم من تحمل رفع مشعل الجماهير داخل الجامعة المغربية ، وهم و ليس غيرهم من بقي صامدا مناضلا في وجه ديكتاتورية النظام القائم بعدما انسحبت كل القوى الإصلاحية من الساحة الجامعية في تواطؤ مكشوف لإقبار الهوية التقدمية و الكفاحية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب و الحركة الطلابية .

إن كل ذلك بالفعل جعلهم طليعة الحركة الطلابية بدون منازع. و هذا الموقع الذي احتله الطلبة القاعديون جعلهم أيضا عرضة لكل أنواع القمع و التقتيل ، و لكل أنواع المؤامرات و التكالبات .هكذا لم يبخل الطلبة القاعديون في صراعهم ضد أعداء الحركة الطلابية من تقديم خيرة مناضليهم للشهادة ( سواء في الصراع ضد النظام القائم أو ضد القوى الظلامية )[1] أو للمعتقلات ، حيث وزعت على مناضليه قرون من السجون[2] . كما لم يسلم الطلبة القاعديون من المؤامرات و الهزات الداخلية ، فمنذ المؤتمر السابع عشر

وهم يواجهون التحريفية و التصفوية ، و كلما اشتدت قوتهم و تنامى فعلهم داخل الحركة الطلابية إلا و كانوا أكثر عرضة للهجومات والتكالبات . و في هذا السياق ، و بعد سنوات من التحضير و التقدم في مواجهة " الميثاق الوطني للتربية و التكوين " الذي عكسته المعارك البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة ، سوف يتعرض الطلبة القاعديون مرة أخرى لتكالبات الانتهازية و التصفوية ، وهذا ما عكسه بعض دعاة التروتسكية للنيل من الفصيل في محاولة يائسة و خسيسة لتحريف خطه ، واختراقه فكريا و سياسيا . و هكذا ظهر الديماغوجيون الذين يحاولون التأسيس لشيء أسمه " القاعديون التروتسكيون ". إن هذه المحاولة الجبانة شكلت بالفعل أكبر مهزلة سوف يعرفها تاريخ القاعديين، بل و تاريخ الحركة الطلابية المغربية ككل .


بلهواري مصطفى شهيد النهج

الديمقراطي القاعدي استشهد بعد إضراب عن الطعام تم تأبينهبمراكش سنة 1984

ففي مقال بعنوان " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " حاول بعض التروتسكيين تحريف خط الطلبة القاعديين رغم معرفتهم بموقف هؤلاء من التروتسكية* ، واضعين للقاعديين مهام "جديدة " تنسجم و مشروعهم الفكري و السياسي المفلس تاريخيا . فكيف إذن حاول هؤلاء السادة "شرعنة " هذا الاختراق ؟ و لماذا في هذا الوقت بالضبط ؟ و ما هي واجباتنا اتجاهه؟[3]

إن أول ما يلفت الانتباه في مقالة السادة التروتسكيين هي محاولتهم لجعل القاعديين شيء غير موجود ، هلامي ، لا تصور له ، ولا برنامج يناضل على أرضيته (!!) ، و هي ذاتها الطريقة و الصيغة الوحيدة التي اعتمدتها التحريفية تاريخيا لضرب القاعديين. إن هذه الطريقة في التعاطي مع القاعديين و كأنهم " سوق " يدخله من هب و دب و لكل " الحق " في التكالب عليه ، هو و الحق يقال أنذل صيغ الصراع الفكري و السياسي التي ابتدعتها التحريفية و الانتهازية و التصفوية عبر تاريخها . لكن السادة التروتسكيين لن يكتفوا بهذه الطريقة، بل سيجتهدون في تطويرها إلى ابعد حدود الوضاعة وتزييف الحقائق ، و هذا ما تجلى عندما حاولوا تقييم المعارك الجماهيرية العارمة التي شهدتها الحركة الطلابية خلال الموسمين الماضيين ، محاولين إيهام أنفسهم و إيهام المغرر بهم ممن لازالوا يلتفون حولهم ، بكون هذه المعارك مجرد ردة فعل عفوية للجماهير الطلابية معتبرين أن" الرفض القاطع لتطبيق ما سمي بالميثاق الوطني للتربية و التكوين من طرف الأغلبية الساحقة من الطلاب " هو " هو السبب المباشر في خلق هذه الموجة العظيمة من النضالات " و التي " تميزت باتساع رقعتها الجغرافية و بالالتفاف الجماهيري الواسع و الكفاحية و طول النفس " وأيضا " التزامن الوقتي "[4].

إن هذه المميزات التي اتسمت بها معارك الجماهير الطلابية ، و التي انتزعت اعتراف كل أعداء الحركة الطلابية و أعداء القاعديين ( و أصحابنا أكبر دليل على ذلك ) هي أبعد من أن تكون نتاج ردة فعل عفوية للطلاب ف"الرفض القاطع" "لأغلبية الطلاب " لم يتشكل لدى الطلاب ، أيها السيد التروتسكي، بفعل محاضرات السادة الانتهازيين ، و لا برغبات المخلصين ، بل بفعل نضال القاعديين .


عبد الحق شباظة شهيد النهج

الديمقراطي القاعدي استشهد بعد إضراب عن الطعام بسجن لعلو بالرباط سنة 1988

إن تغييب هؤلاء السادة لدور الطليعة في النضالات التي حددوا مميزاتها ( وهي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ليس سوى تجسيدا لمقولة "نبيهم المنبوذ" و التي يضرب بها المثل في عبادة العفوية : " إن الاشتراكية الديمقراطية تتصور الاستيلاء على السلطة عملا واعيا تؤديه الطبقة الثورية "[5] . " و هكذا كان دائما تروتسكي كلما كان يتطرق إلى النضال السياسي لا يشير أبدا إلى دور المنظمات الثورية بل يكتفي بالكلام عن القوى الاجتماعية مطابقا بذلك الحزب مع الطبقة بأسرها "[6]

و هو نفس المسار الذي تتستر خلفه بعض الأبواق " الجديدة " للتروتسكية لضرب الحملم وتحريف مسارها الفكري و السياسي . ولكي نفند ادعاءات هؤلاء السادة غير الشرفاء ، وحتى نزيل عنهم لباسهم الخفيف أصلا لابد من الرجوع إلى التاريخ و الوقائع كما هي و كما حدثت .

إن الماركسية أيها" الماركسي الثوري" المزور تنبذ النظرة الذاتية للتعاطي مع التاريخ ، فلا يجب أن تنظر إلى الوقائع و التاريخ وفق ما تريده أن يكون بل يجب أن

تتعاطى معه كما هو كائن ، وكما حدث بالفعل .فماذا يقول التاريخ ؟

منذ صدور مشروع "الميثاق الوطني للتربية و التكوين " ، بل قبل ذلك بكثير[7] ، عرفت الساحة الجامعية في العديد من المواقع دعاية مكثفة ضد هذا التخريب الذي يتعرض له التعليم . وقد كان للطلبة القاعديون شرف قيادة هذا النضال و طرح نقاش " الميثاق " و خلفياته في صفوف الجماهير الطلابية . و هكذا شكلت سنوات 99,98;97 سنوات الدعاية المكثفة ضد تقرير البنك العالمي و توصياته حول التعليم و التي شكلت فيما بعد روح و نص ما سمي ب"الميثاق الوطني للتربية و التكوين "، وتعددت أشكال الدعاية و التحريض حسب تنوع الوضع الذاتي للطلبة القاعديين آنذاك ، خصوصا و أنهم لم يبرحوا أن خرجوا من معركة ضد التحريفية التي سيطرت على الفصيل مع نهاية الثمانينات و بداية التسعينات ، و ضد القوى الظلامية التي حاولت اجثتاتهم دون جدوى . إن هذه الانتصارات التاريخية التي حققها الطلبة القاعديون آنذاك قد رافقها أيضا العديد من النتائج السلبية على وضعهم الذاتي و كان أبرزها التقوقع و الانغماس على الذات محليا .

لكن رغم كل ذلك فإن المعارك البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية في العديد من المواقع الجامعية على كل الجبهات (مواجهة البيروقراطية ، الدفاع عن مكتسبات الجماهير ، مواجهة بنود التخريب الجامعي ، النضال ضد تجليات الحضر العملي ...)كانت بمثابة الأرضية الخصبة التي سوف تقدم وعي و ممارسة الطلبة القاعديين وهم في قلب نضالات الجماهير الطلابية . و هكذا عرفت مواقع كثيرة سنة 1997 نضالات بطولية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي خلفت استشهاد الرفيق منصف العزوزي بموقع فاس إبان معركة تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية . كما شهدت ذات السنة و في نفس الموقع هجوما كاسحا قاده الطلبة القاعديون ضد القوى الظلامية التي لم تقم لها قائمة تذكر منذ ذلك الحين ، سواء داخل الموقع أو في العديد من المواقع الاخرى . كما سجلت سنة 1998 معارك بطولية امتدت في بعض المواقع إلى أزيد من أربعة أشهر من مقاطعة الدروس و مقاطعة الامتحانات [8] . إن كل ذلك كان بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي الذي ظل وفيا لروح شهدائه و شهداء الحركة الطلابية متشبثا بالمهام المرحلية التي شكلت برنامج نضال الجماهير الطلابية .إن تلك الفعالية و الدينامية القويتين التي شهدتهما الحركة الطلابية بقيادة القاعديين طول تلك السنوات قد أكسبت الطلبة القاعديين مقومات الحصانة الذاتية و النهج الفكري و السياسي . فبعد أن تمكن القاعديون خلال سنوات الثمانينات من تحديد البرنامج الذي يعكس حاجيات و آفاق نضال الجماهير الطلابية[9] فإن النضالات البطولية التي خاضتها الجماهير الطلابية و كذا الاستهدافات الخطيرة التي تتعرض لها الحركة الطلابية قد مكن القاعديين أيضا من بلورة الشعار التكتيكي المناسب لقيادة الحركة الطلابية: "المجــــــــــــــــانية أو الاستشهــــــــاد " .

فإبان قيادتهم لمعارك الجماهير الطلابية ، و في سياق نضالهم من أجل فضح و توضيح خطورة مقررات البنك العالمي لسنة1995 استطاع القاعديون أبراز خطورة سعي الامبريالية و عملائها المحليين لضرب مجانية التعليم ، واعتبروا أن خوصصة التعليم تشكل الحلقة الأساسية في الاستهداف الحالي الذي يتعرض لها هذا القطاع [10] ، فخوصصته ( أي التعليم ) تعني الحرمان الكامل لأبناء الجماهير الكادحة من حقهم في التعليم ، هؤلاء الاخيرون الذين يشكلون الأساس المادي لتبلور الفعل التقدمي و الكفاحي داخل الحركة الطلابية .

ومع نهاية موسم 99-98 و بداية موسم 2000-99 سوف يتقدم الطلبة القاعديون بعد نقاشات مستفيضة بقراءة نقدية للميثاق الطبقي للتركيع و التبضيع [11]، يفضحون من خلالها الطابع الاستعماري و الطبقي لخلفيات " الميثاق" . و قد شكلت هذه القراءة عاملا أساسيا سواء في إحقاق بعض شروط إعادة بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في الرفع من وعي الجماهير الطلابية بخطورة "الميثاق" و متطلبات مواجهته ، و سوف تشكل نضالات موسم 2001-2000 النتائج المباشرة لهذا العمل الجبار الذي خاضه القاعديون .فأبان هذا الموسم بالتحديد سوف يتقدمون خطوات واضحة إلى الأمام ، سواء في بناء وحدتهم على المستوى الوطني أو في قيادتهم السياسية و الفكرية للحركة الطلابية بالنضال الدعائي الذي نظمه القاعديون ضد " الميثاق" خلال هذا الموسم شكل عاملا أساسيا في توسيع قاعدة الرافضين "للميثاق" بل و توسيع قاعدة المستعدين لمواجهته أيضا . و هكذا نظم القاعديون في كل من موقع مراكش ، أكادير ، مكناس ، الراشيدية أسابيع ثقافية للدعاية ضد " الميثاق " و لحشد القوى من أجل التقدم في مواجهة خوصصة التعليم و ما تتطلبه من مستلزمات . وقد نظمت كل تلك الأسابيع على أرضية واحدة و اتخذت طابعا وطنيا واضحا ، ولم يكن الفاصل الزمني بين أسبوع و آخر سوى بضعة أيام ( يومين أو ثلاثة ).

إن طرح الطلبة القاعديين لشعار" المجانية أو الاستشهاد "قد رافقه التأكيد على :

- أن معركة الدفاع عن المجانية ليست معركة محددة زمنيا ، بل هي ممتدة إلى حين فرض التراجع عن نظام التعليم المؤدى عنه.

- إن معركة المجانية ليست معركة موقع دون المواقع الأخرى ، بل هي معركة الحركة الطلابية ، و هنا تظهر ضرورة إحقاق الوحدة على المستوى الوطني كشرط أساسي للتصدي للخوصصة .

- إن معركة المجانية تتطلب بالضرورة النضال ضد توفير شروط الخوصصة ، أي النضال من أجل تحصين مكتسبات الجماهير الطلابية و مواجهة بنود التخريب الجامعي و النضال ضد تجليات الحضر العملي من أواكس و قوى ظلامية ، ومصادرة الحق في التعبير و الحرية ... و أيضا النضال ضد الأطروحات البيروقراطية التي تشكل مضمون الأزمة الذاتية للحركة الطلابية .

إن كل ذلك العمل الفكري و السياسي الذي قام به الطلبة القاعديون جعلهم بحق طليعة الحركة الطلابية بدون منازع ، البرهان و الدليل القاطع على صحة إجابتهم حول أزمة الحركة الطلابية و شكل من الجهة المقابلة أحد الشروط الأساسية للنهوض الجماهيري الذي عرفته سنوات 2004-2003 و 2005-2004[12].

و هكذا يتضح أن صاحب مقال " الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " لم يكن شريفا في التعاطي مع التاريخ ، و لم يتناول النضالات إلا من منظور ذاتي ، و يحاول من خلاله التأسيس لتحريف الخط الفكري و السياسي للطلبة القاعديين . لكن يجب مع ذلك التنبيه إلى أن الهدف ليس الطلبة القاعديون في حد ذاتهم بل الحملم* و الثورة المغربية . و هذا ما يجعل من ضرورة النضال ضد هذا الطرح التصفوي واجبا ثوريا على كل الذين يرفعون علم الثورة المغربية .

إن النضالات البطولية التي شهدتها الحركة الطلابية سنتي 2004-2003 و 2005-2004 و التي اتسمت حسب صاحب المقال ( و هي كذلك ) بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ، كانت جلها تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي . و هذا ما حاول صاحبنا " الماركسي الثوري" لزوم الصمت حوله لا لشيء إلا ليؤسس ويبرر تعاطيه الانتهازي مع نضالات الجماهير ، حيث كتب يقول : " إذا كانت الجماهير النضالية التي أبان عنها أبناء العمال و الفلاحين و الكادحين في الجامعات قادرة على مقاومة بعض الهجومات التي تتعرض لها مكتسبات الحركة الطلابية ، فإنها سوف تظل عاجزة عن تحقيق الانتصار مادام ينقصها وجود قيادة صحيحة تمتلك برنامجا و تكتيكا و استراتيجية واضحة و مادام ينقصها التنظيم . من هنا تنبع الحاجة إلى عنصر الوعي و التنظيم ومن هنا الحاجة الى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم "[13]

هذه بالضبط هي الخلفية السياسية المباشرة لصاحبنا " الماركسي الثوري" ، و هذه الخلفية هي بالضبط التي تبين أي جبن و أي تعاطي غير شريف مع التاريخ و الحقائق ، و أي محاولات لتزييف وعي الجماهير تقدم عليها الانتهازية و التصفوية ، لكن الخلفيات السياسية غير المباشرة هي ألعن من ذلك . إن هذه المحاولات الغبية ترمي إلى تأسيس تدخل أحد أجنحة التروتسكيين للمغرب في محاولة لتصفية الحسابات بينهم داخل الأمانة العامة للأممية الرابعة . إن هذه المحاولات الخسيسة ترمي إلى ضرب الحملم و ضرب مسار الثورة المغربية .فأصحابنا يعتقدون أن المجال الأكثر ملاءمة لإبراز ذاتهم هو الحركة الطلابية ، لكنهم لا يمتلكون مقومات بناء توجههم الخاص ، فما العمل إذن ؟ إختراق القاعديين . هذه هي الإجابة التي توصل إليها أصحاب العقول الوسخة . و لماذا القاعديون بالضبط ؟ لماذا طرح صاحبنا التروتسكي " الحاجة إلى المناضلين الماركسيين اللينينيين الذين هم داخل الحركة الطلابية القاعديون و ليس غيرهم " رغم معرفته بموقف القاعديين من التروتسكية؟[14] ، أهي السفالة وحدها ؟ لا أبدا ، بل نظرا لحجم القاعديين داخل الحركة الطلابية ، و لموقع هذه الأخيرة في الصراع الطبقي ببلادنا و أساسا لدور القاعديين داخل الحملم باعتبارهم مدرسة أساسية ( و ليست وحيدة ) لتطعيم الحملم بالأطر و الكوادر .

لن نجد في الإجابة على صاحبنا "الماركسي الثوري" المزور أحسن مما قاله هو و أصحابه عن بعض الأجنحة الأخرى للتروتسكية ، فماذا قالوا عنهم ؟ ليتأمل الكل في هذا الكلام ، وليتأمل الكل في هذا الوضع الحقير الذي وضع صاحبنا نفسه فيه .

لقد كتب هؤلاء السادة في صراعهم ضد أصدقائهم داخل الأمانة الموحدة قائلين : " و أخيرا أعلن "الطلبة الثوريون" (!!) عن انفسهم كرقم جديد يبحث عن التميز ، مما يعني انهم تخلوا عن تلك الممارسات المسمومة و اللامبدئية ( التي طبعت مسيرتهم) المرتكزة أساسا على> البوليسية للتيارات الاخرى ( دون حتى أي اعتبار لتصوراتها) و على بث الفرقة بين المناضلين ، عبر نشر الاشاعات و الاحباطات و الشكوك و على النقد من اجل النقد (النقض)في تحالف موضوعي ( واع أو لا واع) مع جميع من من مصلحتهم اقبار الصوت المكافح التقدمي داخل الحركة الطلابية .

أخيرا أعلنوا عن انقسهم الشيء الذي قد يعطي لطروحاتهم و ممارساتهم بعض الوضوح (بالاضافة الى شيء من الشرف و المبدئية التي يفتقدونها) الضروري لاي تيار سياسي يبحث لنفسه عن " موقع تحت الشمس " فبالاحرى تيار يعتبر نفسه " البديل " عن جميع !! أي تيار أصدقائنا " الثوريين " [15] .


المعطي بوملي شهيد النهج

الديمقراطي القاعدي اغتالته

القوى الظلامية بموقع وجدة سنة 1991

إن هذه الكلمات وحدها كافية لتوضيح طينة أصحابها . فالانتهازية تعري نفسها بنفسها ، اللامبدأ هو الصفة الملازمة لكل الانتهازيين . ألا يخجل أصحابنا عندما يقرأون هذه الكلمات اليوم ؟ أليست هذه الكلمات هي الدليل القاطع على سفالة و نذالة هؤلاء السادة ؟ فإذا كان هؤلاء السادة يقولون على اصدقائهم بأنهم " تخلوا عن تلك الممارسات المسمومة و اللامبدئية التي طبعت مسيرتهم المرتكزة أساسا على الاختراقات البوليسية للتيارات الأخرى " ، فماذا سيقولون عن أنفسهم وهم يحاولون" للقاعديين التروتسكيين " ؟أليس ذلك أكبر مذلة لهم ؟ يحاكمون أصدقاءهم على الممارسات اللامبدئية و المسمومة ، و على الاختراقات البوليسية ، ولا يجدون حرجا في تجسيد كل تلك التقيحات ، بل و لا تنقصهم الوقاحة في الدفاع عنها .أليس ذلك هو قمة النذالة والوضاعة ؟ فاذاكان أصدقاءهم قد "تخلوا "(كما قالوا عنهم ) عن تلك الممارسات اللامبدئية و المسمومة التي طبعت كل تاريخ التروتسكية فإن هؤلاء لا يريدون التخلي عن تلك الصفة المميزة للتروتسكية * ، و لا يريدون تحريف مسار التروتسكية ، فمقال " ضد التحريفية " يمكن أن نفهم منه أيضا " النضال " ضد تحريف التروتسكية حتى في خصالها الدنيئة . وهم بذلك يشكلون بالفعل الوجه الحقيقي للتروتسكية أكثر من أصدقائهم، وهو ما يجعلهم يدخلون كأصدقائهم " في تحالف موضوعي" ( واع ) " مع جميع من من مصلحتهم إقبار الصوت المكافح التقدمي داخل الحركة الطلابية " .


المعطي بوملي شهيد النهج

الديمقراطيالقاعدي اغتالته

القوىالظلامية بموقع وجدة سنة1991

لكن أصحابنا لن يقفوا في هذه الحدود ، بل سوف يتقدمون أكثر نحو قعر المستنقع . و هكذا نجدهم يصرخون في محاولة لتدنيس تجربة القاعديين قائلين أن النضالات الطلابية التي شهدتها السنتان الفارطتان " سوف تظل عاجزة عن تحقيق الانتصار مادام ينقصها وجود قيادة صحيحة تمتلك برنامجا و سياسة وتكتيكات و إستراتيجية واضحة و مادام ينقصها التنظيم ". إن هذا الكلام هو المحاولة البئيسة لهؤلاء السادة لشرعنة تحريف مهام القاعديين، وهو ما سوف نرجع له لاحقا . لكن من المهم قبل ذلك أن نعرض أمام الرفاق ما قاله هؤلاء السادة في مكان آخر .

ففي صراعهم ضد أصدقائهم " الطلبة الثوريون" ، كتبوا يقولون "دفاعا " عن القاعديين !! ، و بالتحديد في نقدهم لأطروحة " بناء الحركة الطلابية رهين بتجديد طليعتها النضالية " : " أما إذا كانوا ( أي "الطلبة الثوريون" ) يعنون بالطليعة القاعديين فان حديثهم عن ضرورة تجديدها يتطلب منهم أن يحددوا قبلا ، الجوانب التي طالها التقادم لدى تلك الطليعة ( لدى القاعديين ) " وهذا ما لم يفعله حتى هؤلاء السادة عندما أرادوا إعادة صياغة مهام القاعديين وفق توجههم السياسي المفلس تاريخيا . ليستمروا قائلين : " على مستوى النظرية : أعلن القاعديون منذ ظهورهم على أنهم مناضلون ماركسيون لينينيون يتبنون الماركسية اللينينية " كمرشد عمل " ... أين تكمن مظاهر التقادم على مستوى النظرية لدى القاعديين ؟ هذا ما لم يعمل الاصدقاء على الاجابة عليه إطلاقا..."

و هذا أيضا ما لم يعمل هؤلاء السادة على توضيحه ، اللهم تلك المحاولة الساذجة التي عبروا عنها عندما زعموا أن باستطاعتهم تحديد المهام النظرية و البرنامجية للطلبة القاعديين حيث كتبوا قائلين : " يجب على الطلبة القاعديين أن يحرصوا على تعميق معرفتهم بالنظرية الماركسية كما أسس لها المعلمون الكبار : ماركس ، أنجلز ، لينين و تروتسكي " [16]

أما على مستوى التنظيم الذي يقول عنه السادة التروتسكيون في مقالتهم " الحركة الطلابية المغربي ومهام المناضلين الماركسيين " بأنه ". لقد اتضح جليا طيلة العقدين الماضيين، لكن و بشكل خاص، خلال السنة الماضية 2003 / 2004، أن فشل المعارك النضالية رغم كفاحيتها، يعود في جزء مهم إلى غياب منظمة طلابية موحدة وطنيا و قادرة على الدعوة إلى تنظيم معارك وطنية أو التنسيق بين المعارك التي تدور في المواقع الجامعية المختلفة " فإنهم قالوا عنه في مكان آخر ما يلي : " على مستوى التنظيم : إن الحديث عن تقادم تنظيم الطليعة النضالية هو حديث مغلوط من أساسه و مبني على تصور تحريفي للتنظيم " ، و أضافوا في ذات الورقة مايلي : " و هنا سنفتح قوسا للدفاع عن الطرح القاعدي ( !!) الذي اعتبره الاصدقاء طرحا فوضويا .

لقد حرص القاعديون في طرحهم للمسألة التنظيمية على أن ينتجوا إجابة ديمقراطية تعكس بصدق مبادئ المنظمة ( الجماهيرية ، التقدمية ، الديمقراطية ، الاستقلالية ) ، و الدينامية النضالية الواقعية و ترقى بهما إلى مستويات أعلى ، حرصوا على تقديم إجابة تراعي الشرط الذاتي (للقاعديين و للحركة الطلابية عموما ) و الشرط الموضوعي ( القمع ... ) فزاوجوا بين السرية (مجالس المناضلين ...) (!!) و العلنية ( لجان المعارك و لجان الحوار المنتخبة ديمقراطيا ...) "

هذا ما كتبه هؤلاء السادة حول المسألة التنظيمية لدى القاعديين قبل سنة من دعواتهم لإيجاد عنصر الوعي و التنظيم (!!) ، و ليس هذا و فقط ، بل إن أصحابنا الذين نسبوا في ورقة " الحركة الطلابيةالمغربية و مهام المناضلين الماركسيين" النهوض الجماهيري العارم الذي شهدته الحركة الطلابية خلال السنتان الفارطتان إلى عفوية الجماهير نجدهم يقولون شيئا آخر في مكان آخر ، حيث صرحوا إبان تصفيتهم حساباتهم مع الاجنحة الأخرى للتروتسكية قائلين : " أما على مستوى الممارسة : لقد مارس القاعديون داخل الحركة الطلابية يشهد لهم بها حتى أعداؤهم ( و أنتم نمودج ساطع هنا ) ، و لتلك الممارسة المبدئية المعبدة بدماء الشهداء تدين الحركة الطلابية و أوطم بمكتسباتها .

و ربما تخللت عبر ذلك التاريخ الطويل من الممارسة الثورية بعض الأخطاء ، لكن ماذا يعني كل هذا؟ هل كانت تلك الأخطاء قاتلة ؟ هل كانت تعبر عن إفلاس تاريخي ؟ على الإطلاق ( التسطير أصلي )، وهذا ما يؤكده التاريخ و مجمل التراث القاعدي الذي لازال و سيظل صامدا ومكافحا و ستظل القافلة تسير ..."

هذا ما كتبه هؤلاء السادة الذين يريدون الآن تحديد مهام القاعديين و مسارهم داخل الحركة الطلابية . فأي مأزق وضعت التحريفية نفسها فيه ؟

لكن حتى إذا أردت أن تعرف ما هي المهام الجديدة التي يحاولون تحديدها للطلبة القاعديين ، فلن نجد سوى الهراء و الميوعة و الاحتيال . و إليكم بعض ما حدده هؤلاء "الأساتذة " للقاعديين من مهام . لقد قسموا هذه المهام إلى فرعين أساسيين :

أ- المهام النظرية و البرنامجية

ب- المهام التنظيمية

فيما يخص الأولى حدد هؤلاء السادة المهام النظرية للقاعديين فيما يلي : " يجب على الطلبة القاعديين أن يحرصوا على تعميق معرفتهم بالنظرية الماركسية كما أسس لها المنظرون الكبار : ماركس ، إنجلز ، لينين و تروتسكي " ، " ينبغي على المناضلين القاعديين " عدم الاكتفاء" بالنضال الأكاديمي " .

أما المهام البرنامجية فقد صاغها صاحبنا التروتسكي كمايلي ، بدون مركب نقص ، أنظروا جيدا : " لا بد ( و كم جميلة هي هذه الكليمة ) للقاعديين أن يرفعوا برنامج مطالب انتقالية ". هكذا يكون بالفعل تحديد المهام البرنامجية !!

أما فيما يخص المهام التنظيمية فقد حدد صاحبنا التروتسكي مهمة أعادة بناء أوطم من القاعدة إلى القمة و جعلها على رأس المهام التنظيمية ، رغم أنهم" ينتقدون " في مكان آخر وجهة نظر كراس 84 حول المسألة التنظيمية . كما يوصي صاحبنا التروتسكي أيضا القاعديين بضرورة إدخال تقاليد التضامن الاممي بين الطلاب و يقترح عليهم على سبيل المثال تأسيس علاقات وطيدة مع نقابة الطلاب الإسبان !!

و يختم صاحبنا دعواته و ابتهالاته بالتأكيد على أن الطريق الوحيد للحصول على الحقوق الديمقراطية الحقة و الحرية و القضاء على الاستغلال و التبعية للامبريالية هو إقامة[ مغرب] اشتراكي ، جزء من فدرالية اشتراكية للشرق الأوسط .

هذه هي طينة أصحابنا و على أمثال هؤلاء تراهن بعض أجنحة التروتسكية للتدخل في المغرب، فواضح أن مزبلة التاريخ هي نفسها سوف تلفظهم ، فما بالك بالقاعديين.

لنعد إلى معارك سنوات 2004-2004 و 2005-2004 التي أسالت لعاب السادة

التروتسكيين ، و لنرى هل بالفعل كانت معارك عفوية وهل بالفعل أنها فشلت ؟ وهل " فشل " المعارك النضالية رغم كفاحيتها يعود في جزء مهم الى غياب منظمة طلابية موحدة وطنيا و قادرة على الدعوة لتنظيم معارك وطنية أو التنسيق بين المعارك التي تدور في المواقع الجامعية ؟

زبيدة خليفة شهيدة الحركة الطلابية المغربية

استشهدت دفاعا عن القضية الفلسطينية

لقد سبق و أن بسطنا أمام الرفاق مجمل الشروط الذاتية التي ساهمت في هذه النهضة الجماهيرية الجبارة التي تحمل مسؤوليتها النهج الديمقراطي القاعدي . و أوضحنا أي عمل فكري و سياسي دؤوب قام به الطلبة القاعديون لاستنهاض الجماهير و تنمية استعدادها و كفاحيتها ، و هو ما ترسخ بعنفوان أعمق خلال سنوات 2004-2003 و 2005-2004 .

فتلك المعارك كان جلها تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي ، و على أرضية البرنامج المرحلي ومؤطرة بشعار المجانية أو الاستشهاد . إن ذلك وحده لينسف كل محاولات صاحبنا التروتسكي ، فلو كان شريفا لذهب الى نقد

تلك القيادة ، ونقد برامجها وشعاراتها لكنه لم يفعل ذلك بل حاول تغطية الشمس بالغربال . فيكفي أن نذكر بالبيانات الصادرة عن المعارك ، يكفي أن نذكر بتوجهات جل المعتقلين السياسيين ، وجل المناضلين الذين أصدر في حقهم الطرد ، يكفي أن نذكر بالمواقع التي شهدت هذه المعارك حتى يتضح جليا أن صاحبنا التروتسكي يحاول تزييف التاريخ الذي يقول بأن النهج الديمقراطي القاعدي بتصوره وشعاراته و على أرضية البرنامج المرحلي هو الذي كان وراء تلك الأمجاد .

ماهي المواقع التي شهدت هذا النوع من المعارك : أي التي اتسمت بالالتفاف الجماهيري و الكفاحية و طول النفس و التزامن الوقتي ؟ أنهـــــــا : وجدة ، فاس ،مكناس ، مراكش ، أكادير .

فباستثناء موقع فاس الذي كان يقوده خلال السنتان الفارطتان تيار انشق عن القاعديين [ عبر تبنيه لأطروحات التيار التصفوي الذي ظهر سنة 1996 داخل الحملم ][17] ، باستثناء هذا الموقع ، فإن كل المواقع الاخرى كانت تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي .

فبموقع وجدة ، خاض الطلبة القاعديون على أرضية البرنامج المرحلي وتحت شعار المجانية أو الاستشهاد معركة امتدت أزيد من أربعة أشهر .

و بمكناس خاضت أيضا الجماهير الطلابية تحت قيادة القاعديين و على أرضية البرنامج المرحلي و تحت شعار المجانية أو الاستشهاد معركة كفاحية سنة 2004-2003 جعلت من القاعديين آنذاك يؤدون ضريبة تحملهم لسؤولياتهم التاريخية حيث تم اعتقال ثلاثة طلبة من بينهم مناضل قاعدي ، بالاضافة الى أحد أبناء الجماهير الشعبية وكذا طرد إثنا عشر طالبا من بينهم ستة طلبة قاعديين .

و في نفس السنة خاض موقع أكادير معركة جماهيرية على أرضية نفس البرنامج و تحت نفس الشعار خلفت اعتقال أربع مناضلين ، ثلاثة منهم من النهج الديمقراطي القاعدي ( طالبتين قاعديتين و طالب قاعدي ).

كما عرفت الجماهير الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش في نفس السنة معركة جماهيرية عارمة تمت فيها مقطعة الامتحانات مرتين *[18].

و في السنة الموالية , أي سنة 2005-2004 سوف يسجل تراجع موقع مكناس نظرا لسيادة الأفكار الانهزامية و الانتهازية في صفوف أغلب المناضلين ، نتيجة لعدم قدرتهم على الالتزام و الثبات الفكري و السياسي أمام الضربات التي تلقاها النهج الديمقراطي القاعدي هناك ، الشيء الذي سيخلق وضعا ذاتيا حرجا سيجعل من بعض المواقع تأخذ موقعا و موقفا مترددين ووسطيين ، في حين سوف تستخلص مواقع أخرى الدروس من تلك الهزيمة المؤقتة لتندفع بعنفوان أكبر و كفاحية أقوى نحو الأمام . و قد كان لموقع مراكش هذه السنة شرف احتلال الريادة في التصدي لمخططات النظام و مؤامرات أعداء الحركة الطلابية و أذنابهم . وقد وزعت على مناضليه أكثر من عشرين سنة من السجن[19].

كل تلك المحطات التاريخية العظيمة التي سجلتها الحركة الطلابية على طول هذه السنوات ، و التي انتزعت احترام الأعداء أنفسهم ، قد كانت بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي ، قيادة برنامجية و سياسية و فكرية و تنظيمية أيضا .

لقد تبوأ الطلبة القاعديون مرة أخرى ، كما سجل التاريخ في حقهم دائما ، سلم المجد و البطولات في النضال ضد الأوتوقراطية و التحريفية على حد سواء .

فهل هذه المعارك الضخمة التي قادها النهج الديمقراطي القاعدي قد باءت بالفشل كما يدعي صاحبنا التروتسكي و معه كل أعداء الحركة الطلابية ؟

لكن إذا كانت هذه المعارك قد فشلت (!!) فمن الطبيعي أن نحدد فشلت في ماذا ، أو بعبارة أدق، يجب أن نحدد أولا الأهداف التي وضعت و نرى هل بالفعل أن هذه المعارك قد فشلت في تحقيق هذه الأهداف أم لا ؟ أما الحديث عن الفشل هكذا (!!) و بشكل مائع فلن يقدم أي خبرة للحركة الطلابية اللهم فتح الباب للإسقاطات الانتهازية كما يفعل صاحبنا التروتسكي .

و الأهداف هي مزدوجة ، فهناك أهداف مباشرة عملية تعكسها الملفات المطلبية التي طرحت إبان المعارك ، و هناك أهداف غير مباشرة فكرية وسياسية .ومن يريد تضييق مجال أهداف الحركة الى مستوى الأهداف الحسية الملموسة فلا مكان له سوى مكان المناشفة . و قبل أن ننتقل الى توضيح النجاحات التي حققتها هذه المعارك ، لنعري بذلك أيضا انتهازية أصحابنا ، لابد من قول بعض الكلمات حول بعض الانتكاسات التي سجلت خلال هذه المعارك ، و ربما أهمها هو الهزيمة التي تلقاها النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مكناس خلال سنة 2005-2004 ، فتلك الهزيمة المؤقتة التي سجلت بالموقع لم تكن نتيجة لعدم صحة البرنامج أو الشعارات السياسية ، بل بالعكس تماما ، فالتخلي عن البرنامج و الشعارات هو السبب في تلك الضربة المؤلمة التي تلقاها النهج الديمقراطي القاعدي هناك ، فالضربات التي تعرض لها الطلبة القاعديون من طرف النظام القائم ، حيث تم طرد ستة مناضلين قاعديين الى جانب ستة من المتعاطفين و اعتقال ثلاثة قاعديين من بينهم طالب قاعدي ،كانت ضربة موجعة . لكن الأمر لم يكن ليذهب الى ما ذهب اليه ( و معركة مراكش التي عرفت واقعا شبيها أكبر دليل على ما نقول ) لو لم تتم عملية الاسقاط الذاتي الذي قام به هؤلاء الرفاق ، فعدم ثباتهم جعلهم يسقطون أزمتهم الذاتية على قراءة واقع و متطلبات الحركة ككل . و هكذا أصبحوا يبررون الهزيمة و يشرعنون للانسحاب من الساحة بدعوى القمع و عدم توفر الشروط الموضوعية و عدم وعي الجماهير إلخ من النغمات التصفوية و الانتهازية البالية .

إن القراءة الذاتية التي تقدم بها موقع مكناس لواقع و متطلبات الحركة الطلابية في الفترة الراهنة وتشبثهم بهذه القراءة وما تعنيه من خلاصات انبطاحية و استسلامية كانت العامل الحاسم و المحدد الأول في انحرافهم عن خط الطلبة القاعديين .

إن هذه الهزيمة رغم مرارتها شكلت درسا قاسيا و لكنه إيجابي بالنسبة للطلبة القاعديين . ففي نفس السنة تمكن المناضلون من استيعاب هذا الدرس و أصبحوا أكثر عزما وثباتا . وهو ما تم تجسيده إبان الضربات التي تلقاها النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش ، حيث تعرض جل مناضليه للإعتقال ، لكن ما تبقى منهم رغم قلتهم ناضل بشراسة ووضوح لكي تبقى المعركة و المسيرة على سكتها الصحيحة . و هو ما كان لهم باعتراف حتى الاعداء و دعاة الانبطاح و المترددين ، وهذا ما يوضح أن الفشل الذي تلقته بعض المعارك تحول بسرعة الى عامل لترسيخ المبادىء و رفع الاستعداد ووضوح الرؤيا . لكن ذلك ليس هو كل شىء فنتائج المعارك كانت أكبر بكثير من كل هذه الخبرة التي رصدناها سابقا ، و لنوضح انجازاتها و نتائجها الباهرة ، لابد من وضعها في السياق التاريخي الذي أتت داخله .

أن النهضة الجماهيرية العارمة قد تزامنت و النظام القائم و أذنابه يحاولون تزييف ذاكرة شعبنا، و يحاولون إيهام الجماهير بإمكانية تحقيق " الديمقراطية " و " دولة الحق و القانون " في ظل سيادة الحكم المطلق . لقد كانت تلك المعارك بمثابة محاكمة لكل شعارات النظام الديماغوجية و محاكمة لكل أبواقه التي تشيد ب"الملك الشاب" و "انجازاته " و ب"العهد الجديد " و " طي صفحة الماضي " ... إن تلك المعارك قد صرخت في وجه كل المناضلين و أوضحت لهم ما يختزنه الشعب المغربي من طاقات جبارة . إن تلك المعارك أكدت و قدمت مرة أخرى البرهان و الدليل على صحة الاجابات التي يمتلكها الطلبة القاعديون حول أزمة الحركة الطلابية و سبل الخروج منها ، كما كانت أيضا إدانة ميدانية لكل المتكالبين على خط الطلبة القاعديين بمن فيهم صاحبنا التروتسكي .

أن تلك المعارك التي قادها النهج الديمقراطي القاعدي قد أبانت عن حقيقة الديكتاتورية بالمغرب، و لكنها أيضا وصلت درجة من القوة و الحزم فرضت على النظام القائم التراجع عن العديد من الخطوات كان ابرزها الامتثال لمطلب الجماهير الطلابية حول إطلاق سراح المعتقلين السياسيين * ز كما شكلت ضربة موجعة لما أسماه النظام القائم ب"الأولوية الثانية" ( أي الميثاق ) بعدما يسميه ب"الوحدة الترابية " . أن تلك المعارك قد ساهمت بكل تأكيد في إحباط و ارباك حسابات النظام و عملائه لتصفية الحركة الطلابية ، و ضرب حق الجماهير في التعليم ( أنظر تقرير بلفقيه ) . كما شكلت أيضا مدرسة حقيقية تربى فيها العشرات بل المئات من المناضلين و المناضلات . كما شهدت جماهيرية أوطم نموا ملحوظا خلال هذه المعارك سواء من الناحية الكمية أو من الناحية النوعية . وهناك أيضا أمر جوهري لا يجب أن ننساه أطلاقا ، فتلك المعارك كانت أكبر محصن لمسار الحركة الطلابية التي حاول البعض تحريفه عن سكته الصحيحة .

أن قوة تلك المعارك التي أعطت دعما معنويا لكل فئات الشعب المغربي ، و لنتذكر كيف تلقى عمال منجم إيميني البيانات التضامنية التي أرسلها لهم المعتقلون السياسيون بموقع مراكش ، بل إن قوة المعارك قد اتسعت رقعتها على المستوى الأممي ككل و قدمت دعما قويا و ملهما حقيقيا للحركة الطلابية العالمية . و على سبيل المثال لا الحصر نذكر تشكيل " كتلة النهج الديمقراطي" بالحركة الطلابية الاردنية اقتداء بنضالات النهج الديمقراطي القاعدي هذه السنة .

كل هذه الانجازات العظيمة و الانتهازية لا تجد حرجا في القول بفشل تلك المعارك !!

انتهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى

فصيل النهج الديمقراطي القاعدي

صيف : 2005





























--------------------------------------------------------------------------------

بل قبل ذلك بعشر سنوات ، أي منذ تشكل الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين سنة 1970 كامتداد للحركة الماركسية اللينينية المغربية و التي تمكنت -·

من قيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب إبان المؤتمر الوطني الخامس عشر الذي شكل قفزة نوعية في تاريخ الحركة الطلابية المغربية بكافة

المقاييس . و يشكل الطلبة القاعديون الامتداد الموضوعي و النوعي للطلبة الجبهويين ( الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين )

بلهواري مصطفى الدريدي مولاي بوبكر ، ع الحق شباضة ، المعطي بوملي ... -[1]

من اعتقالات مجموعة العشرة الى الاعتقالات الاحيرة حيث لايزال رفيقان من النهج الديمقراطي القاعدي لحد الان يقبعون داخل زنازن النظام -[2]

القائم : محمد بوطيب بالسجن المدني بوجدة و محمد أمين الكنتاوي بسجن بولمهارز بمراكش

أنظر الجدلية اللينينية و الصورية التروتسكية -*

-[3] قد يقول الكثيرون ما جدوى الصراع ضد هؤلا ء ماداموا لا يشكلون حتى واحد في الألف من قوة القاعديين كما و نوعا . سوف نقول الجدوى من ذلك كله هو العبرة و الخبرة التي يجب ان نجنيها من هذه المحاولات حول المتطلبات الحالية للطلبة القاعديين و الحركة الطلابية

أنظر : "الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " -[4]

ليون تروتسكي : " نتائج و توقعات " ص :229 -[5]

" الجدلية اللينينية و الصورية التروتسكية" -[6]

-[7] اي منذ التقرير المشهور الذي اصدره البك العالمي حول المغرب سنة 1995 ، وما رافقه من دعاية ايديولوجية و سياسية ( إعلان " السكتة القلبية الوشيكة") من أجل تهييء الشروط لتقبل "الاصلاحات " التي سطرها هذا التقرير ، منذ ذلك الحين عرفت الحركة الطلابية في العديد من المواقع الجامعية دعاية مكثفة ضد هذا التقرير حيث تم فضح خلفياته الطبقية و توضيح خطورته على الشعب المغربي بشكل عام وعلى الجماهير الطلابية بشكل خاص .



عرف موقع فاس هذه السنة معركة دامت أربعة أشهر ، كما وازتها معركة بموقع الراشيدية دامت أكثر من ثلاثة أشهر ، بالإضافة الى -[8] بعض المعارك الاخرى التي شهدتها بعض الجامعات الاخرى

تمكن الطلبة القاعديون من بلورة برنامج للحركة الطلابية شكل اجابة علمية على أزمتها الذاتية و الموضوعية وهو البرنـــــــامج سنة 1986 -[9]

المرحلي ، الذي تضمن ثلاث نقاط ( مهام ) :

- النضال من أجل رفع الحضر العملي

- مواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي في افق المواجهة الشاملة

- مواجهة البيروقراطية



أنظر القراءة النقدية" للميثاق التي تقدم بها الطلبة القاعديون : " ميثاق وطني للتربية والتكوين أم مخطط طبقي للتركيع و التبضيع " -[10]

انظر الملاحظة السابقة -[11]

تراجعا ظرفيا لأداء النهج د.ق. داخل الحركة الطلابية بالمقارنة مع السنة السابقة نظرا للضربة التي تلقاها خلال موسم عرفت سنة 2002 -[12]

2001 كان ابرزها أحداث 14 ماي 2001 التي استشهد فيها الرفيق حفيظ بوعبيد . لكن رغم ذلك التراجع المؤقت فان القاعديين ظلوا يشكلون القيادة للحركة الطلابية

الحركة الماركسية اللينينية المغربية -*

"الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " -[13]

الجدلية اللينينية و الصورية التروتسكية -[14]

" ضد التحريفية " منشور بجريدة الحوار المتمدن -[15]

لقد صدق لينين عندما قال عن تروتسكي : " ان تروتسكي لم يكن له في يوم من الايام رأي ثابت في أي قضية جدية من ثضايا الماركسية فقد كان -*

"يتسلل" دائما قي " الثغرات" بين الاختلافات وينتقل من معسكر لاخر "

"الحركة الطلابية المغربية و مهام المناضلين الماركسيين " -[16]

أنظر تقييم معارك الموسمين 2003-2004 و 2004-2005 حول موقع فاس -[17]

تجدر الاشارة الى ان موقع مراكش شهد في موسم 2002-2003 معركة جماهيرية وازنة انتهت باقتحام الجماهير الطلابية للحي الجامعي وتم -*

اعتقال 206 طلبة تم الاحتفاظ ب6 قاعديين قدموا للمحاكمة منهم 3 رفيقات

نود ان نتساءل هنا مع صاحبنا التروتسكي حول كلامه عن فقدان الحركة الطلابية لقيادة تنظم المعارك الوطنية او تنسق بينها عن ماذا تعني كل هذه -[18]

المعارك التي كانت على ارضية نفس البرنامج و تحت نفس الشعار ؟ و ماذا سوف يقول لنا عن البيان الوطني الشترك الصادر عن النهج الديمقراطي القاعدي خلال تخليد عيد العمال الاممي في ماي 2004 ( المواقع المشاركة : مكناس ، وجدة ، مراكش ، أكادير ، الراشيدية ) .

أنظر تقييم معركة مراكش لموسم2004-2005 -[19]

انظر الملاحظة السابقة -*



#عماد_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد الليبرالية


المزيد.....




- أجبرهم على النزوح.. أندونيسيا تصدر تحذيرا من حدوث تسونامي بع ...
- التغير المناخي وراء -موجة الحر الاستثنائية- التي شهدتها منطق ...
- مصر.. رجل أعمال يلقى حتفه داخل مصعد
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين
- أسباب تفوّق دبابة -تي – 90 إم- الروسية على دبابتي -أبرامز- و ...
- اكتشاف -أضخم ثقب أسود نجمي- في مجرتنا
- روسيا تختبر محركا جديدا لصواريخ -Angara-A5M- الثقيلة
- طريقة بسيطة ومثبتة علميا لكشف الكذب
- توجه أوروبي لإقامة علاقات متبادلة المنفعة مع تركيا
- كولومبيا تعرب عن رغبتها في الانضمام إلى -بريكس- في أقرب وقت ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عماد عادل - القاعديون الترتسكيون اكبر مهزلة في تاريخ الحركة الطلابية