أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد العزيز حسين - عدوى الفكر الاشتراكي تنتشر من جديد














المزيد.....

عدوى الفكر الاشتراكي تنتشر من جديد


عبد العزيز حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1851 - 2007 / 3 / 11 - 13:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مع الانهيار المؤقت للدول الاشتراكية والاتحاد السوفياتي, ظن البعض ممن أصبحوا الآن قلة أن الاشتراكية انتهت, والماركسية اللينينية أفلست, والرأسمالية أصبحت أبدية, وهي بحسب زعمهم باتت قلعة «للديمقراطية» و«حقوق الإنسان» و«العدالة» والكثير من الشعارات البراقة. وكما قال د. أحمد البرقاوي في مقالته - القومي واليساري والتوبة على الطريقة الدينية: (يبدأ التائب بالندم على التاريخ الطويل الذي قطعه, ويعتبر تاريخه الكفاحي نوع من الرذيلة، هكذا يرى، وأن الصراع الطبقي كانت مؤامرة، وأن الفقراء هم سيدمرون الحضارة، ولا يكتفي بذلك، بل يكيل الشتائم علنا على ماضيه وماضي رفاقه).. ولا يكتفي بعض التائبين ممن يعتبرون أنفسهم من صفوة المثقفين بنشر هذه المفاهيم، بل البعض منهم بات يخجل في أدبياته من ذكر الماركسية اللينينية لأنها أصبحت كما يزعمون موضة قديمة ونوع من التخلف الفكري الذي ينأون بأنفسهم عنه. علما بأنهم في أيام الانتصارات كانوا من أشد المزاودين في الدفاع عن الاشتراكية والماركسية، وباتوا الآن يبحثون عن كيفية التخلص من «التهمة» الملتصقة بهم، وهي تهمة الاشتراكية والماركسية, وكل ذلك من اجل إرضاء القوى الرجعية والظلامية وبعض القوى القومية الشوفينية والمتعصبة. ولكن كل التطورات في المنطقة والعالم تؤكد على بطلان تلك المزاعم, وتلك التوبة الجبانة والانتهازية. وكما قال الفيلسوف جون بريمون: «الشيخوخة هي أن يحل الأسف على ما فات, محل الأمل بما هو آت». وهذه المقولة تنطبق تماما على هؤلاء التائبين الذين أصابتهم الشيخوخة الفكرية باكرا.
نعم كانت هناك أخطاء, وكانت هناك ممارسات خاطئة أساءت إلى الاشتراكية والى سمعة الشيوعيين وأكثر الإساءات أتت من تصرفات بعض القيادات التي لم تفكر إلا بمصالحها وامتيازاتها، وكذلك من بعض الذين كانوا لا يفقهون من الماركسية شيئا سوى بعض العبارات التي كانت تخدمهم وتخدم ممارساتهم البعيدة كل البعد عن الأخلاق الشيوعية وعن الفكر الماركسي اللينيني. وكان لممارساتهم الدور الأساسي في إبعاد الألوف من الشيوعيين. وما زالوا إلى الآن يعرقلون وعن قصد أي تقارب أو تنسيق بين الشيوعيين خوفا على مصالحهم الشخصية.
إن الماركسيين الصادقين والذين آمنوا بالماركسية عن وعي وإخلاص وصدق, مبتعدين عن الغايات الشخصية لم يتزعزعوا أبدا بالرغم من كل الزلازل والانهيارات, واستمروا بالدفاع عن النظرية كفكر متطور ومتجدد ومرشد للعمل.
وأتذكر جيدا ما قاله الرفيق خالد بكداش في أول اجتماع للجنة المركزية للحزب بعد الانهيار, حيث ردد ما قاله أبي بكر الصديق عند وفاة الرسول (ص): من كان يعبد محمدا فإن محمد قد مات, ومن كان يعبد الله فان الله (جل جلاله) لايموت.
متابعا، وهكذا لقد انهار الاتحاد السوفيتي, ولكنه انهيار مؤقت، والماركسية موجودة قبل ظهور الاتحاد السوفيتي, ولن تموت مادام هناك استغلال وهناك طبقات. فقد كتب ماركس وأنجلز البيان الشيوعي ولم يكن هناك إلا 400 شيوعي في العالم, وأكدوا على حتمية انهيار الرأسمالية وحتمية انتصار الاشتراكية , وبدأ حزبنا بأربع رفاق , وتعلمون الآن قوة الشيوعيين السوريين, وختم كلامه مؤكدا بان ماجرى مؤقت, وسياسة القطب الواحد لايمكن أن تستمر وعلينا أن نتابع نضالنا بالرغم من كل الصعوبات..).
ولقد كتب الكاتب السوري عبد الكريم الناعم في جريدة تشرين مايلي: أنا أعلم أن ثمة من يضحك ساخرا من ذكر الاشتراكية في زمن انهارت فيه المنظومة الاشتراكية, وفي زمن يفوز بالسيطرة على المال العام, من لا رب لهم ولا انتماء إلا ثرواتهم ويستندون علنا أو خفية إلى سيطرة النظام الرأسمالي الشيطاني ممثلا بالبغي الأميركي, حتى لكأن الحق هو في جانب القوة. وهذا انحراف خطير, أتمنى على الذين يعترضون أويسخرون من مفردة الاشتراكية أن يقدموا حلا عادلا آخر, هذا إذا كانوا يؤمنون بشيء من العدالة الاجتماعية, التعبير المخفف للاشتراكية).
والأحداث والتطورات اللاحقة تؤكد على صحة ماقاله هؤلاء المناضلون المتفائلون ثوريا وعلميا وبطلان توبة التائبين المتخاذلين. فهاهي كوبـــا الصامدة تحتفل بعيد ثورتها ال45, وشافيز - غيفارا الجديد- يحتفل بمناسبة نجاحه للمرة الثانية لرئاسة البلاد لـ6 سنوات أخرى وهو يخطو بخطوات حازمة نحو الاشتراكية, وكذلك نجاح موراليس في بوليفيا, ولولا في البرازيل، وأورتيغا في نيكاراغوا, وانتصار المقاومة الوطنية في لبنان ضد الجيش الإسرائيلي الذي كان يوصف بالجيش الذي لا يقهر, وكذلك استمرار المقاومة الوطنية في العراق ضد الاحتلال الأميركي الذي يحاول جاهدا تشويه سمعة المقاومة العراقية بنسبه إليها عمليات القتل والتصفية التي تجري بحق المدنيين والأبرياء, وصمود إيران وسورية وكوريا ضد العربدة الأميركية, والتحرك الصيني للعب دور اكبر في السياسة العالمية واجتماع الأحزاب الشيوعية في البرتغال وكذلك المؤتمر العالمي التضامني مع المقاومة الوطنية في لبنان الذي حضره أكثر من -400-شخصية عالمية يمثلون قرابة /260/ هيئة ومن بينهم وفد كبير من قيادة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين كان له دور هام ومتميز.
إن الامبريالية الأميركية لا تزال تعربد وتقتل الآلاف في شتى أنحاء العالم من أجل الهيمنة على الشعوب ونهب خيراتها، ولكنها مع ذلك فإنها تعيش في أزمة خانقة, وتلقى هزائم متلاحقة في أكثر من مكان, لأنها مازالت تملك الكثير من الإمكانيات المادية والعسكرية مما يستدعي ويتطلب المزيد من التضامن الأممي والمزيد من النضال ضد العولمة الأميركية الساعية لتمزيق الشعوب والحركات الوطنية في المنطقة وفي العالم.



#عبد_العزيز_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رسالة المناضل المعتقل جلول محمد حول كارثة فيضان مدينة أسفي
- لجنة التضامن مع ضحايا فيضانات آسفي؛ بيان تأسيسي
- تشيلي تدخل مرحلة جديدة بفوز اليمين المتطرف بالرئاسة
- “صوت الشعب” تحاور أسامة الشعبوني المنسّق الوطني لاتّحاد الشب ...
- وقفة احتجاجية لصحفيي “البوابة نيوز” غدًا
- استراتيجية ترامب الجديدة لمكافحة التراجع الأمريكي
- إيطاليا.. إمام مصري يتحول إلى قضية سجال بين اليمين واليسار
- الشيوعي السوداني ينفي ما ورد في بعض الإعلام تحت عنوان: “اختر ...
- Anuradha Ghandy: Between Marxism and Feminism – A Reading in ...
- The Bloody Price of the “Moderate Jihadism” and “Controlled ...


المزيد.....

- الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا ... / رياض الشرايطي
- التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع ... / شادي الشماوي
- الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل ... / شادي الشماوي
- الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ ... / شادي الشماوي
- في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no ... / عبدالرؤوف بطيخ
- تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف ... / شادي الشماوي
- الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية! / كاوە کریم
- إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة - ال ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد العزيز حسين - عدوى الفكر الاشتراكي تنتشر من جديد