أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - يوسف زيادة - الحزب الذي نريد - حزب الشعب الفلسطيني















المزيد.....

الحزب الذي نريد - حزب الشعب الفلسطيني


يوسف زيادة

الحوار المتمدن-العدد: 1849 - 2007 / 3 / 9 - 13:54
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


مراجعة نقدية

لا بد من الاعتراف بأن الرفيق بسام الصالحي الأمين العام لحزبنا قد حشرنا في الزاوية الصعبة حين ألزمنا بمراجعة قاسية واجبارية من اجل ...الخ وبالتالي السؤال المربك أمام هكذا مراجعة من أين يجب أن نبدأ. شاكراً لجريدة "الحياة" الصادرة في 18/11/92 مساعدتها لإخراجي من هذا الارباك للوهلة الأولى لأجد نفسي أمام مأزق أكثر ارتباكاً حين يكون الموضوع المشار اليه في جريدة "الحياة" يتعلق بالرفيق الأمين العام السابق المناضل بشير البرغوثي بعنوان "هكذا يراجع الشيوعيين الفلسطينين ماركسيتهم ..السابقة" وهنا لا بد من الاشارة بأن ما قاله الرفيق بشير ليس بالضرورة يعبر عن موقفه الخاص بقدر ما يعبر عن موقف ورؤية قيادة الحزب بصفته الأمين العام. ومنعاً لأي لبس لمدى احترامي واعتزازي لشخص مفكر ومناضل من طراز بشير البرغوثي فإنه نفسه عبر هذه المقابلة الذي أخرجني من ترددي وارباكي حين قال "نحن نتحمل كامل المسؤولية عن نشاط ودور الحزب الشيوعي مثلما يحق لنا الاعتزاز بذلك الدور والنشاط" ببساطة شديدة هذا هو جوهر اعتزازي بشخص الرفيق الراحل.

تكمن أهمية المقابلة في هذه المراجعة التاريخية أنها جاءت لترد على تساؤلات الصحفي فؤاد خالد عن أسباب تغيير اسم الحزب وعن التداعيات التي أثرت على حزبنا بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي.

بعيدا عن التمترس حول إشكالية المسمى أود نقاش مسألة جوهرية في حياة حزبنا الطامح في تعزيز هويته الفكرية اليسارية الاشتراكية وأكثر من ذلك استعادة ارادته الكفاحية للاجابة على واقع غير مرضي عنه في الحياة الحزبية.

في معرض تبرير الرفيق بشير لتغيير اسم الحزب يقول "كانت التسمية الحزب الشيوعي الفلسطيني منذ عام 1982 غير واقعية وسبب ذلك أن حزب شيوعي يركز على المشكلة الاجتماعية أما نحن ففي حالة صراع من أجل الارض والوطن قبل المشكلة الاجتماعية" ومن العجيب أنه في نفس المقابلة عندما سئل عن امكانية أن تكون الصين مرشحة للدخول في نفس المأزق السوفياتي كانت الاجابة:

"من الخطأ المقارنة بين الصين والاتحاد السوفياتي لعدة أسباب أهمها: أن الصين بلد ذو قومية واحدة تقريبا.. الخ، وثانيا والقول للرفيق بشير أن الحزب الشيوعي قاد حرب تحرير شعبية شملت البلاد كلها بمشاركة الجماهير في الاداء وتغلغل في كل قرية ومدينة الجماهير صاحبة الثورة في الصين".

ففي مقاربة الرفيق هذه نستطيع أن ندرك بأن تغيير الاسم لا علاقة له بمرحلة التحرر الوطني أو من ضرورياتها لأن مفكر مثله لا يمكن أن يكون من القصور بوضع الشيوعية كنظرية ثورية في تعارض مع عملية التحرر الوطني، وبرأيي هذا الارباك إن دل على شيء إنما يدل أن قيادة الحزب كانت تعاني من حالة قصور في تقدير وقراءة التطورات العالمية وفي قراءتها لدور ومكانة الايديولوجية في الحياة الحزبية.

هذا بحد ذاته شكل شيء من الاستكانة للرؤية الاميركية لحالة الصراع في الشرق الأوسط وآليات الحلول المحتملة، واذا أخذنا بعين الاعتبار أن مشاركة حزبنا في أوائل الثمانينات بعضوية اللجنة التنفيذية دون أحداث أي تغيير على برنامجها م.ت.ف لا على المستوى السياسي أو البنيوي والتنظيمي شأننا في ذلك شأن من سبقنا من قوى اليسار كان يعني الاقرار بسيادة القيادة التقليدية لـ م.ت.ف في حينه مما يعني أن حزبنا منذ تلك اللحظة بدء يفقد ارادته السياسية المستقلة المستندة لرؤيتنا التاريخية المميزة ببعدها السياسي والاجتماعي والفكري مما أطلق العنان لحراك سياسي داخلي بل وفتح أبواب الحزب على مصرعيها للتجاذبات السلبية والمرضية التي كانت عليها م.ت.ف. مما أدى لبروز وتنامي ظاهرة المنابر في الحياة الحزبية الداخلية التي عمقت افتقار الحزب لوحدة ارادته وتداعيات ذلك تجلت بشكل واضح على أداء الحزب وبعض رموزه في الحملة الانتخابية للمجلس التشريعي في العام 1994، وليس أدل من ذلك سوى الرؤية التي تحدث فيها الرفيق بشير معبرا عن موقف قيادة الحزب من طبيعة البناء الداخلي للحزب "التنظيم" ويقول الرفيق "لقد شطبنا باب المركزية الديمقراطية في نظامنا الداخلي وأقمنا مجلس مناطق بدل قيادات المناطق كنوع من البرلمان".

أي حزب هذا وأي برلمان هذا، يوجد خلط غير مفهوم على الاطلاق لدور الحزب ولدور البرلمان، فالاحزاب كما هو معروف تؤسس على ضوء طبيعة الاصطفاف الاجتماعي الطبقي في المجتمعات على قاعدة المصالح الاقتصادية المرتبطة بالعملية الانتاجية وعليه يتم التميز بينها على ضوء برامجها المختلفة التي تعبر عن مصلحة الطبقة أو الشريحة الاجتماعية التي أدت مصالحها الى التوحد في حزب سياسي للدفاع عن تلك المصالح بالأساس.

أما البرلمان والديمقراطية كذلك تعبر عن حالة نظام تلتقي فيه جملة من الأحزاب المختلفة والمتباينة في برامجها وفق تباين مصالحها.

ببساطة هذا يقودنا الى فهم أعمق لحقيقة التطورات الداخلية في الحياة الحزبية بعد الرحيل المؤسف والقاسي للرفيق بشير البرغوثي وحالة الفراغ القيادي الذي عصفت في الحزب والذي أوصلتا الى القيادة الجماعية في الأمانة العامة أي حالة توازن النقائض وهذه المرة باسم تعزيز الحياة الديمقراطية في الحياة الحزبية التي أخذت تتطور فيها ظاهرة المنابر الى حالة سياسية تنظيمية داخل الحزب والتي في مرحلة متقدمة حاولت أن تصادر الحزب وتاريخه لصالحها من خلال الشخصنة والمواقف الانتهازية والولاء لسياسات وأجندة التمويل الغربية. أي ببساطة استهدفت أصالة الحزب وأجندته السياسية والاجتماعية والفكرية، وحتى عندما انتصرت ارادة المخلصين من الرفاق والقيادة في معالجة هذه الحالة ولفظها من الحياة الحزبية جاءت بطريقة غير منطقية وخجولة ولم تقف على الأسباب الأساسية مما يعني أن الأزمة قد غيرت شكلها ولم تنتهي عند هذا لحد. بل تجلت في المظاهر السلبية لحالة تموضع قيادة الحزب في مؤسسات وتشكيلات اجتماعية محركها الأساسي المزاجية والرؤية الفردية وكل ذلك على حساب الارادة السياسية للحزب وبنيته التنطيمية وعمقت والمساس باستقلاليته السياسية وقبل التوسع في التعاطي مع موضوعة البنية التنظيمية والتي هي بالأساس مسألة تخص الحالة الايديولوجية والبرنامج السياسي لنعود قليلا لتسليط الضوء على حالة الارتباك والتذيل السياسي كأحد تداعيات فقدان الارادة السياسية والفكرية.

وقعت حرب الخليج الأولى على خلفية المغامرة الطائشة لنظام البعث البائد وتعمقت تداعياتها السلبية على الحالة الفلسطينية نتيجة للخطأ الاستراتيجي الذي أقدمت عليه القيادة الرسمية لـ م.ت.ف بالوقوف الى جانب نظام مارس الاحتلال لدولة ذات سيادة وعضوا في الامم المتحدة بغض النظر عن موقفنا من طبيعة النظام فيها. والتي أدت الى شرخ الواقع العربي الرسمي وفضحه في حين كان يتوجب علينا كفلسطينيين مناضلين من أجل الاستقلال الوطني أن نرفض بشدة هذه المغامرة وان نبني موقفنا على قاعدة رفض مبدأ الاحتلال وذلك لا يعني بضرورة أن نقف مع طرف ضد الآخر ولكنه حدث ما حدث واستمرت قيادة م.ت.ف بسياساتها البهلوانية التي كان من موجبات التحول في مواقفها بعد انتهاء الحرب الارتماء في أحضان الطرف المنتصر ليكلفنا ذلك ثمنا سياسيا لا زلنا حتى اللحظة ندفعة وهي اتفاقية أوسلو سيئة السمعة والسيط فبدلاً من أن تقودنا قيادة الحزب الى سياسية جريئة تعمد الى إعادة تنظيم وضعنا السياسي على ضوء مراجعة فكرية أيديولوجية اجبارية في الحياة الحزبية نحو تشكيل معارضة يسارية شعبية فاعلة تستند بالأساس على مصالح الجماهير واستثمار نضالاتها وتضحياتها في الانتفاضة الأولى خرجت علينا بموقف شديد الغرابة الى درجة السذاجة بـ "لعم" لصفقة اوسلو وبتخريجه لم أستطيع فهما حتى يومنا هذا بأن أوسلو طريق قد يؤدي الى فتح الباب أمام الدولة المستقلة وقد يغلقه نهائيا اذا لم تحسن القيادة الفلسطينية عملية التفاوض. كيف يمكن لهكذا قيادة ان تحسن التفاوض والصفقة جاءت على حساب الوفد التفاوضي الذي كنا كأحزب ممثلين فيه. واليوم ونحن أمام اشكالية الحالة الفلسطينية نجد أنفسنا ملزمين بطرح السؤال حول جدوى واستمرار السلطة الفلسطينية بوصفها أحد أهم افرازات أوسلو. وحتى لا يفهم الأمر وكأنها عملية هروب الى الامام بالاسهاب بالجانب السياسي على حساب الجانب الفكري لنعود الى مسألة البنية التنظيمية للحزب.

عندما كنا نعمل تحت مسمى الحزب الشيوعي كانت رؤيتنا الايديولوجية وهي الأهم من المسمى تفرض علينا التركيز على دور الجماهير الشعبية وأهمية انخراطها في النضال التحرري، ثم جاء مبرر انفصالنا النهائي عن الحزب الشيوعي الاردني الذي شكل التنظيم الشيوعي الفلسطيني مقدمة ضرورية له، جاء تحت مبرر تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية للشيوعيين الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال، ومن أجل الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى أساس صعوبة الاستمرار مع الحزب الشيوعي الاردني الذي يحمل هم وأجندة الثورة الاجتماعية في المملكة وهم أجندة التحرر الوطني الفلسطيني كانت هذه الرؤية الصائبة تفرض علينا الاستمرار في النهج الكفاحي لحزبنا الوليد على خطة وهدى دورنا الكفاحي في التنظيم الشيوعي الفلسطيني الذي كان يرتكز في رؤيته على دور المنظمات الجماهيرية والكفاح الشعبي وكان يعتبر الحركة النقابية والنسوية والطلابية ..الخ أدوات فاعلة في حربنا ضد الاحتلال وقد أبدعنا ظواهر تنظيمية جماهيرية كفاحية حازت على ثقة الناس وليس أقلها الجنة العليا للعمل التطوعي، وعلى ضوء هذه الحركة الرؤية المستندة على الايمان بدور الجماهير وبالذات تلك الفئة التي نصفها اليوم بالمهمشة استطعنا أن ننسج العديد من التحالفات الجبهوية المنسجمة مع تطور ظروف نضالنا الوطني ابتداء من الجبهة الوطنية وصولا للجنة التوجيه الوطني، ولا ننسى اختلافنا الذي كان قائم مع قيادة م.ت.ف حول انتخابات 1976 والتي شكلت إنتصار لرؤيتنا وانتصارا وتعزيزا لـ م.ت.ف وبقوة دفع هذا الانتصار المعتمد على الجماهير استطعنا التصدي للعديد من المؤامرات واسقاطها مثل الادارة المدنية وروابط القرى وكامب ديفيد مما دفع برفاقنا في قوى اليسار الفسطيني الى اعادة حساباتهم والالتفات الى أهمية النضال الشعبي والجماهيري، وان مارسوا دورهم بطريقة جفالية ضارة في حينه (مصطفى جفال) الى احداث عملية إحلال سياسي لدورهم في المؤسسات الجماهيرية والنقابية التي قادها وتطورها حزبنا على حساب تعميق وتطوير أسس العمل الجبهوي تحت مسمى "اليسار الجذري".

ان هذه الجردة السريعة ليست سياسية بل تعكس عمق العملية الفكرية والتنظيمية التي إمتزنا بها في تلك الفترة والمنظور الاجتماعي للفئة التي تتحمل العبء الأكبر في مقاومة الاحتلال وسياساته. ألم تكن ماركسيتنا هي الضابط والناظم لابدعنا وأدائنا المتميز.

دعونا نقارب بين أسباب نجاحنا في الماضي وأسباب الفشل الذي يقودنا الى حالة من القنوط في الحاضر.

إن تماسك البنية التنظيمية للحزب تستند بالأساس الى تماسك برنامجه السياسي المستند الى الواقعية وقدرة الجماهير على تحقيقه وإن أي فكره سياسية لا تستند لعنصر الابداع المستوحى من طاقة الجماهير تولد ميتة أو مشلولة على اقل تقدير. وبما أن الوعي الانساني لم يبدع حتى هذه اللحظة غير فكرة الحزب كآلية قادرة على امتلاك القصد التاريخي في التغير فان عنصر القوة المركزي لهذا الحزب ببنيته التنظيمية وركيزتها الأساسية المنظمة الأولية (القاعدة) المتفاعلة مع الشارع وهمومه، ان لم تكن هي حالة الشارع الحقيقية والمستندة الى قيادة على نفس القدر من التفاعل مع نفس الهم في اطار بنية حزبية تقلص الى الحد الأدنا من المنظمات الوسطية بين القيادة والقاعدة في الهرم الحزبي حتى تسهل المحاسبة والشفافية في العلاقة الجدلية بين الأطر الحزبية لذلك من غير المفهوم سبب هذا الاهمال وعدم الاهتمام بالمنظمة الأساسية القاعدية الذي يرتقي الى درجة الاحتقار.

هنا لا بد وأن أوضح بأني لا أدعو البتة للعودة الى شكل المنظمة القديمة إبان العمل السري ولا لتقديس المركزية الديمقراطية، كما في الماضي فقد تكون المنظمة من عشر رفاق أو حتى خمسين، ان ذلك متروك لخصوصية الموقع ولتقدير السبل الأنجع للنشاط الحزبي المهم أن ندرك أهمية التخطيط والاداء لاحداث التراكم وكيفية استثماره لتحقيق النجاح لخدمة قيمنا وأهدافنا العليا.

أما بخصوص المركزية الديمقراطية فاني أعتقد بانها لم تكن ولن تكون سببا في جماهير الحزب وارادته الكفاحية بل هي مسألة مرتبطة بمنظومة فلسفية في الدور المنوط بالطبقة وحكمها المطلق وفهما لذاتها كطليعة سياسية التي من مهمتها التاريخية وفق الكلاسيكية الشيوعية الانقضاض على السلطة وتحويل الدولة لجهاز قمع طبقي عوضا عن كون المركزية الديمقراطية ومناوئة لمفهوم الشافية وتساعد على حجب المعلومات وترشيدها بيد من يمتلكها وبالتالي تصبح أداة للتحكم والحكم.

لقد ارتضينا لحزبنا ان يكون حزبا برلمانيا يسعى لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية المشاركة في النظام السياسي الفلسطيني بتعمق وتفعيل دور الفرد، والمؤسسة في صياغة مستقبل شعبنا وتحقيق أهدافه العليا وهذا النوع من الديمقراطية يتناقض تماما مع الديمقراطية اللبرالية التي تقوم بالأساس على التضليل وتعميم قيم الفردية والمفاهيم المضللة كالعدالة ودولة الرفاه والمعتمدة أساسا على قوة رأس المال والجاهوية وشخصنة القيادة.

إن حزبا يقدم لشعبه ممثليه لكي ينتخبهم ويمثلهم في البرلمان ولا ينتخب قيادته وهيئاته بنفس الآلية هو حزب منافق.

وفي الختام اذا كنا نطمح لحزب مناضل وجريء ومدافع أصيل عن طموح وأهداف السواد الأعظم من الفئات المهمشة عليه ان يتصد بكل جراءته لكل مظاهر الاسغلال الطبقي والاجتماعي، وعليه أن يكون جزءا فاعلا من جبهة عالمية تواجه السياسة الامبريالية العدوانية وكافة تجلياتها كالعولمة المتوحشة والعمل على عولمة النضال في مواجهتها، مما يقتضي منا عدم التنصل من كل ما هو ماركسي والتستر خلف المنهج الجدلي على حساب التعامل مع الجوهر. اني لا أرى حرجاً بالاستناد الى المادية التاريخية والجدلية كمرجع فكري في الحياة الحزبية بعيدا عن كل أشكال الجمود وإضفاء القدسية على الاشكال والادوات في سعينا الدؤوب لاعادة انتاج وعينا لذاتنا بشكل دائم ومستمر وفق حاجتنا الفلسطينية الى جانب كل ما هو انساني في التراث العربي والعالمي والذي يمكننا البناء عليه ايضا.

إننا مطالبون اليوم بالمبادرة والوقوف أمام مسؤوليتنا التاريخية لفتح حوار جاد وقاسي وغير مجامل مع كافة قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية في ساحتنا الفلسطينية، لقد انتهى والى الأبد زمن التمترس خلف المرجعيات الايديولوجية واستخدامها سببا للخلاف والاختلاف ابتداءا من لينين وتروتسكي وماو حتى كرامشي وروزا لكسنبورغ وصولا الى جيفارا، فالماركسية كانت ولا زالت المرجعية ألاولى للجميع. ان القوالب الايديولوجية الجامدة سقطت والى الأبد، إننا مطالبون من الاغلبية المتضررة والمهمشة من أبناء شعبنا بالتصدي لحالة الاحتكار السياسي للسلطة في اطار القطبية الثنائية. ان التمترس بالسلطة على قاعدة الخرافة الدينية أمراً مهين، وان تهدر كرمتنا لعبثية وشهوانية اللاهثين لاستعادة الملك الضائع أمراً أكثر إهانة.






#يوسف_زيادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - يوسف زيادة - الحزب الذي نريد - حزب الشعب الفلسطيني