أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربية منصور - العمل شرط لتحرر المرأة














المزيد.....

العمل شرط لتحرر المرأة


عربية منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 12:46
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


العمل هو من الحاجات الحياتية الاولى للانسان، وأحد أهم القيم الاجتماعية. لذا تعتبر البطالة مرض العصر، لما تولّده من أزمات نفسية واقتصادية واجتماعية. وهو ما يفسر اهتمام المنظمات الاقليمية والدولية بالعمل كحق اساسي من حقوق الانسان.

ليس بالامكان مناقشة قضايا العمل والبطالة دون التطرق لدور المرأة. واضح اننا نساءً ورجالاً، في مجتمعنا الفلسطيني داخل اسرائيل نواجه مشكلة التمييز في التشغيل على اساس الانتماء القومي او على اساس الجنس. ويجب ان نوضح ان ازمة البطالة تعيق ايضا تحرر المرأة اجتماعيا.

عندما نأتي لنواجه ازمة البطالة، علينا ان نعي ان العمل هو عامل حاسم في تحرر المرأة – الانسان. فالعمل يفسح المجال امام المجتمع لمناقشة عمل المرأة وعلاقتها بالآخر (الرجل)، الحرية، المساواة، حق المرأة بالاختيار، مكانتها الاجتماعية ودورها السياسي. ومن الضروري التأكيد على أنه لا يكفي اعلان حق المرأة بالمساواة في العمل، وإنما ينبغي أن تكون هناك سياسة تربوية واجتماعية يشارك فيها الرجال والنساء، حتى يكون بالامكان تطبيق هذا الحق على ارض الواقع.

واضح ان هذه الطريق ليست مفروشة بالورود. فالرجل قد يعتبر المساواة تعديا على مكانته وامتيازاته التي اكتسبها بحكم العادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية. والمرأة لا تزال غير واعية لحقوقها الجديدة وسيكون عليها امتلاك الوعي والقدرات للدفاع عنها. خطوة اساسية اخرى هي معالجة إشكالية وعي المرأة والمجتمع لإنسانيتها، والتي تكمن في استكشاف قدراتها وتحقيق ذاتها كمنتجة مشاركة في بناء المجتمع.

مجتمعنا العربي الذي يطبق نظاما أبويا (رجوليا)، يستخدم العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية، لإبقاء المرأة في مكانة دونية، سواء في العمل والتعليم والثقافة والسياسة، واعتبار المرأة مخلوقا ضعيفا عاطفيا، يحتاج دوما للوصاية وإشراف الآخرين. وعادة ما يُربط هذا الامر بمسألة شرف العائلة الذي يشكل حجة تقود لحجز المرأة وحرمانها من العمل خارج البيت بحجة انه يتعارض مع دورها الاجتماعي داخله. وتبعا لذلك يتحدد الموقف من المرأة، فإذا كانت أُمّا ارتفعت قيمتها وكسبت احترام المجتمع، اما اذا كنت مهندسة وغير متزوجة وغنية فتُثار حول مكانتها علامة استفهام.

واذا حدث واصطدمت هذه المفاهيم والعادات بواقع المتغيرات والاحتياجات الاقتصادية، فيُسمح للمرأة بالعمل ولكن في مجالات محددة تضمن حماية دورها التقليدي. ولكن غالبا ما تكون هذه الاعمال اقل دخلا وحقوقا من المهن الاخرى التي يحتلها الرجال، ومن ذلك مثلا الخدمات، التربية والتعليم، الخدمة الاجتماعية وغيرها التي تحولت الى مجالات نسائية. وجميعها تبقي على المرأة في ادنى السلم الاقتصادي والاجتماعي.

ان دور المرأة ومكانتها الاقتصادية متأثرة بالبيئة الثقافية والحضارية التي تعيش فيها. فالثقافة والوعي من العوامل الرئيسية في تكوين شخصية الفرد. من هنا فانعدام المساواة على اساس الجنس، يعكس عمليا المستوى الحضاري والثقافي المتدني للمجتمع.

الفرص التي يتيحها المجتمع اليوم أمام الفتيات للتعلم واكتساب مهنة، لا يشير الى تحرر حقيقي. بل ان المجتمع عمليا يحد من خيارات الفتاة في تحقيق ذاتها الانسانية حسب قدراتها وميولها، ويوجّهها نحو اختيار مسار تأهيل ومهنة تتوافق مع الدور الأساسي النمطي الذي حدده لها: كزوجة وأم وإطار اجتماعي حلو المظهر. في خدمة هذا النهج تتضافر عدة عوامل منها التنشئة الأسرية والمؤسسة التربوية والنظام الاجتماعي الاقتصادي والرسمي السائد.

وبهدف التغلب على الدور المحدود في ادارة شؤون المجتمع، على المرأة اخذ دورها في عملية التوعية حتى تتحول من أداة إلى إنسان له كرامة وحقوق انسانية غير منتقصة، وأولها أن تكون مسؤولة عن فعلها.

هذا الحال ينطبق على غالبية النساء اللواتي يعملن خارج البيت، والمطلوب هو التوعية لان العمل هو قيمة اجتماعية وإنسانية للمرأة، وليس فقط ضرورة اقتصادية. ولا يلغي هذا دور المجتمع ككل في الوعي لضمان تحرر المرأة من كونها اداة للعمل داخل المنزل، بالاضافة الى كونها اداة لعمل لحساب زوجها او "رب الاسرة" الذكر.

هناك ضرورة لبحث مفهوم العمل، حرية اختيار العمل، العمل كحق، العمل وتحقيق الذات حسب القدرات والميول دون تصنيف حسب الجنس. وهناك ضرورة لبحث الموضوع مع كل من الجنسين كأعضاء وعضوات مشاركين ومشاركات في بناء مستقبل افضل للجميع



#عربية_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في تقريرها السنوي.. الأمم المتحدة تندد بتزايد العنف الجنسي ا ...
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عربية منصور - العمل شرط لتحرر المرأة