أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - دينا صبيح مبارك - للمرأة يوم للحجاب اعوام















المزيد.....

للمرأة يوم للحجاب اعوام


دينا صبيح مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 1848 - 2007 / 3 / 8 - 12:44
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني
    


بٌث على اذاعة الرشيد قبل حوالي شهر من الآن حلقة بعنوان " السفور في العراق حاليا ً " وررغم تعطشي للأستماع لهذه الحلقة الا اني لم أستمع لها , ليس تقصيرا ً مني لكن الاوضاع لم تسمح لي بدوام متابعة مريحة كان غياب الكهرباء عائقها الاكبر .. وحمدا ً لله بُترت هذه المتابعة في الفترة الاولى من البرنامج ...
خلال هذه النصف ساعة وردت مكالمات هاتفية للبرنامج بشأن موضوع الحلقة , طبعا ً لا تتخيلوا ان تكون النتيجة مفرحة أذ أن اغلب المتصلين قال ب: > يجب تطبيق ما سنته شريعتنا الاسلامية السمحاء كل ما عندنا ان نعمل بما نطق به الدين < ....
أضع جنبا ً الى جنب , شعري والشريعة الاسلامية السمحاء فأجد أن شعري أحق بالنطق والمناداة من الشريعة الاسلامية السمحاء .. أني ارى خلال المآة شعرا ً لا شريعة أسلامية على رأسي ... أرى خصلا ً تزين رأسي فلولاها لما كَمٌل حسن تقويمي كبشر او كأمرأة ولولاها لكنا جميعا ً محرومين من هذه النعمة الحلوة ...
فبلمسات خفيفة تجعل الشعر مرتبا ً حلوا ً يسر النظر سواءا ً كان لفتى او لفتاة , وانا متأكدة أنها ستضع الشريعة جانبا ً حين تحس به يداعب كتفيها .
من أعطى الحق للشريعة لأن تتصرف هكذا مع شعر المرأة ؟ فتحجبه ؟ من أعطى هذه الشريعة او تلك الحق لأن تغطي جوانب وجهها ؟ من أعطى هذه الشريعة او تلك الحق لأخفاء حنك المرأة وعنقها ؟ من أعطى للمتدينيين جميعا ً الحق بتنكيل شعر المرأة ؟ لأنه جميل ..!؟ وماذا بعد ..؟ تٌحَجب فتضم بذلك هويتها ووجودها ...؟ لماذا ؟ هل هو شئ زائد او فائض عن جسد المرأة هذا فتحجبه ...؟ مالعيب في خلق المرأة هذا ؟ مالعلة في تصميمه وتشكيله فيعاقب بالحجب والانسداد ..؟
لنفترض جدلا ً أن غيه علة ما او خلل ؟ أليس ردا ً لأعتبار المرأة أن تقبل علتها مجتمعيا ً دون اي اخفاء ! وأن يتقبله الجميع كما هي بلا خجل من ذلك الطرف وتردد او تحسسا ًوأنتظارا ً ولفتا ً للأنتباه بعدم التكرار عند الطرف الآخر ...؟ بلا محاولات من الطرفين لأخفاء تلك العقدة ..! ويتم تذويبها شيئا ً فشيئا ً ..؟ وتبين بعد ئذ من التفكير والتمحيص وإتباع المنطق السليم ورجحانه أن المرأة لا تعاني خللا ً او عيبا ً فهي خلق طبيعي لا يستدعي العجب او حتى الحجب ..
فلماذا يستمر هذا الامر منذ الجاهلية الى العلمانية اليوم ؟ ماهو يا ترى شكل الشريعة التي لا تقبل ب (تصميم المرأة) ؟ ولماذا تعترض هذه الشريعة على المرأة وشكلها ؟ وبالأساس لماذا تعترض هذه الشريعة على طبيعة خلق المرأة ..؟ أليس الله منُ خلقها ..؟ لماذا أذن تتكلم الشريعة وتفتي ((لصالح الناس (( ؟ ويتمسك محبيها بما تقول وتنطق ؟!
أنهم يعتدون على وجود المرأة وهويتها وجنسها بالحجاب ...
تخيلوا معي مدى بشاعة الموقف _ وهو بتشكيله يكون ظاهرة علما ً انها لا تخضع الى عامل الزمن أبدا ً كما أسلفت ؛ إذ جرى هذا الحال منذ أيام الجاهلية فالنبوية فالراشدية فالأموية وهلم جرا ً الى أيامنا هذه ويستمر الى ماشاء الله بناءا ً على ذكره بالقرآن فلا مجال للأفلات منه ولا مهرب .
بنى الحضور الديني عموما ً والاسلامي خصوصا ً الشئ الكثير من ماهية الفكر العربي الذي شكل بدوره تقاليده وأعرافه .. وفكرنا العربي الجميل هذا لا يعيد تشكيل مفاصله ومكوناته فهو ليس بالفكر المتجدد [مع الاعتذار لهذه الصفة من الموصوف الذي ألصقناه بها ...] فالجزء الكبير من ثقافته يقوم على الرجل ويأتي من الرجل ويذهب للرجل ,حتى رواة الاحاديث النبوية ومفسري الآيات القرآنية أبطالها رجال .. والقضاة رجال ... ؟! يا ألهي
فما تُرى المرأة الا من خلال الرجل وعند الرجل السطوة والمكانة والنفوذ والقوة والكلمة الفصل وغيرها من مقويات الشخصية التابعة تماما ً له ومع أستمرار الغياب الشديد للمرأة أنبت في مفهومه وأفكاره هزالة وضعف موقف المرأة في الحياة بشتى اركانها وتبعية كيانها له من هنا يأتي ان كل ما يخص المرأة هو مثار نزاع وشك دائم حتى بين دعاة الانسانية الجدد إذ أن كل شئ يحدد الرجال منظاره ...
فتحجم بذلك دور المرأة تحجما ً فظيعا ً وفرض اٌطرا ً مستحيلة الكسر أن لم نقل صعبة على حياتها ومن اولها كانت تلك الزاوية البخسة المحصورة بها تلكهي زاوية الجنس
تم أعتبارها عورة ورغم ان هذا الاعتبار قد بقي طي الكتمان (سابقا ًلكن اليوم مؤيدي هذه النظرة لا يستحون منها ) ألا ان أوضاع المرأة في القرون الماضية تشهد على ذلك
هــكذا تكونت التقاليد والاعراف المجحفة بالمرأة من الافكار القبلية القديمة والاوضاع المتخلفة الاولى واٌطر الدين الغير قابلة للتفاهم بما يخص المظاهر والملابس أضف الى ذلك تعاقب أنحلال الاوضاع السياسية في تلك البلاد (كما يحدث الآن في العراق ) ورَسمُ الاذهان صور الانعكاس السلبي من العجز وعدم القدرة اطر امكاناتهاوقابلياتها وهبط بدورها , واورث العوائل العربية هذه النظرة المحصورة ولم يعالجها منها
كون العرب كانوا تحت الاحتلال العثماني ( وهم المسلمون الاجانب ( وكون العثمانيين جزءا ً من الامة الاوربية فقد نقلوا شيئا ً من الحداثة والتغيير وفرضوا نوعا ً من التجديد الغير المتعمد _فقد كان اعتباطيا ً منهم لا يقصد من وراءه تنمية الثقافة العربية _ولايدخل في مضمار الدين والتعبد .
تبنى الواعون العرب هذه القافة واعتمدوها ووجدت المرأة المسكينة نفسها بغير حال تماما ً) بعدما تحلت الطبقات الواعية الفاعلةبالمجتمع بنظرة انسانية ذات طابع حياتي متقدم طبع ببصماته الواضحة على حياة الافراد ككل وابرزهم من كانوا بحاجة للخروج من اجواء الكبت والحجر .. أن هذا لا يتعارض مع كون المرأة مطالبة بحقوقها منذ أزمان بعيدة لكنه مهد في المجتمع نظرة لتقبل التحرر عموما ً وتحرر المرأة خصوصا ....ا
- السماء أسفرت ...
بدأت المرأة العربية تسفر شيئا ً فشيئا ً عقلا ًو روحا ً ألا إن النساء العربيات لم يخلعن الحجاب إبتكارا ً منهن لأمر السفور ... فهن رغم كل شئ آخر ما يفكرن فيه هو التخلي عن قطعة القماش تلك ..بل (اخواتهن في الدين ( النساء العثمانيات هن من أبتكرن هذا الامر ونظرا ً لحاجة العرب لدحض أفكار التخلف المنسوبة اليهم عن سياق
الزمن وركب باقي الامم ولسبقهم دائما ً للتباري على المواقف التي نحبط أفكار المحتلين فقد قبلوا بمسألة السفور
بدأ السفور في أوساط العائلات التركية الغنية ثم أنتشر تدريجيا ً في عموم تركيا وجاء في رحلته الى (بلاد العرب ) وأخذوه عنهم ألا ان ممارسته لم تنتشر بايمان مطلق فالكثير جدا ً من النساء رفضن خلع الحجاب ولم ينل السفورولم تنل مسألته شيئا ً من الاستحسان عندهن _ وهذا ما مهد لنكوص السفور في وقت لاحق _ ر
رغم ذلك كان وعي الطبقات هو المتحكم الاول في تصرف اوساط المجتمع لذا حين انتشر السفور عند العرب كان مرافقا ً لتصاعد وتيرة تلك الاوساط غنية او فقيرة ...و
وعاشت الدنيا بسلام وأمان , وعاشت الفتاة بتقدير ٍ وأحترام مع خروجها من دائرة الحجاب وسوط التقاليد الكاوي ..
وعلى الباغي تدور الدوائر , وأذا بالفتاة او المرأة أمام أعتبار ٍ جديد يلزمها وضع الحجاب من جديد وأكيد ليس هذا بالخبر الجديد في بلاد التهديد والوعيد ...
فبعد أنكسار الكثير من حركات التحرر العربية على يد أبناء بلدانها وأنهيار الأتحاد السوفياتي والدخول في حروب خارجية غير متكافئة وإنحسار السلطات بعدما كانت لرؤساء آتين بثورات ٍ كانت قد نجحت بدم أبنائها الابرار وجاؤا بديمقراطية وفكر حديث ألى سدنات الحكم ثم تحولت عن طرق الرجعية وبفضلها لأبنائهم الآتين اليوم بالغرور العربي القديم نفسه وبالغطرسة الاسلامية ذاتها وبالنزعة الطائفية ذاتها وبمنطقهم الرعي المستبد
عاد وعينا العربي من جديد الى جزره وأنحسرت معه كل أهاليل التجديد والتحرر الحلو يترك المجال فارغا ً لاثقافة تملؤه ولا دين صحيح
وعادت ظاهرة الحجاب تظهر على هامات النساء .. زأصبح موقف السافرة محرجا ً ومنطق المطالبة منها بالسفور معدوم لا أصوات له ولا مدعوم وعادت وأنتعشت التقاليد البالية الملزمة المراقبة للخطوة تشيد على حريات النساء مشوهة لوجودهن وخافية لحقوقهن
أن مايجري اليوم هنا على (بلاد العرب) هو [صراع حضارة ] المتمثل بالآراء التحررية والفكرية الحديثـة مع منجزات وضرورات العصر الحديث و [صراع دين ] المٌهيأ لقوالب التفكير المرسومة للأتباع الداعية للجمود من أين تأتي لتقرأها ...و[صراع لاحضاري لا ديني ] يؤٌسس له من هذه الحيثيات والانشقاقات لظروف ٍ سريعة ليستفيد أقتصاديا ً ودوليا ً وأستراتيجيا ً ليهيمن على أقاليم بأكملها
هذا يـٌصعب الحال على واقع العرب الذين لم يأخذوا نفسا ً عبقا ً كبيرا ً من الحرية ...
نحن أمام صراع هو الأخطر من نوعه و الأخبث في حيلته ومصالحه أمام صراع ٍخفي يعتمد هدم معاني التحرر السليمة السامية بالبشر ويتبع بدلاً منها مفردات سافلة يدعوها بالتحرر ويعمل على ألغاء قيم الدين النافعة وعقائده التي تدعوللعيش الحلوو للمودة والاخاء وبنفس الوقت التشجيع على أطره السطحية وشكلياته الفارغة وسلفياته العقيمة ,ثم تزيد فوق هذا دعمها المستمر والقوي الغير المباشر لمنظومة التقاليد والاعراف والأحكام الاجتماعية القاسية على الافراد و)(على محور موضوعنا الأساس وهو المرأة )ـ
لكن من شروط النزاع أن يكون بين طرفين فقط وليس ثلاثة اطراف لذا فأن وضعا ً شاذا ًكهذا ينتهي حتما ً وتنتهي موجاته وتـٌدفن أزماته معه وهو يفتح أراد اولم يرد دروب التحرر والأنفتاح وللمرأة أن تختار بين الحجاب والسفور



#دينا_صبيح_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- اثر الثقافة الشرقية على المرأة والرجل / جهاد علاونه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني - دينا صبيح مبارك - للمرأة يوم للحجاب اعوام