الأسرى المصريين: استمرارتراجع الدور المصرى

ابراهيم عيد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تصاعدت ردود الفعل الغاضبة داخل مجلس الشعب‏،‏ جراء الجريمة البشعة التي تم الكشف عنها أخيرا‏،‏ والتي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد الجنود المصريين العزل في سيناء خلال حرب‏1967.‏ وكالعاده فالمتوقع هو عمل فرقعه اعلاميه تغطى على الغضب الشعبى حتى ينسى الامر برمته. ولكن كيف وقد حرقة الحكومه ورقه الإخوان وتم سحلهم بالفعل بعد الاستعراض الشهير.

ربما يتم تسخين اى من الموضوعات الساخنه بالفعل وعرضها للجدل العام وما اكثرها فى مصر من التعديلات الدستوريه, القضاه, الاخوان, الارهاب (شرم الشيخ) وحتى دعم السلع التموينيه. ولكننى ارجح تصريحات اسرائيليه بأن الشهداء كانوا فلسطينين وكأن الفلسطينى مقطوع من شجره وبذلك فلا يوجد مبرر لفتح هذا الحديث مجدداّ.

ربما تصمت الحكومه متعلله بأن هذا الامر لا يخصها حيث انه يرجع للحقبه الناصريه وانها لا تسطيع تحمل اخطاء هذا العهد فضلاً عن ان سيناء كانت تحت الاحتلال وبالتالى فالحكومه الاسرائيليه هى يجب من تسأل.

المشكله تكمن فى ان المواطن المصرى او بالاحرى الجندى المصرى لن يثق فى قيادته مره اخرى اذ قدر لمصر خوض اى حرب مستقبليه ضد اى عدوان خارجى وذلك لعدم اهتمام الحكومه المصريه بأمر الشهداء الابطال وعدم التحرى عنهم ومعرفه سبب استشهادهم وعدم اعاده حقوقهم لذويهم. الأكثر خطراً هو تصريح احد نواب الشعب والمعنى برئاسه لجنه الشئون الخارجيه بمجلس الشعب بأنها ليست المره الاولى التى يسرب فيه الإسرائيليون مثل هذه المشاهد التي تثير الاشمئزاز‏، والتي تؤكد أن أيادي الإسرائيليين ملطخة بدماء الأسرى المصريين‏ (جريده الاهرام المصريه) والتى يبدوا منها بان المشكله لا تكمن فى ان القضيه هى قضيه شهداء ضحوا بدمائهم من اجل الوطن وتركوا اطفالهم و زوجاتهم وزويهم بدون عائل يعانين من ضيم الوطن وانما كقضيه مشاهد تثير اشمئزاز نفس سياده النائب (المنتخب!).

ان لم تنتبه مصر لما يحاك لها وتعيد بناء علاقات قويه ونديه مع جيرانها فسيحدث ما لا تحمد عقباه. فلم يعد لمصر اى دور ايجابى على مستوى القضايا العربيه والمحليه والشعبيه ايضاً. ابناء الوطن يذبحون فى سيناء وتنتهك اعراضهم فى اقسام الشرطه. اذن ماذا تبقى من الوطن؟ ففى قضيه المواطن عماد الكبير يقال الان ان الفيديو كليب مفرك وغداً يقال ايضاً ان ما بسته القناه الثانيه فى التليفزيون الاسرائيلى مفرك ايضاً.

لم يعد المصرى فخوراً بمصريته وهو يتلقى الضربات تباعاً. نصبر على الفقر والجوع بفرض ان الحكومه كسيحه لا تعرف كيف تنهض بالاقتصاد ولكن لا يمكن السكوت عن الذل والمهانه.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات