أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتي سايلور - وشوشة الدين على التفكير السليم















المزيد.....

وشوشة الدين على التفكير السليم


بيتي سايلور

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ردا على من يكيلون السب لموقع الحوار المتمدن في صفحة الزوار كل يوم و هم يستعملونا منبرا للتعبير عن رأيهم.:
لا أفهم ما كل هذه الضجة حول الدين، و كأن مصدر المشاكل عدم وضع رؤوسنا قاطبة في طاقية واحدة لكي نكون.
خاطئ هذا التفكير و يستحق إعادة النظر . فتدين شخص لا يضر به لا تدين الآخر طالما لم يصدر عن هذا الآخر مايُضر بالغير، وإن صدر: فليس بسبب تدين المعتدي أوعدم تدينه أو تبنيه لعقيدة أو أخرى ، و إنما بسبب عدم إنسانيته، و عدم احترامه لحدود احترام كيان أو حقوق الآخر، فلطالما اعتدى المسلمون و أساؤو للآخرين وبالتالي لدينهم، و هو ما يعيشون عواقبه في هولاندا و بلجيكا و ألمانيا وغيرها، ولطالما أحسن غير المتدينين في حق المتدينين. طريقة التفكير هذه ليست أكثر من فرار من الإشكاليات الصحيحة و تعويم لها، و كأن في صالحنا ابتداع ما يفرقنا بدل البحث عما يمكن أن يجمعنا...يمكننا سيدي أن نعتقد ما نعتقده بكل حرية، ونراعي المصلحة العامة للبلد الكبير والصغير، وندع عبادتنا لخلوتنا، حين نختلي بأنفسنا وبمن نحبه أو نعبده، نشكره على ما نشكره عليه و نشكو له ما نشكوه و نناجيه في سكون الليل، بعيدا عن ضوضاء النهار، فمن باب غيرتنا على قيمة من نحبهم نستحضرهم في خلوتنا. يمكننا هذا، فيبقى للدين تلك القدسية و التعالي اللذان انتهى الإسلام إلى فقدانهما ، كخاصيتين أساسيتين لاستحقاق العبادة، فقدهما ، بل لم يكتسبهما أبد ا بفضل مرمطته بكل الأشكال من تسلط المسلمون, وتطاولهم على أحد أهم حقوق الإنسان الذي هو حق حرية العقيدة لدى الآخر، ورفض مناقشة الدين بعد ما كانوا هم سبب الحاجة إلى نقاشه كمشكل يهدد العرب في صميم كيانهم ،و ذلك بإضاعة الوقت في هراء لا يفرغون منه أبدا، في الوقت الذي يتطلع فيه غيرهم إلى معرفة ما يقع في كواكب أخرى و يدرسون إمكانيات صلاحيتها لحل مشاكل الأنسان على الأرض، يدرسون ما ستؤول إليه الإنسانية قاطبة بفعل التسلح والتلوث والحروب وما تخلفه من أمراض و تدمير أمهات الحضارات،يبحثون عن كيفية إيجاد أساليب لتعويض ما هو مهدد على الأرض من ثروات هي بصدد الضياع، يحللون علميا ما يدور حولهم من أحداث ووقائع وظواهر، يصغرون أمام المعرفة و يحسنون الإصغاء من أجل التعلم، يتموقفون من الرديئ و ينتقدونه بكل حرية لتغيير واقعهم يوما عن يوم إلى واقع أريح، يكفل الحرية و السلم و المحبة و يرفع الظلم عن بني الإنسان. ليس دينا هذا الذي يفعل بصاحبه كل هذه الفدائح التي بفعلها الإسلام بالمسلمين . و إنما هو نقمة على أصحابه. بل إن من يتاجرون بالعقيدة لا يحترمون معنى أن يكون للأنسان عقيدة، إن هِؤلاء يحطون من معنى الدين الغير المؤذي الذي نسمع عنه عند البوديين والأميرنديان، إن الهوس الديني صباح مساء ضيع قرونا من وقت المسلمين وعرف الغرب كيف ينفد منه ليتنفع من تخلف المسلمين و إلا لما كانوا يبشروننا كل يوم بإسلام أحدهم وقد أغدقوا عليه مقابل ذلك ما يغنيه عن الغناء أو التفكير في الكتابة كمصدر عيش لدهور كي يسَخَر لتكريس التخلف بيننا حتى يُطمأن الغرب لخلودنا إلى التقاعس والفكر الغيبي والأمية و التبعية الدائمة لهم، فيما نكيل لهم نحن الحسد والحقد ونحن من لا يستغني عن عقولهم في أبسط مشاكلنا. يا أخي في الحزن، يا أخي الذي سوف يقول ولا شك "لا أنا أخوك ولا أقرب لك ومنك أنا بريء إلى يوم الدين، ولا حول ولا قوة إلا بلله و أولائك مثواهم النار وبأس المصير..الخ الأغنية، يا شيخ العرب، لا يهمني أن تكون متدينا أم لا، فليس من شيمي أن أحشر نفسي بين أنسان وبين معتقداته.ما يهمني هو بضع إسئلة تؤرقني: إلى متى سيبقى العرب يقتتلون و يتناحرون باسم المشاكل الطائفية و الدينية، و يدًعون امتلاك الحقيقة الواحدة الوحيدة فيما يُثبث واقعهم أنهم أبعد من الحقيقة مما يتصورون، ولا يكتفون باحتكار هذه الحقيقة و الاحتفاظ بها لأنفسهم، بل يريدون فرضها على الغيرمصرين على أن لا تسلم رقعة فوق الأرض من التخلف، لا حاجة سيدي الشيخ العدواني لقول أنني أنعث الدين بالتخلف و أقول في ذات الوقت أنني أحترم عقائد الآخرين، فهذا منفذ للفتوى لن يفلت منك، لذلك أفسر حالا: ما أعتبره تخلفا هو أن يمضي الواحد منا حياته في السب والوعيد وما يجوز وما لا يجوز، و في " أولائك لهم الجنة" و "أولائك لهم جهنم و بأس المصير" يا أخي إن جاز، فانعم به و إن لم يجز فاتركه، و اترك الناس تتفرغ للأهم: صناعة غد أفضل لأبنائنا. ألا يُقال أن عظمةالخالق في أرضه تتجلى في حكمة صنعه؟ دع للناس إذن ما يكفي من الصمت للتأمل، خاصة لما لا يكون لديك ما تقوله غير التشويش على ذاك الذي يمكنه الإستغناء عن وصايتك ولا يريد إلا هدوءا يفكر فيه في أصل الكون. إن الفكرة أكبر من أن يسهل طرحها بشكل سليم في جو الإرهاب و الترهيب والترغيب و التكفير و الرقابة على حرية التعبير، والاقتتال من أجل الموت.. لا أظن مناخ العالم الإسلامي بما هو عليه يصلح لإنعاش التفكير في مواضيع بهذا الحجم، ماعدا إذا كان العجز عن التفكير هو سبب تفضيل التشويش، شأن التلاميذ البلداء دائما حين يستعصي عليهم متابعة مستوى الدرس. إذا كان الأمر هكذا فأجدر أن يسكت المرء حتى لا يضر بغيره. يا شيخ الحقيقة الوحيدة، يمكن أن أختلف عنك في مسألة العقيدة و نتفاهم في أن بالعالم ظلم يمارسه الإنسان في حق الإنسان، و ندينه، كل من موقعه، و نحد منه متجاوزين نقط اختلافنا لصالح مواطن تشابهنا، تنادي أنت باسم من تشاء بحرية الرأي، و أنادي بها باسم أنسانيتي شريطة ألا تستعمل هذه الحرية في إفتاء الرأي في ما يخص حميميات أحدنا، و أهمها مسألة الدين، و إنما في ما نحتاج فيه رأيا.، تقول أنت بطريقتك بأن النظافة شيئ جميل. وآتي لأزكي أهمية النظافة حتى و لو لم تكن من الإيمان. تقول أنت أن الله يحب المسالم النافع الموثر المتواضع الملحاح في طلب حقه المغدق العطاء الناكر للذات الرحيم بالغير، و آتي لأدافع عن الفكرة موثرة ذاك الذي يتصف بهذه الصفات ولو دون طمع في الجنة أو خوف من نار، فقد أكون غاوية، شأن كل محبي الحرية في نظرالشيخ، لكنني، بصراحة، أراهن على من يحب ما هو جميل من غيرأن يكون وازعه طمع في الجزاء أوخوف من العقاب.، كما لا أراهن على من لا يقتل إلا خوفا من القانون، من أراهن عليه، يجب أن يكون غير محب للقتل ولو لم يكن هناك قانون يهدد بالسجن أو بجهنم.شتان ما بين ما أحلم به و ما تفتيه حضرتك، أليس كذلك؟ لكن هذا لا يمنع ألا نُضحك بوش منا وألا نسمح له بالاستفادة من بطء إيقاع التفكير لدينا، وألا نمكنه من اشتراء ذممنا.. يا شيخ خير أمة أُخرجت للناس ، إكسب فينا ثوابا بأن تحببنا في ما لديك بجميل الإصغاء، وسديد التحلبل، وهوس تحسين الحال والدعوة إلى النهوض بالبلاد للتخلص من التبعية الاقتصادية للغرب والشرق و بقبولنا رفاقا في مسيرة محاربة الأمية و المرض و الفوارق الطبقية فترانا نتبعك ولو أني لا أعرف ما تستفيده لو ربطت لي علاقة مع السماء. إن شكل المسلمين و نمط تفكيرهم وسلوكاتهم لا تدع لي شكا بأن آخر دين يمكن أن يغري متبعوه و ُدعاته الناس باتباعه هو الإسلام. يا أخي شوهتم دينكم وشوهكم لكثرة ما تلوكونه، و تزعجون الناس به ليل نهار في مكبرات الصوت و كأن الإلاه يُحتَمل أن تكون من صفاته احتياج من يوصل صوته لمن يُفترض أنه خلقهم. يا شيخ، قل لنا كلمة طيبة تعكس كل النور الجدير بقلب من يتواصل مع إلاه ولومرة في العمر وليس خمس مرات في اليوم. تحضرني صورة سأحاول نقلها لو استطعت، خلال مقامي لفترة بفرنسا، دعاني قس إلى حضور صلاة يوم الأحد في كنيسة بمارساي، فحضرت طقسا رائعا وكأنني استحممت في لوحة فنية من أرقى ما يكون: قبل بداية الصلاة حضرنا جلسات ينشطها شبان ويقدمون مواضيع إنسانية لا علاقة بالضرورة لها بالدين، فموضوع الحديث بالنسبة للقاعة التي وقع عليها اختياري كان: كيف نتحكم في غضبنا؟، أذكر كيف أن الحاضرين بعد التقديم للموضوع، بدءوا واحدا واحدا يتحدثون كل عن مجهوداته في ضبظ النفس و يحكي عن آخر تجربة امتحنت صبره وقدرته على التحكم في أعصابه.. و بعد ذلك التحق الجميع بالقاعة الكبرى حيث ابتدأت الابتهالات تنمق فضاء الكنيسة الذي كان يحرك الكيان بوقع نبرات آلة البيانو في الآذان حاملةاللمبتهلين في ملائكية هي فعلا تحسسك أنك في عالم الجمال و التجانس والرقي باالذوق و الروح إلىمكان رفيع البدخ يُرغبك في أن يكون كل شيء جميل و هادئ ومستجيب للرغبة في الأجمل.. تحضرني كذلك محطة من رواية الكاتب النيجيري تشينوا أتشيبي في روايته الأشياء تنهار حيث يتنصت الطفل الإفريقي الصغير من وراء باب الكنيسة على أناشيد الصلاة المسيحية و يحس أن شيئا منه يجتدب إلى ذاك التعالي الباذخ لطقس الصلوات المسيحية. لا ليس الذكاء موهبة كما تحاول الإيديولوجية الرأسمالية ، تضليلا، تثبيته وأنما الذوق الرفيع والقدرة على صنع ما هو ذكي و جميل و مريح هما مسألة عمل دؤوب وحمل جاد و مسؤول لهم السؤال: كيف نحقق ما نريده بدون قبح ولا ارتجال ولا لوك لما قيل قبل قرون .. كيف نؤسس لثقافة الحوار و التعاطي المثمر؟ كيف نتخلص من حب أن نكون دوما على حق حتى لا نحتاج تطوير أنفسنا؟



#بيتي_سايلور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بيتي سايلور - وشوشة الدين على التفكير السليم