أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - منعم شريف - لا وجود اصلا ( لما يسمى ليبيا ) , انها شبه دولة مصطنعة ........ الكاتب جاستن ريموندو















المزيد.....

لا وجود اصلا ( لما يسمى ليبيا ) , انها شبه دولة مصطنعة ........ الكاتب جاستن ريموندو


منعم شريف

الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 10:00
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يقول جاستن ريموندو"
في مقاله عن انشاء دولة ليبيا تحت وفاق سياسي دولي لصناعة ليبيا التلفيقية" .
الفكرة القائلة بأن ثمة أمة تدعى «ليبيا»، هي التي تشكل المعضلة المركزية لفهمنا لما يجري حالياً في تلك «الدولة» المزوّرة، وللغموض الذي يكتنف تصوراتنا بشأن ما سيحصل، أو يمكن ان يحصل هناك...
إن البلد المعروف اليوم باسم «ليبيا» لم يكن موجوداً إلا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان نتاج زواج قسري للمقاطعات الثلاث: «تريبوليتانا»، في الغرب و«سيرينايكا» في الشرق، و«فزّان» في الجنوب.
وقد أُنشئت ليبيا، للمرة الأولى، على أيدي الإيطاليين عام 1934، الذين أرادوا دمج المناطق الثلاث المختلفة، في مستعمرة واحدة وموحدة. تحت حكم «مفوّض سام» فاشستي واحد. وبعد هزيمة دول المحور، سيطر البريطانيون على هذه المستعمرة، ونصّبوا «أميراً» على سيرينايكا.
وفي لمحة تأريخية، وضعها «ديدريك فانديغال» أستاذ التاريخ في جامعة «دارتموث»،
يقول: «التاريخ لم يكن منصفاً بالنسبة إلى هذه الأمة. فمقاطعاتها الثلاث سيرينايكا وتريبوليتانا وفزّان تم توحيدها لأهداف استراتيجية خاصة بالقوى العظمى بعد الحرب العالمية الثانية. ومقاطعة سيرينايكا في الشرق، وتريبوليتانا في الغرب وهما المقاطعتان الأكثر أهمية. وكانت الواحدة ترهب الأخرى وتشكك في نواياها.
والملك إدريس السنوسي، سليل حركة صوفية إسلامية، كان مقرها في سيرينايكا، تذمر مرات عدة، أمام السفير الأميركي، مشددا على أنه يريد ان يحكم كأمير على سيرينايكا فقط، وليس كملك، على ليبيا.
ويستطرد فانديفال قائلا: «في حالات عدة، لا تزال ليبيا المجتمع القبلي عينه الذي كان موجوداً عام 1951، عندما نالت استقلالها. وليبيا، ككيان سياسي، لا تزال، بالنسبة للعديد من مواطنيها، محصورة بالعشيرة او العائلة او المنطقة. وصورة نظام موحد من التوازنات السياسية تبقى «أمرا مجهولا».
وخطر الحكومات المستقبلية، أياً كانت، هو أنها قد تواصل بسهولة، البقاء أكثر بقليل من مجرد قناة توصيل لموارد البلاد الطبيعية الهائلة. والتحدي الحقيقي لليبيا لن يكون إعادة الإعمار فحسب، بل خلق دولة فعلية ذات هوية وطنية مشتركة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1951».
لقد أوضح القذافي، في مناسبات متعددة، نيته في إلغاء الحكومة الليبية، وتحويل السلطة افتراضيا إلى «اللجان الثورية المحلية».
لكن الحقيقة، التي يستطيع الجميع مشاهدتها بشكل واضح، هي ان كل من كان يتحدى دكتاتورية القذافي، كان يجازف بحياته.
فالقذافي، والضباط الصغار الذين قادوا الانقلاب ضد الملك إدريس عام 1969، بادروا إلى الاقتداء بالنموذج الغربي لناحية قيام دولة مركزية موحدة. لكن مسارعة معمّر القذافي إلى إخفاء هذه المركزية وراء قناع «جماهيريته» الاشتراكية التي تزعم ان ليبيا هي ديموقراطية مباشرة، تكون السلطة فيها منوطة «بمؤتمرات شعبية محلية» تؤشر بالتأكيد، إلى صعوبة فرض أي نوع من أنواع الحكم المركزي، على مجتمع يرفضه بطبيعته. وهذه هي القاعدة التي ينطلق منها القذافي عندما يزعم انه لا يستطيع التنحي من منصبه لأنه لا يتسلّم أي منصب في الدولة الليبية، غير الموجودة رسمياً. ومن أجل الحفاظ على حكمه، أقام القذافي نظاماً ثبّت بموجبه الوضع الذي كان قائماً، والذي يصفه فانديفال بأنه «المجتمع القبلي الذي كان قائماً عام 1951». لكن المفهوم الايديولوجي لكلمة «الجماهيرية» أزيح القناع عنه بسرعة، من خلال رد الدكتاتور الوحشي، على حركة التمرد في برقة .بنغازي.
والسؤال هو: هل يمكن ان تشهد ليبيا في يوم من الأيام، بروز «دولة حقيقية» والوصول إلى «هوية وطنية جامعة ومشتركة»؟
إن تجربة الليبيين مع الدولة الموحدة ابتداء من التفاهات الواردة في «الكتاب الأخضر»، وصولا إلى قرارات الإدارات الاستعمارية كانت بكاملها سلبية. والفترة الوحيدة من السلم النسبي، والازدهار والاستقرار، كانت عندما سُمح لشعوب المنطقة بالعودة إلى انتماءاتهم القبلية، المحلية.
فالتمرد الذي حصل في بنغازي هل هو أساساً حركة انفصالية تهدف للانفصال عن دولة «تريبوليتانا» التي كانت دائماً دولة قائمة بذاتها، والتي هي اليوم مقر الحكومة المركزية، والمعقل الرئيسي للقذافي؟
لمقاطعة «سيرينايكا» تاريخ طويل ككيان شبه مستقل، يعود تاريخها إلى زمن الإغريق القدماء، واستمر حتى العصور الحديثة. وهذا التاريخ يعود اليوم لتأكيد نفسه من جديد. فمقاطعة «سيرينايكا» كانت مركز المقاومة ضد الإيطاليين. وهي أيضا مركز نفوذ طائفة السنوسي وهي مذهب إسلامي، تأسس عام 1837. والسنوسيون الذين يتواجدون بين صفوف القبائل البدوية في الشرق، كانوا دائماً، الأشد عداء وخطراً على المستعمرين. فهم قاوموا حكم الطليان تماماً كما حاربوا العثمانيين، وهم يحاربون اليوم معمّر القذافي.
الملك إدريس الأول، الذي اعتلى العرش بعد الحرب العالمية الثانية كان سليل الأمير السنوسي الأول، وتبين انه كان على حق في تردده بتوسيع حكمه وسلطته إلى طرابلس. ولو أن القوى الغربية، المختبئة وراء الأمم المتحدة، أخذت بنصيحة الملك، وسمحت لمقاطعة «سيرينايكا» بالسير في طريقها، لكان بالإمكان تفادي المأساة الجارية حالياً.
ومما لا شك فيه، ان التمرد الانفصالي ليس مقبولا من القوى الغربية، التي تريد ان تتعامل مع دولة واحدة لاستغلال ثرواتها. وهو أيضا غير مقبول من جامعة الدول العربية، لأنه يفتح الباب أمام بروز مجموعة من الدويلات، الأمر الذي يهدد بتغيير حدود الدول التي نشأت عقب انهيار الامبراطورية العثمانية. فإذا كانت «سيرينايكا» قادرة على الانفصال عن طرابلس، فلماذا لا يستطيع الكرد الانفصال عن العراق، ولا يستطيع شيعة المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، تخليص أنفسهم من ظلم حكامهم السنّة؟
في كل الأحوال، يبدو أن وهم «ليبيا» الموحدة، يتلاشى. وما سيلي ذلك يبقى سؤالا مفتوحاً.
ان اليقظة العربية العظيمة التي تجتاح اليوم شمال افريقيا والشرق الأوسط، لا تطيح بالنظام القديم للسلالات المدعومة من الغرب فحسب، بل تمحو أيضاً الحدود الاعتباطية التي رسمها المستعمرون الغربيون، والخلفاء العثمانيون، وتعيد ترسيمها بشكل يعكس الحقائق والواقع بصورة أكثر واقعية ودقّة. وأية محاولة يقوم بها الغرب لكي يتدخل، وليفرض مخرجاً بدلاً من آخر، لا بد لها من ان تثير غضب السكان الأصليين، وتوجيه هذا الغضب بعيداً عن الطغاة في الداخل..!!
#نقولا #زيادة
============================
http://original.antiwar.com/.03/13/libya-does-not-exist/


https://original.antiwar.com/justin/2011/03/13/libya-does-not-exist/






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفسير فى منتهى الروعة لسورة العلق للفليسوف المفكر المرحوم ال ...


المزيد.....




- السودان- مفوض أممي: الفاشر تشهد فظائع مروعة والأطفال يموتون ...
- الكنيست يقر القراءة الأولى لمشروع قانون يُجيز إغلاق وسائل ال ...
- إسبانيا: تعرّض ضابطيْ شرطة لضربٍ وحشي أدّى لكسرٍ في الأسنان ...
- تقرير أممي: 70 ألف شخص نزحوا يوميا العقد الماضي بسبب الكوارث ...
- أمنستي تدعو نيجيريا لتبرئة 9 نشطاء أعدمتهم قبل 30 عاما
- سوريا توقع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي ضد تنظيم الدو ...
- أول تصريح لترامب عن أحمد الشرع بعد لقاء البيت الأبيض
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -نعمل مع تل أبيب على التفاهم مع دمشق-.. ترامب: نريد سوريا نا ...
- لقاء تاريخي بواشنطن .. ترامب يستقبل الشرع وسط تحولات سياسية ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - منعم شريف - لا وجود اصلا ( لما يسمى ليبيا ) , انها شبه دولة مصطنعة ........ الكاتب جاستن ريموندو