|
اناشيد الرياح الاربع
محمد سهيل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 08:57
المحور:
الادب والفن
نص 1- ريح الشمال رخية كلقاء عاشقين/ منعشة/ باردة/ مدن مفتوحة/ أحلام تمضي أبداً نحو الأعالي/ ثلج/ آريون عند بوابات المدن المتفسخة/ آثار أقدام لمخلوقات منقرضة/ حداد وكرملينات بأجراس وبلا أجراس/ عباد شمس في سهوب الأناضول/ جثث/ مستنقعات/ نثار أوراق شجر/ بذور صنوبر/ وجوه ناظم وإيسين/ دماء بوشكين المهدورة من أجل امرأة صارت شلالاً في نفق الزمن السري/ ماذا في حقائبك يا ريح الشمال؟/ زخّات من مطر فوق (الدون)/ عطور فاتنات (بطرسبرغ)/ همهمات دستويفسكي/ صرير زحافات (ليرمنتوف)/ منديل (جنكيز ايتماتوف) المنفلت من شجيرة العاشقة/ إيماءات (البالرينات) في (بحيرة طائر التم)/ أم إيقاعات تشايكوفسكي في (السمفونية السوداء) ؟ / تأتين بالصقيع من أصقاع (سيبيريا) ودبكات الأكراد ورائحة كباب أربيل/ دوائرك اللولبية تتسكع في وديان (آرارات)/ تأتين بأصداء (يالطا) وهدير المدافع النازية، من عيار 500 ملم على (أوديسا) وزعيق القوزاق الى تخوم (يرفان)/ وهناك في سواحل (فلوريا) تتهادين بسرعة/ تتخللين رئة (استانبول) الأوروبية/ تداعبين خصلات شعر (ساربيت أصلان) ابنة حمال القطارات/ تيممين صوب برج المدينة السياحي الذي كان يوماً منارة لمسجد قديم/ تمضين على غير هدى في (استقلال جادة سي)/ تقفلين عائدة إلى رجل وحيد/ رجل صغير يدور حول تمثال (أتاتورك)/ تلجين معطفه الفضفاض/ تضاء نوافذ البنسيونات السرية/ تطفأ/ تسمع صفارات منبعثة من سيارات الشرطة/ يتلاشى قوادو العلب الليلية/ (استانبول) تؤرقها حياة الليل وتوقظها ريح الشمال الصباحية/ حين تقبلين ياريح الشمال/ أعقد لنفسي فرحاً/ وحين الرحيل ابحث عنك في مرافئ روحي! 2- ريح الجنوب خطوط العرض والطول قد اختلطت عندي/ الجغرافيا في رأسي كأس مقلوبة رأساً على عقب/ تهشمت البوصلات/ لا أعرف من الإسطرلاب غير اسمه/ ما انتظرتك قط ياريح الجنوب/ ثقيلة أنتِ على الصدر/ تصطحبين التاريخ وشركة الهند الشرقية والبرتغاليين والمراكب الانجليزية إلى الخليج/ تدفعين ببقع الزيت إلى أقصى الشمال/ وروائح العرق الزنجي الى ارض السواد/ تدفعين بمراكب التجار المحملة برقيق أبنوسيي البشرة/ ظلال إيقاعات/ بطون طاوية/ تلقين بهم حيث عتبات الدولة العباسية /لماذا ياريح الجنوب تهرّبين أحلام إفريقيا المجتثة في كل حين إلى متاحف (فينا) و(لندن) و(باريس)؟/ تشحنين (الفلاشا) الجوعي إلى فلسطين المكبلة بالموت العربي؟/ تدفعين بالأساطيل إلى حافات بحر العرب/ أين هداياك من (جاردينيا) (جزر القمر) وسوسن (جزر القمر) وشموس (المالديف)؟!/ ياريح الجنوب... مثــقلة انت كصدري! / ياريح الجنوب ... مـثـقلة انت كرأسي ! 3- ريح الغرب معذرة يا (شيلي)/ أيها المنشد الخالد/ يا من أهديت أغنيتك الى (ريح الغرب) نعم/ أيتها الريح القادمة من الغرب/ يا صنوّ ريح الشمال/ يا مندوبة شركات التجميل/ يا حاملة غبار الحضارة الرأسمالية الينا/ ما في معطفك من هدايا؟ / أوه/ انها ابتسامة مصنوعة في (البيت الأبيض)/ حيث الأصبع على زر القنبلة الذرية/ تعالي أيتها الريح (الأبيض- متوسطية)/ يا حبلى بروائح اللحم البشري وهو يشوى في خنادق (بيروت) و( صيدا ) والمخيمات المقصوفة/ تختلط الوجوه الذائبة بشطائر (الهامبرغر) وبارود الالمنيوم المنضب / يا بارودا في الحلق/ ايتها المتسكعة في صالات (الديسكو) الغارقة بارتعاشات الألوان الضوئية/ حيث ينام القلب على سرير اللامعنى / ويموت العابر برصاص الأهل/ تتهاوى بعلبك المعطرة بأنداء فيروز وتنهض من رماد/ أيتها الرياح الغربية ماذا في حقائبك؟/ حفنة من تـنبؤآت نوستراداموس/ ايقاعات فلامنكو / رقصة زوربا / ام شذى انبذة من قبرص؟/ ايتها الآتية بالأخبار المكررة كشاي المقاهي لرحلات مكوكية، فانتومات، ميراجات وصواريخ بالستية/ أيتها الريح الغربية/ يا من لوثتك شوارع (روما) المزدحمة بالمركبات/ ومصانع (فرانكفورت) و(جلادباخ) / يا من تدفعين بغجر أوربا المنبوذين إلى الوراء/ دوماً إلى الوراء/ أيتها القادمة من بلاد اللاقلب/ كوني نقية كرائحة فم طفل أو لا تكوني! 4- ريح الشرق قدم في الصحراء/ كثبان الروح تعرت/ نفخات كونفوشيوسية/ أنت ياريح الشرق الأصفر/ يا من كنت كآبة (ميلانخوليا) على صدر (طاغور) ورصاصاً في قلب (المهاتما) / أيتها المنحدرة من شواهق (الهملايا) ياغجرياً بقناع يعبر بوابات (البنجاب)/ يا مهووساً بالطب يرش (ذباب بوبال) البشري بالـد.د.ت/ أيتها القادمة بالوجوه التي التهمت أعينها الأسماك/ أيتها الآتية بجثث (التاميل) من سواحل/ (سرنديب) وعلب البيرة السنغافورية الفارغة /هتافات جماهير كرة الهَوَس المدور / وعبق تـنـباك الأرجيلات /أيها القاتل الخفي والمنعش المباغت / يا(روبوت) اليابان الذي يعتمر قبعة من (تايوان) ونعلا بلاستيكياً من مطاط (جاوا) ودوارا من بترولها/ أيتها الآتية بهولاكو وجنكيزخان الى عتبات الدولة العباسية / أيتها العائدة بدهشة (ماركو بولو) / ورائحة البارود الصيني/ يا من أسلمتِ السيف ليوكومشيما والتاج لهيروهيتو/ يا قلب الحب وحب القلب/ خذي بيد الأمطار إلى (بوذا) والى العشاق/دحرجي تفاحات الأمس الى وديان النسيان/ هل من (هيروشيما) في انتظارنا جديدة طازجة على السفود؟/ خبرينا ياريح الشرق/ هل سيكون القرن الحادي والعشرون وردة في حديقة الرب أم جثة في مشرحة الحب المفقود؟ !
#محمد_سهيل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة الزنج : الأسئلة والمقتربات
المزيد.....
-
وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما
...
-
تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
-
انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح
...
-
في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
-
وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز
...
-
موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
-
فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
-
بنتُ السراب
-
مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|