أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سردار رضا الجاف - جوهر المفاهيم في شعر - لنعود - ل آزا حسيب قرەداغي















المزيد.....


جوهر المفاهيم في شعر - لنعود - ل آزا حسيب قرەداغي


سردار رضا الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


وجه الجمال الحقيقي لصميم الشاعر هو الشعر، الحوادث التي تلازمە لاسيما أن کانت مصيبة أو ألما أو يغرق في نکبة لن تکن حادثة أو عابرة سهلة لکون أحاسيسه ناعمة و حنينه و رقيقة لذلك مبتعد کثير البعد عن اللامبالاة هنا يطراء لنا أنسان غير مألوف، ربما الأنسان الأعتيادي من خلال البکاء أو الأنفعالات علی من حوله يهدئ ما بداخله، الشاعر للتعبير عن همومه و کبت أنفعالاته يبحث عن مأوی للأفراج من الأنغماس التي وقع فيها، مثل فقدان العزيز مفارقة المحب أو أي شئ مايشابه تلک، العزلة يلازم أفکاره تکون متشابکة و معقدة أحيانا ينفعل ليس الأنفعال الصوتي وأنما من خلال کلماته، في البداية يجادل نفسه يحاور الذات، کأن العزلة تتماسکه، في هذه الحالات هناک غرائز عند الأنسان لکي الآخرين يطلع علی همومە والا يعتبرونه أنسان قاسي أو غير عاطفي، لکي لا تعم شهرتە بما لاتشتهي السفن تلک الرياح، من هنا يدرک بأنه لابد أن ينفرد لکبت هيجانه الأنفعالي يدخل عالمه الخاص اللاوعي يحس بأن خطواته أيضا تفارقه بصورة أبطء يقع في اللاشعور هنا يسبح مابين نهر العقل الباطني والعقل الخارجي، يتجول بأزقة الحروف و ها هو هيجانه العاطفي في قصيدة تتماطر، أحيانا هذا الأيحاء و الألهام يکونا أبداعا نموذجيا و يتولد الفن الشعري، کثير من الشعراء قد وقعوا في هذە الآفة. من کوخ الحزن يبدع، يسيل الهموم في نصه، أحيانا القارئ يفجع معە و لربما يستمتع الآخرون، هذه المقدمة مدخل لبحثنا لقصيدة " لنعود " للشاعر الکوردي " آزا حسيب قرداغي "*، مع قصيدة الشاعر سيکون لنا وقفة و قراءة نقدية مع کلمات و أسطر وأبياتها...
قبل الشروح لمفاصل النص نود بأن نقول أن شعر " لنعود " شعر عمودي کلاسيکی ولکن بأسلوب مميز حيث لە أبداع في تشکيلة السطور، ولکن الأديب عليە الأبداع في الحداثوي و ليس لنص کلاسيکي لأن هذه المحاولات تذهب سدی مع نسيم الهواء، للأسف لن يقلده أحد في هذا النمط أو الشکل الشعري، ولن يعتمد الشاعر في الأوزان لعروض التفعيلية الخليلية کما معمول في الشعر العربي، قصيدتە کما قلنا عمودية الشکل، لايخضع الشعر الکوردي لقواعد جامدة بل تمتاز بأوزانه المرنة و تسمح أکثر للتنوع و التجديد، وليس کل الشعراء الکورد ألتجاؤا لهذا الأسلوب و أنما کانوا يسلکون الأوزان في الشعر العربي التقليدي التي تعتمد علی التفعيلات الخليلية، الشعر العمودي دائما يسير علی نهج سطرين لکل بيت و الا هنا آزا تجاوز هذا النهچ لکل بيت ستة سطور و لکل سطر ثمانية مقاطع من الأوزان المقطعية " الهجائية " نعتبره بأن لکل ثلاثة سطور بيت واحد، و کل ستة سطور بيت و مقطع من الشعر الکلاسيکي.. أذن متجاوز المدارس والأشکالات في الشعر، لذلک لم نستطيع بأن نقول أبداع جديد لعصرنا هذا، کما ذکرنا سالفا، کان عليه التجديد في زمن الحداثة و البنوية .. قبل البدء بکتابة شعره نود أن نقول " لنعود " کتب باللغة الکوردية لغة الأم ومن ثم ترجم لعدة لغات ، للغة العربية : لقمان منصور من کوردستان العراق، للأمازيغية: مازيغ بدر من الجزائر، للأنجليزية: شانان فداسي من السودان، للأسبانية: فتيحة بجاج من المغرب....
لنعود .....
انا جمر تحت الرماد
الى أن أعود الى موقد نارك
اظل خامداً لن أشتعل
فإني دون سواه
لن اعطي سعيري لغيرك
و لو خمد لهيب قلبي
سبق وأن قلنا مرارا و تکرارا بأن الشعر ينبغي أن يترجمه الشاعر أو الناقد لکي لا ينحرف لمستنقع آخر، کما نجده هنا، هذه الترجمة تنصرفنا من عملنا الرئيسي ألا وهي قراءة نقدية، لذلک علينا قراءة النص کما هو موجود في اللغة الکوردية لغة الأم، في هذه الحالة القارئ أيضا من حقه المطالبة بضمون النص مفهوما و ليس ترجمة عشوائية..........
لنعود
أنا جمرة تحت الرماد
لئن لن أعود لموقدک
أظل خامدا ولم ألتهب
لئن محي ذونسب القلب
و أن لم يکن في موقدک
لم أبعث شعاع لهيبي لأحد
في البداية لابد من الأشارة من أن الشاعر في الوقت ذاته أنه فنان تشکيلي لهذا نجد البعد الثنائية في الصورة والکتابة، هذا الشعر متکون من خمسة أبيات و في کل بيت نستنتج صورة شعرية و فنية و هذه دلالة سيطرة الفن الرسم علی أفکار أکثر من أي شاعر آخر، هذا الشعر بحد ذاتە ثورة أو برکان داخل نفس سيلان مهتون، علينا البحث و أستکشاف أبعاد المفاهيم خلف کواليس هذه الأنهيارات الروحية، العشق يجعل أي شخص أن يفتن ويجعله متهيجا لاسيما بات بالفشل، حقا نری العشق الرمانسي في ‌هذا الشعر ؟ القارئ الأعتيادي حينما ينهي من قراءة النص لعله يضع کل المفاهيم في السلة الرومانسية، هذه الأفکار أيضا مردود آخر لثنائية المفاهيم.(( ينبغي التأكيد؛ على أن استخراج معنى “الكلمة” يستنبط من “سياق الكلام”، و هذا لا يصح حينما نريد البحث في ” المفهوم/المصطلح”، ففي المصطلحات لا نتحدث عن المعاني، و إنما نتحدث عن المفاهيم، و مفهوم المصطلح؛ لا يستخرج من سياق الكلام، بل من المجال ” الدلالي و التداولي للمصطلح ” وشتان بين هذا و ذاك، و معظم المشاكل منبعها من عدم التمييز بين هذين المنهجين )) "١" أذن في الأدب لدينا الرموز لشرح المفاهيم الأدبية ، (( فالرمزية ضبابٌ مشع أكثر منها منطقة محددة؛ لما يعترض ذلك من عوائق. أبرزها قيام الرمز على معنيين: الأول أنه ينوب عن شيءٍ آخر. والثاني معناه المذهبي، الذي يعني فيه الرمز أنه تفاعلٌ بين شيئين أحدهما ظاهر، والآخر خفي. )) " ٢ " لذلک نتجول في خفايا الرمزية للمفاهيم الواردة بأفکار آزا حسيب، المعمول بأن الرماد حطاب الجمرات لهذا يجب أن يقال أنا رماد تحت جمرتک، أذن مالمقصود من تغيير أماکن الدالين، في البداية الشاعر يقول لنا بأن هذا النص مکتوب لشخص مفقود أذا صح التعبير لشخص ما وفاه الأجل، لکن الرجوع لکينونة الأنسان من ( الماء و التراب و النارو الهواء ) من هذا المنطلق يقول لنا لا أريد أن تموت سأکون نارا تحتک لکي من الرماد تصحی تبعث أشعاعا، والا لن يلتهب مرة أخری أبقی خامدا أي ميتا کما أنک ميت، ويقول أن لم ترد للحياة أنا سأبقی خامدا کما أنت خامد في هذه الدنيا، ويقول حتی و أن يمحوا نسب القلب بمعنی لن يبقی أحد أحبه أو يکون لي نسب و ذرية، فقط في موقدک أشتعل و أکون لهيبا لرمادک والحياة بدونک ليس لها أي معانی و دلالات، لأنک الوحيد بحياتي، لما الشاعر يصل لهذه المرحلة من الذوبان و أنهاء کل الآمال، الأستغراب و المبالغة تطارد القارئ حقا أنها مبالغة، کأحلام الشعراء ، لو لا المبالغة، فلماذا هناک أمل أو ذريات أخری، نقول بأن الشاعر وضع کل أحاسيسه و عواطفه في سلة واحدة.... لابد الأشارة بأن أفقه ضيق، لأن لا يرکز علی مسألة واحدة، فهناک عدة أتجاهات لکل مسألة بحد ذاتها، من هذا المقطع قال لنا بأنە فقد شخص ما بحياتە و کل أمنياته للعودته و الأمنيات ليست الا قوقعات وهمية، لأن الميت لن يعود أذا المقصود ميت و لکن أن الأمنيات لمحب مفارق أو مبتعد أو التشاجر ينبغي العودة و عودة السلام لسوئ التفاهم التي حصلت.... أذن علينا قراءة البعد الآخر من شعره.......
في قلب الشتاء ، أوفي أتون الصحراء
لو ناديت على منقذ
فأنا البي النداء
على جبل (بيستون*)ك
بجانب صخر تمثالك
انا فرهاد
** حتى إذا لم تكن هناك شيرين
نعود لن لعودة الشعر " لنعود " وأنما للترجمة، في اللغة الکوردية جاءت کلمة " رێبەندان " والمقصود من شهر " کانون الثاني " بمعنی الشتاء القاسي أو عمق الشتاء، کان عليه التفکير بعمق في النص، والکلمات، کذلک ليس النداء وأنما ألتجاء....
في الشتاء القاسي، وفي الصحراء
لئن ألتجئت الی المنقذ
سأکون أنا الملتجیء لذلک المنقذ
علی جبل بيستونک
بجنب صخر تمثالک
من دون شيرين أنا ذلک فرهاد
قلنا الشاعر وضع کل تفاحاته في سلة واحدة، من هذه الثنائية لدينا رموز شعرية من خلال الکلمات وتحويلها الی لوحة فنية لن نتمکن من تصوير تلک اللوحة کما يتخيل لها الفنان، أذن أمامنا رموز علينا قراءتها.(( کل ما يحل محل شیء آخر في الدلالة عليه لا بطريق المطابقة التامة و أنما بالأيماء أو بوجود علاقة عرضية أو متعارف عليها ))"٣" لئن قراءنا کلمة "الصحراء " کدلالة القوة والصبرفي هذا الشعر لکانت قراءتنا تذوب نحو مجاريها الصحيحة، في الشتاء المقصود من المأساة التي نتکلم عنها، عند هذه النکبة الشاعر لديه قوة و صبر وتحمل بما آلت أليه، لکن هذە القوة والصبر يعود للمفقود أذن هو في نفس لحظات الآفة، لکونە في السطر الذي فيما بعد ذلک يقول " لئن ألتجئت الی المنقذ، سأکون أنا الملتجیء لذلک المنقذ" والأصح يقول أنا منقذک و أعودک لي، يری بأنە فرهاد أن لم تکن هناک شيرين، فرهاد و شيرين ملحمة کوردية للعشق و بيستون جبل في مدينة کرمانشاه - أيران، السياح الزائرون للجبل يشاهدون أثار تلک الملحمة، العشق الجنوني مابين شيرين و فرهاد.... أظن عملنا قوة وصبر للبطل الا وهو المفقود في هذا الشعر، فکيف يرسم في ذهن القاریء، لکن لازلنا نبحث عن مأوی الشاعر ذاتە، ملیء بالهموم،
العبث يختنق الشاعر و يدور حول موضوع واحد (( الطبيعة الآلية في حياة کثير من الناس قد تؤدي بهم الی التساؤل عن قيمة وجودهم و غايتە، وفي ذلک أيحاء بالعبثية )) " ٤ " کما قلنا في العبثية الشاعر يفقد سيطرتە علی مضمون النص ولم تولد جوهر الکلمات، هذه الحالة تسيطر علی أفکاره و آرائه و تشتت کل ما في ذهنه، لذلک يعود الی العبث المنتهي زمنه، في الوقت ذاتە الشاعر بحد ذاته يدرک بأنه يسير بصورة أبطاء من تجليات مفهوم مايريد ينقله للقاریء، و لاسيما لن يبقی من العمر مايکفي لمعاشرته، الشاعر يضع نفسە في الهاوية، (( العبث عند ألبير کامي هو غياب التواصل بين حاجة الذهن الی التماسک و بين الفوضی العالم التي يعانيها الذهن، والجواب الواضح يکون أما الأنتحار، أوعلی النقيض من ذلک، طفرة في اليقين ))" ٥ "
أذا قلنا بالحرف الواحد بأن الحياة والموت هما اليقين لاغيرهما، فأن الأفکار المتشردة للشاعر لن يستقر عند هذا المجری اللامنتهي، أذن أنە لا يؤمن بهذه الحقيقة، أي فراق الموت يقين ولا محال لە، ازا ليس هو الوحيد يقع في هذه الحالة الجنونية للعواطف، ويسخر مابين هذيان الزمن، هنا لن يدرک بأنە يجرح أو يهدم الآخرين الذين فيما حوله يعيشون. من هذا البيت فقط الرمز الذي فيه قوة و أثارة الشجاعة والعزيمة هي کلمة الصحراء و هذه أيضا تعود للغائب وليس لە، الجبل هنا أرادة والتحمل والصبر و العلا أي الوصول للقمة.... لکن من ؟ بالتأکيد الغائب أيضا... هو بجنب صخر التمثال ، التمثال هنا تدل علی شیء جامد أو ميت ولذکريات الماضي بجنب تلک الأحداث يبقی محسرا عند أفکار متناثرة و مبعثرة، الشیء الوحيد لابد الأشادة بها الملتجیء هو يکون الشخص الذي ينقذه أذا ألتجاء اليه، بمعنی يضحي رۆحه للغائب، و هذه دلالة أصراره للأخلاص والوفاء له. و وجود هذه الأمثال من الکلمات، من لغز الشعر و جوهر الشعر الحديث.
والا أن الشعر بحد ذاته ليس من الشعر الحديث ولا المعاصر، شعر کلاسيکي بقليل من التلاعب.
لليالي انزعاجك
للوقت الذي تقبع
في خلوة ذاتك
فانا قارورة شراب
اذا سكرت ، و ذبت و
رغبت في رقصة
في حلقتك ارقص و ادور
حسب ما أنا أفتهمت من مضمون هذا الشعر الترجمة تکون :
لليالي أنزعاجک
لتلک الأوقات التي معاک
تمسک الخلوة کأس نبيذي
لئن سکرت و ذبت
حينئذ رغبت الرقص
فقط أنا الشراب حولک
من بين کل الأبيات الموجودة في هذه القصيدة ، لئن قلنا هذا البيت أنحرف قليلا عن الفن التشکيل، لصدقنا بقولنا، لذلک أن الشاعر والفنان أبتعد عن مهنته الأصلية الا وهو کفنان تشکيلي، أختلط بصور شعرية بحتة لذلک لن تکون الثنائية هنا موجودة أذا وجدت فلم تکن واضحا و أنما غامضا، ربما يستطيع فنان بارع يرسمها بلوحة رمانسية أو دراماتيکية، لذلک نتحول لجزء آخر من هذا البيت، في القصيدة نتخيل بأن هناک " أنا " الغائب، المقصود من أنا الغائب غالبا عدم ذکر أنا و أنما ألتجاء للضمائر، کذلک في اللغة الکوردية أيضا، هذا الغائب نجده نحس بە و ندرک بأنە دائما معنا في الکلمات والجمل والسطور، ال " أنا " هنا بنظري ينادي الشاعر لکي يسمع الملتقي من همومە، مأساته، فاجعتە، والا لم يکن موفقا بأيصال مايريد في لغة الشعر، لکاد بأن يعبر بأسلوب آخر عن ما في جعبة أفکاره، من خلال نص من الشعر المعاصر، هنا نطرح أسلوب جميل للشاعرة " آمال غزل " شاعرة من فلسطين :
من أنا في لغة الانكسارات؟! ((
لماذا أكتب بكل هذا الكم!!!
ولماذا أحمل كل هم الشعوب!!!
لماذا أعيش الخيال أكثر
من الواقع!!!
لماذا تسبح روحي الملهمة في ملكوت الله
بكل هذا الشغف )) " ٦ " !!
في هذا المقطع أعلاه القاریء يشعر بروح الجمالية في النص، آزا لديه أمکانية و قابلية هائلة للتعبير عن همە، ولم أفهم منه و مستغربا لماذا هنا نجده خاشعا الی أن فوهة أنفه تقع علی أبهام قدميه، نستطيع القول بأنه في هذه القصيدة نتيجة لآلامه وقع في حلزونية محلية، أي الخصوصية و يبتعد عن الشمولية، الذات قادر علی أتخاذ قرارلکن أستئصال تلک القرارات التي آزا يناديها خارج أرادة الأنسان، القاریء هائم للغز آخر ولم يحصل عليه أو لم يشعر به، ألا و هي تلک المآسي التي تدور حول الشاعر، تأکله الويلات يريد أيصالها لم ينجح. من کل سطر يمر "أنا" ربما النرجسية يسيطر ليس فقط علی جمله أو أبياتە أحيانا علی کلماتە أيضا، لن يتحقق ذلک بهذا الأسلوب الطائش، کما يقال الهدف من الأنا ليس رؤية شيء و أنما تکون شيئا، آزا هنا لم يتمکن أن يکن ذلک الشيء.
ان طار خيالك نحو المحال
و حلق الى الأفق البعيد
لرفقتك انا جاهز
لو لوّنت طريق التبانة
لرحيلك
بألوان كل الفصول
فساكسو نفسي بتلك
بعد عرض کل بيت نعود مرة أخری، لتصحيح الترجمة :
لئن يجنح خيالک نحو المحال
وتطير للبعد جدا
لرفقتک أنا جاهز
لطريق تبانة رحلتک
أذا لونت بالفصول الأربعة
فسأسکو کتلک المادة
الشاعر يسحبنا لمجال آخر دون التوصل لدنيا المجازي العابرفي شعرە، الأستعارات الروحية تلألأ مابين المادية والمثالية، يفکر مثاليا ويذوب بين أحرف من عالم اللامألوف، العودة من الفراق، قلنا لئن کان الفاقد ميت فکيف يعود، هذه تخيلات وهمية، أجل أنها تخيل الشعراء لأنقلاب المألوف لللامألوف، حلم الشعراء وليس تخيل، في الفکر عند المثالين و في نهاية السطور أعلاه من ناحية اللغة يستقرنا في المادية، عند أفکارە يريد يلزم علينا وجوديتە من خلال (( سأسکو کتلک المادة )) الا أن لغته من کلمة (( لئن يجنح...... الی الفصول الأربعة )) يتجولنا في مثاليته (( الفكرالمادي او المثالي المعبّر عنهما باللغة في علاقتهما بالوجود لا يتم تفريقه في تعبير الفكرعنهما باللغة المجردة، فالفكر كوجود مستقل في الواقع لا تحدده اللغة كونه ماديا او مثاليا او اي شيء آخر بمقايسته باللغة كنظام دلالي يعطي معاني الاشياء في ملازمته التعبيرعنها )) " ٧ " بهذا المنظور من دنيا المجاز الخيالي المثالي سيکون جاهزا أو حاضرا يرافقە، کل مايکون لنا القراءة نعود للموت، أذن کيف يکون في الزمن المثالي ، لوازم أو أغراض لاسيما في نص يبعدنا عن الماديات کثيرا و يستقرنا في المثاليات و التخيل العميق يريد يثبت لنا بأن في التخيل هناک ماديات و وجودية لامحال لە، بدل المادة ربما " الرغبة " ملائم أثر لکونە في البيت السابق ذکر " الرغبة " لە، و هنا أن کانت الرغبة بمعنی ألتقاء الأثنين في نهاية المطاف أو قبله.... (( التمييز بين الفكر المادي عن الفكر المثالي لا يتم بمنطق اللغة المجردة او المفصحة عنهما كموضوعين مختلفين في التعبير اللغوي فقط، كما فعل هيجل في اعتباره الجدل او الديالكتيك المثالي يتم بالفكرالمجرد وحده وليس في تعالقه المتخارج مع الواقع او الوجود الحقيقي للاشياء )) " ٨ " علي محمد اليوسف هنا يقول لنا مادام هناک تمييز مابين الفکرية المادية والمثالية لذا لاتسمح للغة أن تسحبنا لأرض المعرکة التي نخسر فيها، کذلک ‌هيجل لديه نفس الأراء کما مشار، لذلک ينبغي أن نکتب بما يتلائم مع المنطق العقلاني، لن نتجاوز الخطوط العريضة بموجب المدارس والأتجاهات المخطوطة للسير عليها.
الثنائية الفنية و الصور الشعرية ليست کما واردة في البيتين الأوليين، يتجاوز الخطوط الرومانسية و يتعبنا في السريالية، بحد ذاتها تمثل الأتجاه الصحيح لهذا الشعر و يقر الأندماج الأدبي بهذا الفن المرموق. (( الأدب السريالي يسعی، مثل الفن البصري ، الی التعبير عن اللاوعي من خلال أستخدام تقنيات مثل التداعي الحر و الکتابة التلقائية، أشهر الکتاب السرياليين، بجانب بريتون، يشملون بول أيلوار و لويس آراغون الذين أستخدموا الشعر والنثرلأکتشاف العوالم الداخلية الغامضة )) "٩" نستطيع القول بأنه حاول أن يکون شعره ضمن الأدب السريالي ولکن حينما يکون التناقض مابين الفکر المادي والفکر المثالي يقر بنفسە أنه في حالة اللاوعي أثناء الکتابة للخطوط العريضة المنقوشة للأدب والفن، و هذا أيضا يدل علی التأثيرات الفنية علێ أعماله الأدبية .
ما دمت كوكباً في مجرتك
وانت دوما في صدري
مثل نبض قلبي البسيط
اذأ لنعود الى الفردوس
انا و انت دون آدم
و أخيرا لابد أن نرجع لمجرانا الأصح و نقول :
مادمت رسلا لنجمتک
و أنت دوما في صدري
کنبض قلبي البسيط
أذن لکي نعود
للفردوس معا
فقط أنا و أنت من دون آدم
الشاعر يستسلم لواقع الحال کل التخيلات و أحلام الشعراء تذهب سدی، ولکن بأسلوب غير منطقي يستسلم، لأن الأنسان أبدا لن يحضر يموت بدل الآخر أو معە، مبالغته کالأحلام، لن يسحبنا لواقع الموجود بل لواقع الوهم، الشاعر في ورطة لن يستطيع التخلص منە، لأن الوهم بين الواقع والخيال، لن يتمکن أفراز مابين الأثنين، في الواقع لديه أبن متوفي من کل الصميم يناديه للعودة، و هذا خيال أو حلم لن يتحقق، في هذە الحالة أصبح الشعر خارج ذوبان المدارس خصوصا لأنسان لن يتمکن کيف يعبر عن ما بجعبته الحزينة، أظن أنە أبتعد عن شمولية الشعر و دخل في قوقعة رغباتە خارج المألوف، من الشکل الی المضمون لکن لديه موضوع بنظري لن ينال أستحسان القاریء، لأن هذه هموم کثير من الناس، هناک من يفقد أکثر من أثنين أو ثلاثة أشخاص في آن واحد، کان من الأجدر أن يبداء بکلمات ناعمة وحزن رقيق، (( لفهم " الثقب الشعري " کوسيط لغوي بين القاەیء والنص ، يمکننا أن نعتبره حلقة وصل بين الحقيقة والوهم بناءا علی الخصائص الثلاث التي حددها جال دريدا:...
أولا : الأشارة المکتوبة في علامة قابلة للتکرار، ليس فقط في غياب الذات " المنتج الأول " التي أطلقت في سياق معين، ولکن أيضا لدی الملتقي " المنتج الثاني للنص "
.ثانيا : يمکن للأشارة المکتوبة أن تخترق سياقها الواقعي و تقراء في سياق مختلف، بغض النظر عن نوايا الکاتب، فهي تظل مراوغة. .
ثالثا : الأشارة المکتوبة قد تکون عريضة للأنزواء، بعينيين: الأول أنها منفصلة عن بقية الأشارات في سلسلة معينة، والثاني أنها تشير الی شیء غير حاضر واقعيا، مما يچعلها تميز الکتابة عن الکلام، هذه الخصائص تجعل " الثقب الشعري " وسيطا بين الحقيقة والوهم، حيث أن النص المکتوبيصبح مفتوحا لتفسيرات متعددة تتجاوز نوايا الکاتب الفعلية )) " ١٠ " ما فعله آزا تجاوز الخطوط، ويريد بيان قراءات عديدة لنصه، ولکن هل تفوق من مايريده فعلا، نترک للقاریء أن يقرر، والقاریء لم يتمکن يقرر دونما يکون له خلفية ثقافية و يستنتج من النص ذاته، بعد دراسة دقيقة للنص، شیء آخر الشاعر يتحول من أقصی اليسار الی الأقصی اليمين من الوجودية الی الأيمان بالفردوس، و يريد أن يکونا وحيدا مع المفارق ليس معە آدم، هنا آدم لها المعاني أثنين، الأول کنبي آدم، والثاني کمفهوم الأنسان بحد ذاتە، في المدلوليين نقول أنە لايريد أن يکون ضحية الخيانة حينما يکونا بالفردوس، أن کان معهم آدم کنبي يخاف بأن مرة أخری تأکل التفاح و يطردون من الفردوس للجحيم، وأذا کان عموم الناس معهما أيضا تطراء الخيانة و کذلک يطردون من الجنة، أذن نود أن نقول أستسلم لحد الشوک فلا مأوی لە.... أکيد هناک قراءات أخری لنفس النص، ولکل حادث أحاديث...... .

المصادر :
١ – من ثنائية المفاهيم الی شجرة المفاهيم، مصطفی بوکرن، موقح هسبريس الألکترونية في ١٩ / ١١ / ٢٠١١
٢ - الرمز الشعري المفهوم والرؤية ، دکتور عبده منصور المحمودي، موقعه الخاص، في الأدب والنقد والتحليل الأنثروبولوجي والثقافي
٣ – نفس المصدر السابق
٤ - اللامعقول، تأليف، آرنولد پ . هنچلف ترجمة عبدالواحد لؤلؤة ، دار الحرية للطباعة ، بغداد ١٩٧٩
٥ – نفس المصدر السابق .
٦ – قصيدة من أنا في لغة الأنکسارات، للشاعرة آمال غزل من الجليل بفلسطين، صحيفة المثقف، في ٢ / ١ / ٢٠٢٤
٧ – المادية و المثالية في الفکر و اللغة ، علي محمد اليوسف ، موقع صحيفة المثقف في ٦ / ٢/ ٢٠١٩
٨ – نفس المصدر السابق
٩ – حول الفن السريالي، أعداد فريق تحرير موقع الآثار ١١ / ٩ / ٢٠٢٥
١٠ – الثقب الشعري بين الحقيقة والوهم و تأجيل المعنی، محاورة الدکتور: صفاء عبيد حسين الحفيظ، من قبل؛ أوس ستار الغانمي في شىکة النباء يوم ٢٠ / ١ / ٢٠٢٥






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المتحف البريطاني والمتحف المصري الكبير: مواجهة ناعمة في سرد ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- مليشيات الثقافة العربية: عن -الكولونيل بن داود- و-أبو شباب- ...
- شيرين أحمد طارق.. فنانون تألقّوا في افتتاح المتحف المصري الك ...
- بين المال والسياسة.. رؤساء أميركيون سابقون -يتذكرون-
- ثقافة السلام بالقوة
- هل غياب العقل شرط للحب؟
- الجوائز العربية.. والثقافة التي تضيء أفق المستقبل
- كوينتن تارانتينو يعود إلى التمثيل بدور رئيسي
- لونُ اللّونِ الأبيض


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سردار رضا الجاف - جوهر المفاهيم في شعر - لنعود - ل آزا حسيب قرەداغي