استغلال الجنس الانثوي بين العرب و الغرب

ماريا نورهان سكورو

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 09:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

في الشهر الفائت نشر أحد المواقع الالكترونية العربية تحقيقا صحفيا حول نشاطات مشبوهه لشركات عربية و أوروبية تنشط في مجالات اقتصادية حيوية كمواد البناء و استملاك الاراضي في بعض البلدان العربية .
اللافت للنظر أن التحقيق المذكور أشار الى قيام شركة عربية اسبانية باستخدام جسد المرأة كرمز تجاري للمواد التي تسوقها الشركة ,وهي مواد بناء تستخرج خاماتها الاولية من الاراضي العربية و تقوم الشركات الاوروبية بتصنيعها و تسويقها في بلدان الاتحاد الاوروبي و في مقدمة تلك المواد مادة الكلنكر التي تعد المادة الخام الاساسية لصناعة الاسمنت بكل أنواعه .
الموقع الالكتروني العربي الذي نشر التحقيق أرفقه بعدد من الصور التي تظهر النشاطات التي تمولها الشركة العربية الاسبانية المذكورة و الصور اظهرت العديد من الفتيات من صاحبات البشرة العربية السمراء و هن يعرضن اجسادهن شبه العارية امام زبائن الشركة في أحد أهم المعارض الأوروبية لصناعة الأسمنت و مواد البناء و قد قامت النيابة العامة في اسبانية بشجب هذا التصرف و طالبت باحترام حقوق المرأة و مراعاة مشاعرها و مشاعر الزائرين لتلك المعارض كما قامت عشرات الجمعيات و النقابات بادانة تصرف الشركة المذكورة و طالبت باتخاذ اجراءات قانونية ضدها .
لكن الشركة العربية الاسبانية المتحدة لصناعة الاسمنت و التي تحمل ترخيصا باسم الشركة العربية لصناعة الاسمنت في جمهورية مصر العربية لم تنصت لتلك
التهديدات و قامت بتكرار استغلالها للجنس الانثوي و جسد المرأة في معرض آخر اقيم نهاية العام الفائت في مدينة مدريد و بسبب تصرفها الأخير قررت ادارة المعارض حرمانها من المشاركة في المعارض الدولية هناك .
مجلة انترفيو الاسبانية الشهيرة نشرت في عددا الصادر بتاريخ الخامس من فبراير من العام الجاري تحقيقا صحفيا حول هذه الشركة و أكدت فيه أن الشركة المتحدة لصناعة الاسمنت قد وزعت بطاقات دعوة تتضمن صورا فاضحة لفتيات شبه عاريات اضافة الى قيامها بتوزيع تقويم سنوي على زبائنها يتضمن صورا مماثلة و الجدير بالذكر أن المجلة الاسبانية أكدت قيام الشركة المذكورة باستقبال العديد من رجال الاعمال المعنيين بتجارة مواد البناء و صناعتها في عدد من الملاهي الليلية و دور البغاء كما أنها خصصت يختا فارها يعوم في مياه البحر المتوسط لتقديم خدمات استقبال رجال الاعمال و العمل على تأمين كل ما يلزم لهم من خدمات مختلفة في احياء جديد لتجارة الرقيق الأبيض على ما يبدو .
ادارة الشركة المتحدة للاسمنت و العربية لصناعة الاسمنت تقول تعليقا على تلك الممارسات بان صناعة مواد البناء هي صناعة متخصصة بالرجال و ان عرض الاسمنت لن يجلب لها العقود و الاستثمارات و لذلك فانها اختارت المراة و جسدها العاري كرمز لتحقيق هدفها الاستثماري
!!!!! .
لاشك أن استغلال الانثى في الدعاية و الاعلان هو فعل متأصل في هذا المجال و تشهد على ذلك ملايين الاعلانات التي تستغل الجنس الانثوي في تسويق المأكولات و المشروبات و كافة المواد الصناعية الاخرى بما فيها الكثير من المنتجات الخاصة بالذكور و لكن استخدام جسد المرأة في اتمام الصفقات التجارية هو اسلوب تجاري جديد على الشركات الأوروبية و رجال الأعمال الغربيين الذين تعودوا على اساليب اخرى في اتمام صفقاتهم التجارية ,وما من شك أن تلك الشركات قد خضعت و بشكل دنيْ لمتطلبات رجل الاعمال العربي في رغبته بالربح التجاري و التمتع بالجنس الانثوي في آن واحد و ذلك لقاء اتمام صفقاته التجارية مع تلك الشركات الاجنبية و لأن هذه التصرفات و ما يرافقها من اضطهاد و استغلال جنسي للنساء يصنف في قائمة الأعمال و الممارسات التي يعاقب عليها القانون في الكثير من البلدان فان فضح هذه الاساليب هو واجب اخلاقي و مهني على كافة الأشخاص الذين يطلعوا عليها و يقفوا على تفاصيلها و لو أننا نساءا و رجالا قمنا بفضح تلك الاعمال فان هذه الشركات و غيرها ستعلم أن القانون و وسائل الاعلام سوف تطالها و سوف تنتصر للنساء و لحقوقهن في مجتمع عادل تتساوى فيه الحقوق بين المرأة و الرجل .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل