أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامى سعيد - الحركات الاسلامية في العراق: بين مناهضة امريكا والتعاون معها















المزيد.....

الحركات الاسلامية في العراق: بين مناهضة امريكا والتعاون معها


سامى سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 547 - 2003 / 7 / 29 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
تسعى امريكا الى احكام قبضتها المباشرة في العراق. فقد بات من الامور المسلم بها بان الادارة الامريكية عازمة إبقاء قواتها العسكرية في العراق لفترة غير محددة واطالة امدها او فلنقل استمرار احتلالها ، رغم ان الادارة الامريكية تتهرب من عبارة ( الإحتلال ) .
اما فيما يخص موقف ووضع الحركات الاسلامية في العراق فيما يتعلق بمسالة التعامل مع الهيمنة الامريكية المباشرة في العراق فلايحسد عليه إذ تواجه انقسامات سياسية حادة في صفوفها ومازقا لامحيص منه.
فالحركات الوهابية المتطرفة المدعومة اصلا من النظام البعثي البائد اخذت زمام مبادرة مقاومة (الاحتلال) الامريكي ولجأت الى السلاح والجهاد لمحاربته.وعلى الرغم من ان تلك الحركات لم تستطع فعل شيء لانقاذ النظام الصدامي الا انها عقب سقوطه سعت الى التصدي وتشكيل جبهة للمقاومة والجهاد في شمال غربي العراق وبدعم معروف من الدول المجاورة وبالتعاون مع فلول البعثيين مستغلة مشاعر و رفض المواطنيين العراقيين للهيمنة والسلطة الامريكية في العراق.
ان تلك المساعي وبالاضافة الى تعاون وتواصل فلول البعثيين معها وقف حجر عثرة امام تقدم القوات الامريكية في احكام سيطرتها على شمال غربي العراق مما حدا بالاخيرة الى استخدام آلتها العسكرية الضخمة لحرق الاخضر واليابس في تلك المناطق ضمن عمليات عسكرية سمتها بـ"شبه الجزيرة" و "عقرب الصحراء" ، تسميات يذكرنا بالعهد الصدامي وعملياته العسكرية التي كان يطلق عليه اسماءعديدة مثل عملية "توكلنا على الله" و"الانفال" و"القادسية المجيدة" وغيرها .
لاشك بان نيران تلك "المقاومة" ستهدا بشكلها الحالي عاجلا ام آجلا، والعمليات العسكرية للقوات الامريكية ستطوي صفحة الحركة الوهابية الاسلامية في العراق ومقاومة فلول البعثيين مع هؤلاء الا ان تلك الحركة ستسعى الى ركوب موجة السخط العارمة للشعب العراقي ضد الهيمنة الامريكية وستعقد الآمال عليها لاتعزيز قوتها ولم صفوفها.
وبعيد عن التنبؤ بما يجري في المستقبل فان الحركة الوهابية المتطرفة كاحدى الحركات الاسلامية السنية في العراق لن تستطيع الوقوف على قدميها وان حافظت على وجودها فانها ستبقى في هامش التحولات السياسية واحداثها.
اما الحركات الاسلامية الشيعية والسنية الاخرى فانها و بذريعة مقاومة النظام البعثي البائد سلكت طريق واشنطن وتعاونت معها غالبا، عدا اللقاءات المستمرة بينهم وبين الامريكان طوال العقد المنصرم وحصولهم على الدعم والمساندة منها، فانهم قاموا بشرعنة التدخل الامريكي في العراق عبر المشاركة في مؤتمر لندن التي مولها امريكا ومرر من خلالها شرعية حربها على العراق.
ان إستمرار تعاون تلك القوى مع امريكا، وعلى الرغم من سعيهم الجاد لاخفاءها وتمويه ماجرى بينهم وبين الامريكان، كان ولايزال من احد السما ت السياسية لتلك الحركات.
الا ان مد يد المساعدة لامريكا وتبرير حربها على العراق لم تحقق لهم النتائج المرجوة. إذ لم تقم امريكا عقب السقوط السريع لنظام البعث بتقديم حصتهم من كعكة السلطة، مثلما تم حرمان أغلب أطياف المعارضة البرجوازية الأخرى من ذلك، بل سعت إلى تهميش دورهم وتجريد سلاحهم وقطع دابر تعاونهم مع إيران ومخططاته. وقد اتسم موقف واشنطن ازاءهم بالمرونة في بعض الاحيان وبالتشدد ولي الذراع احيانا .
فقد جرى تجريدهم من أسلحتهم وقبلوا بها لا عن قناعة بل مرغمين، كما تخلوا تحت الضغط الامريكي عن المنادة باقامة حكومة دينية وثيوقراطية في العراق على شاكلة الجمهورية الاسلامية في ايران واكتفوا بضرورة قيام الدولة المقبلة في العراق باحترام الدين الاسلامي وجعلها الدين الرسمي للدولة.
وقد ادى ابعاد تلك القوى عن تبوء السلطة السياسية اسوة بغيرها من المعارضة البرجوازية الى العزف على وتر المقاومة ضد الاحتلال من جهة وممارسة الضغط على الادارة الامريكية جهة اخرى لإقامة حكومة عراقية بالمشاركة مع بقية اطياف المعارضة تمثل الفسيفساء السياسي في العراق .
إن امعان النظر في سياسات وبرامج تلك الحركات تبين بجلاء إفتقارهم إلى إستراتيجية سياسية واضحة لتبوء واستلام السلطة السياسية كما إن تلك القوى منقسمة على نفسها فيما يتعلق بعملية حسم ازمة النظام السياسي في العراق وشكل ومضمون الدولة العراقية المقبلة.
ان تلك الانقسامات التي تنخر صفوف الحركة الاسلامية تحد من تطورها وانطلاقها كما إنها تغلق الابواب امام اقامة جبهة اسلامية متراصة إزاء المارد الامريكي ويفتح الباب على مصراعيه للتغلغل الامريكي في صفوفها بغية تعميق تناقضاتها والارتكان على انقساماتها. كما إن ما هو اسوأ بالنسبة لتلك الحركات هي الاوضاع التي تمر بها المنطقة خصوصا الاحداث التي تجري على الساحة السياسية في ايران ودعوة مجموعة كبيرة من اعضاء البرلمان الايراني لاية الله الخامنئي بالقبول بالهزيمة والتعاون مع امريكا وتجرع كأس السم، كما فعل سلفهم الخميني عشية توقف الحرب العراقية-الايرانية.
وعلاوة على كل ذلك فان سائر القوى الاسلامية في المنطقة في طريقها إلى هامش الحياة السياسية وتتجه نحو التراجع والاضمحلال. ان رفض الجماهير الشعبية للحركات الاسلامية وبرامجها واساليب نضالها وتنديدها بتطرفها وارهابها وامتعاضها عن تخلفها وجهلها، وتنامي الوعي المدني والحضاري واليساري وتصاعد وتيرة النضال من اجل عراق خال من الظلم والاضطهاد والاستعباد و….الخ، ان كل ذلك قلصت من رقعة نشاط الحركات الاسلامية وهي تتجه نحو الافلاس المحتوم.
لاشك بان سقوط النظام البعثي البائد سنحت الفرصة للشعب العراقي لشحذ قواه للسعي نحو الحرية ومنحته فرصة التامل والامعان في برامج وبدائل الاحزاب السياسية في العراق. ان الحركة اليسارية والشيوعية يمكنها ان تمثل امال وتطلعات الشعب العراقي وعليها ان تثبت ذلك وتنال ثقة الجماهير الكادحة والمسحوقة. كما ان بامكانها الاستفادة من تازم العلاقة بين الامريكان والحركات الاسلامية في العراق والمنطقة بهدف تشديد وتيرة النضال الجاد لاجل تنامي الوعي المدني والشيوعي وبعث الامل في امكانية وضرورة بناء حكومة مدنية علمانية في العراق واسراع الخطى صوب اقتلاع جذور الظلم والاستعباد.
ان ذلك كفيل بتطور الحركة الشيوعية واليسارية وهي بمثابة ضربة موجعة للبدائل الاسلامية و للمساعي التي تبذلها الادارة الامريكية في معركة الشد والجذب مع تلك الحركات او محاولاتها إستغلال الحركات الاسلامية المتطرفة لضرب التطلعات التقدمية والثورية للطبقة العاملة وللحركة العمالية والشيوعية واليسارية.


بـلاغ الشـيوعية



#سامى_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامى سعيد - الحركات الاسلامية في العراق: بين مناهضة امريكا والتعاون معها