|
أقدام الطاولة الثلاث
شيرزاد همزاني
الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 17:00
المحور:
الادارة و الاقتصاد
في كلتورنا الكوردي عندما كنا نعيش في القرى كانت النساء تخبز خبز الصاج.. ولفرد العجين تحتاج الى أداة خشبية نسميها (تيروك) مثل السهم , والى ما يسمى (خانك) وهي طاولة مستديرة تقوم على ثلاثة أقدام… كلما فكرت بتطور الدول يأتي في بالي هذه الأقدام الثلاثة التي تسند الطاولة المستديرة. بعد أن طالعت الكثير من الكتب وخبرت نوعاً ما الحياة ,أعتقد إن أيّة دولة تريد التقدم ينبغي لها أصلاح أو تنمية ثلاثة أجزاء رئيسية في منظومتها الحكومية وهي ١ القوانين ٢ الاقتصاد ٣ التعليم حتى وإن ازدهرت هذه الأجزاء الثلاث تحتاج كل دولة الى قيادة حكيمة للسير بالبلاد الى الرفاهية. من يسبق من في هذه المعادلة التي في ذهني لا يهم. إنما المهم أن تزدهر وأن تكون هناك قيادة حكيمة - والقيادة الحكيمة ليست هي بالتأكيد أن تكون ديمقراطية ولكن تحترم المواطن - ( سآتي الى الديمقراطية وحقوق الإنسان لاحقاً) .عادةً ما تسير أحدى هذه المجالات قبل الأخرى وتلحق بها التاليتين أو تتقدم اثنتان وتلحق بها الثالثة. سأقدم بعض الأمثلة التي أطلعت عليها بمحض الصدفة أو بسبب الدراسة أو من خلال المطالعة. لنأت الى اليابان التي كانت دولة قبلية, زراعية إقطاعية قبل الحصار الأميركي عليها وإجبارها على فتح موانئها للتجارة الغربية في منتصف القرن التاسع عشر حوالي ١٨٥٠ ( أعذروني على عدم الدقة في التاريخ ) وكان من ضمن شروط التوافق أخذ مجموعة من الطلاب اليابانين الشباب أمريكا وتعليمهم. عاد هؤلاء المبتعثين وأقنعوا رئيس الوزراء والإمبراطور بضرورة الصناعة والتصنيع للحاق بركب العالم.. وصارت اليابان من الدولة الخجولة الى إمبراطورية. المثل الثاني من السويد تم تشريع التعليم الإلزامي في السويد عام ١٨٤٢ تقريباً - لست متأكداً من التاريخ- وكانت البلاد فقيرة. لكنها بدأت بالتصنيع في أواخر ذلك القرن وعندما سارت عجلة الأقتصاد كانت القوانين التي تشجع التعدين وتؤمن حرية وأمان رأس المال قد شُرِعت وصارت السويد التي لا تملك سوى الغابات ,وانتالج البطاطس ( الذي جعل الآفة التي أصيبت بها البطاطا في حوالي ١٨٣٠١٨٤٠ السبب في هجرة ثلث السكان من الفقر) والمتتبع لتاريخ التطور الاقتصادي والسياسي في السويد سيستغرب من القفزات السريعة التي قام بها البلد متمثلاً بسياسة حكوماتها لمعالجة المشاكل الناتجة عن التصنيع السريع والتحول من مجتمع زراعي الى صناعي والتي من ضمنها قلة المواليد. المثل الثالث الصين اليوم نرى الصين التي تنافس الولايات المتحدة الأمريكية. أولاً قامت بتحديد السكان لكن في المقابل مع هذه القوانين المشددة أنتجت سكاناً منتجين صناعياً وذو كفاءة علمية أن لم تكن عالية - كما في الغرب - فلا بأس بها. الدولة في نظامها الداخلي يحكمها حزب واحد …. لكنها مع الغير رأسماليسة بامتياز. قد يقول قائل وما الفائدة؟ لا أعرف لكن بعض الشعوب متماهية مع أنواع معينة من الحكم - لستُ مؤمناً بالحتمية ولا بأن لكل شعب صفات لا تتغير - قد نرى في الجيل القادم بعض المعارضة الفعالة .. عندما طالبوا الصين بالتوقيع على اتفاقيات المناخ .. أجابوا : لقد بدأنا الثورة الصناعية بعد الغرب ب ٢٠٠ سنة وعليهم أن ينتظروا ( أو ما بهذا المعنى) الخبز, العمل, الإنتاج والسياسة يأتون قبل المناخ في الصين. ما يهمني هنا أو أرغب بإيصاله ليس على دولنا كلها أن تنتج الطائرات وتغزو المريخ ولكن .. تستطيع إنتاج - على سبيل المثال - المنتجات النفطية بدلاً عن تصدير النفط للصين و استيراد أنابيب سقي المياه التي تنتجها الصين من النفط الذي تصدره لها. قد يقول قائل إذا شبع الشعب سيبطر …؟ نعم ,إذا كانت الحكومة خائفة من الشعب - وهنا قد نغمز لدولنا - فأنها ستستمر في تجويع شعبها, لأن جعل الشعب غير متأكد من لقمة عيشه واشغاله طوال الوقت بالبحث عنها أحدى وسائل دول الفساد - وليس بالضرورة القمع - للحفاظ على السلطة باقية بيد النخبة السياسية التي تخشى ان يصبح الشعب بطراناً - وهنا يقصدون - ان يطمع الشعب بالسلطة. أما حقوق الأنسان فأهمها الحق في معدة ممتلئة والأمان ثم تأتي البقية ,,, وللحديث بقية….
#شيرزاد_همزاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين محنتين
-
كشحرور الفجر, على عشقكِ أقتات
-
ديمقراطية تركيا
-
كان الحسن قبلك قاسياً
-
نفسي التي تهواك, وفي الدنيا زاهدة
-
أخذت روحي, وأطعمتني الخلود بوهلة
-
وصلنا لخط النهاية
-
بعض الأحيان, أعشقك لدرجة الخيبة
-
في عينيها أختفيت ,حتى الموت
-
أرقص معه فرحاً, أرفض الأستسلام
-
لها على قلبي السيادة
-
هامش على تصريح
-
نوران نرقص معاً
-
عندما يكون الوطن ماءً آسناً
-
في الهزيمة أمام حسنها
-
تَعَجُب؟
-
إلاّ من الحبيب
-
مَن لا يرضى ولا يدفع الحصة
-
أنا المتيم يُحييني السُهد
-
حول قولٍ لا إنساني
المزيد.....
-
تعليق برنامج كيميل يعمّق الانقسام في الإعلام الأميركي وسط تد
...
-
ما مستقبل الدولار واليورو والنفط والذهب؟
-
من سيفوز بالكرة الذهبية؟.. ديمبلي أم لامين جمال؟
-
السعودية تُغلق خطوط إنتاج 5 مصانع بعد رصد تلوثها بالسالمونيل
...
-
ترامب يجدد الضغط على أوروبا لوقف شراء النفط الروسي
-
لأول مرة منذ 2019...وفد من الكونغرس يزور الصين لتعزيز الحوار
...
-
الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح تحالف جديد بين واشنطن ولندن
...
-
حفل الكرة الذهبية.. هل يحقق صلاح أو حكيمي -المفاجأة-؟
-
العمالة المرنة في الصين تغيّر شكل الاقتصاد العالمي
-
العراق.. استثمارات بمليارات الدولارات لمواجهة التغيرات المنا
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|