أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد توفيق كناعنة - ...وإنتصرت المقاومة















المزيد.....

...وإنتصرت المقاومة


عبد توفيق كناعنة

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل يمكن الحديث عن نصر إستراتيجي إسرائيلي بنتيجة الحرب العدوانية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل على لبنان؟!

الحقيقة أن ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع بالإضافة الى إهتمامي الخاص بشؤون الوضع اللبناني هو كذلك مقالة الرفيق العزيز برهوم حرايسي في "الإتحاد" بتاريخ 29/1/2007 حول الموضوع ذاته.

الرفيق برهوم خرج بتحليل يوافقه عليه عدد من المحللين السياسيين والذي به جزء من الحقيقة والصحة في االتحليل ولكنه يجانب الصواب في جزئه الآخر. وكما أنهى الرفيق برهوم مقالته بإغلاق باب المزاودة على تحليلة، فأنا وفي بداية مقالي هذا أعتبر مساهمتي في الكتابه أنها من باب الرأي الآخر البعيد كل البعد عن المزاودة.
أما بعد، الرفيق برهوم في مقالته يذكر عدداً من النجاحات الإستراتيجية لإسرائيل نتيجة هذه الحرب ومنها: دخول قوات دولية الى الحدود بين إسرائيل ولبنان وإبعاد مقاومي الجنوب عن هذه الحدود، مقتل أكثر من 1000 مواطن لبناني بآلة الحرب الإسرائيلية، المضار الإقتصادية التي لحقت بلبنان نتيجة هذه الحرب والعودة بالفائدة على الإقتصاد الإسرائيلي، إبقاء الجنود الإسرائيليين بأيدي حزب اللة "كمسمار جحا" يسمح لإسرائيل بالتدخل وبالعدوان على لبنان كلما أرادت ذلك.



انا بالفعل لا أختلف مع الرفيق برهوم بكون بعض هذه النتائج هي بالفعل نوع من أنواع النصر الإسرائيلي وخصوصاً إذا تحدثنا عن نشر القوات الدولية على الحدود الجنوبية اللبنانية. لكن قبل أن نحمّل مسؤولية هذا النصر الإسرائيلي للمقاومة اللبنانية علينا أن نعود بالتاريخ فقط الى نهاية الصيف الفائت مع قرب نهاية الحرب العدوانية الإسرائيلية حيث تم الإحتيال على النصر العسكري للمقاومة والتي كالت للقوات الإسرائيلية الغازية للبنان ضربات في غاية الألم والإيجاع، أقول تم الإحتيال على هذا النصر من خلال مواقف سياسية متخاذلة حتى لا أقول متواطئة من قبل الأنظمة العربية ومن قبل قوى داخلية لبنانية تلامس في تصرفاتها وفي تواطئها حدود الخيانة والتي أربكها هذا النصر وحاولت بكل جهدها إدخاله في معادلات مشبوهه من قبيل "الهلال الشيعي" وغيرها للإنقاص من قيمته وتحويل التناقض الأساسي بالمنطقة من كفاح ضد الإحتلال وسياسة الهيمنة الأمريكية-الإسرائيلية الى تناقض مفتعل على أساس طائفي أو على أساس "المعتدلين مقابل المتطرفين". ولعل مواقف الشعوب العربية التي عبرت عن تقديرها لهذه المقاومة والتي رفعت صور أمين عام حزب أللة "الشيعي" من المحيط الى الخليج هي صفعة لهذه الأنظمة وإثبات آخر بأن هذا النفس الطائفي ما هو إلا دخيل عليها وليس هو الأصل وهذا بالفعل نصر إن لم أقل أنه إستراتيجي أيضاً بالذات في هذه الظروف للقوى المناهضة للمشروع الأمريكي.



الأمين العام لحزب اللة قال بنفسه بأكثر من فرصة أنه لو عرف أن الرد البربري الإسرائيلي سوف يكون الى هذا الحد من الدمار والفلتان من العقال لما قامت المقاومة بهذه العملية في هذه الفترة. ولكنه عاد وكرر، كما يتفق معه أغلب المحللين وبضمنهم رفيقنا برهوم بأن هذا العدوان كان مخططاً ومدبراً بالأساس من قبل الإدارة الأمريكية ومن قبل أداتها بالمنطقة: الحكومة الإسرائيلية، ولم يكن وليد الساعة، والحكومة الإسرائيلية كانت تنتظر الفرصة المناسبة للإنقضاض على لبنان وعلى المقاومه فيه، لكن هل الحكومة الإسرائيلية وسيدتها الأمريكية بحاجة الى "مناسبة" لإختراق سيادة أي دولة من دول الجوار؟! أوليس من المؤكد بناءاً على التجارب السابقة أنها كانت سوف تفتعل هذه المناسبة؟! لكي تبدأ كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية بولادة "الشرق الأوسط الجديد".



بناءاً عليه فإن إقتصاد لبنان وسيادته المهزوزة أصلاً لم يكن ليسلم من عملية مشابهة كما يجب التذكير أن إسرائيل كانت تخترق سيادة لبنان وحدودة بطلعاتها الجوية صباح مساء ولا زالت تحتل أرض من أراضيه دون رادع أو وازع.



أما النقطة التي تتعلق بإستشهاد أكثر من الف لبناني فأنا أتفق مع رفيقي برهوم وانا لدي حساسية خاصة في هذه المسألة فأقول أكثر من ذلك إن كل شهيد وكل قتيل في هذه الحرب البربرية هو عالم بحد ذاته وحتى لو كان العدد أقل من ذلك يكثير فلا زال بنظري قتل كل إنسان هو كارثة بحد ذاتها. بل أقول أكثر من ذلك: إن الدماء الإسرائيلية التي سالت هي أيضاً غالية وخصوصاً المدنيين. ولكن اليست هذه الدماء عليها أن تنصّب لعنات على القيادة الإسرائيلية التي إنطلقت بهذا الرد البربري؟!

رفيقي برهوم يقول: "هل يعقل أنه من أجل محاولة لإطلاق سراح عدد قليل من الأسرى أن نفسح المجال أمام جزار ليذبح أكثر من الف لبناني وخمسمائة فلسطيني..."

هذا السؤال يعيدني بالضبط الى السؤال الذي سبقه في مقالة الرفيق برهوم فهو يقول سطر واحد قبل هذه الجملة: "هل يعقل ان حياة الإسرائيلي أغلى بكثير من حياة العربي لدينا؟!" هذا السؤال نفسه أرده عليك يا رفيقي، إن كانت إسرائيل تقيم الدنيا ولا تقعدها بحجة أسر جنديين فهل نعتب على حزب الله أنه لم يفرط بأسرى المقاومة الوطنية وبأنه يثمن حياة الأسرى فيقوم بعملية لإستردادهم؟ من هنا الذي يرى بحياة الإسرائيلي أغلى من حياة العربي؟!



وأكثر من ذلك اليس يا رفيقي هذا السؤال حري بنا ان نوجهه الى عنوانه الصحيح؟ اليس الإسرائيليين هم الذين فتحوا الحرب بالتواطؤ مع الأمريكان والنظم العربية التي ارادت وأد تجربة المقاومة اللبنانية الواعدة من أجل 3 أسرى؟ (ولو أني أفرق بين الوضع في غزة وبين لبنان وموضوع هذه المقالة هو لبنان في الأساس- ع.ك).

هكذا على الأقل في الحديث المعلن. وأنا وانت والعالم أجمع يعلم أن هذه ليست هي الحقيقة وأن هذه الحرب كانت سوف تشن حتى من دونهم.



أنا لست مع القوى الأصولية التي يتحدث عنها رفيقنا برهوم ولكن أيضاً لا أقبل ولا أظن أنه من الصحيح وضع حسن نصر اللة وحزب الله في لبنان بنفس قالب القوى الأصولية الذي يحوي على سبيل المثال "القاعدة" وفكرها التكفيري وأسامة بن لادن (عن الفرق بينهما هناك حاجه لمقالة مستقبلية بالموضوع- ع.ك). وبالطبع انا لست مع السياسة الأمريكية. ولكني على سبيل المثال لا الحصر مع موقف الأحزاب الشيوعية في البلاد والعالم ومع موقف الحزب الشيوعي اللبناني بالتحديد والذي هو حزب تقدمي يساري وطني ولا غبار عليه بأنه يخدم مصالح أجنبية. هذا الحزب الذي قدم الشهداء في الحرب الأخيره وكان رفاقة، رغم صعوبة وضعة الإقتصادي وقلة موارده، جزأًمن المقاومة الوطنية وإستشهدوا في ساحات لبنان، وهذا الحزب نفسه رفض التحليل القائل بوجوب وضع اللوم على المقاومة اللبنانية ببداية هذه الحرب أو بخدمة مصالح غريبة من خلالها.

أما بعد، انا أفصل بهذا المقال بين الوضع في المناطق الفلسطينية المحتلة التي تحكمها ظروف سياسية، إقتصادية وعلاقات دولية تختلف عن تلك التي تحكم لبنان وانا أختلف مع موقف الرفيق برهوم بدرجة كبيرة بالنسبة لما هو حاصل في لبنان وأظن أن علينا أن ننتبه خصوصاً في الأزمة الحالية في لبنان والمساجلات السياسية هناك من إتهام المقاومة اللبنانية التي كانت في السنوات الأخيرة، أردنا ذلك أم لا، متمثلة بحزب الله في لبنان، بكونها هي سبب الحرب وعليها تقع مسؤولية دماء الشهداء والأخطر من ذلك إتهامها بكونها صاحبة مصلحة غير مباشرة مع إسرائيل وأمريكا بالتوتير لكونها "أداة" كما يفهم من السياق لجهة أجنبية.

لعل من الإنتصارات الإستراتيجية التي صنعتها المقاومة اللبنانية والتي لها بلا شك مواقف تقدمية على صعيد الصراع مع الإمبريالية الأمريكية ممكن تعداد:

كسر هيبة وجبروت الجيش الإسرائيلي ومعادلة ان الحل هو عسكري.
بناء قطب مقاوم في العالم العربي ووجود تنظيم كحزب الله (على الرغم من النقاش والإختلاف معه على صعد عديدة ليس المجال هنا لذكرها) ضمن هذا القطب كان صفعه للتقسيم الطائفي الذي يحاول تمريره المشروع الأمريكي.
خطاب سياسي إسلامي أكثر أممية وأكثر إنفتاحاً على الآخر. من يتابع خطابات قيادة حزب الله وبالأخص خطابات نصرالله (والتي هي أيضاً بحاجه الى دراسة خاصة والى مقالات خاصّة) يلاحظ أن الخطابات الإسلامية ليست واحده ولا يمكن حصرها في خانة القوى الأصولية مع بن لادن على سبيل المثال بل يمكن إدراج بعضها ضمن منظور إيجابي وحتى تقدمي وأممي وكلنا نذكر دائماً ربط المقاومة اللبنانية لنضالاتها بنضالات شعوب العالم المضطهدة والمستضعفة و"الحلف" الذي يجمعها مع قادة أمثال شافيز الفنزويلي.

لذلك وفي المحصلة فإن العدوان الإسرائيلي والمخطط العدواني الأمريكي تلقيا ضربة قاسية بلبنان وقد خسرا معركة لكنها فعلاً ليست نهاية الحرب الدائرة بين أنصار الحرية والمظلومين من جهة وبين القوى الإستعمارية والذيول المجرورة خلفها من جهةٌ اخرى.



#عبد_توفيق_كناعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد توفيق كناعنة - ...وإنتصرت المقاومة