أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد علوان - !!من يريد انتظار المهدي فليعش اربعة مليارات سنة















المزيد.....

!!من يريد انتظار المهدي فليعش اربعة مليارات سنة


حامد علوان

الحوار المتمدن-العدد: 1824 - 2007 / 2 / 12 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كنا صغارا لم تشتد بعد اناملنا ولم نفقه من الحياة شيئا .. أدخل أهلنا في عقولنا عنوة فكرة ظهور المهدي المنتظر .. شخص ليس ككل البشر وسيد من اسرة نبي الاسلام .. سيظهر يوما ما عن قريب ليملأ الارض امنا وعدلا وسلاما ويقضي على كل مستبد جبار وسيكون عهده اشبه بالجنة فيها كل شيئ جميل . ولكن متى سيظهر .. هذا كان سؤالنا الاول وتاتينا الاجابة القاطعة بأن عيون البشرية لن تكتحل برؤيته ابدا قبل ان يستبد الظلم بالارض ويستشري الفساد بين الناس .. ليس قبل ان تمتلئ الارض بالعتاة الجبابرة الذين يسومون الناس ذلا وهوانا .. وأين .. في العراق!. وعلى الرغم من انه سيجلب الامن والعدل لكل البشر من اقصى شمال الارض حتى جنوبها .. فهو سيظهر في العراق حيث اختفى .. اما كل الظلم والقتل والاذلال الذي تواجهه شعوب العالم خارج العراق فهو لايعنيه ولن يكون سببا لظهوره المنتظر .. فالفساد يجب ان يكون عراقيا . وهل هناك فساد وظلم وجبروت في العراق اكثر مما نراه اليوم . ولكن بدل ان يظهر موعودنا المنتظر ظهر أناس غيره اما يدعون انهم المهدي بشحمه ولحمه أو انهم رسله وممثلوه جاءوا ليمهدوا الارض والعباد لمقدمه الموعود . كل واحد من هؤلاء يتبعه نفر من معصوبي البصيرة يقودهم مثل النعاج كيفما يشاء . أما آخرون ممن رأوه في المنام فقد كلفهم ان ينشئوا جيشا كبيرا يحمل اسمه شخصيا .. ولا ندري هل ان هذا الجيش قد اعد ليستقبله عند ظهوره المرتقب ام انه أي الجيش يريد ان يعيث بالارض فسادا ويجعل حياة الناس جحيما بالقتل والغدر وبذلك يهيئ الظروف المناسبة لظهور المهدي .. وربما كان الاحتمال الثاني هو الاقرب للصواب لان القتل والظلم والفساد هو بالضبط ما يفعله هذا الجيش.

لانريد ان نسأل اهلنا الذين حشوا في عقولنا فكرة ظهور المهدي عن سبب فعلتهم تلك لانهم فعلوا ذلك بنا كما فعل اهلهم بهم عندما كانوا صغارا .. ولكننا لانريد ان نلقم اطفالنا بالجهل الذي ورثناه وبما ليس لنا به علم .. ولهذا نريد ان نتوجه الى المتبحرين في الدين والذين فهموا اسراره حتى وصلوا الى المرتبة التي يقولون فيها انهم اصبحوا وكلاء للمهدي في الحياة .. نسألهم ما هو دليلكم العلمي .. واشدد على كلمة العلمي .. لظهور تلك الذات التي ستخلص البشرية من عذاباتها والتي ستقوم الساعة بعدها اي تفنى الحياة على الارض . نريد دليلا علميا راسخا على هذا الادعاء أو بالاصح هذه النظرية التي تتناقلها الاجيال وكانها من الثوابت . كل نظرية لها اثبات مادي ، عندما ادعى غاليلو ان الارض كرة وهي ليست مركز الكون اوضح للناس ادلته .. وعندما صرح نيوتن بنظرية الجانبية اوضح بالدليل المادي صحة افتراضه وهكذا الحال لكل النظريات الاخرى . لا نريد ان تقولوا لنا اثباتكم كلمة وردت في القرآن وهي كلمة (امامهم) في احدى الايات وهذا الامام فسرتموه بانه المهدي .. هذه الكلمة يستطيع الانسان ان يفسرها على هواه والقرآن بمجمله فسره البشر . ثم ان كل الامم القديمة بضمنها تلك التي عاشت في مجاهل افريقيا والذين لايعرفون الها واحدا لديهم في اساطيرهم ان ذاتا ما ستظهر في يوم لاحق لتخلص الناس من الظلم والعذاب . أليس هذا بحد ذاته رد فعل على عجز البشر عن تخليص انفسهم من المتجبرين فيلجأون الى تأميل انفسهم بظهور الفرج على يد شخص يأتي من الغيب .. أم ماذا .. من المؤكد انه ليس هناك اي دليل علمي واحد (وليس مجرد روايات) على صحة هذه النظرية .. ومن ذا الذي يستطيع ان يثبت ان فتى غاب او ضاع في سامراء سيعود للظهور بعد آلاف السنين .. أم انها وسيلة لترهيب الناس حتى ينصاعوا كالعميان لوكلاء ذلك الفتى الذين اصبح أكثرهم من العجم

اذا كان هناك جنة او نار فأن اصحاب الجنة سيرون ذلك الفتى هناك .. في الجنة .. وليس قبلها بأي حال من الاحوال . أما متى ستكون هناك آخرة او جنة ونار فهي لامحالة ستكون بعد زوال الارض والارض لن تزول قبل اربعة مليارات سنة أو يزيد . أما لماذا هذا الادعاء اي كل هذه الفترة الطويلة فأنه بكل بساطة لن تخرب الارض طالما ان الشمس تشرق والشمس ستظل تشرق او تضيئ لخمسة مليارات سنة قادمة لان فيها من الهيدروجين ما يكفي للحرق كل تلك الفترة.. اي ان الشمس في عز شبابها الان . الارض ستبقى تستمد الدفئ من شمسها وتستمر فيها الحياة ايضا هذا طبعا اذا لم يصدمها كوكب ما ويحيلها الى نثار .. ولكن بما ان الارض عاشت حتى اليوم ما يربو على اربعة مليارات ونصف السنة تقريبا دون ان يحصل لها مكروه فمن الارجح ان تستمر على نهجها حتى نهاية عمر المجموعة الشمسية .. اما اذا صدمها جرم صغير كالذي حصل قبل 65 مليون سنة والذي ازال الديناصورات حسب النظرية المعروفة (آثار الاصدام لاتزال موجودة) فذلك لن يؤثر على الحياة التي تستمر كما استمرت من قبل .. الحال ذاته يسري ان حصلت حروب نووية بين الامم فلا بد ان يكون هناك ناجون من شتى الاحياء وهم سيستمرون بالحياة بشكل من الاشكال . اذن لن تكون هناك ساعة اي قيامة (والتي لم تقم منذ ملايين السنين) طالما ان الارض حية .. وطالما يحدثنا جهابذه الفقه الديني ان ظهور المهدي مربوط بقيام الساعة التي ستقوم بعد ظهوره بوقت قصير ، فان الانتظار سيطول . ستنتهي الارض عندما تنطفئ الشمس .. وستنطفئ الشمس بعد ان ينفذ وقودها اي الهيروجين .. عند نفاذ الهيروجين ستتحول الشمس تدريجيا الى قزم ابيض حالها مثل سائر الشموس المنطفئة والتي يمتلئ بها الكون . عند تحول الشمس الى قزم ابيض ستزداد كتلتها وكثافتها بشكل مهول وبالتالي تتعاظم جاذبيتها وتبدأ بسحب الكواكب الدائرة حولها نحو مركزها .. ومن بين تلك الكواكب الارض طبعا .. في هذه الفترة لن تكون الشمس قد فقدت كل طاقتها بعد وبالتالي فان الارض اثناء انجذابها نحو الشمس ستحترق احتراق اليابس من الهشيم حتى تصل الى الشمس وتمحق محقا .. ولحسن حظنا نحن على الاقل اننا لن نكون موجودين في ذلك الزمان اي بعد ما يزيد عن اربعة مليارات سنة

من الزمن الحاضر وحتى ذلك اليوم سيستمر البشر بقتل بعضهم شر قتل .. ويستمر المفسدون يعيثون في الارض فسادا .. ستموت حضارات وتبرز اخرى .. واذا كان كل الانبياء .. وهم انبياء .. لم يصلحوا من حال البشر كثيرا فهل سيعود فتى ضائع ليسيطر على الكرة الارضية ويفرض العدل بين الامم . ولكن حتى ذلك اليوم ايضا سيستمر الأفاقون بالظهور والادعاء انهم ما جاءوا الا ليبينوا للناس ان المهدي في طريقه اليكم وسيتبعهم عماة العقول ويمدونهم بكل وسائل الاستمرار والدجل .. وسيبقى المنظرون المتحمسون لنظرية الظهور يأتوننا بالاحاديث من قبيل قال فلان عن علان حدثنا فلتان عن بطران انه سيأتيكم زمن.. وهكذا تستمرالاسطورة



#حامد_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد علوان - !!من يريد انتظار المهدي فليعش اربعة مليارات سنة