ميثم الشيباني
الحوار المتمدن-العدد: 1823 - 2007 / 2 / 11 - 12:13
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
(قرأة مابين السطور )
(الباب إلي تجيك منه ريح سده وأستريح) ، مثل شعبي قديم اعتادت عليه مسامعنا ، للحد الذي أصبح مقززا من كثر التكرار ، أشتهر التداول به أبان سنوات حكم الديكتاتور المنقرض ، إذ كان هو بمثابة أشارة حمراء ونقطة تحذير لكل من حاول المساس بالسلطة أو نقدها ، نظرا لانتشار أجهزة امن النظام الفاشية في كل زوايا وأركان الحياة العراقية . وكما يبدو فإذا المثل عاود الظهور مجددا بعد فترة قصيرة من غيابه، ليسجل في هذه العودة الغير مرحب بها أعلى نسبة انتشار وسط الحياة الاجتماعية العراقية ، وبالتالي فهو أستطاع أن يسجل أكبر نسبة من المبيعات في سوق الإشاعة الذي انتعش مجددا ، وذلك بسبب حلول الاقطاعايات الدينية ضيفا غير مرحب به!! مما جعل الفرد العراقي يعاود شرائه خوفا من زلة اللسان ، ( هذا في زمن الديمقراطية طبعا ) .!!
ولعل أكثر المدمنين الذين أعتا دو على تعاطي هذا المثل الذي هو بمثابة عقار مخدر للشعوب ، خوفا من ثورات الإصلاح والتغيير , وهم بطبيعة الحال طبقة (المحافظين) ، بل أن شأت الدقة هم ( المستفيدين ) بل أن شأت الدقة هم
( طبقة الإقطاعيات الدينية ) الذين يتذمرون ويفزعون من أي عملية تحديث من شأنها أن تفسد مصالحهم !! .
ولاغبار أن قلنا بأن هذا المثل من نتاج المجتمعات الكسولة ، التي تغشى دائما وأبدا هبوب رياح الانقلاب والتغيير !! , على أية حال ، فهناك من يجلس على جسد هذا الوطن الجريح ، لينهش لحمه !! ...
منذ أن فتح العراق على يد الخليفة الخامس جورج بوش في 9/4/2003 تافالنا بإفراط ونحن نرسم في مخيلتنا صورة جميلة لهذا الوطن القادم !! ، كون الحكومة العراقية ستعمل بجدية على تطبيع الديمقراطية هي ومن معها من الحكومات الفرعية المتمثلة ( بمجالس المحافظات ) , وبقدرة قادر تحولت الديمقراطية إلى حديث ( سعالو ) !! (لأحول ولاقوه ألا بالله ) ياقلبي لاتحــــــــــــــــــــزن
وحتى لا اخرج من الموضوع ، فالقلم مصر ليأخذ بيدي إلى رحلة غير ممتعة , خاصة ونحن نفتح ملف مجلس محافظة الديوانية !! , ألذي يستطيع من خلاله القارئ تفحص الديمقراطية العراقية من خلال هذا النموذج ألسيئ طبعا !! ، ويرى كيف تحولت الكلمة الى جريمة في مدينة ( الديوانية) النموذج السيئ للإقطاعيات الدينية بكل أشكالها وألوانها التعسفية ، ومن يدري فربما سيكون صاحب هذا القلم متهم بالخروج عن الملة !! كونه مشاكس ناقد ليس ملمع للواجهات كما يفعل بعض أصحاب الأقلام المأجورة
( وما أكثرهم اليوم ) أليس كذلك يا ........................................................... ؟ !! .
أذا تعالوا معي لنطلع سوية على مايجري في كواليس مجلس محافظة الديوانية , ونكشف النقاب عن عوراته ( وما أكثرها اليوم ) وهذه واحده منها .
الدكتور علي وتوت ( وهو أستاذ تدريسي في جامعة القادسية وباحث في سوسيولوجيا السياسة، إضافة ألي كونه أحد الوجوه الثقافية البارزة في هذه المدينة الصغيرة التي تحتضن بين جنابتها ضفتي الفرات ) وواحد من الأفراد الذين يمتلكون شعور وطني عالي , وما اعرفه عنه الكثير ألا أني سأختصر في سطرين , لم يكن متحزبا لغير العراق ، صريح لايعرف الخداع ، معتدل الطرح , مؤمن بنتائج البحث العلمي ولو كانت النتائج على حساب مصلحته الشخصية , فالرجل حاول أن يطرح ما شخصه من سلبيات وإخفاقات هذا المجلس
( وما أكثرها ) بغيت التأشير عليها وإصلاحها , كي لا تتكرر مأساة هذا المدينة التي أصبحت دوامة مستمرة للعنف جراء الأخطاء والتخبطات المستمرة من قبل المسؤولين , لحد أنهم فقدوا السيطرة على مدينة الديوانية بالكامل , إضافة للواقع الخدمي المفقود تماما من الواقع الحياتي لهذه المدينة ، والذي هو على تماس بحياة المواطن اليومية , .
ألى هنا أعتقد بأن الكلام بات واضحا , وبالنتيجة فأن النقد هو جزء من الممارسة الديمقراطية ( ولا أدري أي ديمقراطية تلك في بلد يشرع القرار السياسي وفقا لإرادة المسبحة ) ( الخــــيرة ) !!
لكن في النهاية تشير الأحداث بأن هذا المقال كان بمثابة الزلزال الذي قلب طاولة مجلس محافظة الديوانية,
إذ أنه فاق السبع درجات على مقياس ريغتر !! , وماذا بعد , ثلاث ساعات متواصلة من التداول حول هذا المقال على طاولة المجلس (!!) ( كما أكدت لنا مصادر من النواب ضباط ) للحد ألذي أصبح به المقال هو الحديث الشاغل الذي يهمس في مسامع الأعضاء , ليس كونه ناقد فحسب لكن لسؤال , هو من ذا الذي يتطاول على مجلس غالبية أعضائه هم من المجلس الأعلى ومنظمة بدر !!
لاحظ عزيزي القارئ وافهم هذا الكلام جيدا , فما بالك بكلام على مجلس يتكون أعضائه من هذين التنظيمين وبنسبة الأغلبية نترك الإجابة لك عزيزي القارئ , لأنه يحمل بين طياته كلاما ليس بالطيب ذكره هنا ( فهو ذات رائحة كريهة ) , وبالتالي فأن الرجل ( الدكتور علي وتوت ) وقف مذهولا من كثرة رسائل العتب المذيلة بالتهديد المبطن , ( عتب من العيار الثقيل ) , وهي لغة المجاز المعتادة داخل هذه التنظيمات !! , ولا تدري هنا كيف نعيش بجوار أناس استأثروا بالسلطة لينقضون علينا متى ما فتحت شهيتهم !! ولا تدري أي ديمقراطية تلك نسعى إلى تحقيقها في العراق وسط حراس العقيدة !! وهذا الحصار للكلمة الحرة ، لكن لم تكن هذه هي النهاية فللحديث بقية وأكول
( الباب التجيك منه ريح فلشة أستريح ).
#ميثم_الشيباني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟