أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عثمان على - اليوم الاخير للوسواس الخناس















المزيد.....

اليوم الاخير للوسواس الخناس


على عثمان على

الحوار المتمدن-العدد: 1822 - 2007 / 2 / 10 - 11:21
المحور: الادب والفن
    



اعتقل إبليس زهاء الساعة السابعة صباحا بينما كان يهم بركوب الباص المتجه إلى خارج المدينة حيث منطقة المعامل وكان متنكرا آنذاك في هيئة عامل فقير متعب زري الثياب يداه خشنتان متشققتان ووجهه مملوء بالتجاعيد .

وقد حاول إبليس وهو في مخفر الشرطة أن يضلل المحققين معه ويستدر عطفهم بالادعاء أنه مجرد رجل مسكين مسؤول عم إطعام أسرة كبيرة ويشتغل في أحد المعامل ولا يقلقه سوى تأخيره عن الوصول في الوقت المحدد لبدء العمل وقدم وثائق ثتبث أنه حقا عامل في معمل ولكن محاولته الخداع لم يكتب لها أي نصيب من النجاح فإبليس قادر على كل شيء والإقدام على تزوير اخطر الوثائق بالنسبة إليه سوى عبث أطفال .

وما أن صدر الآمر إلى رجال الشرطة بإيقاف إبليس عن التهادي في كذبه المفضوح المهين للأذكياء حتى انقضوا عليه فرحين بما سينالون من أجر وثواب فالحسنات تمحوا السيئات وصحائفهم ملأى بالسيئات وكلهم راغب في محوها وما ضرب إبليس إلا الحسنة الكبرى التي لا تعادلها أية حسنة أخرى .

وظل الضرب ينهال على إبليس قاسيا موجعا حتى صاح مستغيثا واعدا بالصدق والامتثال والطاعة ونبذ المراوغة والخداع والغش فتوقف آنئذ رجال الشرطة عن ضربه وتكلم إبليس وأقر بغير ضغط أو إرغام بصحة كل ما وجه إليه من تهم واعترف بكل الجرائم المنسوبة إليه .

أحيل إبليس إلى المحكمة عملا بالأنظمة والقوانين المرعية وكان يوم محاكمته يوما مشهودا لا ينسى فالقاضي كان رجلا جليلا ونزيها ولا يهمه إلا العدل والحق ولا شيء غير العدل والحق وقد أنصت لكثير من الشهود الذين تباروا في الإدلاء بشهاداتهم التي تفضح الجرائم النكراء التي كان إبليس سببها والمحرض عليها

الشهادة الأولى : (( لم أكن أرغب في القتل ولكن إبليس لاحقني بعناد وإصرار وزين لي أن القتل وسيلة رائعة للتخلص مما أكره أو ابغض وحضني على اعتبار من أريد إزهاق أرواحهم أشبه بخراف خلال ذبحها ))

الشهادة الثانية : (( عندما رأيتها تسير في الشارع قلت إنها امرأة جميلة مغرية واكتفيت بمتابعتها والنظر إليها ببراءة وحسرة متمنيا لو أنها كانت زوجتي ولكن إبليس غضب وسخر مني واتهمني بالجبن ودفعني إلى الانقضاض عليها واغتصابها علانية أمام عيون الناس كأني حيواني ولسن بإنسان يحمر وجهه حياء إذا نظر إلي أمه )).

الشهادة الثالثة : (( ظللت طوال عمري محبا للصدق كارها للكذب فتسلل إبليس إلى رأسي بأسلوب مازلت أجهله وأقام به ولم يغادره إلا بعد أن صرت من أشهر الكذابين ))

الشهادة الرابعة : (( كنت أكره الأحزاب السياسية أكانت علنية أم سرية فجاء إلى إبليس والتصق بي ولم يتركني إلا بعد أن انتسبت إلى حزب سياسي معارض ومحظور ))

الشهادة الخامسة : (( كانت زوجة لأخي قبيحة ويأنف الكلب من لمسها وكنت أدرك أنها زوجة أخي وقبيحة فشرع إبليس في الوسوسة لي حتى جعلني أراها أجمل امرأة وأنسى أنها زوجة أخي وأتسلل إلى فراشها كلما كان أخي خارج البيت ))

الشهادة السادسة : (( كنت سجانا أعذب الناس أتعذب ولكن إبليس هاجم قلبي فصرت أعذب الناس وأنا اضحك مسرورا وصار الناس يتعذبون وحدهم ))

الشهادة السابعة : (( كنت قانعا بأني ولدت فقيرا وأعيش فقيرا وسأموت فقيرا ولكن إبليس ظل يغويني حتى ضعفت وصرا أحسد من هم ليسوا بفقراء وأمقتهم واحقد عليهم و أتمنى أن يموتوا كلهم أجمعون ))

الشهادة الثامنة (( كنت دائما امرأة مطيعة لزوجها وأموت إذا طلب إلى أم أموت فسخر إبليس مني حتى تحولت إلى امرأة مرفوعة الرأس متعجرفة تزعم أن لها كيانها المستقل وقرارها الشخصي ))

الشهادة التاسعة : (( اشتهرت أسرتي منذ أن وجدت باحترام كل حكومة وتأييدها في السراء والضراء ولكني كنت مختلفا أنتقد كل الحكومات وانتقدها في الليل والنهار ,انتقدها وأنا قاعد وأنا واقف وأنا ماش وأنتقدها وأنا أنام ولا أحد مسؤول سوى إبليس القبيح الفعال ))

الشهادة العاشرة : (( كانت زوجتي تحبني وتعاملني كأن كل الرجال ماتوا وأنا الرجل الوحيد الحي المتبقي على وجه الأرض فغار إبليس مني وتدخل في حياتنا وأغوي زوجتي بأن تعشق سائق سيارتي وعندما اكتشفت علاقتها به طلبت إليها أن تختار بيننا فقالت لي بوقاحة لا سبب لها سوى إبليس :أتخيرني بين حمار وغزال ؟ وتركتني لتعيش مع سائق سيارتي وفي غرفة إيجارها الشهر أقل من ثمن سيجار واحد من النوع الذي اعتدت تدخينه ))

الشهادة الحادية عشرة : (( يسخر مني كل الناس الذين أعرفهم ويقولون على أني ذليل لم يرفع رأسه يوما ويتناسون المذنب الحقيقي الذي هو إبليس وما ذنب التلميذ إذا كان معلمه قد لقنه معلومات مخطئة ومظللة ؟))

الشهادة الثانية عشرة : ((كنت أجن إذا رأيت عصفورا ينقر تفاحة على شجرة دون أن يستأذن صاحبها واعتبر فعلته سرقة يجب أن يعاقب مرتكبها أقسى عقاب ولكن إبليس نجح في تغيير طباعي ,أصبحت أسرق النهر حالما بيوم أسرق النهر حالما بيوم اسرق فيه البحيرة )).

الشهادة الثالثة عشرة : (( كنت منذ صغري أكره النفاق والمنافقين حتى لحظة أن لحظة ولدتني أمي وسمعت القابلة تهنئتها وتقول أنها أنجبت أجمل صبي صحت بها مؤنبا وقلت لها : بلا نفاق قولي لها إنها أنجبت اقبح صبي هكذا كنت دائما العدو الأول للنفاق ولكن إبليس احتلني في يوم مشؤوم وحولني منافقا مختصا بالنفاق للخسيس والحقير والوضيع والجبان والنذل ))

الشهادة الرابعة عشرة : (( أستطيع ذكر أسماء ألف شخص وأكثر وهم مستعدون للشهادة بأني كنت تقيا ورعا أعبد الله وأطيعه وما أن دهمني إبليس حتى صرت ملحدا فاجرا داعرا ))

الشهادة الخامسة عشرة : (( أنا لا أحب سوي شرب الماء وإبليس شرح لي بأسلوب بليغ الفوائد الصحية لشرب الخمرة وكنت شابا ساذجا فصدقته وأدمنتها ولم يعد ما يجري في عروقي يصلح لأن يوصف بأنه دماء ))

الشهادة السادسة عشر : (( التقيت بإبليس في أحد الأيام وكان متنكرا في صورة طفل رجاني أن أمسك يده حتى يعبر الشارع من رصيف إلى رصيف ولا أدري مالذي حل بي فصرت منذ تلك اللحظة أكره كل طفل حتى لو كان طفلي الأوحد الذي لن يكون لي غيره طوال عمري ))

ولما تبين للقاضي الجرائم المروعة التي ارتكبها إبليس أمره بالسجود فبادر إبليس إلى الإطاعة متوهما أن سجوده سيكفل له النجاة ولكن القاضي تكلم بصوت مرتعش مصدرا حكمه بإعدامه .

ولم يعرف أحد كيف أعدم إبليس بعضهم قال شنق ذات فجر وبعضهم قال أنه احرق وذر رماد جثثه فوق البحر وبعضهم قال أنه قطع بالسكين قطعا صغيرة ودفن في مكان مجهول وبعضهم قال انه قد أطلقت عليه مئات العيارات النارية من البنادق حتى غدا جسمه اسبه بالغربال وتعددت الروايات واختلفت ولم يتفق اثنان على رواية واحدة ولكن الشر لم يعد له أي وجود على الأرض وكف الناس عن ارتكاب الذنوب والأثام ونبتت في ظهورهم أجنحة بيضاء اللون حيرت الأطباء والعلماء



#على_عثمان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرنامج السياسى لمؤتمر البجا
- الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عثمان على - اليوم الاخير للوسواس الخناس