جلال جرمكا
الحوار المتمدن-العدد: 1821 - 2007 / 2 / 9 - 08:41
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في هذه الفوضى وهذه الد يمقراطية المحترمة التي جلبها لنا ألأخوة ألأمريكان نرى ونسمع ونقرأ الغريب والعجيب ، ولكن ألأغرب أن أكثرية السادة ( رجال الدين ) تركوا واجباتهم وأعمالهم وأختصاصهم.. وتحولوا من رجال دين الى سياسيين!!.
الى هنا والمسألة بالنسبة الى الكثيرين مسألة طبيعية..لالشىء الا لأسباب في المقدمة :
ــ أن هؤلاء ألأخوة يعتبرون أولئك السادة مراجعهم..فلا حول ولاقوة..ماذا يعمل ويفعل يجب أن يؤيد السيد / المرجع ومن ( غير ليه !!).
ــ منهم من يعتقد أن ظروف البلد يتطلب أن يتحول ( رجل الدين ) الى سياسي ويشكل حزب أو تيار أو حركة...!!.
لا أختلاف في وجهات النظر لكوننا نعيش في زمن الديمقراطية والحرية.. ولكن على الطريقة ألأمريكية ...اليس كذلك ؟؟.
طيب..سنعتبر أن ألأخوة الذين يؤيدون تحويل رجال دين الى سياسيين مسألة طبيعية!! لذلك وأذن من حقنا أن نعاملهم كرجال سياسة.. ورجال السياسة كما معلوم معرض للأنتقاد والمسائلة..وحتى الى ( شتائم ) في بعض ألأحوال!!!.
نعم حينها السيد ( رجل الدين ) قد أنحرف من واجبه الديني وتحول الى سياسي..والسياسي في أنحاء المعمورة يعامل كسياسي...هكذا عشنا وشفنا..أذن على سماحته أن يكون ذات صدر واسع ويقبل ألأنتقدات بروح رياضية..وحتى لو لم يقبلها ستأتيه ألأنتقادات من كل صوب...!! ولم لاء لقد أصبح سماحته سياسي من الدرجة ألأولى !!!.
وهنا لو..ظل / سماحته على أختصاصه كرجل دين والتزم بالرسالة المحمدية والسنة النبوية الشريفة لما تجرأ أحدنا أن ينتقدهم... بالتأكيد لايمكن أنتقاد هؤلاء السادة الذين ملتزمون بدينهم من دون أعطاء المجال للأنتقاد.. وبالتالي أنتقاد رجال الدين بحاجة الى أناس من ذوي ألأختصاص ولايمكن لنا نحن ( الناس البسطاء) أن ننتقد رجل دين يحمل صفة أو درجة دينية...مستحيل !!.
من السادة الذين تحولوا من رجل دين الى سياسي هو السيد / مقتدى الصدر..وتلك ليست بحاجة الى براهين حيث تصرفاته وحركاته وعلاقاته وتصريحاته وجيشه ...كلها تقول أن الرجل سياسي ونص!!.
للسيد مقتدى ( السياسي) تصرفات وتصريحات وأفكار غريبة وعجيبة.. المشكلة والمعضلة ليست بالسيد مقتدى..بل أن المشكلة في ( مستشاريه ) والرجل يردد ما يسمعه من أولئك المستشارين :
ــ له مواقف متشددة ولكن بعد فترة يتغير بمقدار 180 درجة ويناقض نفسه وكأن المسألة طبيعة والسبب الرئيسي لكون الذين حول سماحته ( أناس يريدون المحافظة على مصالحهم الذاتية ) ولا أحد يتجرأ ويقول: لا... أو ..كيف ..؟؟؟.
من أغرب المواقف :
قبل ذهاب السيد / المالكي للقاء الرئيس / بوش في ألأردن..أعلن سماحته بأنه وجماعته سينسحبون من البرلمان ( 32 مقعد ) ومن الحكومة ( 6 وزراء) أذا ما أجتمع السيد / المالكي بالرئيس ألأمريكي!!!.
مع ذلك التهديد الا أن المالكي.. ذهب.. وأجتمع.. وعاد ...الكل يعرف القصة!!.
أمر سماحته الجماعة من ألأنسحاب من البرلمان والحكومة... ولكن فجأة من غير أي تغير.. أصدر أوامره بالعودة الى تلك المؤسستين.. ومن غير أسباب مقنعة!!! وتبين أن سماحته قد أستمع الى نصائح / مستشاريه ووافق فورأ!!!.
اليوم :
مع التهيأ للخطة الجديدة في بغداد ..نسمع ألأغرب !!!.
من المعلوم أن تلك الخطة تشمل ملاحقة ( جماعته ) من جيش المهدي ونزع أسلحتهم في مدينة الثورة وغيرها.. ولكننا نتفاجأ :
أن الكتلة الصدرية تدعم الخطة الجديدة لكونها تقضي على ألأرهاب وفرق الموت .. وألأهم لقد صرح قائمقام قضاء مدينة الثورة / كريم حسين ، وهو بالتأكيد أحد مسؤلي التيار الصدري حيث قال :
أن مسلحي المدينة مستعدون لألقاء أسلحتهم وتسليمها الى القوات التي ستدخل المدينة.. وأن اللجان الشعبية التي تحمل السلاح ستنهي واجباتها مع دخول القوات الى مدينتهم !!!.
في الحقيقة والواقع :
كلام جميل.. وبادرة جيدة.. ولكن :
ياترى من هم فرق الموت ؟؟؟ وياترى لماذا تدخل تلك القوات الى مدينة الثورة مازال جميعهم أناس بعيدين عن ألأرهاب وفرق الموت ؟؟؟.
أتمنى أن أكون مخطئأ.. وما نسمعه ونقرأه كلها ( دعايات مغرضة ) ضد التيار الصدري!!!.
أتمنى ذلك .. ولكن أنا أقول أن سبب هذه التصريحات :
ــ تصريحات الرئيس ألأمريكي.
ــ أعتقال الدراجي الذي لم يطلق سراحه الى اليوم .
ــ مخاوف سماحته الى ملاحقته قضائيأ..ولاسيما لازالت مذكرة التوقيف والمتهم بها حول مقتله للسيد / عبد المجيد الخوئي!!.
للتيار الصدري مواقف متشنجة من قضية كركوك..وفي كل مناسبة، وأحيانأ حتى ( من غير مناسبة) يعلقون على قضية كركوك.. وألأستفتاء على كركوك.. بأختصار لهم مواقف غريبة ضد الكورد بصورة عامة.. أما فجأة :
نرى وفدأ رفيع المستوى يزور كوردستان ويجرون سلسلة من اللقاءات مع المسؤلين الكورد في المقدمة ألأخ / مسعود برزاني..وغيره!!.
والغريب في هذه الزيارة أن الوفد أعلن وبشكل واضح تأييده للكورد فيما يخص مدينة كركوك.. وقال فاضل ميراني / العضو البارز في الحزب الديمقراطي الكوردستاني :
وحول موقف تيار الصدر من المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بتطبيع أوضاع كركوك ، قال ميراني "لقد أكد الوفد خلال لقائه برئيس الإقليم والمكتب السياسي للحزب دعمهم الكامل لتطبيق تلك المادة، وأنهم يعارضون أي تأجيل لتنفيذها،وأن المحادثات ستتواصل بين الطرفين لتعزيز التعاون والتنسيق بينهما". يذكر أن قادة أكراد أبدوا مرارا تخوفهم من دور التيار، الذي يقوده الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، في "عرقلة" تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي، بعد صدور تصريحات من مسؤولين بالتيار ضد تلك المادة.
لا أعرف السبب؟؟ هل لعقد تحالف جديد؟؟ أم طي صفحة؟؟ أم تكتيك؟؟ أم ماذا ..أن صح التعبير؟؟؟.
مع هذا وذاك نقول:
شكرأ ياسماحة السيد..أن صح التعبير.... ياحبيبي!!!.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟