أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معن نوفل أبو عمار - المجتمع الدرزي الغامض، هل يمكن السيطرة عليه، ولماذا يطالب بالاستقلال!















المزيد.....

المجتمع الدرزي الغامض، هل يمكن السيطرة عليه، ولماذا يطالب بالاستقلال!


معن نوفل أبو عمار

الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روت كاتبة معروفة من السويداء حكاية جرت في بدايات الانتفاضة السورية ضد بشار الأسد. عائلة من درعا، أم وأطفالها، وجدت ملجأً في بيت درزي في السويداء. بادرت صاحبة البيت إلى وضع الطعام أمام المرأة وأطفالها، ثم تركتهم ليكونوا على راحتهم. لكنها حين عادت بعد وقت قصير، فوجئت بأن طبق الطعام ما زال كما تركته. في تلك اللحظة، قرأت صاحبة البيت ما يدور في خاطر ضيوفها، جلست بهدوء إلى المائدة، تناولت لقمة أمامهم، وابتسمت. عندها فقط امتدت أيدي الأطفال وأمهم إلى الطعام. وبكلمات عفوية صادقة، قالت المرأة القادمة من درعا: "نحن لا نعرف بعضنا... كنا دائمًا لا نعرفكم ونتوجس منكم".
هذه القصة تختصر ما أودّ الإشارة إليه، أن السوريين لم يعرفوا بعضهم، بل ظلّت بينهم حواجز من الصور النمطية والاتهامات المتبادلة. وربما يعتبر مجتمع السويداء أحد أكثر المجتمعات السورية غموضًا، سواء في ما يتعلق بطبيعته الدينية أو بهيكليته الاجتماعية. هذا الغموض لا يعود فقط إلى طبيعة العقيدة الباطنية، بل أيضًا إلى محدودية معرفة الآخرين بالتقاليد الاجتماعية والفكرية التي تنظّم الحياة الدرزية والتي تشكلت بعد اقامتهم في السويداء السورية بداية القرن الثامن عشر. كما أنه لم يسلم الدروز من حملات التشويه وتلفيق الأكاذيب التي لاحقتهم لعقود. وحين تهاوى النظام الأمني الذي كان يفرض الصمت بالقوة، برزت تلك الأكاذيب إلى السطح، فأخذت تفعل فعلها في النفوس والعقول. 

هكذا وجد الدروز أنفسهم في مواجهة حملة كراهية ممنهجة، امتدت على مدى أشهر من وصول ما كان يسمى هيئة تحرير الشام إلى الحكم في سوريا بعد سقوط النظام الأمني في ديسمبر ٢٠٢٤. حملة التحريض حملت في طياتها تحريضًا صريحاً ضد الدروز ورموزهم المجتمعية يهدف إلى إخضاعهم وكسر إرادتهم. وليس من قبيل المصادفة أن يصبح المقص شعارًا لهذه الحملة، إذ أن الهدف لم يكن سوى النيل من كرامة مجتمع اعتاد الاعتزاز بنفسه وبإرث أجداده. لقد كان الهدف المعلن هو تحطيم تلك النفسية الحرة المتمردة التي ميّزت الدروز.
ولذلك، لم يكن الأمر مجرد خلاف سياسي، بل كان أقرب إلى محاولة مدروسة لترويض هذا الكبرياء، حتى يغدو قابلًا للانضواء تحت سلطة جديدة، سلطة يرى كثيرون أنها جاءت مُمثِّلة للأكثرية السنية في البلاد.
ربما تكون الثقافة التي حملها سكان الجبل كما ذكر مدير المعارف في دولة جبل الدروز عبدالله النجار هي التي جعلت حكمهم مسألة معقدة وصعبة. ويصف ذلك بأن عزة النفس التي لا يتنازل عنها الدرزي حتى في أصعب الأوقات، واستعداده الدائم لخوض المعارك بدافع الشهامة والرجولة، ورفض الظلم ليس على نفسه بل وعلى غيره، كل ذلك ترك التهديد بالثورات الشعبية قائماً. ويصف جاد الكريم الجباعي الدروز بجماعة محاربة تحمل الروح القتالية إزاء الخارج وقيم الفروسية كرأس مال يتشارك فيه أفرادها.  
لقد كان اجتياح المدينة من القوات الحكومية بأسلوب دموي وهمجي، مفارقة وطنية مؤلمة، ففي الوقت الذي فاخر فيه الفرنسيين يوماً أن السويداء كانت المكان الوحيد الذي دخلوه بدون إراقة دماء، لأنهم فهموا عادات الجبل واستخدموا لغة الحيلة بالتوجه إلى شهامة الجبل وضيافته، وللمفارقة الأكثر إيلاماً أن هذه الطبيعة فهمتها أجهزة الأمن في النظام السابق، والتي نصحت الأسد بزيارة السويداء في بداية الانتفاضة السورية برفقة زوجته في محاولة لكسب ودهم، وقد نجح الى حد كبير في تحييد الدروز في بداية الثورة، قبل أن تمتد جرائمة الى كامل التراب السوري، ما دفع الدروز للامتناع عن الالتحاق بجيشه.
وبرغم افتراض حسن النية، بأن السلطة الجديدة جاهلة وقليلة الخبرة، فإن هناك شواهد كثيرة تدل على قصدها عن سبق إصرار وترصد ومشاركة إعلامها الرسمي وسعيه لسحب السويداء خارج النسيج الوطني، وهذه خيانة وطنية بحق الدروز لن يغفرها التاريخ، كما لم يغفر اجتياح السويداء بالدبابات وفتح الرصاص الحي على المدنيين أمام المشفى الوطني من قبل جيش النظام السوري في أحداث البدو عام ٢٠٠٠، ولا قصفها بالطائرات من قبل نظام الشيشكلي بعيد الاستقلال، فقد زالت هذه الأنظمة وبقيت السويداء بعزها وكرامتها.

لطالما تميّز مجتمع السويداء بقدر كبير من الانفتاح الفكري والسياسي، وقد برز ذلك في مشاركته المبكرة في الحركة الوطنية السورية منذ منتصف القرن العشرين، ومن خلال انخراط أبنائه في أحزاب متعددة مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، والحزب الشيوعي السوري، وحزب البعث، إضافة إلى أحزاب أخرى كحزب الشعب والحركة الوطنية. هذا الانخراط يعكس قدرة المجتمع على التفاعل مع التيارات السياسية المختلفة، وحرصه على المشاركة في صياغة الحياة العامة على المستوى الوطني.
وخلال الأحداث المرتبطة بالانتفاضة السورية في أواخر حكم الأسد، ظهرت في السويداء مبادرات وتيارات سياسية متنوعة، تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. وربما تكون هذه التعددية والانفتاح احدى نتائح الانعتاق الديني للدروز، حيث ينقسمون إلى "عُقّال" (المتدينين) و"جسمانيين" أو جهال، وهؤلاء يشكلون النسبة الأكبر في السويداء، ولا يوصفون بأنهم متدينين، ويتمتعون بحرية سياسة واسعة سمحت بدرجة عالية من التعددية في المواقف والأفكار. وقد اعتبر بعض الباحثين أنّ انفتاح المجتمع الدرزي على الفكر والحياة العامة يمكن قراءته ضمن أطر"الليبرالية الدينية“.

وعلى امتداد التاريخ الحديث، كان المفكرين الدروز من رواد الحركة الفكرية التي دعت للوحدة العربية، وربما يكون ذلك لمواجهة صحوة اسلامية، لا تعترف بهم أعضاء في الجماعة، فوجدوا في عروبتهم الأصيلة قاعدة قوية لانتمائهم وعلاقاتهم في دولتهم السورية، حتى وصفوا من قبل الكثير من السوريين بأنهم رمز الوحدة، وعندهم تلتقي جميع الفرقاء. وليس مستغرباً أن تمتلئ أدبياتهم وكتبهم بالاعتزاز بالانتماء للوطن السوري وهويتهم السورية. والأهم من ذلك لم يكن لدى الدروز أي مشروع للحكم، ولا أي تصور للانفصال، فهم يربطون وجودهم بالوطن السوري ارتباطاً وجودياَ، لا بديل عنه. حتى أن الانتماء السوري أصبح جزءا من الوجدان الاجتماعي، ووصل إلى أغاني الأعراس والمناسبات، فهم الذين يغنون في أعراسهم منذ عشرات السنين، سوريا لا تنسي الجبل، خليه على الركن اليمين، وسوريا أمنا ولا يوجد وطن بديل.

بعد منصف تموز ٢٠٢٥، تغير كل شيء، فعلى أثر الاجتياح الدموي للسويداء والانتهاكات الطائفية والقتل على الهوية، شعر المجتمع الدرزي بصدمة كبيرة وخيبة أمل عميقة كسرت كل أحلامه، فانتقل الشعور من الاعتزاز بالوطن إلى حالة طلاق مع هذا الوطن كردة فعل وجدانية خالصة. بعد أن تنكر الشعب السوري للعشرة كما يشعر الدروز، وتنكروا للتاريخ الوطني للسويداء، ولاستضافة الأهل السوريين في أصعب الضروف، للتضحيات الكبيرة من أجل الوطن على قلة عدد سكانها. كل هذا سقط في عدة أيام، أمام هول المجازر وبشاعتها. والأمر الذي عمق الجرح الوجداني أكثر هو موقف غالبية من السوريين، حيث يرى الدروز أنهم تركوا وحدهم في مواجهة مصير أسود ومجرمين لا يعرفون الرحمة، ومن لم يشارك في الحملة التحريضية عليهم، أشاح بوجهه كأن الأمر لا يعنيه. 
 الدعوة للاستقلال إذن في هذا السياق لم يكن مشروعًا مخططاً بالمعنى القانوني الدولي، بل كان وسيلة للتعبير عن الانكسار والخيبة، وعن الخذلان من السوريين الذين كانوا يعتبرون شعباً واحد، قبل أن يصطفوا طائفياً ويبعدوا الدروز خارج الجماعة الوطنية. 
وكلما اتسعت الدعوات إلى الابتعاد وازداد الإصرار على مطلب الانفصال، كان ذلك مؤشرًا أوضح على حجم الانكسار والخيبة التي يشعر بها أبناء السويداء. فقد كانت التوقعات مرتفعة بأن السوريين سيقفون صفًا واحدًا، إلا أنّ الواقع أظهر عكس ذلك. وفي هذا الإطار يمكن فهم المطالبات بالتدخل الإسرائيلي ورفع علمها، فهي تعبير عن حالة قصوى من الشعور بالعزلة والانكار. بل إن البعض يرى أن السوريين، إذا استمروا في هذا التنكر، فإنهم يدفعون الدروز دفعًا نحو إسرائيل ويقسمون وطنهم بأيديهم، وهو ما يعتبره عدد من المحللين مخططًا متعمدًا وخيانة كبيرة، تُسهِم فيها السلطة نفسها عبر إعلامها الرسمي، الذي كان شريكًا في الحملة الممنهجة ضد الدروز.

والأن يظهر أبناء السويداء رفضا قطعياً لأي مسار أو مسعى للتعامل مع السلطة الحاكمة. وهنا يمكن استدعاء ما كتبه غوستاف لوبون في سيكولوجيا الجماهير حول سبب رفض الجماهير للحلول الوسط، إذ يوضح أن الجماعة حين تدخل حالة احتجاجية جماهيرية تُصبح أكثر ميلاً للمواقف القاطعة والرفض التام، وأقل استعدادًا للقبول بخيارات توفيقية. ومن ثمّ، فإن تصلّب موقف السويداء في رفض أي تعامل مع السلطة يعكس ديناميات احتجاج جماهيري يصعب ضبط مساره أو التنبؤ بتطوره. 
كما أن الجماهير – كما يقول لوبون – لا تسعى إلى برامج معقدة أو مشاريع بعيدة المدى، بل إلى مطالب آنية واضحة ومباشرة. لذا فإن فتح نقاش قانوني عقلاني في موضوع الانفصال وتفنيده ليس له أي أهمية في سياق الاحتجاجات والموقف العام للمجتمع الدرزي الذي لا يتحرك وفق مشروع انفصالي منظم، بل بدافع رفض الواقع القائم والمطالبة بالكرامة والحقوق الأساسية، كما أن ردود فعله لا تُبنى على منطق قانوني بل على ديناميات نفسية جمعية.
وبغض النظر عن واقعية أو قانونية طلب الانفصال أو الاستقلال، فإن فكرة هيكلة إدارة ذاتية في السويداء لا يمكن تصور أن تقع على عاتق المجتمع المحلي وحده، فهي مسألة تقنية معقدة تتطلب خبرات دولية حديثة ولجانًا متخصصة، فضلًا عن أن اعتبار السويداء منطقة نفوذ أمني يجعل من غير الممكن تركها تبني إدارتها "كيفما اتفق" بمعزل عن حسابات إقليمية ودولية أوسع. وعلى صعيد آخر، فإن الحديث عن فتح معبر بين السويداء وإسرائيل يجب أن يُفهم أيضاً في ذات السياق الأمني بالدرجة الأولى، باعتبار السويداء منطقة نفوذ أمني، ومن ثمّ ينبغي أخذ الاتفاقات والتفاهمات مع السلطة الحالية بعين الأعتبار، وإذا كان هذا يدعى خيانة، فالفاعل هو من يضع السكين على رقبة السويداء ويحاصرها.

إن علاقة الدروز بالوطن السوري يمكن تشبيهها بعلاقة حبّ من طرف واحد، الحبيب الذي يرى محبوبته في أجمل صورة، ويرفعها إلى أعلى الدرجات، ويدافع عنها بكل جوارحه، لكنه عند الاصطدام بالواقع يكتشف حجم الإنكار والخذلان، فيرتد بفعل جرح الكرامة وخيبة الأمل وينشد الرحيل. وهذا يمكن التعبير عنه بما قاله نزار قباني "أسألك الرحيل لخير هذا الحب يا حبيبي وخيرنا، اسالك الرحيل، بحق ما لدينا من ذكرى غاليه كانت على كلينا، وينهي نزار كلماته بالقول، وابق معي اذا انا سألتك الرحيلاَ”.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. خبيرة لغة الجسد تكشف سلوكيات غير لفظية مثيرة من لقاء ...
- أروى جودة تفجع بوفاة ابن شقيقها الشاب بعد حادث أليم
- البرهان يصدر قرارًا بوضع -القوات المساندة- تحت قيادة الجيش ا ...
- أوكرانيا.. تفاؤل أمريكي قبيل محادثات ترامب - زيلينسكي
- جوزاف عون يؤكد سعيه لتجنيب لبنان أي -خضات- بعد تحذير حزب الل ...
- آخرها محطة كهرباء.. لماذا تعيد إسرائيل استهداف منشآت مدنية ي ...
- هل اعتقلت هولندا ضباطا بالجيش الإسرائيلي؟
- مئات القتلى وآلاف المصابين.. تعرف على أحدث خسائر إسرائيل بغز ...
- ما حقيقة فيديو لخطيبين على منبر واحد في حماة السورية؟
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية استفزازية ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معن نوفل أبو عمار - المجتمع الدرزي الغامض، هل يمكن السيطرة عليه، ولماذا يطالب بالاستقلال!