أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أيوب عثمان - على هامش الصراع على السلطة بين فتح وحماس: القتال شرف وكرامة أماالاقتتال فعار وندامة















المزيد.....

على هامش الصراع على السلطة بين فتح وحماس: القتال شرف وكرامة أماالاقتتال فعار وندامة


أيوب عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 1818 - 2007 / 2 / 6 - 12:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


في سياق ما فرضه الاقتتال والتناحر بين فتح وحماس في الأيام الأخيرة - تحديداً - على الشعب الفلسطيني من منع للتجول، ومن قتل للأبرياء، ومن ترويع للأطفال والآمنين، ما عاد هناك من مبرر لأي شيء من ذلك إلا جنون السلطة والصراع المحموم عليها.
ليس هناك أحد في رأسه عقل يستطيع أن يُسَلِّم بأن الأحداث الأخيرة تنطلق من روح التسابق الوطني الشريف على تحرير الوطن ومقدساته وأقصاه، بل تنطلق من إصرار كل طرف على ألا يرى في مشهد القيادة والريادة والحكم والتفرد بالسلطة غيره ... تنطلق من إصرار كل طرف على أن يُنهيَ أخَ نضاله ورفيقَ دربه ليفوز هو وحده بالسلطة مُنْقَضًّاً على كرسيها الذي يستطيع من خلاله - كما يظن - أن يحكم ويتحكم وينفرد ويَتَفَرَّدَ، ليظل الشعب غائباً أو مُغَيَّبَاً مغلوباَ على أمره لا حول له ولا قوة.
لقد أحال الرصاص الفلسطيني الأعمى في الأيام الأخيرة - تحديداً - كل مناطق قطاع غزة إلى دنيا سوداء رسمها جنونٌ طاغٍ احتوى المشهد الفلسطيني كله إلى حدٍّ بات واجباً معه أن نَصِفَ ما حدث بأنه لا أخلاقي ولا وطني ولا ديني ولا إنساني. فهذا الشعب - الذي عانى وناضل وصبر وصابر ورابط وظل في تضحية مستمرة كل عمره وعلى أرضه وفي اغترابه وفي منافيه، وفي ظل سلطة زاد عمرها عن اثني عشر عاماً - بات واجباً عليه، الآن، أن يدرك الآتي:
1) أنَّ قلةً تحاول الانقلاب على خَطِّه والخروج عن إرادته وعن قيمه الاجتماعية ومثله ومبادئه وثوابته التي يتصدرها تجريم الاقتتال الداخلي وحُرْمة الدم الفلسطيني.
2) أنَّ قلة تدمر مشروعه التحرري وتحول الشعب إلى مسلحين يقتتلون، ومرتزقة ، وجوعى يتسولون.
3) أن المقاتل الشريف لا يتحول - البتة - قاتلاً، وأن طالب الحرية لا يصير سجاناً، وأن رفقاء سلاح الشرف والواجب والكرامة لا يتحولون أعداءً لايقتل بعضهم بعضاً فحسب، بل يقتلون سواهم من بني شعبهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى ...إلخ.
4)أن من يسمون أنفسهم، أو من يعتبرهم البعض، قادةً، ليسوا كذلك، في أي حال، لأنهم في غَمْرَةِ اقتتالهم وتناحرهم نَسَوْا واجبهم نحو طفل أراد ببراءته أن يلهو ويلعب ويحيا في أحضان أسرته في أمان، ونَسَوْا واجبهم نحو مريض فقير ربما احتاج كِسْرَة خبز أو حبة دواء، ونَسَوْا واجبهم نحو مريض حِيلَ بينه وبين غسيل كليته ليحيا فمات، ونَسَوْا واجبهم نحو سيارات الإسعاف التي ما مكنها القصف والتراشق الفلسطيني المجنون من الحركة بحرية وأمان.
5) أنه بات محكوماً ليس من سلطة، بل من رموز عنوانها إما جهل أو فشل أو استعلاء أو فساد أو غطرسة أو بطش أو استنطاع، أو خليط من هذا وذاك.
6) أنَّ له سلطةً لا سلطة لديها، وأن له رئيساً لا يرأس أحداً ولا يسمع كلامه أحد، وأنَّ له حكومةً هي بالاسم حكومةٌ لا تخط ولا تَحُطُّ ولا تحكم، وأن له أجهزة أمن هي أول من يخرج على ضوابط الأمن ويمارس الانفلات فيه وفي سواه، وأن له مقاتلين لا يقاتلون في سبيل الوطن والمواطن والواجب، بل هم على السلطة يتقاتلون ويقتتلون، وأن له فصائل وقوى وأحزاباً ينعم قادتها ورموزها باستيزاراتٍٍ أو نياباتٍ وامتيازاتٍ وسياراتٍ وجاهٍ ومرافقين، وأن له - باسم الفصائل والأحزاب والقوى - ناطقين رسميين يتحلق الناس حولهم وهم على الفضائيات فرسان بما يحلو لهم من الكلام يصدحون وبالمعاني والصفات والسمات يتشدقون، ثم يتصافحون - بعد التصايح - ويتعانقون - بعد التراشق والتشاتم والتكاذب - فيطمئنون الشعب المغلوب على أمره لدقائق معدودات ثم يعودون - والعود هذه المرة ليس أحمدُ - ليقلقوا راحته من جديد، وأن له لجنةً اسمُها " لجنة المتابعة العليا "، والتي بات من أهم أوصافها أن تعطينا من الكلام أحلاه وتَنْفَضَّ - بعد أن تسبغ علينا من نعم التطمينات ما قد يستمر لساعات أو نحوها - لتلتئم بعد الانفلات الجديد من جديد لتلقي علينا من بيانات الاتحاد وآيات التَّوحُّدِ ما عاد غير مفيد.
7)أنه لا صدق ولا مصداقية لأي قول أو وصف فلسطيني رسمي طالما أن الفعل الفلسطيني المخزي على الأرض واضحٌ وفي وضوحه فاضحٌ، ذلك أن الأحداث التي تُرى على الفضائيات لا مجال لتجميل قبحها.
8) أن ما جرى في الأيام الأخيرة - تحديداً - من الفلسطيني ضد الفلسطيني من فتح وحماس من شأنه أن يمنع أي أحد من التنديد بالجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. فما فعله الفلسطيني ضد أخيه الفلسطيني من فتح وحماس من شأنه أن يلغي من الذاكرةِ الإنسانيةِ الإجرامَ الإسرائيلي على مدى عقود ستة.
9) أن ما فعله الفلسطيني ضد أخيه الفلسطيني في الأيام الأخيرة - تحديداً - من شأنه أن يدفع أبناء الشعب الفلسطيني إلى المراجعة والتأمل عما إذا كان دفع الشباب إلى القتال ضد إسرائيل حرصاً على المصلحة العليا للوطن ومقدساته أم على المصلحة العليا لحزب أو فصيل يريد أن يركب السلطة على جماجم أبناء الشعب وعلى حساب دمه؟!
10) أنه لاصدق ولا مصداقية في أي قول فلسطيني رسمي مفاده انتقاد للعرب أو المسلمين أو الشعوب المحبة للتحرر لتقصيرهم في مساندة الشعب الفلسطيني، إذ كيف يطلب قادة شعبنا من الآخرين أن يقفوا مع شعبهم فيما هم أنفسهم عن شعبهم لاهون ومن أجل مصالحهم الشخصية للظفر بالحكم والسلطة يتقاتلون ويتناحرون!
11) أنه لا مجال لمطالبة الآخرين بفعل شيء لا يفعله من يسمون أنفسهم بأنهم قادتنا، فالتحيز الأمريكي لصالح إسرائيل ضدنا لم يَعُدْ في نظر العالم كما كان في السابق، ذلك أن العالم الذي يرى الاقتتال الفلسطيني الداخلي على الفضائيات لن ينتصر للحالة الفلسطينية ولن يدعم القضية الفلسطينية على النحو الذي كان، على أقل تقدير.
وآخر الكلام: فإن شعبنا الذي بات يدرك اليوم - أكثر من أي وقت مضى - أن مصيره قد أصبح - أو كاد - في قبضة من يملك مالاً أكثر وسلاحاً أكثر وأخطر، قد بات لزاماً عليه أن يعي جيداً أنه إذا كان المال الأكثر والسلاح الأكثر والأخطر مصدرهما خارجي، فإن من بيده القرار السياسي لا يمكن في أي حال أن يكون مستقلاً، كما لا يمكن أن يكون قراره مستقلاً، بل يظل رهناً للخارج ومرهوناً لصالحه وضد صالح شعبه. وبناء عليه، أما آن لشعبنا أن يغضب غضبة مُضَرِيَّةً يهتك بها حُجُبَ أولئك الذين قلبوا له ظهر المِجَنّ وانقلبوا على قيمه وتقاليده ومبادئه وثوابته التي في صدارتها تجريم الاقتتال الداخلي وتحريم الدم الفلسطيني؟!



#أيوب_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أيوب عثمان - على هامش الصراع على السلطة بين فتح وحماس: القتال شرف وكرامة أماالاقتتال فعار وندامة