أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسعد عبد اللطيف هيكل - قراءه في حقوق ملكية الفلاح المصري للارض الزراعيه















المزيد.....

قراءه في حقوق ملكية الفلاح المصري للارض الزراعيه


اسعد عبد اللطيف هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 1815 - 2007 / 2 / 3 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لاشك ان كل باحث في التاريخ هو هادف نحو الوصول الي الحقيقه مرتكزا علي التجرد من الهوي و الميل بعيدا عن كل دافع او عاطفه الا ان الباحث في تاريخ ملكية الفلاح المصري للارض الزراعيه عبر الزمان سيجد لامحال ان الحقيقه المتجرده في امر تلك القضيه هي التي تدفعه الي هذا الميل وتلك العاطفه .. نعم الميل الي المظلوم و العاطفه نحو من حرموا عبر تاريخهم الطويل امتلاك الارض تلك الارض التي روهما عرقا و دماءا .. تلك حقيقه تعبر عنها السطور التاليه .
نظام الاحتكار:
- في عام 1842 صدرقانون احتكار الارض الزراعيه في مصر الذي جعل من محمد علي هو المالك الوحيد لجميع اراضي مصر الزراعيه وقد ورث محمد على من النظم القديمة إهداء معاونية أو من يتوسم فيهم النبوغ فى خدمة دولته الأراضى والأقطاعيات فقد أعطى مصطفي بهجت باشا منحه قريتين يبلغ زمامهما 1800 فدان ثم منحه عباس باشا 400 فدان أخري وحامد أبو ستيت باشا منحه ما يزيد علي 7000 فدان بالإضافة إلي 100 فدان مزروعة نخيلا .. يراجع في ذلك ( الدكتوران رؤوف عباس وعاصم الدسوقي في كتابهما المشترك عن كبار الملاك والفلاحين في مصر 1837 - 1952) .
- بتولي الخديوي سعيد حكم مصر و صدور ما يعرف بالائحه السعيديه بدء التصرف في جزء من تلك الاراضي لتنهي بعض الشيء نظام الاحتكار هذا و كان التصرف بالبيع احيانا و الهبه احيانا اخري و في اغلب التصرفات كان نظام الرهن لما عاناه سعيد ان ذاك من دين و بذخ و تكاد تكون تلك اللائحه هي الاساس القانوني لاول ملكيه زراعيه في العصر الحديث حيث تركزت الملكيه الزراعيه في نحو 2740 أسرة نشأ معها الاقطاع و بدء معه تحكم كبار الملاك في الاقتصاد الزراعي المصري وفي الحياة السياسية وقد ساعد علي ذلك أن يتملك أقل من نصف في المائة من الملاك الزراعيين 35% من الأراضي الزراعية بينما وصل عدد المعدمين ممن لا يملكون أرضا ولا يستأجرون أي مساحة نحو مليون ونصف مليون أسرة بينما كان عدد سكان مصر في اول تعداد حديث له في عصر سعيد يتراوح بين 5 و 6 مليون نسمه .
كيف كانت علاقة الفلاح المصري بالارض حينذاك :
- لم تدلنا كثيرا المصادر التاريخيه عن تملك الفلاح المصري لارضه الزراعيه عبر العصور التاريخيه القديمه بدء من العصر الفرعوني و مرورا بعهود الغزاه و المحتليين و لم يكن دور الفلاح المصري يزيد عن مجرد عامل بتلك الارض لمصلحه مالكها بل انه اذا كان قد توافر له حدا ما من الملكيه كان في الاغلب الاعم مثقل بالضرائب و الالتزامات حتي ان علماء الحمله الفرنسيه نقلوا لنا صوره دونوها كتابهم وصف مصر تحت ملاحظه الاستغراب و الاندهاش حيث كان احد علماء تلك الحمله يجوب قري الدلتا و في منزل احد العمد و جد فلاح ضعيف منهك القوي جالسا بصحن الدار علي الارض و دون مداس و يكاد لا يرفع رأسه من بين ركبتيه و فجأه فزع هذا الفلاح علي كرباج جابي المال ( مامور الضرائب ) يضربه و يطلب منه المال فأخذ هذا الفلاح يسترحمه و يستعطفه في عفو من هذ المال الا انه مع قسوة و شدة هذا الجلاد اخرج الفلاح له من عمامته ما معه من مال ..
- اما اذا نظرنا الي حال الفلاح خلال عهد الدوله العلويه لوجدنا من الفظائع و الاهوال ما ينوء بحملها الرجال و يكفي ان نقول في هذا الشأن الجمله الشهيره التي اطلقها توفيق الي عرابي من شرفة قصره بعابدين " ما انتم الا عبيد احساناتنا " ..
نظام السخره :
- ان نظام السخره الذي اتبع مع الفلاح المصري من حكام تلك الاسره ليس بمنكرا اوبمنال فبالاضافه الي الضرائب التي اضطر معها صغار الملاك لترك أراضيهم والهرب للعمل لدى الإقطاعيين الكبار للتخلص من عبء هذه الضرائب كان هناك شكل آخر للاستغلال تمثل في حاجة هذه الدولة لإنشاء بنية أساسية عبر حفر الترع والمصارف وتمهيد الطرق خاصةً في المناطق التي تضم أراضي لكبار الملاك وكبار رجال الدولة. وكان على رأس هذه المشروعات قناة السويس وقد دفع الفلاحون حياتهم ثمنا لهذه المشاريع حيث لم يلتزم هؤلاء الحكام بأدنى الضمانات التي يقدمها الرأسمالي للعمال وهي توفير الحد الأدنى من الاحتياجات التي يستطيع معها هؤلاء الفلاحون استكمال الحياة والعمل معها فقد كان الفلاحون يعتمدون في طعامهم على ما يرسله لهم أهاليهم من خبز و فتات الطعام .


وعلى الرغم من أن السخرة هي إحدى ملامح العلاقات الإقطاعية في مصرابان تلك الفتره إلا أنها استمرت طوال النصف الثاني من القرن التاسع عشر لإقامة البنية الأساسية للدولة الحديثة وكذلك للقيام بعمليات تطهير الترع فعلى سبيل المثال في عام 1847 كان عدد الفلاحين المطلوبين لحفر ثلاث ترع في الدلتا يبلغ 182077 شخصاً تم توزيعهم على مديريات الوجه البحري في حين ان أهالي الصعيد كان قد تم تجنيدهم في مشروعات مماثلة في الوجه القبلي وفي بداية حكم سعيد عام 1844 كان ما يقرب من ألف فلاح من قرية المنصوري بمديرية الجيزة يعملون بصفة مستمرة في المشروعات العامة بعيداً عن قريتهم من بين مجموع سكان القرية البالغ 2653 نسمة
وفى فترة حفر قناة السويس كان مخصصا ما بين 25ألف-30 ألف فلاح ومثل هذا العدد في الطريق إلى منطقة الحفر هذا بجانب السخرة في المشروعات العامة الأخرى وقد بلغ عدد من تم تسخيرهم في تطهير الترع في عهد سعيد 300 ألف فلاح كما نفذ عدد آخر من المشروعات عن طريق السخرة مما أدى إلى نقص العمالة في الريف بين 1856- 1863
وقد تحمل فقراء الفلاحين العمل بالسخرة وحدهم حيث كان يعفى من السخرة من يعملون لدى كبار الملاك وكذلك الأجانب، وكانوا لا يدفعون مقابل نقدي للإعفاء من السخرة مما أغرى الكثيرين من أصحاب الملكيات الصغيرة إلى تركها واللجوء للعمل في أبعديات كبار الملاك وقد كان يؤخذ للسخرة كل الذكور فيما عدا الأطفال أقل من ثماني سنوات والشيوخ أكبر من سبعين عاماً وعدل هذا بعد ذلك بالأمر العالي الصادر في 25 يناير 1881، فأصبح يذهب للسخرة الذكور ما بين 15-50 سنة، وأعفيت منها الكثير من الفئات مثل العلماء وطلبة العلم وأرباب الحرف وصائدي الأسماك والمراكبية معنى ذلك أن الفلاحين كانوا تقريباً هم الفئة التي ينطبق عليها السخرة .
- و هذه صوره نقلها عبد الله النديم في اللطائف عام 1882 يقول :
" رأيت الوفا من الأهالي جمعوا من كل المديريات لحفر رياح الخطاطبة كي يسقوا مزارع الخديوي وكان البرنس حسين باشاً مفتشاً للوجه البحري مر القواض على جواده معلناً أن البرنس سيفاجئهم للتفتيش فهرع الملاحظون إلى قطع الأغصان الغليظة من الأشجار ونزلوا بها على جسوم الفعلة العارية فلا تسمع إلا الأنات والصراخ والنحيب ولا يظهرون من هذه الأجسام الملطخة بالطين سوى مواضع السياط، وكلما مر البرنس على مدير ورأى الأنفار تقع على الصخور وتغرق في الوحل وتضرب على الوجوه قال للمدير (أفرين برافو برافو) فما انتهت الزيارة إلا وعدد الموتى قد بلغ الثلاثين بين مضروب بالسياط وغريق في الوحل " .
- هذه صوره الفلاح المصري التي استمرت قرابة القرن من الزمان .. ثم كانت قوانين الانصاف و العدل الاجتماعي :
قوانين الاصلاح الزراعي
- القانون الأول للإصلاح الزراعي في سبتمبر سنة 1952
- حددت المادة الأولى الحد الأقصى للملكية الزراعية بـ 200 فدان للفرد، وسمحت المادة الرابعة للمالك أن يهب أولاده مائة فدان. وقد سمح القانون للملاك ببيع أراضيهم الزائدة عن الحد الأقصى لمن يريدون، وأعطى لهم الحق في تجنب أراضي الآخرين المبيعة. كما قرر القانون صرف تعويضات للملاك، فلقد قدرت أثمان الأراضي بعشرة أمثال قيمتها الإيجارية، وأضيف إليها الملكيات والتجهيزات الأخرى (الأشجار والآلات …) القائمة على الأرض بقيم عالية. ونظم صرف التعويضات بسحب سندات على الحكومة تسدد على مدى ثلاثين عاما بفائدة سنوية قدرها 3 % .
وقرر القانون توزيع الأراضي الزائدة على صغار الفلاحين بواقع (2 إلى 5 أفدنة) على أن يسددوا ثمن هذه الأراضي على أقساط لمدة ثلاثين عاما وبفائدة 3% سنويا، يضاف إليها 1.5% من الثمن الكلي للأرض؛ وفاء للموجودات التي كانت على الأرض (الأشجار الآلات... إلخ .
- القانون رقم 127 لسنة (1380هـ=1961م) الذي أطلق عليه قانون الإصلاح الزراعي الثاني، وأهم ما في هذا القانون هو جعل الحد الأقصى لملكية الفرد 100 فدان، يضاف إليها 50 فدانا لبقية الأسرة (الأولاد) للانتفاع فقط، وتحريم أي مبيعات للأرض من المالك لأبنائه، كما ألغى القانون الاستثناءات السابقة الخاصة بالأراضي قليلة الخصوبة. وتقدر الأراضي التي آلت إلى "الإصلاح الزراعي" نتيجة هذا القانون بـ214,132 ألف فدان
-القانون رقم 50 لسنة (1389هـ=1969م) الذي أطلق عليه قانون الإصلاح الزراعي الثالث، والذي جعل الحد الأقصى لملكية الفرد 50 فدانا. على أن هذا القانون الأخير لم يجد فرصة للتطبيق في واقع الأمر. وتقول الإحصائيات الرسمية بأنه حتى سنة 1969 تم توزيع 989,184 ألف فدان على الفلاحين منها 775,018 ألف فدان تم الاستيلاء عليها وفقا لقوانين الإصلاح الزراعي، و184,411 ألف فدان كانت تتبع بعض المؤسسات المختلف، أما الباقي وقدره 29,755 ألف فدان كان حصيلة أراضي لطرح لنيل، ووفقا لنفس هذه الإحصائيات الرسمية فقد وزعت تلك الأراضي على 325,670 ألف أسره .
و هنا لا بد من وقفه قصيره :
- ان قوانين الاصلاح الزراعي هذه لم تتعد آثارها أكثر من 7% من ملاك الأراضي الزراعية التي وزعت على 150 ألف أسرة تشكل 5% من أسر الفلاحين العاملين بالزراعة. وقد أثرت سلسلة الإصلاحات فقط على 16% من الأراضي الزراعية، فقد تم توزيع 13% من هذه الأراضي على 10% من الأسر الفلاحية .
- ان تلك القطع الزراعيه التي صدورت من كبار الملاك لا تتعدي جزء يسيرا من ثرواتهم الطائله فهناك القصور و السيارات و المجوهراات و ارصده البنوك ... و لعل القول المأثور فيه من البلاغه ما يقسط و يغني " انا رايح العزبه يا هانم اريح اعصابي " .
- ثم انه الا يمكن ان نعتبر تلك الارض التي و زعت علي هؤلاء الفلاحين ثمنا يسيرا مثلا لما بذلوه من عمل تحت السخره بقناة السويس ناهيك عن حفر الترع و المصارف و و و .. ثم نسلم في مقابلها تجاوزا بمنح و عطايا السلطان .

- ثم جاءت الرده الاولي بعد وفاة عبد الناصر.. حيث اصدر السادات قراراته برفع الحراسات و الافراج عن تلك الاقطاعيات و عودتها مجدا الي كبار الملاك .
- و انتهي الامر اخيرا الي القانون 96 لسنه 92 الذي حدد فتره انتقاليه لسلب الارض مره اخري من الفلاحين و و وضعها ثانيا بين يدي الاسر الاقطاعيه ليعود الفلاحين مجددا الي ما قبل عام 1842 لتنتهي تلك الفتره التاريخيه الاستثنائيه في مسيرة حياتهم و يعودوا ثانيا الي المربع الابدي لهم رقم زيرو و ليس رقم واحد .
هذه قراءه مختصره لمسيرة فلاحي مصر مع ارضهم الزراعيه انها مسيرة آلام و معاناة و نضال فلاحي مصر ..



#اسعد_عبد_اللطيف_هيكل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسعد عبد اللطيف هيكل - قراءه في حقوق ملكية الفلاح المصري للارض الزراعيه